تخريج حديث: تَحْتَرِقُونَ تَحْتَرِقُونَ - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12522 - عددالزوار : 213853 )           »          أطفالنا والمواقف الدموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          عشر همسات مع بداية العام الهجري الجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          وصية عمر بن الخطاب لجنوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »          انفروا خفافاً وثقالاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          أثر الهجرة في التشريع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          مضار التدخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          متعة الإجازة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          التقوى وأركانها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى الاحاديث الضعيفة والموضوعة

ملتقى الاحاديث الضعيفة والموضوعة ملتقى يختص بعرض الاحاديث الضعيفة والموضوعه من باب المعرفة والعلم وحتى لا يتم تداولها بين العامة والمنتديات الا بعد ذكر صحة وسند الحديث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-02-2021, 04:26 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي تخريج حديث: تَحْتَرِقُونَ تَحْتَرِقُونَ

تخريج حديث: تَحْتَرِقُونَ تَحْتَرِقُونَ












الشيخ طارق عاطف حجازي




عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «تَحْتَرِقُونَ تَحْتَرِقُونَ، فَإِذَا صَلَّيْتُمُ الْفَجْرَ غَسَلَتْهَا. ثُمَّ تَحْتَرِقُونَ تَحْتَرِقُونَ، فَإِذَا صَلَّيْتُمُ الظُّهْرَ غَسَلَتْهَا. ثُمَّ تَحْتَرِقُونَ تَحْتَرِقُونَ، فَإِذَا صَلَّيْتُمُ الْعَصْرَ غَسَلَتْهَا. ثُمَّ تَحْتَرِقُونَ تَحْتَرِقُونَ، فَإِذَا صَلَّيْتُمُ الْمَغْرِبَ غَسَلَتْهَا. ثُمَّ تَحْتَرِقُونَ تَحْتَرِقُونَ، فَإِذَا صَلَّيْتُمُ الْعِشَاءَ غَسَلَتْهَا. ثُمَّ تَنَامُونَ فَلا يُكْتَبُ عَلَيْكُمْ حَتَّى تَسْتَيْقِظُوا».








تخريج الحديث:



1 - اختُلف في رفعه ووقفه، والظاهر أن الرفع أرجح، وله شواهد:



رُوي من حديث عبد الله بن مسعود مرفوعًا من طريق عاصم بن بهدلة - ثقة من رجال الصحيحين - عن زر بن حبيش - ثقة من رجال الصحيحين - عنه به.







ثم هو يروى عن عاصم من ثلاثة طرق:



(الطريق الأول): طريق حماد بن سلمة، ثقة من رجال الصحيحين.







عند الطبراني في معجميه «الصغير» رقم (120)، و«الأوسط» رقم (2224) ومن طريقه الخطيب في «تاريخ بغداد» (5/ 500).. عن أبي الصقر أحمد بن علي بن الحسن الضرير المؤدب التميمي البغدادي - معروف العين مجهول الحال؛ محله الصدق - عن علي بن عثمان اللاحقي، ثقة، عنه.







ثم قال الطبراني في «الصغير»: لم يروه عن حماد بن سلمة مرفوعًا إلا اللاحقي.







وقال في «الأوسط»: رفعه علي بن عثمان اللاحقي، ورواه جماعة عن حماد بن سلمة موقوفًا.







هكذا قال! ولقد جهدت كثيرًا جدًّا في أن أقف ولو على رواية واحدة من طريق حماد بن سلمة الموقوفة فلم أظفر بشيء.







قلت: وهذا سند متصل حسن من أجل أبي الصقر.







قال المنذري: رواه الطبراني في الصغير والأوسط، وإسناده حسن.







(الطريق الثاني): طريق أبان بن يزيد العطار، ثقة من رجال الصحيحين.







عند الطبراني في «الكبير» رقم (10252)، ومن طريقه أبو نعيم في «الحلية» (4/ 189).. عن الحسن بن علي المعمري ثقة - عن محمد بن الخليل الخُشَني - صدوق لا بأس به - عن أيوب بن حسان الجرشي شيخ صدوق لا بأس به، عن هشام بن الغاز الجرشي - ثقة من رجال البخاري - عنه.







قلت: تصحف في كبير الطبراني إلى الحرشي.



وهذا سند متصل حسن.







(الطريق الثالث): طريق الربيع بن حظيان مستقيم الحديث؛ محله الصدق وقد وُثق.. وهو يُروى عنه من طريقين:



تصحف في مطبوع الترغيب لقوام السنة إلى (خطيان).







الأول: طريق الحسن بن جرير الصوري ثقة. عند الطبراني في «الكبير» رقم (10252) ومن طريقه أبو نعيم في «الحلية» (4/ 189)... مرفوعًا.







الثاني: طريق خسرو أحمد بن علي بن يزيد السوادي مجهول الحال.. عند قوام السنة في «الترغيب» رقم (1982) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (5/ 76).. موقوفًا.







كلاهما - الحسن وأحمد - عن سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي - ثقة من رجال البخاري، ولكنه إذا روى عن الضعفاء والمجاهيل يُتقى حديثه - عن عبد ربه بن ميمون النحاس قاضي دمشق. صدوق وثقه أبو زرعة، عنه.







قلت: وهذا سند ضعيف؛ لكنه يتقوى بما قبله.







قال أبو نعيم: حديث الربيع ينفرد به عبد ربه، وحديث هشام أيوب بن حسان.







كذا قال.. والأَوْلى أن يقال: وحديث أبان ينفرد به هشام.







وهذا لفظ حديثهم: «يُبْعَثُ مُنَادٍ عِنْدَ حَضْرَةِ كُلِّ صَلاةٍ فَيَقُولُ: يَا بَنِي آدَمَ، قُومُوا فَأَطْفِئُوا عَنْكُمْ مَا أَوْقَدْتُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ. فَيَقُومُونَ فَيَتَطَهَّرُون وَتَسْقُطُ خَطَايَاهُمْ مِنْ أَعْيُنِهِمْ، وَيُصَلُّونَ فَيُغْفَرُ لَهُمْ مَا بَيْنَهُمَا. ثُمَّ يُوقِدُونَ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ، فَإِذَا كَانَ عِنْدَ صَلَاةِ الأُولَى نَادَى: يَا بَنِي آدَمَ، قُومُوا فَأَطْفِئُوا مَا أَوْقَدْتُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ. فَيَقُومُونَ فَيَتَطَهَّرُون وَيُصَلُّونَ فَيُغْفَرُ لَهُمْ مَا بَيْنَهُمَا. فَإِذَا حَضَرَتِ الْعَصْرُ فَمِثْلُ ذَلِكَ، فَإِذَا حَضَرَتِ الْمَغْرِبُ فَمِثْلُ ذَلِكَ، فَإِذَا حَضَرَتِ الْعَتَمَةُ فَمِثْلُ ذَلِكَ، فَيَنَامُونَ وَقَدْ غُفِرَ لَهُمْ».







ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «فَمُدْلِجٌ فِي خَيْرٍ، وَمُدْلِجٌ فِي شَرٍّ».







وانظر: «الصحيحة» للعلامة الألباني (2520).







ورُوي عن عبد الله بن مسعود موقوفًا من طريق القاسم بن عبد الرحمن المسعودي ثقة. واختُلف عليه:



فرواه عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي - ثقة، إلا أنه تغير في أخرة فاختلط اختلاطًا كبيرًا - عنه، عن لقيط بن قبيصة بن صبرة الجعفري الفزاري - مجهول الحال لا يُعرف، وثقه ابن حبان متفردًا بذلك كعادته في مثل هؤلاء - عن عبد الله بن مسعود.







حمله عن عبد الرحمن المسعودي:



عاصم بن علي الواسطي صدوق من رجال البخاري.. عند الطبراني في «الكبير» رقم (8739).



وكيع لا يُتكلم في مثله.. عند ابن أبي شيبة في المصنف رقم (7727).



أبو نعيم الفضل بن دُكين لا يُتكلم في مثله.. كما في «التاريخ الكبير» للبخاري.







ورواه مِسعر - لا يُتكلم في مثله - عنه، عن عبد الله بن مسعود؛ منقطعًا بإسقاط لقيط ابن قبيصة بينهما.







حمله عن مِسعر:



وكيع.. عند ابن أبي شيبة في «المصنف» رقم (7727).



عبد الله بن المبارك لا يُتكلم في مثله.. في «الزهد» رقم (903).







ولفظه: «تَحْتَرِقُونَ حَتَّى إِذَا صَلَّوُا الْفَجْرَ غُسِلَتْ، ثُمَّ تَحْتَرِقُونَ حَتَّى إِذَا صَلَّوُا الظُّهْرَ غُسِلَتْ، ثم تَحْتَرِقُونَ حَتَّى إِذَا صَلَّوُا الْعَصْرَ غُسِلَتْ...» حَتَّى عَدَّ الصَّلَوَاتِ كُلَّهَا هَكَذَا.







فبانت الخلاصة في حديث عبد الله بن مسعود رضي اله عنه أنه يروى من وجهين:



الأول: الوجه المرفوع.



وهو وجه مروي بثلاثة أسانيد متصلة؛ اثنان منها حسنةُ الإسناد، كما مر بك.







كما أن له شواهد - تأتي إن شاء الله - تؤيده وتقويه.. ناهيك أن في بعض الروايات الحسنة من هذا الوجه التصريح بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المتكلم في أثناء رواية الحديث.







ولا يمنع هذا أن يكون ابن مسعود رضي الله عنه قد قاله من دون أن يرفعه؛ ولكنه عنده له حكم الرفع، بل هو الأظهر _ أي: كونه له حكم الرفع _ فإن فيه إخبارًا بأمور غيبية من وقوع الذنب؛ وهذا ليس لابن مسعود رضي الله عنه. فتأمل.







الثاني: الوجه الموقوف.



وهو وإن كان قد رجحه بعض أهل العلم؛ خاصة المنذري في الترغيب والترهيب، ووافقه ابن رجب في شرح البخاري؛ إلا أنه فيما وقفت عليه _ بعد بحث جهيد عن أسانيد أخرى له - لا ينافس الوجه المرفوع.







فإنه فيما وقفت عليه من أسانيد وروايات كما هو أعلاه ضعيفٌ؛ لثلاث علل:



الانقطاع بين القاسم بن عبد الرحمن المسعودي، وبين عبد الله بن مسعود رضي الله عنه؛ وذلك في طريق (مِسعر).







جهالة (لقيط) وعدم مقارنته بـ(زر بن حُبيش) إطلاقًا؛ وذلك في طريق (المسعودي).







جهالة (خسرو أحمد بن علي السوادي) وعدم مقارنته بـ (الحسن الصوري)، فمخالفته هذه ضعيفة.. وذلك في طريق (الربيع بن حظيان).







وقد قال المنذري: (وَرَوَاهُ فِي الْكَبِير مَوْقُوفًا عليه وهو أشبه ورواته محتج بهم في الصحيح)، وقال الهيثمي: (رواه الطبراني في الثلاثة إلا أنه موقوف في الكبير ورجال الموقوف رجال الصحيح).







وقد بحثت بحثًا شديدًا مطولًا عن حديث الطبراني هذا فلم أقف عليه.







قلت: وللحديث شواهد:



الشاهد الأول: حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.



تحرف في مطبوع الحلية إلى (أبي هريرة).







ولفظه: «إِنَّ للَّهِ مَلَكًا يُنَادِي عِنْدَ كُلِّ صَلاةٍ: يَا بَنِي آدَمَ، قُومُوا إِلَى نِيرَانِكُمُ الَّتِي أَوْقَدْتُمُوهَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ فَأطْفِئُوهَا بِالصَّلاةِ».







وهو لا يُروى عنه إلا من طريق أبي الحسن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الْمُخَرمِي الضبي البيهسي البغدادي المؤدب المكتب ضَعَّفه الدارقطني، تُرك حديثه بعدما اتُّهم بالكذب وقد نوصح بذلك، عن أبي عبد الرحمن يحيى بن زهير القرشي - مجهول الحال؛ قليل الرواية محله الصدق - عن أزهر بن سعد السمان - ثقة من رجال الصحيحين - عن عبد الله بن عون المزني - ثقة من رجال الصحيحين - عن محمد ابن سيرين - لا يُتكلم في مثله - عنه مرفوعًا.







أتى في المختارة للضياء رقم (2592) من رواية أبي محمد عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي هكذا: يعقوب بن إبراهيم أبو الحسن البيهقي، وذلك في ربض الأنصار.. فأسقط أباه وألحقه بجده، ونسبه بالبيهقي، ولا تصح هذه النسبة؛ إنما هو البيهسي. فتنبه.







أخرجه: الطبراني في «الصغير» رقم (130) و«الأوسط» رقم (9452) ومن طريقه أبو نعيم في «الحلية» (3/ 42) والضياء في «المختارة» رقم (2318، 2319)، وابن بشران في «الكراس الأخير من الجزء الثلاثين» (ق1/ 1 - 2)، ويحيى بن منده في «أحاديثه» (91/ 2) كما في «الضعيفة» للعلامة الألباني (3057).







قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن ابن عون إلا أزهر، تفرد به يحيى بن زهير القرشي.







قال أبو نعيم: غريب من حديث ابن عون، تفرد به عنه أزهر مرفوعًا.







كذا قال! ولم يَرد حديث أنس إلا مرفوعًا أصلًا.. وكأنه يشير رحمه الله إلى أنه قد ورد من وجه آخر غير هذا الوجه عن أنس رضي اله عنه موقوفًا.







قال المنذري: رواه الطبراني في الأوسط والصغير وقال: تفرد به يحيى بن زهير القرشي.







قال المملي: ورجاله كلهم محتج بهم في الصحيح سواه.







أقول: سبحان الله! كيف يكون رجاله كلهم محتجًّا بهم في الصحيح سوى يحيى بن زهير؟! وأين ذهب شيخ الطبراني؟!







والخلاصة: أن هذا الحديث بهذا السند ضعيفٌ جدًّا لا يصح.. وقد لا يتقوى بما قبله؛ وما ذلك إلا لغرابة تفرد (أزهر) عن (ابن عون) بهذا الحديث دون أن يحمل عنهما ويشتهر من روايتهما!! فإن هذا الصنيع يوهم ويوحي بأن الإسناد مفبرك عليهما. والله أعلم. وانظر: «الضعيفة» (3057).







(فائدة):



قال في «الجواهر المضية في طبقات الحنفية» (2/ 35):



(محمد بن أبي بكر بن عبد الله أبو طاهر الخطيب البوسنجي الإمام الزاهد. قال صاحب الهداية فى مشيخته التي جمعها لنفسه: أجاز لي - يعني محمد بن أبي بكر هذا - رواية جميع مسموعاته مشاهدة بمرو، وكَتب بخط يده منها كتاب التفسير الوسيط لعلي الواحدي. يرويه عن أبي الفضل محمد بن أحمد الماهاني، عن علي بن أحمد الواحدي المصنف. ثم ساق صاحب الهداية عنه حديثًا سمعه منه بسنده عن أنس يرفعه: (إن لله ملكًا ينادي كل صلاة: يا بني آدم، قوموا إلى نيرانكم التي أوقدتموها على أنفسكم فأطفئوها بالصلاة). انتهى.







(فائدة):



قد روى ابن النجار متابعة لابن سيرين عن أنس في رواية هذا الحديث؛ كما في الجامع الكبير للسيوطي، وعنه الهندي في الكنز.. والراوي عنه رضي الله عنه؛ هو يغنم بن سالم بن قنبر، وَضَّاع كذاب متروك، يَروي عن أنس نسخة موضوعة.







الشاهد الثاني: حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه.



تفرد به قوام السنة في «الترغيب» رقم (1981) قال:



أنبأ جعفر بن يحيى المكي - ثقة ثبت - أخبرنا أبو صخر - هكذا تصحف عنده؛ وهو ابن نصر محمد بن علي بن صخر؛ ثقة - ثنا أبو القاسم عبد العزيز بن عبد الله الهاشمي إملاء - ثقة - ثنا أبو نصر الليث بن محمد بن الليث المروزي - مقبول محله الصدق - ثنا محمد بن حمدويه المروزي ابن سنجار - مجهول الحال - ثنا سَورة بن شداد المروزي الجنوجردي الزاهد - كان صحيح الكتب والسماع، محله الصدق، وقد وثقه ابن حبان - عن الصلت بن دينار - متروك الحديث مجمع على ضعفه، لا يُحتج بحديثه- عن بُرْد أبي العلاء بن سنان - صدوق - عن مصعب بن سعد - ثقة من رجال الصحيحين - عن أبيه، عن أبي بكر الصديق k، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما حضرت صلاة قط إلا نادت الملائكة: يا بني آدم، قوموا إلى نيرانكم التي أوقدتموها على أنفسكم فأطفئوها بصلاتكم».







أقول: هذا الحديث بهذا السند ضعيف جدًّا لا يصح.







الشاهد الثالث: مرسل الحسن البصري رحمه الله.



تفرد به الغيلاني في «غيلانياته» رقم (648)، قال:



حدثنا بِشر بن موسى الأسدي - ثقة - ومحمد بن سليمان الواسطي - ضُعف، وهو مقبول - قالا: حدثنا خَلَّاد بن يحيى - صدوق من رجال البخاري - عن مسعر - تقدم - عن زيد العمي - ضعيف - عن الحسن، قال: ما من منادٍ ينادي لشيء من الصلوات حتى ينادي قبله منادٍ من السماء: يا بني آدم، قوموا فأطفئوا نيرانكم. قال: فيقوم المؤذنون فيؤذنون ويجيء الناس ويصلون.







قلت: وأخرجه عبد الرزاق (1/ 46) (145) عن ابن عيينة عن مِسعر عن زيد العمي عن الحسن به.







أقول: وهذا الشاهد مع كونه مرسلًا ضعيفًا؛ إلا أنه زاد ضعفه ضعفًا سنده الذي رُوي به.







هذا ما استطعت الوقوف عليه من شواهد لهذا الحديث؛ وتلاحظ أنها كلها ضعيفة بَيَّن ضعفها، كما أنها لا تتقوى بمحموعها؛ سوى أنها في اعتقادي تفيد أن لهذا الحديث أصلًا.







أقوى ما ورد فيه بأسانيد حسنة هو حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أعلاه.







وعلى كل؛ أعظم شاهد لهذا الحديث هو الحديث الصحيح الذي رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ وفيه: «والصلواتُ الخمس كفارة لما بينهن».







قلت: تقدم تخريجه.







الشاهد الرابع: حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه.



وهذا الحديث لم أقف عليه مسندًا مخرجًا في شيء من دواوين السنة وغيرها؛ إلا في كتاب «الكنى» للحاكم، وسيأتي إن شاء الله.







وكلام العلماء فيه يفيد ثبوته وقوة وروده عنه رضي الله عنه؛ وذلك من جهتين:



الأولى: أنه قد خرّجه الإسماعيلي رحمه الله كما في «فتح الباري» لابن رجب (1/ 558)، ولم أقف عليه من طريقه وروايته أبدًا؛ وأظنه في مستخرجه رحمه الله؛ فإن كان فإنه يفيد جودة السند في الجملة.







قال ابن رجب رحمه الله: وخرَّجَ الإسماعيليُّ من حديثِ عمرَ بنِ الخطابِ مرفوعًا: «يُحْرَقونَ، فإذا صلَّوا الصبحَ غَسلتِ الصلاةُ ما كان قبلها» حتى ذكرَ الصلواتِ الخمسِ.







وتلاحظ هنا أنه لم يذكر الراوي عن عمر بن الخطاب من هو.. فلا نجزم بشيء في هذا.







الثانية: أن الحاكم في الكنى لما أن علق على الحديث قال: (وذِكر أبي ثعلبة فيه غير محفوظ).







وهذا يفيد أن لهذا الحديث عن عمر بن الخطاب طريقًا محفوظًا معروفًا، وأظنه طريق الإسماعيلي.. لكن لم نقف عليه. فالله أعلم.







قال أبو أحمد الحاكم في «الكنى» (3/ 34):



أخبرني أبو الطيب أحمد بن عبيد الله الدارمي بأنطاكية - من أهل أنطاكية؛ شيخ محله الصدق، زاهد صاحب عبادة - أنا أحمد بن حرب - يعني الموصلي صدوق لا بأس به، نا عبد الرحمن بن يحيى العذري - لا شيء، مجمع على ضعفه وترك حديثه - عن يونس الأيلي - ثقة من رجال الصحيحين - عن الزهري، عن أبي ثعلبة القرظي - مجهول الحال والعين لا يُعرف - قال: سمعت عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يحترقون، فإذا صلوا الصبح غسلت الصبح ما كان قبلها، ثم يحترقون فإذا صلوا الظهر غسلت الصلاة ما كان قبلها، ثم يحترقون فإذا صلوا العصر غسلت ما كان قبلها»حتى ذكر الصلوات الخمس.







قال أبو أحمد: (هذا حديث منكر، وذِكر أبي ثعلبة فيه غير محفوظ، وقد روى الزهري عن ثعلبة بن أبي مالك القرظي غير حديث، وعبد الرحمن بن يحيى العذري ليس ممن يُعتمد على روايته).







وهي قوله: (والمعروف ثعلبة بن أبي مالك القرظي).. وهي تفسر ما أتى هنا في هذه النسخة. والله أعلم.







لكن عقب ابن حجر تعقيبًا جميلًا حقًّا على تعقيب الحاكم!! فقال رحمه الله: (قلت: لا يبعد احتمال أن يكون غيره).







وهو كما قال رحمه الله؛ فلا يبعد جدًّا أن يكون آخر غيره. فتأمل وعلى كلٍ فالحديث عن عمر رضي اله عنهفيما وقفنا عليه من أسانيد لا يصح ولا يثبت. والله أعلم.







الشاهد الخامس: حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه:



أخرجه عبد الرزاق (1/ 45) برقم (143): عن معمر، عن الزهري، أن أبا موسى الأشعري قال: «نحرق على أنفسنا، فإذا صلينا المكتوبة كفّرت الصلاة ما قبلها، ثم نحرق على أنفسنا فإذا صلينا كفّرت الصلاة ما قبلها».







قلت: إسناده منقطع: الزهري محمد بن مسلم ليس له رواية عن أبي موسى.







وأخرجه الطبراني في «مسند الشاميين» (3157) من طريق شعيب، عن الزهري، حدثني رجل من بني مالك بن كنانة ممن تبع الفقه يقال له النحام، أنه سمع أبا موسى الأشعري موقوفًا.







وأخرجه البيهقي في «الشعب» (2562)، والفسوي في «المعرفة والتاريخ» (1/ 292، 393) من طريق حجاج بن أبي منيع، عن جدّه، عن الزهري قال: أخبرني رجل من بني مالك بن كنانة ممن يتبع الفقه يقال له: الفحام (هكذا) أنه سمع أبا موسى الأشعري يقول و هو يحدثهم: أحدثكم حديث صلاتكم هذه إذا اجتنبتم الكبائر فنصلي الظهر، ثم نحرق على أنفسنا فإذا صلينا العصر كفرت ما بينهما، ثم نحرق على أنفسنا فإذا صلينا المغرب كفرت ما بينهما، ثم نحرق على أنفسنا فإذا صلينا العشاء - يريد العتمة - كفرت ما بينهما، ثم نحرق على أنفسنا فإذا صلينا الفجر كفرت ما بينهما إذا اجتنبت الكبائر.







قلت: في إسناده النحام: مجهول. وذكره ابن حبان في «الثقات» (5/ 483).







الشاهد السادس: حديث عثمان رضي الله عنه:



أخرجه المروزي في «الصلاة» (112) من طريق ليث، عن طلحة بن مُصَرِّف، قال: أُراه عن عثمان، قال: جُعلت الصلوات كفارات، يصلي الرجل الفجر ثم يحرق نفسه إحراق النار اليبس، فإذا صلى الظهر أطفأها... فعَدَّ الصلوات على هذا حتى بلغ العشاء الآخرة...








قلت: إسناده ضعيف؛ لضعف ليث بن أبي سليم. وطلحة بن مصرف أظنه لم يسمع من عثمان. والله أعلم.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 75.86 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 73.96 كيلو بايت... تم توفير 1.90 كيلو بايت...بمعدل (2.50%)]