|
|
من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
مكر الخالة (قصة)
مكر الخالة (قصة) عادل عبدالله أحمد محمد الفقيه كرهٌ وحقد وطمع يَكِنُّ في قلب خالةٍ لا رحمةَ ولا حبَّ ولا حنانَ عندها، نبتتْ بين تُراب الحسد، وترعرعت بين التناجُش، واستنشقت هواء التدابر، لم تعرف من العاطفة شيئًا! (طاهر) شابٌّ في التاسعة والعشرين من عمره يَسكن مع والده، تزوَّج في عهد أمِّه، لكنها الأقدار هوَتْ بوالدته صوب حياة البرزخ، بعد مضيِّ ثلاث سنوات مِن زواجِه، قرَّر والده الزواج، أشار عليه (طاهر) أن يتزوَّج امرأةً تُماثله في السنِّ؛ لتُعامله كما كانت تعامله أمه، رفض والده هذا الأمر، وأصرَّ ألا أن يتزوَّج إلَّا مِن ابنة جاره المماثلة لولده في السن. طلب الوالد يدَ الفتاة، وافق الأهل، وتمَّ الزواج على خير، وما هي إلا أيام وإذا بالخالة تتضجَّر مِن زوجة طاهر، فمرة تبرِّر كيدها بأن زوجة طاهر لا تُساعدها في عمل البيت، ومرةً تَقول: إنها لا تساعدها في جمع علف الأبقار والماشية، ممَّا جعل والده يُخرِجُ طاهرًا من البيت، متناسيًا أن البيت والأرض هي ملك والدته، خرج طاهر من المنزل مكتفيًا بكوخ صغير يبعد عن البيت مئات الأمتار، كان يستخدمه والده لربط المواشي نهارًا. ظلَّ طاهر فيه سنوات، وهو يعيش أيامًا يَملؤها الحب والحنان بينه وبين زوجته، رغم ما يعاني من مرارة الأيام، صار لطاهر أولاد يأكلون أردى المأكولات، ويَلبسون أخشن الملابس، وصار لوالده أولاد؛ حياة وبذخ في أكلهم وملابسهم، يراهم طاهر فتَطحنه الحسرة والندامة طحن الرحى لحبَّة القمح، لم لا، وكلُّ ما يملك والده ما هو إلا ملك والدته؟! فكان أبناؤه يَخرجون إلى مزرعة جدِّهم، فلما يراهم أبناء الخالة يَشتعِل الحقد والبغضاء لأبناء أخيهم، فينظرون إليهم نظرة استِحقار، وكأنَّ بين أولاد طاهر وبينهم ثأرًا لا يمحوه مرور الأيام! عند ذهاب أولاد طاهر إلى مزرعة جدهم وعند مغادرة الأولاد المزرعة يُهرَع أبناء الخالة إلى المزرعة ويَحصدون الثمارَ، مدَّعين أن الذي عبث بثمار المزرعة هم أبناء طاهر؛ هكذا كلَّما رأوهم يمرُّون أمام المزرعة. وفي يوم من الأيام حصدت الخالة الثمار مدعيةً أن مَن صنع ما صنع في المزرعة ما هو إلا طاهر، تجمَع الحطب وتُرسل أحد أبنائها لحَرقِه، كل هذا وتكيل الاتهام لابن زَوجها، تُرسل أولادها ليعتدوا على أولاد طاهر، وتَفتري الكذب أن أولاد طاهر مَن يَعتدون، استخدمت كل أساليب المكْر من أجل أن يَبتعد طاهر عما كانت تملك أمه. ذهب والدُه إليه مهدِّدًا إياه، وتوعَّده بالعقاب إن مرَّ هو أو أحد أبنائه بجوار المزرعة. قال طاهر لوالده: أظُنُّكَ متناسيًا أيها الوالد أن ما بيدِك مِن بيت ومزرعة ملكٌ لوالدتي. تلكَّأ والده قائلًا: أتريد أن تُخرب حياتي مع خالتك يا ولدي؟! ردَّ طاهر: بل أنت مَن خرَّب وهدم حياتي، بل أنت مَن أخرَجَني من بيت والدتي، بل أنت مَن أسكنني مسكن الحيوان الآبق عن سيده، بل أنتَ مَن عصيتَني قبل أن أعصيَك، بل أنتَ من رميتَ حبَّك لي بين أفخاذ النِّساء، وتمسَّكتَ بسراب المكْر والحقد والكراهية، بل أنتَ أوَرَدني الحضيض، بل أنتَ، بل أنتَ، بل أنتَ...
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |