|
|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
حديث: لا هجرة، ولكن جهاد ونية، وإذا استنفرتم فانفروا
حديث: لا هجرة، ولكن جهاد ونية، وإذا استُنفرتم فانفروا الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الفتح، فتح مكة: «لا هجرة، ولكن جهاد ونية، وإذا استُنفرتم فانفروا»، وقال يوم الفتح، فتح مكة: «إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السماوات والأرض، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة ...»، وفيه قال العباس: يا رسول الله إلا الإذخر، فإنه لقينهم ولبيوتهم، فقال: «إلا الإذخر». تخريج الحديث: الحديث أخرجه مسلم حديث ( 1353 )، وأخرجه البخاري في "كتاب الجنائز"، "باب الإذخر والحشيش في القبر" حديث ( 1349 ) تعليقًا، وأخرجه موصولًا في "كتاب الحج"، "باب فضل الحرم" حديث ( 1587 )، وأخرجه أبو داود في "كتاب المناسك"، "باب تحريم حرم مكة" حديث ( 2018 )، وأخرجه الترمذي في "كتاب السير"، "باب ما جاء في الهجرة"، حديث ( 1590 )، وأخرجه النسائي في "كتاب مناسك الحج"، "باب حرمة مكة"، حديث ( 2874 ). شرح ألفاظ الحديث: ♦ (( يوم الفتح، فتح مكة )): الأظهر أن النبي - صلى الله عليه وسلم -لم يقل ذلك يوم فتح مكة، وإنما هذا من المجاز بدليل الحديث الذي يليه قال: ((الغد من يوم الفتح))، والذي يليه قال: ((لما فتح الله عز وجل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة، قام في الناس فحمد الله وأثنى عليه)). ♦(( لا هجرة )): أي لا هجرة بعد فتح مكة من مكة، وأما الهجرة من دار الحرب إلى دار الإسلام، فهي باقية إلى يوم القيامة، وفي هذا معجزة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأن تبقى مكة دار إسلام لا يكون منها هجرة مرة أخرى. ♦ (( ولكن جهاد ونية )): المعنى أن لكم طريقًا إلى تحصيل الفضائل التي في معنى الهجرة، وذلك بالجهاد ونية الخير في كل شيء. قال الطيبي - رحمه الله -: "الهجرة إما فرار من الكفار، وإما إلى الجهاد، وإما نحو طلب العلم، وقد انقطعت الأولى، فاغتنموا الأخيرتين"؛ [ انظر فتح المنعم ( 5 / 424 ) ]. ♦ ((وإذا استنفرتم فانفروا)): أي إذا دعاكم الإمام إلى الغزو فاخرجوا، فالجملة تفسر بقاء الجهاد. ♦ (( إن هذا البلد)): المقصود به مكة. ♦ ((إلا الإذخر)): بكسر الهمزة نبت معروف طيب الرائحة له سيقان دقاق يستخدمه الناس في بناء بيوتهم وقبورهم ويوقدون به النار. ♦ (( فإنه لقينهم ولبيوتهم)): القَين بفتح القاف وسكون الياء وهو الحداد والصائغ، فإنه يستعمل الإذخر وقودًا لناره، والضمير في (لقَينهم) لأهل مكة. من فوائد الحديث: الفائدة الأولى: الحديث دليل على انقطاع الهجرة من مكة بعد فتحها، وفي هذا إيذان بأن مكة ستبقى دار إسلام إلى قيام الساعة، وهذا من معجزاته - صلى الله عليه وسلم. الفائدة الثانية:الحديث دليل على بقاء شعيرة الجهاد في سبيل الله وبيان أهميتها، فلما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الهجرة من مكة انقطعت أخبر بأن الإنسان يمكنه الاستزادة من الأعمال الصالحة بالجهاد في سبيل الله ونية الخير. الفائدة الثالثة:الحديث دليل على حالة من الحالات التي يكون فيها الجهاد فرض عين، وهي استنفار الإمام للمسلمين بأن يخرجوا للجهاد في سبيل الله. الفائدة الرابعة:الحديث دليل على أن الله تعالى جعل مكة بلدًا حرامًا إلى يوم القيامة، ويشكل على هذا حديث عبدالله بن زيد - رضي الله عنه - سيأتي بعد أربعة أحاديث بإذن الله -: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (( إن إبراهيم حرم مكة ))، ولذا اختلف العلماء في الجمع بين الحديثين؛ أظهرهما قولان: قيل:إن مكة محرمة يوم خلق الله السماوات والأرض، ولكنه خفي تحريمها، واستمر إلى زمن إبراهيم - عليه السلام - ثم هو أظهر تحريمها وأشاعه. وقيل:إن الله عز وجل كتب في اللوح المحفوظ عنده أو في غير اللوح المحفوظ يوم خلق السماوات والأرض: إن إبراهيم - عليه السلام - سيحرم مكة بأمر الله تعالى، فكأن إبراهيم - عليه السلام - مبلغ لهذا التحريم. الفائدة الخامسة:الحديث دليل على استثناء نبات الإذخر، فإنه يجوز قطعه في الحرم، فلا يدخل في قول النبي - صلى الله عليه وسلم - عن مكة: (( ولا يعضد بها شجرةً ))، وسيأتي بإذن الله تعالى.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |