|
|
من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
سنمار.. وقصر من زجاج! (قصة قصيرة)
سنمار.. وقصر من زجاج! (قصة قصيرة) محمد حسن جباري بخط ديوانيٍّ جميل: "حبيبتي.. أخيرًا.. سَلكت روحي المعذَّبة في طوق النجاة، الذي أرسلَتْه عيناك أمس إليَّ في ساحة المدرسة.. أخيرًا.. سأحلِّق برموشك السمراء بعيدًا عن أكفِّ الكآبة الخانقة.. سأتنشق عبيرَ سحرك في حدائق النجوم، وسأقتاتُ من خبزة البدر بخصلة نور أسدُّ بها ظلمة الحنين. بجفونك.. سأدثِّر جسدي المبرود، وسألوِّح بيدي كلتيهما للعصر الجليدي الخائب: "وداعًا غير مأسوف عليك". سأداعب أسراب النوارس فوق عتمة الغيم، وسأجني الغيثَ الباسم بلا رعود، ولا بروق! أخيرًا.. ستنتصر الألوان.. فتضحك زرقةُ السماء.. وتتبرَّج خضرة الأرض.. وأعانِق الشمسَ! حبيبك: .......". جمال الخطِّ صار يثير غثيانه، ورونق العبارات يستجلب قيئه! إنَّه خطه عينه! والرسالة هي نفسُها التي كتبَها بيده! أمسى جسده كتمثالٍ من الجرانيت، لم يلبث أن تداعى تحت وقع الضَّربة المهولة كثيبًا أهيل من رماد عتيق.. تَذروه الرِّياح. • ما الذي تبحث عنه في محفظتي؟ لم تكن المرة الأولى التي ينتهك فيها خصوصيَّات أخته؛ محفظتها، جيوب ملابسها، دولاب أغراضها، أدراج مكتبها...، كان يَعتبر هذا العمل إجراء ضروريًّا للحفاظ على سُمعة الأسرة، التي يرى نفسه مسؤولًا عنها بدرجة كبيرة، باعتباره الأخ الأكبر. فح في وجهها وهو يلوح بالرسالة (مخبرًا لا سائلًا): • مَن أرسل إليك هذه؟ بنظرات لا تطرف، وبصوت هادئ: • أنتَ! خشخشة نعلِ والدته التي تقترب من الغرفة، حالت بينه وبين قهر وقاحتها. •••••• بعد لأيٍ.. أبصره وسط (شلته) في كامل سعادته، غارقًا في قهقهة تتبدى معها أقاصي أضراسه. بعيدًا عن الأنظار حيث دعاه، ودون أي مقدمات.. أخذ بتلابيبه، ضغطَه مع الجدار، بصوتٍ كالزمزمة يتطاير معه رشاش البزاق: • يا...، أهذا جزائي؟! يا... ترسل الرسالةَ التي كتبتُها لك إلى أختي؟! صمتَ قليلًا ليستردَّ أنفاسه المبهورة، ثمَّ أضاف: من بين العشرات الذين كتبتُ لهم، أنت آخر مَن توقعتُ منه أن يفعلها يا... بصعوبة.. تخلَّص الآخر من قبضتيه، دفعه بعيدًا.. بصوت أجش: • هل تعرف فلانًا؟ • أعرفه.. ما به؟ • هل تَذكر الرسالة التي كتبتها له؟ أجابه وهو يستحثه بكفَّيه أن يسرع، فلم يَعد لديه صبر على تأديبه: • هات من الآخر، ماذا تريد؟ .. صارخًا: • لقد وجدتُ الرسالةَ عند أختي!
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |