شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله - الصفحة 51 - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : أبـو آيـــه - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 858819 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393209 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215602 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #501  
قديم 08-04-2022, 12:37 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

شرح سنن النسائي
- للشيخ : ( عبد المحسن العباد )
- كتاب الصلاة
(كتاب قيام الليل وتطوع النهار)
(306)


- كتاب قيام الليل وتطوع النهار - باب كيف الوتر بخمس - باب كيف الوتر بسبع



حث النبي صلى الله عليه وسلم على المحافظة على صلاة الوتر التي هي من آكد السنن، فقد كان النبي عليه الصلاة والسلام يحافظ عليها في السفر والحضر، وأقلها ركعة ولا حد لأكثرها، والنبي عليه الصلاة والسلام ما زاد على إحدى عشرة ركعة.

كيف الوتر بخمس وذكر الاختلاف على الحكم في حديث الوتر


شرح حديث: (كان رسول الله يوتر بخمس وبسبع ...)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب كيف الوتر بخمس وذكر الاختلاف على الحكم في حديث الوتر.أخبرنا قتيبة حدثنا جرير عن منصور عن الحكم عن مقسم عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بخمس وبسبع لا يفصل بينها بسلام ولا بكلام)].
يقول النسائي رحمه الله: باب كيف الوتر بخمس، وذكر الاختلاف على الحكم في حديث الوتر. وأورد النسائي تحت هذه الترجمة حديث أم سلمة رضي الله تعالى عنها وأرضاها: [أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يوتر بخمس، وبسبع]، وهذا الحديث يدل على أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يوتر بخمس وبسبع لا يفصل بينها بسلام ولا بكلام؛ أي: أنه يصليها مسرودة متصل بعضها ببعض، لا يسلم إلا في آخرها، ولا يجلس إلا في آخرها، وهذا مما جاء عنه عليه الصلاة والسلام، وجاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يسلم من كل ركعتين، فجاء عنه الفصل، وجاء عنه الوصل في صلاة الليل، فكان يصلي اثنتين اثنتين، وفي بعض الأحيان يصلي هذا العدد مسروداً لا يفصل بين شيء منه بسلام ولا بكلام.

تراجم رجال إسناد حديث: (كان رسول الله يوتر بخمس وبسبع ...)

قوله: [أخبرنا قتيبة].
هو ابن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني، وهو ثقة، ثبت، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

[حدثنا جرير].
هو جرير بن عبد الحميد الضبي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن منصور].
هو منصور بن المعتمر الكوفي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن الحكم].
هو الحكم بن عتيبة الكندي الكوفي، وهو ثقة، ثبت، فقيه، ربما دلس، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن مقسم]
هو مقسم بن بجرة مولى عبد الله بن الحارث، ويقال له: مولى ابن عباس للزومه إياه، وهو صدوق يرسل، أخرج حديثه البخاري، وأصحاب السنن الأربعة، وليس له في صحيح البخاري إلا حديث واحد.
[عن أم سلمة].
هي أم سلمة هند بنت أبي أمية أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.

شرح حديث: (كان رسول الله يوتر بسبع أو بخمس ...) من طريق أخرى

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا القاسم بن زكريا بن دينار حدثنا عبيد الله عن إسرائيل عن منصور عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس رضي الله عنهما عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بسبع أو بخمس لا يفصل بينهن بتسليم)].هنا أورد النسائي حديث ابن عباس عن أم سلمة رضي الله عنها: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوتر بسبع أو بخمس لا يفصل بينهن بتسليم)، أي: أنه يصلها، وأنها متصلة، والسلام إنما هو في آخرها، وليس بين شيء منها، وإنما يكون في آخرها، وهو مثل الذي قبله، أو الطريق التي قبله؛ أنه كان لا يفصل لا بسلام ولا بكلام.

تراجم رجال إسناد حديث: (كان رسول الله يوتر بسبع أو بخمس ...) من طريق أخرى

قوله: [أخبرنا القاسم بن زكريا بن دينار].
ثقة، أخرج حديثه مسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وما خرج له البخاري ولا أبو داود .
[حدثنا عبيد الله].
هو عبيد الله بن موسى الكوفي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن إسرائيل].
هو إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة أيضاً.
[عن منصور].
هو منصور بن المعتمر، وقد مر ذكره.
[عن الحكم].
الحكم بن عتيبة قد مر ذكره.
[عن مقسم].
مقسم قد مر ذكره.
[عن ابن عباس].
هو ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد العبادلة الأربعة من أصحابه الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم، وهو أحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[عن أم سلمة].
قد مر ذكرها.

شرح حديث: (الوتر سبع فلا أقل من خمس)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم عن يزيد حدثنا سفيان بن الحسين عن الحكم عن مقسم قال: الوتر سبع فلا أقل من خمس، فذكرت ذلك لـإبراهيم فقال: عمن ذكره؟ قلت: لا أدري. قال الحكم: فحججت فلقيت مقسماً، فقلت له: عمن؟ قال: عن الثقة عن عائشة، وعن ميمونة رضي الله تعالى عنهما].هنا أورد النسائي هذا الأثر عن مقسم أنه قال: [الوتر سبع ولا أقل من خمس]، ثم إن الحكم قال [فذكرت ذلك لـإبراهيم، يعني: النخعي، فقال: عمن أخذ؟ قلت: لا أدري، ثم حججت فلقيت مقسماً] الذي روى عنه، يعني: الحكم بن عتيبة روى عن مقسم، يعني: من قوله، ثم قال له: [عمن؟ قال له إبراهيم، فقال: لا أدري، ثم حج فلقي مقسماً فسأله، فقال: عن الثقة، عن عائشة وعن ميمونة]، أي: هذا الكلام الذي ذكره أن الوتر سبع ولا أقل من خمس، أسنده إلى عائشة، وميمونة، أي: من قولهما، ولم يسم الذي روى عنه مقسم، وإنما قال: الثقة، ولكن الحديث ثابت بالطرق المتقدمة الدالة على ما دل عليه هذا الأثر.

تراجم رجال إسناد حديث: (الوتر سبع فلا أقل من خمس)

قوله: [أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم].
هو المعروف أبوه بـابن علية، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.

[عن يزيد].
هو يزيد بن هارون الواسطي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا سفيان بن الحسين].
هو سفيان بن الحسين الواسطي، وهو ثقة إلا في حديث الزهري، وحديثه أخرجه البخاري تعليقاً، ومسلم في المقدمة، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن الحسن عن مقسم].
قد مر ذكرهما.
[عن عائشة وميمونة].
وعائشة، وميمونة هما من أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن وأرضاهن وعائشة واحدة من سبعة أشخاص عرفوا بكثرة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وميمونة أم المؤمنين بنت الحارث الهلالية رضي الله تعالى عنها وأرضاها، وحديثها عند أصحاب الكتب الستة.

شرح حديث: (... كان يوتر بخمس ولا يجلس إلا في آخرهن)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا إسحاق بن منصور أخبرنا عبد الرحمن عن سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوتر بخمس ولا يجلس إلا في آخرهن)].أورد النسائي هذا الحديث؛ وهو حديث عائشة رضي الله عنها: [أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوتر بخمس ولا يجلس إلا في آخرهن]، وهو مثل الذي قبله، وهذا لا ينافي ما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام: (ما صلى أقل من سبع، ولا زاد على أكثر من ثلاثة عشرة ركعة)؛ لأنه يمكن أن يكون المقصود من قوله: [يوتر بخمس]، أنه يأتي بها مسرودة في آخر الوتر، وأن يكون قبلها شيء؛ لأنه جاء أن النبي عليه الصلاة والسلام ما نقص عن سبع، وما زاد على ثلاث عشرة ركعة فأقل شيء صلاه في ليلة واحدة من صلاة الليل سبع، وأعلى شيء صلاه ثلاث عشرة ركعة، وهنا قال: [يوتر بخمس]، فمعنى هذا أنه يصليها مسرودة، ولا ينفي أن يكون قبلها ركعتان أو أربع، وبهذا يوفق بين ما جاء من أنه ما نقص عن سبع، وبين ما جاء هنا من أنه كان يوتر بخمس لا يجلس إلا في آخرها.

تراجم رجال إسناد حديث: (... كان يوتر بخمس ولا يجلس إلا في آخرهن)


قوله: [أخبرنا إسحاق بن منصور].
هو ابن بهرام الكوسج المروزي، وهو ثقة، حافظ، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا أبا داود فإنه لم يخرج له شيئاً.

[أخبرنا عبد الرحمن].
هو عبد الرحمن بن مهدي البصري، وهو ثقة، ثبت، عارف بالرجال والعلل، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن سفيان].
هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري الكوفي، وهو ثقة، ثبت، حجة، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن هشام بن عروة].
هو هشام بن عروة بن الزبير، وهو ثقة، ربما دلس، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن أبيه].
هو عروة بن الزبير بن العوام، ثقة، فقيه، من فقهاء المدينة السبعة في عصر التابعين؛ وهم: عبيد الله بن عبد الله بن مسعود وعروة بن الزبير هذا، وخارجة بن زيد بن ثابت، وسليمان بن يسار، وسعيد بن المسيب، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، هؤلاء الستة متفق على عدهم في الفقهاء السبعة، والسابع فيه ثلاثة أقوال: قيل: إن السابع أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وقيل: إن السابع: أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وقيل: أن السابع: سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، والذي معنا في الإسناد هو أحد الستة المتفق على عدهم في الفقهاء السبعة.
[عن عائشة أم المؤمنين].
هي خالته؛ لأن عروة بن الزبير أمه أسماء بنت أبي بكر، وهو يروي عن خالته عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها وأرضاها.


كيف الوتر بسبع


شرح حديث: (لما أسن رسول الله وأخذه اللحم صلى سبع ركعات ...)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب كيف الوتر بسبع.أخبرنا إسماعيل بن مسعود حدثنا خالد حدثنا شعبة عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام عن عائشة رضي الله عنها قالت: (لما أسن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذه اللحم صلى سبع ركعات لا يقعد إلا في آخرهن، وصلى ركعتين وهو قاعد بعد ما يسلم، فتلك تسع يا بني، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاة أحب أن يداوم عليها). مختصر خالفه هشام الدستوائي].
أورد النسائي هذه الترجمة؛ وهي: كيف الوتر بسبع؟ وأورد فيه حديث عائشة رضي الله عنها: [أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أسن صلى سبعاً لم يجلس إلا في آخرها، ثم صلى بعدها ركعتين]، فتكون تسعاً؛ أي: الوتر، إنما هو سبع، وركعتان بعد الوتر التي جاء في بعض الروايات: [أنه كان يصليها وهو جالس]، وهذا العدد الذي هو سبع ركعات يوتر بها، هي أقل ما صلاه رسول الله عليه الصلاة والسلام من صلاة الليل، وكما قلت: هذا هو الأقل، والأكثر هو ثلاث عشرة ركعة، والغالب بل الذي جاء عن عائشة أنه ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، فأقل شيء هو سبع وأكثر شيء هو ثلاثة عشرة، وأغلب شيء هو إحدى عشرة ركعة.
(وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاة أحب أن يداوم عليها) أي: كان عليه الصلاة والسلام يداوم على العمل، ويرشد إلى المداومة على العمل؛ لأنها أحب العمل إلى الله، كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: (أحب العمل إلى الله ما داوم عليه صاحبه وإن قل)، والأحب إلى الله هو الأحب إلى رسول الله، فكان يحب أن يداوم على الشيء، وأحب شيء إلى رسول الله العمل الدائم كما جاء ذلك في حديث سابق عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #502  
قديم 08-04-2022, 12:37 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

تراجم رجال إسناد حديث: (لما أسن رسول الله وأخذه اللحم صلى سبع ركعات ...)

قوله: [أخبرنا إسماعيل بن مسعود].
هو إسماعيل بن مسعود أبو مسعود البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي.
[حدثنا خالد].
هو خالد بن الحارث البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا شعبة].
هو شعبة بن الحجاج الواسطي البصري، وهو ثقة، ثبت، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن قتادة].
هو قتادة بن دعامة السدوسي البصري، وهو ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن زرارة بن أوفى].
ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وهو الذي مات فجأة في الصلاة وهو يصلي بالناس، وقد ذكر ذلك ابن كثير في تفسيره لسورة المدثر، قال: إن زرارة بن أوفى كان يصلي بالناس الصبح، فقرأ سورة المدثر، فلما جاء عند: فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ * فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ [المدثر:8-9]، شهق ثم وقع مغشياً عليه فمات رحمة الله عليه.
[عن سعد بن هشام].
هو سعد بن هشام بن عامر، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة أيضاً.
[عن عائشة].
قد مر ذكرها.

شرح حديث: (كان رسول الله إذا أوتر بتسع ركعات لم يقعد إلا في الثامنة ...)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا زكريا بن يحيى حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوتر بتسع ركعات لم يقعد إلا في الثامنة، فيحمد الله ويذكره ويدعو، ثم ينهض ولا يسلم، ثم يصلي التاسعة، فيجلس فيذكر الله عز وجل ويدعو، ثم يسلم تسليمة يسمعنا، ثم يصلي ركعتين وهو جالس، فلما كبر وضعف أوتر بسبع ركعات لا يقعد إلا في السادسة، ثم ينهض ولا يسلم، فيصلي السابعة ثم يسلم تسليمة، ثم يصلي ركعتين وهو جالس)].هنا أورد النسائي حديث عائشة رضي الله عنها، [أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوتر بتسع لا يجلس إلا بعد الثامنة، فيجلس فيذكر الله عز وجل، ثم ينهض دون أن يسلم، ثم يصلي التاسعة، ثم يجلس فيذكر الله عز وجل، ثم يسلم تسليمة يسمعنا]، وجاء في بعض الروايات: (تسليماً يسمعنا، ثم يصلي ركعتين وهو جالس، فتكون إحدى عشر)، فيكون إيتاره إنما هو بتسع، وما بعد ذلك ركعتان خارجة عن الوتر، أو بعد الوتر، يصليهما وهو جالس.
[فلما أسن رسول الله عليه الصلاة والسلام أوتر بسبع يجلس بعد السادسة، ثم ينهض فيصلي السابعة، ثم يجلس ويتشهد ويسلم، ثم بعد ذلك يصلي ركعتين وهو جالس]، فآخر أمره عليه الصلاة والسلام: أنه لما كبر كان يوتر بسبع، ويصلي بعدها ركعتين اللتين كان يصليهما وهو جالس صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.

تراجم رجال إسناد حديث: (كان رسول الله إذا أوتر بتسع ركعات لم يقعد إلا في الثامنة ...)

قوله: [أخبرنا زكريا بن يحيى].
هو السجزي، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.

[حدثنا إسحاق بن إبراهيم].
هو ابن مخلد المشهور بـابن راهويه الحنظلي المروزي، ثقة، ثبت، إمام، مجتهد، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وأخرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه، وقد مر كثيراً أن النسائي يروي عنه مباشرة وبدون واسطة، ولكنه يروي عنه أحياناً بواسطة، وهذا منه، فإنه النسائي روى عن إسحاق بن إبراهيم بن راهويه بواسطة، مع أنه كثير الرواية عنه بدون واسطة.
[حدثنا معاذ بن هشام].
هو معاذ بن هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، وهو صدوق ربما وهم، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[حدثني أبي].
هو هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن قتادة عن زرارة عن سعد بن هشام عن عائشة].

قد مر ذكرهم.


الأسئلة


الفرق بين الحديث القدسي والقرآن

السؤال: فضيلة الشيخ! حفظكم الله تعالى، ما الفرق بين الحديث القدسي والقرآن الكريم؟ هل هما كلام الله تعالى؟

الجواب: الحديث القدسي والقرآن، الله تعالى هو المتكلم بهما، لكن القرآن متعبد بتلاوته ومتحد به ومعجز، والحديث القدسي ليس كذلك، والحديث القدسي إذا سلم من الرواية بالمعنى، فيكون لفظه ومعناه من الله عز وجل، أما إذا دخلته الرواية بالمعنى، فإنه لا يكون لفظه من الله؛ لأن الرواية بالمعنى معناها أن الراوي رواه بالمعنى وليس بلفظه، ومن المعلوم أن الراوي إذا عرف المعنى ولكنه لم يحفظ اللفظ، فإنه يرويه بالمعنى، فيكون لفظه ليس لفظ الرسول صلى الله عليه وسلم، ومعناه هو المعنى الذي جاء عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، والأحاديث القدسية تأتي بألفاظ متعددة مما يدل على روايتها بالمعنى، وإذا كان الحديث مروياً بالمعنى لا يصلح أن يقال: إنه كلام الله لفظاً ومعنى، لكن لو علم بلفظ النبي صلى الله عليه وسلم، وأن هذا لفظه، ولم يرو بالمعنى، فإنه يقال: لفظه ومعناه من الله عز وجل.
ومن المعلوم أن الضمائر فيه ترجع إلى الله عز وجل؛ مثل (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي)، (الصوم لي وأنا أجزي به)، فالضمائر ترجع إلى الله، وما أحد يقول هذا غير الله عز وجل، لكن هل اللفظ هو كلام الله عز وجل، وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ، وما دخلته رواية بمعنى، لو كان الأمر كذلك فيقال: لفظه ومعناه من الله، لكن وقد دخلت الرواية بالمعنى لاختلاف الألفاظ، مما يوضح أنه مروي بالمعنى، فعند ذلك لا يقال: إن لفظه من الله عز وجل.

حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة بصيغ متعددة وواردة

السؤال: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم جاءت على صيغ كثيرة، فهل يصح أن تقال جميعها في الصلاة بالتناوب؟


الجواب: يصح، كل ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال؛ هذا في بعض الأحيان، وهذا في بعض الأحيان، لكن إذا أتي بالأكمل والأتم منها فإنه يكون أولى، وإذا أتي بها في أوقات مختلفة يؤتى بهذا الذي ثبت في بعض الأحيان، فهذا حسن، لكن إذا أتي بالأكمل فهذا حسن، مثل: (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد)، فهذه هي الصيغة التي جمع فيها بين النبي محمد صلى الله عليه وسلم وآله وإبراهيم صلى الله عليه وسلم وآله، وهذه هي الأكمل.

أيهما أصح يُكنى أو يُكنّى بالتشديد

السؤال: هل الفعل يُكنى ويكنّى يصحان كليهما-مسألة في اللغة- لفظاً؟

الجواب: ما أدري، يكنّى، يعني: كناه كذا هذا واضح، لكن هل يُكنى ما أدري.

مدى دخول مارية القبطية في زوجات النبي عليه الصلاة والسلام

السؤال: هل مارية هي إحدى زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم؟ وهل تعد من أمهات المؤمنين؟


الجواب: ليست زوجة، وإنما هي سرية من السرايا، وليست من الزوجات، أما أمهات المؤمنين فهن زوجاته عليه الصلاة والسلام، وأما السريات فلا أدري، ما أعرف شيئاً عن إطلاق هذا الوصف عليهن، فهي ليست زوجة وإنما هي سرية.

من هم أهل الفترة

السؤال: من هم أهل الفترة، وهل يمكن وجودهم في هذا العصر؟

الجواب: يمكن أن يوجد في هذا العصر أحد ما تبلغه الرسالة؛ إذا كان الناس في مكان لا يسمعون شيئاً عن العالم، ولا يتصلون بالعالم، يمكن وليس بمستحيل، وأهل الفترة هم الذين ما بلغتهم الرسالة، لكن لا يعني هذا أن الذين كانوا قبل النبي عليه الصلاة والسلام أنهم ما بلغتهم الرسالة، فإن رسالات الأنبياء بلغتهم، ودين إبراهيم كان موجوداً، وفيه من يتعبد بدين إبراهيم، والنبي عليه الصلاة والسلام كان يتحنث ويتعبد قبل أن يوحى إليه، وقبل أن يبعث صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.

مدى اعتبار المذهب الظاهري من المذاهب المعتبرة وحال أهله

السؤال: هل الظاهرية من مذاهب أهل السنة المعتبرة؟ وما حال أهل هذا المذهب ومعتقدهم حفظكم الله؟


الجواب: الظاهرية هم الذين يأخذون بالظاهر، أو يجمدون على الظاهر، وهو من المذاهب المشهورة، لكن المذاهب المعروفة عند أهل السنة هي مذاهب الأئمة الأربعة: أبي حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد، والظاهرية يذكرون أقوالهم في الكتب كثيراً، ولكن جمودهم على الظاهر، وعدم أخذهم بالقياس، يدل على مخالفتهم للمنهج الذي دل عليه الكتاب والسنة؛ لأن الشريعة كما هو معلوم جاءت باعتبار القياس بنصوص عديدة، ومسائل متعددة، وإلحاق الشبيه بالشبيه، والنظير بالنظير، والتسوية بين المتماثلات، هذا مما جاءت به الشريعة، وهم لا يقولون بهذا، وممن اشتهر بهذا المذهب ابن حزم الظاهري رحمه الله، ولكنه كان ظاهرياً في الفروع ومؤولاً في الأصول، ولو عكس القضية لكان خيراً.

ترجمة خلاس بن عمرو الذي يروي عن أبي هريرة

السؤال: جاء ذكر خلاس في إحدى الأسانيد روى عنه عوف وهو يروي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، ولم أعثر عليه في التقريب، فمن هو خلاس هذا؟


الجواب: أولاً: خلاس بن عمرو موجود في التقريب. وروى له الجماعة، وقد صح أنه سمع من عمار. إذاً: يصح سماعه من أبي هريرة؛ لأن عماراً متقدم قبل أبي هريرة.

وقد جاء أظن بعض الأسانيد من رواية خلاس عن أبي هريرة. وأظنه في البخاري أيضاً، يعني: خلاس عن أبي هريرة من حيث الزمن هو مدرك، لكن هل سمع أو ما سمع؟ ما أدري، هو جاء في بعض الأسانيد، لكن هل هو مقرون خلاس مع غيره أو غير مقرون؟ لا أتذكر، وخلاس بن عمرو كان على شرطة علي.

الرد على من قال بعدم تفسير النبي عليه الصلاة والسلام للقرآن الكريم في بعض الأحيان

السؤال: جاء في رد لأحد المشايخ في إحدى الصحف على سؤال فحواه: سميت تفسيركم للقرآن خواطر إيمانية، لماذا؟ رغم أن كلمة تفسير هي أقرب إلى الذهن. فأجابه: إذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أنزل عليه القرآن لم يقل أنه فسره، فكيف لي أن أقولها، فهل يصح هذا القول فضيلة الشيخ؟


الجواب: على كل الرسول صلى الله عليه وسلم نقل عنه التفسير، وأحسن التفسير وأصح التفسير وأولى التفسير وأفضل التفسير: تفسير القرآن بالقرآن، ثم تفسيره بالسنة، وكتب التفسير المبنية على الآثار مليئة من بيان تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم للقرآن، وكان يسأل عن معاني أشياء فيجيب عنها، وكان كثيراً ما يسأل عن ذلك فيجيب، والرسول صلى الله عليه وسلم بين للناس ما يحتاجون إليه في أمور دينهم، فبين القرآن وبين السنة، وهو الله عز وجل قال: لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ [النحل:44]، والسنة مبينة للقرآن، ومفسرة له ودالة عليه.


توضيح المقصود بابن أبي زائدة الذي يروي عن أبي إسحاق

السؤال: محمد بن آدم عن ابن أبي زائدة عن أبيه عن أبي إسحاق عن أبي -لا أدري هو حية أم حبة- عن علي رضي الله عنه، من هو ابن أبي زائدة هذا، هل هو زكريا بن خالد الهمداني؟


الجواب: لا، ابن أبي زائدة غير، ابن أبي زائدة زكريا وولده يحيى، يعني: اثنان يقال لهم: ابن أبي زائدة.
أما قولك: أهو زكريا بن خالد الهمداني؟
فلا، ابن أبي زائدة هم هؤلاء الاثنين زكريا، وولده يحيى، هؤلاء الذين يقال لهم: ابن أبي زائدة.

المقصود بالمقبري إذا روى عنه ابن جريج

السؤال: أتى بإسناد آخر قال: محمد بن العلاء عن ابن إدريس عن عبد الله، ومالك، وابن جريج عن المقبري عن عبيد بن جريج عن ابن عمر، من المقبري هذا؟ أهو: كيسان أم ابنه سعيد أم غيرهما؟ وكيف أعرف ذلك؟


الجواب: ما أدري، لكنه المقبري إذا هو سعيد بن أبي سعيد المقبري فإنه يأتي ذكره كثيراً، وهو مشهور بهذه النسبة.

كيفية التسليم في الصلاة

السؤال: فضيلة الشيخ! ما هي السنة في كيفية التسليم في صلاة الفريضة والنافلة، سواء كان في حال الجماعة أو الانفراد؟ هل يجهر به أو يسر؟

الجواب: مثل ما يكبر يسلم؛ سلامه مثل تكبيره، وتنقلاته عندما يقول: الله أكبر يسلم مثلها.

توجيه حديث القرطاس الذي في صحيح البخاري

السؤال: ما رأيكم في حديث القرطاس المتفق عليه؟ وهل للرافضة فيه حجة؟


الجواب: هذا حديث في صحيح البخاري موجود، ولا حجة فيه للرافضة؛ لأنه لو كان على قولهم أن الرسول كتم شيئاً من الحق ولم يبين، مع أنه قد بين عليه الصلاة والسلام، ولم يترك الناس بدون أن يبين، ولكن الذي أراده ابن عباس أنه ما ذكر هذا الذي يريد أن يقوله، لكن لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ما بينه، علم بأنه قد بينه من قبل، والحديث هو ذاك الذي قال: (ائتوني بكتاب أكتب لكم كتاباً لا تختلفون بعده أبداً)، فقال عمر: إن الرسول قد غلبه الوجع، وبعضهم قال: لا، ائتوا له بكذا، فحصل اللغط والأصوات، فقال: قوموا عني، ثم بعد ذلك قال ابن عباس: الرزية، الرزية من حال بين الرسول وبين الكتاب، وابن حجر فسر الحديث ووضحه وبين أن الذي أرد أن يبينه الرسول صلى الله عليه وسلم، إما أنه يتعلق بأمر الخلافة، أو أنه يتعلق بأمور أخرى في بيان شيء من أمور الدين، ولما توفي الرسول صلى الله عليه وسلم وهو لم يبين شيئاً، علم بأنه لم يأت بشيء جديد، وإنما تأكيد لشيء قد سبق، وإذا كان يتعلق بالخلافة، فقد جاء عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال في أول مرضه لـعائشة: (ادعي لي أباك وأخاك لأكتب كتاباً لـأبي بكر، فإني أخشى أن يتمنى متمن أو يقول قائل، ثم قال: يأبى الله والمسلمون إلا أبا بكر)، فترك الكتابة لأنه قد علم بأن الله يأبى والمسلمون يأبون إلا أبا بكر، وقد حصل أن اتفق المسلمون على خيرهم، ولم يرض الرافضة بهذا الاتفاق الذي اتفق عليه المسلمون، والذي يأبى الله سواه، والمسلمون يأبون سواه، فهم الذين يأبون خلاف ما أرده الله والمسلمون.

معنى قول عمر: حسبنا كتاب الله

السؤال: قول عمر رضي الله عنه في الحديث هجر الرجل: (حسبنا كتاب الله تعالى)، هذا الحديث يتمسك به الرافضة، وبعض علماء السنة، قال: إن الحديث موضوع ولا يصح، لأجل أنه يفهم من الحديث عدم إطاعة أمر النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة؟


الجواب: أقول: هذا كلام العقلانيين الذين يبادرون إلى رد الأحاديث المتفق على صحتها، ويصفونها بالوضع؛ لأنها لا تتفق مع عقولهم، ولأنهم لم يفهموها كما فهمها سلف هذه الأمة، فصار التعويل عندهم أن الشيء إذا وجدوا فيه شيئاً ما يتمشى مع العقول، من السهل عليهم أن يقولوا: هو موضوع، ولو كان في صحيح البخاري أو صحيح مسلم، والحديث في الصحيحين.
أما قول عمر رضي الله عنه في الحديث هجر الرجل: (حسبنا كتاب الله تعالى) فهو موجود في نفس الصحيح، أما كلمة هجر الرجل. فما أدري.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #503  
قديم 08-04-2022, 12:39 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

شرح سنن النسائي
- للشيخ : ( عبد المحسن العباد )
- كتاب الصلاة
(كتاب قيام الليل وتطوع النهار)
(307)


(باب كيف الوتر بتسع) إلى (باب الوتر بثلاث عشرة ركعة)



ورد الوتر بصور متعددة وهيئات مختلفة كي يقوم بها كل على حسب طاقته، وقد فعلها النبي صلى الله عليه وسلم جميعاً، فأكثره ثلاث عشرة ركعة، وغالبه إحدى عشرة، ولم يصل صلى الله عليه وسلم أقل من سبع ركعات.

كيف الوتر بتسع


شرح حديث: (... فيستاك ويتوضأ ويصلي تسع ركعات ...)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [كيف الوتر بتسع.أخبرنا هارون بن إسحاق عن عبدة عن سعيد عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام أن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: كنا نعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم سواكه وطهوره، فيبعثه الله عز وجل لما شاء أن يبعثه من الليل، فيستاك ويتوضأ ويصلي تسع ركعات، لا يجلس فيهن إلا عند الثامنة، ويحمد الله ويصلي على نبيه صلى الله عليه وسلم، ويدعو بينهن ولا يسلم تسليماً، ثم يصلي التاسعة ويقعد، وذكر كلمة نحوها، ويحمد الله ويصلي على نبيه صلى الله عليه وسلم ويدعو، ثم يسلم تسليماً يسمعنا، ثم يصلي ركعتين وهو قاعد].
يقول النسائي رحمه الله: كيف الوتر بتسع ركعات، أورد فيه حديث عائشة رضي الله تعالى عنها، أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يوتر بتسع لا يجلس إلا بعد الثامنة، فيذكر الله عز وجل، ويصلي على النبي عليه الصلاة والسلام، ويدعو، ثم يقوم دون أن يسلم، ثم يأتي بالتاسعة، ويجلس بعدها (يتشهد ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويدعو، ثم يسلم تسليماً يسمعهم، ثم يصلي ركعتين وهو جالس) بعد ذلك، فهذا وتره بتسع، ثمان ركعات متصلة، ويجلس بعدها، ولا يسلم في ذلك الجلوس، وإنما ينهض دون سلام، ثم يأتي بالتاسعة، ثم يجلس ويتشهد ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويدعو، ثم يسلم، فهذه تسع ركعات أوتر بها صلى الله عليه وسلم، ثم بعد ذلك صلى ركعتين وهو جالس.
والحديث سبق أن مر، وفي أوله تقول عائشة: (أنهم كانوا يعدون له سواكه وطهوره)، أي: الماء الذي يتطهر به، والسواك الذي يستاك به عندما يقوم من النوم، تقول: (فيبعثه الله عز وجل ما شاء أن يبعثه)، أي: يوقظه في الوقت الذي شاء أن يوقظه فيه، وعبرت بالبعث؛ لأن النوم هو أخو الموت، ولهذا جاء في القرآن: اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا [الزمر:42]، يعني: يتوفاها في منامها، ثم ما شاء الله عز وجل أنه تقبض بتلك المفارقة قبضت، وما شاء الله عز وجل أنها تعود، وبقي في العمر بقية، فإن الروح تعود، فعبرت بالبعث لأنه شبيه بالبعث بعد الموت؛ لأن هذا موت أصغر، و(النوم أخو الموت) كما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلهذا قالت: (فيبعثه الله ما شاء الله أن يبعثه من الليل)، أي: الوقت الذي يشاء الله عز وجل أن يستيقظ فيه، يستيقظ، ويبعثه الله عز وجل من نومه صلى الله عليه وسلم.
فالحديث دال على الوتر بتسع، والنبي عليه الصلاة والسلام جاء عنه أنه أوتر بتسع، وجاء أنه أوتر بإحدى عشرة، وجاء أنه أوتر بثلاثة عشر، وجاء أنه أوتر بسبع، وجاء أنه أوتر بخمس، لكن المعروف عنه أنه صلى الله عليه وسلم ما نقص عن سبع، يصليها من الليل، وما جاء عنه الزيادة عن ثلاثة عشر، فيكون ما جاء من ذكر الخمس، أي: أن قبلها شيء، ولكنها خمس متصلة مسبوقة بشيء من الصلاة.

تراجم رجال إسناد حديث: (... فيستاك ويتوضأ ويصلي تسع ركعات ...)

قوله: [أخبرنا هارون بن إسحاق].
صدوق، أخرج حديثه البخاري في جزء القراءة، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه.
[عن عبدة].
هو عبدة بن سليمان البصري، وهو ثقة، ثبت، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن سعيد].
هو سعيد بن أبي عروبة، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن قتادة].
هو ابن دعامة السدوسي البصري، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن زرارة بن أوفى].
ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، وهو الذي ذكر أنه مات فجأة في الصلاة، وكان يصلي بالناس الفجر وهو إمامهم، فقرأ المدثر، ولما جاء عند: فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ * فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ [المدثر:8-9]، شهق فوقع مغشياً عليه فمات، وقد ذكر ذلك الحافظ ابن كثير عند تفسيره لهذه الآية من سورة المدثر.
[عن سعد بن هشام].
هو سعد بن هشام بن عامر، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[أن عائشة].
هي عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها وأرضاها، الصديقة بنت الصديق التي أنزل الله عز وجل براءتها مما رميت فيه من الإفك في آيات تتلى من سورة النور، ومن قذفها بالإفك وقد جاء القرآن ببراءتها، فهو مكذب بالقرآن، فيكون كافراً بالله عز وجل، وهي واحدة من سبعة أشخاص من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عرفوا بكثرة الحديث عنه صلى الله عليه وسلم، ستة رجال هم: أبو هريرة، وابن عمر، وابن عباس، وجابر بن عبد الله، وأبو سعيد الخدري، وأنس بن مالك، وامرأة واحدة هي: أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها وأرضاها.

شرح حديث: (... ثم يصلي تسع ركعات لا يقعد فيهن إلا في الثامنة ...) من طريق ثانية

وقال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا زكريا بن يحيى حدثنا إسحاق حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن قتادة عن زرارة بن أوفى: أن سعد بن هشام بن عامر لما أن قدم علينا أخبرنا أنه أتى ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، فسأله عن وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: ألا أدلك، أو إلا أنبئك بأعلم أهل الأرض بوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: من؟ قال: عائشة رضي الله تعالى عنها، فأتيناها فسلمنا عليها، ودخلنا فسألناها فقلت: أنبئيني عن وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: كنا نعد له سواكه وطهوره، فيبعثه الله عز وجل ما شاء أن يبعثه من الليل، فيتسوك ويتوضأ، ثم يصلي تسع ركعات لا يقعد فيهن إلا في الثامنة، فيحمد الله ويذكره ويدعو، ثم ينهض ولا يسلم، ثم يصلي التاسعة، فيجلس فيحمد الله ويذكره ويدعو، ثم يسلم تسليماً يسمعنا، ثم يصلي ركعتين وهو جالس، فتلك إحدى عشرة ركعة يا بني، فلما أسن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذ اللحم أوتر بسبع، ثم يصلي ركعتين وهو جالس بعدما يسلم، فتلك تسعاً أي بني، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاة أحب أن يداوم عليها].ثم أورد النسائي حديث عائشة رضي الله عنها من طريق أخرى، هي مثل التي قبلها من جهة أنهم كانوا يعدون له سواكه وطهوره، فيقوم ويستاك ويتوضأ، فيصلي ثمانياً لا يجلس إلا في آخرها، فيتشهد ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويدعو، وينهض دون أن يسلم، ثم يأتي بالتاسعة، فيجلس بعدها يتشهد، ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، (ويدعو ثم يسلم تسليماً يسمعهم، ثم يصلي بعد ذلك ركعتين وهو جالس) ثم إنه في آخر أمره عليه الصلاة والسلام كان يصلي ستاً، ثم يجلس بعد السادسة، فيأتي إلى السابعة ويصلي ويجلس بعدها، ثم يتشهد ويسلم ويصلي بعد ذلك ركعتين، وكان عليه الصلاة والسلام إذا عمل عملاً أحب أن يداوم عليه.
وفي أوله أن ابن عباس لما سأله سعد بن هشام بن عامر عن وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (ألا أدلك على أعلم أهل الأرض بوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم، عائشة) فذهب إليها وسألها وأجابته بهذا الجواب، وفي صنيع ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، بيان ما كان عليه الصحابة الكرام من الدلالة على من عنده علم، ومن عنده معرفة بالشيء المسئول عنه، فدل هذا الرجل على عائشة، ومهد لذلك بقوله: ألا أدلك على أعلم أهل الأرض بوتر رسول الله عليه الصلاة والسلام؟ أم المؤمنين عائشة، فذهب إليها وسألها، وأجابته بهذا الجواب الذي هو كونه يوتر بتسع، ثمان متصلة، ويجلس بعدها ويتشهد، ويدعو ثم يقوم للتاسعة، ويجلس بعدها ويتشهد ويدعو، ثم يسلم تسيلماً، ثم يصلي ركعتين، فتلك إحدى عشرة ركعة، ولما كبر عليه الصلاة والسلام، ولما أسن عليه الصلاة والسلام صلى ستاً يجلس بعد السادسة ويتشهد ويدعو، ثم يأتي بالسابعة ويتشهد بعدها ويدعو ويسلم تسليماً يسمعهم، ثم يصلي ركعتين وهو جالس، فتلك تسع، أي: السبع مع الاثنتين اللتين صلاهما صلى الله عليه وسلم وهو جالس.

تراجم رجال إسناد حديث: (... ثم يصلي تسع ركعات لا يقعد فيهن إلا في الثامنة ...) من طريق ثانية

قوله: [أخبرنا زكريا بن يحيى].
ثقة، حافظ، أخرج حديثه النسائي وحده.
[حدثنا إسحاق].
هو ابن إبراهيم بن راهويه بن مخلد الحنظلي المشهور بابن راهويه، وهو ثقة، ثبت، فقيه، مجتهد، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه فإنه لم يخرج له شيئاً.
وهذا الإسناد مما رواه النسائي عن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي بواسطة، وكثيراً ما يروي عنه مباشرة وبدون واسطة، أكثر الروايات التي مرت بنا عن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يرويها النسائي عنه مباشرة، وأحياناً يروي عنه بواسطة كما هنا، فإنه روى عنه بواسطة زكريا بن يحيى، وزكريا بن يحيى متأخر، وهو من أقران النسائي.
[حدثنا عبد الرزاق].
هو عبد الرزاق بن همام الصنعاني، وهو ثقة، حافظ، مصنف، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا معمر].
هو معمر بن راشد الأزدي البصري، نزيل اليمن، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن قتادة عن زرارة عن سعد بن هشام عن عائشة].
وقد مر ذكر الأربعة.
[أن ابن عباس].
هو ليس من رجال الإسناد، وإنما هو الذي دل، والذي ذهب، وسألها هو: سعد بن هشام روى عنها مباشرة، وقد سبق أن مر في الحديث نفسه: أن ابن عباس قال: إذا أخبرتك فارجع إلي وأخبرني، فرجع إليه وأخبره، فالإسناد مكون من ثمانية، وابن عباس ليس من رجال الإسناد؛ لأنه هنا دال ومرشد إلى من عنده علم عن وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها.
وهو من الأسانيد النازلة عند النسائي، وأنزل منه التساعيات والعشاري؛ لأنه سبق أن مر بنا حديث في فضل: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1]، وكان بين النسائي فيه وبين رسول الله عليه الصالة والسلام عشرة أشخاص، وقال: لا أعلم إسناداً أطول من هذا، أو هذا أطول إسناد، فأنزل ما عند النسائي ذلك الإسناد العشاري، وأما التساعي فهو كثير، وكذلك الثماني.

حديث: (إن النبي كان يوتر بتسع ركعات ...) من طريق ثالثة وتراجم رجال إسناده


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا زكريا بن يحيى حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن قتادة عن الحسن أخبرني سعد بن هشام عن عائشة رضي الله تعالى عنها أنه سمعها تقول: (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر بتسع ركعات، ثم يصلي ركعتين وهو جالس، فلما ضعف أوتر بسبع ركعات، ثم صلى ركعتين وهو جالس)].أورد النسائي حديث عائشة من طريق أخرى وهي مختصرة، وفيها أنه كان يصلي تسعاً، ثم يصلي ركعتين وهو جالس، ولما أسن كان يصلي سبعاً، ثم يصلي ركعتين وهو جالس، فهو مثل الذي قبله إلا أنه مختصر، وهو مطابق للترجمة من حيث الإيتار بتسع.
قوله: [أخبرنا زكريا بن يحيى حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن قتادة].
وقد مر ذكرهم في الإسناد السابق.
[عن الحسن].
هو الحسن بن أبي الحسن البصري، ثقة، فقيه، يرسل ويدلس، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[أخبرني سعد بن هشام عن عائشة رضي الله تعالى عنها].
وقد مر ذكرهما.
وهذا الحديث ثماني، يعني: فيه ثمانية أشخاص بين النسائي وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم: زكريا بن يحيى عن إسحاق بن إبراهيم عن عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن زرارة عن سعد بن هشام عن عائشة.

شرح حديث: (أن رسول الله كان يوتر بتسع ...) من طريق رابعة

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن بشار حدثنا حجاج حدثنا حماد عن قتادة عن الحسن عن سعد بن هشام عن عائشة رضي الله تعالى عنها: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر بتسع ويركع ركعتين وهو جالس)].ثم أورد حديث عائشة رضي الله عنها من طريق مختصرة أخصر من التي قبلها، الذي فيه الاختصار على أنه يوتر بتسع ويصلي ركعتين وهو جالس، وقد جاء تفصيل الإيتار بتسع بالروايات السابقة أنه يجلس بعد الثامنة، ويتشهد ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويدعو، ثم ينهض دون أن يسلم، ثم يأتي بالتاسعة، ثم يجلس ويتشهد ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويدعو، ثم يسلم تسليماً يسمعهم إياه، ثم يصلي ركعتين وهو جالس، فيكون المجموع إحدى عشرة ركعة.

يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #504  
قديم 08-04-2022, 12:39 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

تراجم رجال إسناد حديث: (أن رسول الله كان يوتر بتسع ...) من طريق رابعة

قوله: [أخبرنا محمد بن بشار].
هو محمد بن بشار البصري، الملقب بـندار، وهو ثقة، حديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة، رووا عنه مباشرة وبدون واسطة.

[حدثنا حجاج].
هو ابن المنهال البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا حماد].
هو حماد بن سلمة بن دينار، وهو ثقة، عابد، أخرج له البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن قتادة].
وقد مر ذكره.
[عن الحسن عن سعد بن هشام عن عائشة].
وقد مر ذكرهم.

شرح حديث: (... كان يصلي من الليل ثمان ركعات ويوتر بالتاسعة ...) من طريق خامسة

وقال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن عبد الله الخلنجي حدثنا أبو سعيد يعني: مولى بني هاشم حدثنا حصين بن نافع حدثنا الحسن عن سعد بن هشام: (أنه وفد على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فسألها عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: كان يصلي من الليل ثمان ركعات، ويوتر بالتاسعة، ويصلي ركعتين وهو جالس). مختصر].ثم أورد النسائي حديث عائشة رضي الله عنها من طريق أخرى مختصرة، فيها أنه كان يوتر بتسع، يصلي ثمان ثم يوتر بالتاسعة، يعني: يوتر بهذا العدد الذي مضى، فتكون وتراً بعد أن كانت شفعاً، وهي الثمان، بإضافة التاسعة إليها صارت وتراً، ويصلي ركعتين وهو جالس.
وقال: مختصر، أي: هذا حديث عائشة، فذكرت هذه القطعة منه باختصار، وإلا فإنه مطول، وقد سبق أن مر بنا بطوله، وأورده مفرقاً مقطعاً مختصراً، وهذه من المواضع التي روي فيها مختصراً، أو رواه فيها مختصراً.

تراجم رجال إسناد حديث: (... كان يصلي من الليل ثمان ركعات ويوتر بالتاسعة ...) من طريق خامسة


قوله: [أخبرنا محمد بن عبد الله الخلنجي].
صدوق، أخرج حديثه النسائي وحده.

[حدثنا أبو سعيد يعني: مولى بني هاشم].
هو عبد الرحمن بن عبد الله أبو سعيد مولى بني هاشم، وهو صدوق ربما أخطأ، أخرج حديثه البخاري، وأبو داود في فضائل الأنصار، والنسائي، وابن ماجه.
[حدثنا حصين بن نافع].
لا بأس به، أخرج حديثه النسائي وحده، وكلمة: (لا بأس به) أو (ليس به بأس) هي: بمعنى صدوق، إلا عند يحيى بن معين فإنها بمعنى: ثقة، لأن هذا اصطلاح خاص به، وغيره يريد بالصدوق الذي دون الثقة، الذي خف ضبطه، وحديثه من قبيل الحسن، وأما يحيى بن معين، فهو يطلق (لا بأس به) على الثقة، ولهذا يقولون: لا بأس به عند يحيى بن معين توثيق.
[حدثنا الحسن عن سعد بن هشام عن عائشة].
وقد مر ذكرهم.

حديث: (كان رسول الله يصلي من الليل تسع ركعات) من طريق سادسة وتراجم رجال إسناده


وقال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا هناد بن السري عن أبي الأحوص عن الأعمش أراه عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل تسع ركعات)].ثم أورد النسائي حديث عائشة رضي الله عنها مختصر، وأنه كان يصلي من الليل تسع ركعات، فحديث عائشة هذا جاء بصيغة مختصرة جداً.
قوله: [أخبرنا هناد بن السري].
هو أبو السري الكوفي، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري في خلق أفعال العباد، ومسلم وأصحاب السنن الأربعة، وهو من المعمرين، توفي سنة 238هـ وعمره إحدى وتسعون سنة، ولهذا أدرك المتقدمين، فهو في الطبقة العاشرة، ويروي عن أبي الأحوص، وهو في الطبقة السابعة، وتوفي سنة 179هـ، فهو مثل قتيبة يروي عن أبي الأحوص، وعن مالك، وعن هؤلاء المتقدمين، فيكون هو في العاشرة ويروي عمن في السابعة؛ لأنه معمر، عمره واحد وتسعين سنة.
[عن أبي الأحوص].
هو سلام بن سليم الحنفي الكوفي، وهو ثقة، متقن، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وهو مشهور بكنيته أبو الأحوص.
[عن الأعمش].
هو سليمان بن مهران الكاهلي الكوفي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وهذا لقب اشتهر به سليمان بن مهران الكاهلي الكوفي، ومعرفة ألقاب المحدثين نوع من أنواع علوم الحديث، فائدة معرفتها ألا يظن الشخص الواحد شخصين فيما إذا ذكر باسمه مرة، وذكر بلقبه مرة أخرى، فإن من لا يعرف يظن أن الأعمش شخص، وأن سليمان شخص آخر، ومن يعرف أن الأعمش لقب لـسليمان لا يلتبس عليه الأمر.
[أراه عن إبراهيم].

أراه يعني: أظنه أنه قال: عن إبراهيم والشك هنا هو من الأعمش أو من دونه، لكنه لا يؤثر على صحة الحديث؛ لأنه جاء من طرق كثيرة، وإبراهيم هو ابن يزيد بن قيس النخعي الكوفي، وهو ثقة، فقيه، إمام مشهور، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وهو الذي اشتهر عنه الكلمة المشهورة التي يقول فيها: (ما لا نفس له سائلة لا ينجس الماء إذا مات فيه)، هذه الكلمة قال ابن القيم في زاد المعاد: إن أول من عبر بهذه العبارة إبراهيم النخعي، وعنه تلاقها الفقهاء من بعده، يقصد بذلك: مثل الجراد، والذباب، والحيوانات التي ما فيها دم، إذا ماتت في الماء فإنها لا تنجسه، وقد ذكروا ذلك عند حديث الذباب، لما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه ثم ليستعمله)، يعني: يغمسه وينزعه، قالوا: إنه قد يكون الماء حاراً هذا الذي وقع فيه الذباب، فكونه أمر بغمسه يترتب على ذلك موت الذباب، يترتب على ذلك موته، فالرسول صلى الله عليه وسلم أرشد إلى استعماله، مع أنه غمس فيه، ومن لازم غمسه والماء حار أن يموت، فقال إبراهيم النخعي: (ما لا نفس له سائلة لا ينجس الماء إذا مات فيه)، استدلالً بهذا الحديث، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن الأسود].
هو ابن يزيد بن قيس النخعي الكوفي، وهو ثقة مكثر مخضرم، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن عائشة].
وقد مر ذكرها.


كيف الوتر بإحدى عشرة ركعة


شرح حديث: (أن النبي كان يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة يوتر بواحدة منها ...)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب كيف الوتر بإحدى عشرة ركعة.أخبرنا إسحاق بن منصور حدثنا عبد الرحمن حدثنا مالك عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله تعالى عنها: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة، ويوتر منها بواحدة، ثم يضطجع على شقه الأيمن)].
ثم أورد النسائي كيف الوتر بإحدى عشرة ركعة، وقد أورد فيه حديث عائشة رضي الله عنها: أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة يوتر منها بواحدة، يعني: أن هذه الركعة الواحدة الأخيرة، يكون العدد بها وتراً بعد أن كان عشراً وهو شفع، أضيف إليه ركعة فصار ذلك العدد وتراً، يوتر منها بواحدة، ويمكن أن يكون المقصود بالوتر هو الركعة الأخيرة وحدها، أو أنه يطلق على العدد كله الذي قبلها وتر؛ لأنه إحدى عشر، وإحدى عشر وتر؛ ليس شفعاً.
ثم قالت: [(ثم يضطجع على شقه الأيمن)]، وقد قال الشيخ الألباني: إن هذه الرواية شاذة التي فيها قضية الاضطجاع، قال: إن هذا المحفوظ أنه بعد ركعتي الفجر، كان يضطجع، لكن إذا كان المقصود بالاضطجاع على شقه الأيمن: كونه ينام بعد ما يوتر، فقد جاء في بعض الأحاديث: أنه ينام، وقد جاء في حديث عائشة نفسها: إن كان له حاجة بأهله ألم بها ثم نام، وإذا أذن للفجر وثب واغتسل إن كان عليه جنابة، وإلا توضأ وخرج وصلى.
فإذا كان المراد بالاضطجاع هذا النوم، فلا يكون شاذاً، بل يكون محفوظاً، ويكون المقصود من ذلك غير النوم الذي بعد ركعتي الفجر؛ لأنه جاء في بعض الأحاديث: أنه كان ينام بعد الوتر، وقد جاء عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: (إن أحب الصلاة إلى الله صلاة داود، كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه)، وقد جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يصلي من آخر الليل ثم ينام، فإذا كان المقصود بهذا الاضطجاع على اليمين هذا النوم، فتكون الرواية ما فيها شذوذ.

تراجم رجال إسناد حديث: (أن النبي كان يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة يوتر بواحدة منها ...)

قوله: [أخبرنا إسحاق بن منصور].
هو إسحاق بن منصور بن بهرام المروزي، الملقب الكوسج، وهو ثقة، حافظ، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا أبا داود.

[حدثنا عبد الرحمن].
هو عبد الرحمن بن مهدي البصري، ثقة، ثبت، عارف، بالرجال، والعلل، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا مالك عن الزهري].
هو مالك بن أنس إمام دار الهجرة، المحدث، الفقيه، الإمام المشهور، أحد أصحاب المذاهب الأربعة المشهورة من مذاهب أهل السنة، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن الزهري].
هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب، ينتهي نسبه إلى جده زهرة بن كلاب، ولهذا يقال له: الزهري، ومشهور بالنسبة إليه، ومشهور أيضاً بالنسبة إلى جد جده شهاب، ومحمد بن مسلم الزهري، ثقة، فقيه، وإمام مشهور، مكثر من رواية الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو من صغار التابعين الذين لقوا صغار الصحابة، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن عروة].
هو عروة بن الزبير بن العوام المدني، ثقة، فقيه، أحد الفقهاء السبعة في المدينة في عصر التابعين، وهو أحد السبعة باتفاق؛ لأن السبعة ستة منهم متفق عليهم، والسابع فيه أقوال ثلاثة، فإما الستة هم: عروة بن الزبير هذا، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، وخارجة بن زيد بن ثابت، وسليمان بن يسار، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وسعيد بن المسيب، والسابع قيل فيه ثلاثة أقوال: قيل: أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وقيل: أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وقيل: سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، الحاصل أن عروة بن الزبير بن العوام أحد هؤلاء الستة المتفق على عدهم في الفقهاء السبعة.
[عن عائشة رضي الله عنها وأرضاها].

وقد مر ذكرها.


الوتر بثلاث عشرة ركعة


شرح حديث: (كان رسول الله يوتر بثلاث عشرة ركعة ...)


وقال المصنف رحمه الله تعالى: [باب الوتر بثلاث عشرة ركعة.أخبرنا أحمد بن حرب حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن يحيى بن الجزار عن أم سلمة رضي الله تعالى عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بثلاث عشرة ركعة، فلما كبر وضعف أوتر بتسع)].
ثم أورد النسائي هذه الترجمة وهي: كيف الوتر بثلاثة عشر ركعة؟، أورد فيه حديث أم سلمة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوتر بثلاث عشرة ركعة، فلما أسن أوتر بتسع، وهذا العدد الذي هو ثلاثة عشر هو أكثر ما روي عنه عليه الصلاة والسلام، والمشهور عنه والذي قالت فيه عائشة رضي الله عنها: (ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة)، يحمل على أن هذا هو الغالب من فعله الذي هو إحدى عشر، وأنه أحياناً يصلي ثلاثة عشر، وهي أعلى شيء فعله، وأحياناً يصلي تسعا، وأحياناً يصلي سبعا، والسبع هي أقل شيء فعله صلى الله عليه وسلم.

تراجم رجال إسناد حديث: (كان رسول الله يوتر بثلاث عشرة ركعة ...)

قوله: [أخبرنا أحمد بن حرب].
هو أحمد بن حرب الموصلي، وهو صدوق، أخرج حديثه النسائي وحده.
[حدثنا أبو معاوية].
أبو معاوية، هو: محمد بن خازم الضرير الكوفي، ثقة، أحفظ الناس في حديث الأعمش، وهو مشهور بكنيته أبو معاوية، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن الأعمش].
وقد مر ذكره.
[عن عمرو بن مرة].
هو عمرو بن مرة الهمداني الكوفي، وهو ثقة، عابد، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن يحيى بن الجزار].
هو يحيى بن الجزار الكوفي، وهو صدوق، أخرج حديثه مسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن أم سلمة].
هي هند بنت أبي أمية أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها وأرضاها، وحديثها عند أصحاب الكتب الستة.


الأسئلة


الدعاء بالمغفرة للنبي وأفضل الدعاء له صلى الله عليه وسلم

السؤال: فضيلة الشيخ حفظكم الله، هل يجوز أن نقول: اللهم اغفر لمحمد صلى الله عليه وسلم؟


الجواب: نعم يجوز، يعني: اللهم ارحم محمداً، اللهم اغفر لمحمد، لكن الذي ينبغي أن يقال: اللهم صل على محمد.


حكم الصلاة بعد الوتر

السؤال: فضيلة الشيخ، أداء الرسول صلى الله عليه وسلم ركعتين بعد الوتر، ألا يخالف قوله صلى الله عليه وسلم: (اجعلوا آخر صلاتكم وتراً)؟

الجواب: الرسول صلى الله عليه وسلم صلى ركعتين بعد الوتر، قيل: ليبين أن ذلك جائزاً، وأن كون الإنسان الذي يصلي بعد الوتر، فأنه جائز، مثلما لو أن إنساناً من عادته أنه يصلي وتره قبل أن ينام، ولكنه استيقظ، فماذا يصنع؟ هل يجلس بدون صلاة أو يصلي ويوتر؟ لا يجلس بدون صلاة، بل يصلي ما شاء، ولكنه لا يوتر مرة أخرى، ففعله هذا يدل على الجواز، وكان من هديه أنه إذا فعل شيئاً داوم عليه، فكان يصلي هاتين الركعتين بعد الوتر.


موقف الصبيان في الصفوف

السؤال: فضيلة الشيخ، هل الصبي يؤمر بالرجوع من الصف إلى الصفوف المتأخرة؟


الجواب: إي نعم، الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (ليلني منكم أولي الأحلام والنهى، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم)، لكن إذا كان رجوعه سيترتب عليه مفسدة، ويترتب عليه مضرة، يعني من جهة كونه مثلاً لا يتصل بأبيه، أو لا يكون تحت إشراف أبيه، أو أنه يحصل لعب أو ما إلى ذلك، ما فيه بأس، السنة هي أن صفوف الصبيان تكون في الآخر، ما تكون في الأول، لكن لو صلى في الصفوف المتأخرة، أو الصفوف المتقدمة، لا بأس به، وقد مر بنا حديث أبي بن كعب في قصة الصبي الذي كان في الصف الأول، فجاء وجذبه وصلى مكانه، فقال ذلك الرجل: إنني ما عقلت صلاتي، يعني: صار مشغولاً ومشوشاً في صلاته، ولما فرغ قال له أبي رضي الله عنه: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال كذا وكذا.


مدى التأثير على الحديث الذي في إسناده مدلس وجاء من طرق متعددة


السؤال: فضيلة الشيخ، ورد في بعض الأحاديث رواية قتادة عن الحسن، وكلامهما مدلس، فهل يعتبر هذا من قبيل الضعيف؟

الجواب: المدلس إذا كان في غير الصحيحين يحتاج إلى أن يصرح بالسماع، أو يكون الراوي عنه ممن هو معروف بأن لا يأخذ عن الثقات المدلسين إلا ما أؤمن تدليسهم فيه، لكن الحديث إذا كان جاء من طرق متعددة، فإن ذلك التدليس لا يؤثر؛ لأنه وجد شيء يدل على ثبوت هذا الذي روي، لو كان ما جاء إلا من هذا الطريق، هذا هو الذي يحتاج إلى الثبوت، لكن الحديث جاء من طرق متعددة عن غير هؤلاء المدلسين، فالحديث يعتبر ثابت عن طريقهم أو من غير طريقهم.


التفريق بين الحمادين والسفيانين

السؤال: فضيلة الشيخ، كيف نفرق بين الحمادين والسفيانين في الرواية؟


الجواب: الحمادين والسفيانين هما في طبقة واحدة، ويمكن أن يعرف ذلك بالشيوخ والتلاميذ، وقد ذكر في بعض التراجم أن فلاناً مثلاً لا يروي إلا عن فلان، وفي بعضها يوجد مثلاً في تهذيب الكمال كونه يذكر أحد الحمادين الذي روى عن الشخص الفلاني مثلاً أو أحد السفيانين، لكن من الطرق التي يعرف بها معرفة التلاميذ والشيوخ، وقد ذكر في آخر ترجمة حماد بن سلمة؛ لأن حماد بن زيد، وحماد بن سلمة متجاوران؛ لأن الزاي بعدها السين، فترجمة حماد بن سلمة بعد ترجمة حماد بن زيد في كتب الرجال، فبعد ترجمة حماد بن سلمة ذكر المزي في تهذيب الكمال فصلاً ذكر فيه الذين إذا جاء يروي عن حماد، فالمراد به حماد بن زيد، أو فلان، فالمراد به حماد بن سلمة، يعني: ذكر جملة من الأشخاص ممن يروي عن حماد بن زيد فقط، وممن يروي عن حماد بن سلمة فقط.


حكم اختصار الصلاة على رسول الله بكتابة

السؤال: فضيلة الشيخ، بعض الكتاب يكتفي عند الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم بحرف ، فما رأيكم في ذلك؟


الجواب: هذا من النقص والتقصير، وهذا قصور وتقصير، العلماء في علم المصطلح عندما يأتون لكتابة الحديث، يذكرون الوصايا التي يوصى بها في كتابة الحديث، يقولون: إذا مر ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فليصل ويسلم عليه كتابة، ويحذر أن تكون كتابته الصلاة مقصورة معنى أو صورة، مقصورة معنى بأن يذكر الصلاة دون السلام، أو السلام دون الصلاة، فيقول: صلى الله عليه، ولا يقول: وسلم، أو يقول: عليه السلام، ولا يقول: عليه الصلاة والسلام، فهذه منقوصة معنى؛ لأنه ما أتي بها كاملة، أتي بالصلاة دون التسليم، أو بالتسليم دون الصلاة، وإنما يجمع بين الصلاة والسلام عليه، عليه الصلاة والسلام فيقول: صلى الله عليه وسلم، أو عليه الصلاة والسلام، أما الصورة فهي أن يرمز لها بـ أو بـ(صلعم)، يعني بـ أو بحروف مجمعة تشير إلى الكلمات التي هي: صلى الله عليه وسلم، مثل (صلعم)، قالوا: فيجتنب الرمز لها بالحروف، ويكتبها كاملة صلى الله عليه وسلم، أو عليه الصلاة والسلام، وقد ذكر ذلك ابن الصلاح، وذكر ذلك أيضاً الفيروزآبادي في كتابه: الصلاة والبشر في الصلاة على خير البشر، فإنه قال: ولا يرمز لها بـ(صلعم) كما يفعله بعض الكسالى وعوام الطلبة؛ لأن هذا يدل على الكسل والخمول وعدم النشاط في الكتابة.


حكم صوالين الحلاقة

السؤال: فضيلة الشيخ، ما حكم صالون الحلاقة؟


الجواب: صالون الحلاقة إذا كان سيحلق على الطريقة الشرعية، يحلق الرءوس ويقص الشوارب، ولا يحلق اللحى، فهذا طيب، أما إذا كان لحلق اللحى، فهذا حرام، لا يجوز للحلاق أن يحلق اللحى، ولا يجوز لصاحب الدكان أن يؤجره على من يحلق اللحى؛ لأن هذا من التعاون على الإثم والعدوان.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #505  
قديم 08-04-2022, 12:42 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

شرح سنن النسائي
- للشيخ : ( عبد المحسن العباد )
- كتاب الصلاة
(كتاب قيام الليل وتطوع النهار)
(308)


- (باب القراءة في الوتر) إلى (باب ذكر الاختلاف على شعبة في القراءة في الوتر)




قيام الليل الأصل فيه الإطالة؛ لأن هذه الساعات فيها قربة إلى الله، وخاصة الثلث الأخير، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ المئين في قيام الليل كما جاء ذلك عن ابن عباس عندما قام مع النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ البقرة والنساء وآل عمران.

القراءة في الوتر


شرح حديث: (... فصلى ركعة أوتر بها فقرأ فيها بمائة آية من النساء ...)


قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب القراءة في الوتر.أخبرنا إبراهيم بن يعقوب، حدثنا أبو النعمان، حدثنا حماد بن سلمة، عن عاصم الأحول، عن أبي مجلز: أن أبا موسى رضي الله تعالى عنه كان بين مكة والمدينة فصلى العشاء ركعتين، ثم قام فصلى ركعة أوتر بها، فقرأ فيها بمائة آية من النساء، ثم قال: ما ألوت أن أضع قدمي حيث وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم قدميه، وأنا أقرأ بما قرأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم].
يقول النسائي رحمه الله: القراءة في الوتر. مراد النسائي رحمه الله من هذه الترجمة هو القراءة في الركعة الأخيرة التي تختم بها صلاة الليل إذا كان الإنسان صلى من الليل ركعات، أو الركعة التي هي الوتر إذا لم يسبقها شيء، وكذلك أيضاً إذا تعددت الركعات، الركعة الأخيرة والركعتين قبلها، حيث جاءت الأحاديث بالقراءة في هذه الثلاث الركعات، وكذلك بالركعة الأخيرة، أو الركعة الوحيدة إذا حصل الإيتار بركعة واحدة، كما جاء في حديث أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه: أنه كان في طريقه في سفر بين مكة والمدينة، فصلى العشاء ركعتين قصرها، ثم صلى ركعة واحدة هي الوتر، وهذا يدلنا على أن الإيتار يكون بركعة واحدة لم يسبقها شيء، كما جاء عن أبي موسى أنه صلى ركعة واحدة بعد أن صلى العشاء، ومن المعلوم أن ذلك كان في سفر، والسنة هي عدم الإتيان بالرواتب التي هي رواتب الصلوات، ولكن الوتر وركعتا الفجر يحافظ عليهما، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يحافظ في شيء في السفر إلا على ركعتي الفجر والوتر، فإنه ما كان يتركهما لا في حضر، ولا في سفر، والوتر يكون ركعة واحدة، ويكون أكثر من ذلك، وهذا الحديث فيه الإيتار بركعة واحدة، فأبو موسى رضي الله عنه، أوتر بركعة واحدة بعد أن صلى العشاء ركعتين، وقال: (ما ألوت) أي: ما قصرت في أن أضع قدمي كما وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم قدميه، فأقرأ بما قرأ، فهذه المائة آية من سورة النساء كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ بها، فهو يقول: إنه يفعل كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذا يدلنا على ما كان عليه أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم من الاتباع للنبي الكريم عليه الصلاة والسلام، وحرصهم على ترسم خطاه، والاقتداء به، والاتساء به صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، ورضي الله تعالى عن الصحابة أجمعين.
(ما ألوت أن أضع قدمي حيث وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم قدميه، وأنا أقرأ بما قرأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم).
قوله: (وأنا أقرأ بما قرأ به) يعني: هذه الآيات وهي المائة آية من سورة النساء، الرسول صلى الله عليه وسلم قرأ بها.

تراجم رجال إسناد حديث: (... فصلى ركعة أوتر بها فقرأ فيها بمائة آية من النساء)

قوله: [أخبرنا إبراهيم بن يعقوب].
هو الجوزجاني، وهو ثقة، حافظ، أخرج حديثه أبو داود، والترمذي، والنسائي.
[حدثنا أبو النعمان].
هو محمد بن الفضل السدوسي، لقبه عارم، وهو مشهور بلقبه، ومشهور بكنيته أبي النعمان، واسمه محمد بن الفضل السدوسي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا حماد بن سلمة].

هو حماد بن سلمة البصري، وهو ثقة، عابد، أخرج حديثه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن عاصم الأحول].

هو عاصم بن سليمان الأحول، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي مجلز].

هو لاحق بن حميد السدوسي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة أيضاً.
[أن أبا موسى].
هو عبد الله بن قيس، مشهور بكنيته ونسبته أبي موسى الأشعري، وهو صحابي مشهور، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.


نوع آخر من القراءة في الوتر


شرح حديث: (كان رسول الله يقرأ في الوتر بسبح اسم ربك الأعلى ...)

وقال المصنف رحمه الله تعالى: [نوع آخر من القراءة في الوتر.أخبرنا محمد بن الحسين بن إبراهيم بن أشكاب النسائي حدثنا محمد بن أبي عبيدة، حدثنا أبي، عن الأعمش، عن طلحة، عن ذر، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الوتر بـ(سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى )[الأعلى:1]، و(قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ )[الكافرون:1]، و(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ )[الإخلاص:1]، فإذا سلم قال: سبحان الملك القدوس ثلاث مرات].
أورد النسائي هذه الترجمة وهي نوع آخر من القراءة في الوتر؛ لأنه ذكر ذلك النوع الأول الذي هو قراءة مائة آية من سورة النساء، ثم ذكر نوعاً آخر من القراءة في الوتر، أي: في الركعة الأخيرة والركعتين قبلها، وهو القراءة بـ(سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى )[الأعلى:1]، و(قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ )[الكافرون:1]، و(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ )[الإخلاص:1]، يقرأ بها في هذه الركعات الثلاث التي هي آخر صلاة الليل.

تراجم رجال إسناد حديث: (كان رسول الله يقرأ في الوتر بسبح اسم ربك الأعلى ...)

قوله: [أخبرنا محمد بن الحسين بن إبراهيم بن أشكاب النسائي].
صدوق، أخرج حديثه البخاري، وأبو داود، والنسائي.
[حدثنا محمد بن أبي عبيدة].
هو محمد بن عبد الملك بن معن المسعودي، وهو ثقة، أخرج له مسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه.
[عن أبيه].
هو عبد الملك بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود المسعودي، وهو ثقة أيضاً، وأخرج له مسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، مثل ابنه، فالذين خرجوا له هم الذين خرجوا لابنه.
[عن الأعمش].
هو سليمان بن مهران الكاهلي الكوفي، ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن طلحة].
هو طلحة بن مصرف، وهو ثقة، فاضل، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن ذر].
هو ذر بن عبد الله المرهبي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى].
ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن أبيه].
هو عبد الرحمن بن أبزى، وهو كذلك ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي بن كعب].
صحابي مشهور، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.

شرح حديث: (كان رسول الله يقرأ في الوتر بسبح اسم ربك الأعلى ...) من طريق ثانية

وقال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا يحيى بن موسى، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد، حدثنا أبو جعفر الرازي، عن الأعمش، عن زبيد وطلحة، عن ذر، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن أبي بن كعب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بـ(سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى )[الأعلى:1]، و(قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ )[الكافرون:1]، و(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ )[الإخلاص:1]. خالفهما حصين، فرواه عن ذر، عن ابن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم].أورد النسائي رحمه الله حديث أبي بن كعب من طريق أخرى، وهو مثل التي قبلها من حيث أنه صلى الله عليه وسلم كان يوتر فيقرأ في الوتر بالسور الثلاث: (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى )[الأعلى:1]، و(قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ )[الكافرون:1]، و(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ )[الإخلاص:1]، أي: في الثلاث الركعات الأخيرة من صلاة الليل التي كان يصليها صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، يقرأ في الثلاث الركعات الأخيرة بهذه السور الثلاث.

تراجم رجال إسناد حديث: (كان رسول الله يقرأ في الوتر بسبح اسم ربك الأعلى ...) من طريق ثانية

قوله: [أخبرنا يحيى بن موسى].
ثقة، أخرج له البخاري، وأبو داود، والترمذي، والنسائي.
[حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد].
ثقة، أخرج له البخاري في جزء القراءة، وأصحاب السنن الأربعة.
[حدثنا أبو جعفر الرازي].
هو عيسى بن أبي عيسى، وهو صدوق، سيء الحفظ، أخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن الأعمش].
وقد مر ذكره.
[عن زبيد].
هو زبيد بن الحارث اليامي الكوفي، وهو ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[وطلحة].
هو ابن مصرف الذي مر ذكره.
[عن ذر].
وقد مر ذكره أيضاً.
[عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن أبي بن كعب].
وقد مر ذكرهم.
والإسناد فيه أبو جعفر الرازي، ولكن كما هو معلوم أن الحديث قد جاء من طرق متعددة، فهو ثابت، ولو كان فيه ذلك الشخص الذي هو سيء الحفظ.

شرح حديث: (كان رسول الله يقرأ في الوتر بسبح اسم ربك الأعلى ...) من طريق ثالثة وتراجم رجال إسناده


وقال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا الحسن بن قزعة، عن حصين بن نمير، عن حصين بن عبد الرحمن، عن ذر، عن ابن عبد الرحمن بن أبزى ، عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الوتر بـ(سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى )[الأعلى:1]، و(قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ )[الكافرون:1]، و(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ )[الإخلاص:1]].ثم أورد حديث أبي، وهو مثل الذي قبله، وهو القراءة في الركعات الأخيرة بهذه السورة الثلاث.
قوله: [أخبرني الحسن بن قزعة].
صدوق، أخرج له الترمذي، والنسائي، وابن ماجه.
[عن حصين بن نمير].
لا بأس به، وهي بمعنى صدوق، وحديثه أخرجه البخاري، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وقال فيه الحافظ في التقريب: (لا بأس به) أو (ليس به بأس) وهي تعادل (صدوق)، إلا عند يحيى بن معين فله اصطلاح خاص فيها، وهي بمعنى ثقة عنده، ولهذا يقولون: لا بأس به عند يحيى بن معين توثيق، ولهذا يقول عن الأئمة الكبار الثقات الأثبات، يقول عن الشخص الواحد منهم: لا بأس به، فلا يظن أن هذا تهوين لشأن من قيلت فيهم، مع أنهم ثقات؛ لأن اصطلاح يحيى بن معين أنه يطلق: (لا بأس به) على الثقة.
[عن حصين بن عبد الرحمن].
ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن ذر، عن سعيد بن أبزى، عن أبيه].
وقد مر ذكرهم.
[عن ابن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه].
هو سعيد بن عبد الرحمن، يروي عن أبيه.
ليس فيه أبي، فإذاً هو مرسل، لكن كما هو معلوم أن هذا المرسل قد عرف الواسطة فيه بالطرق الأخرى.


ذكر الاختلاف على شعبة فيه


شرح حديث: (أن رسول الله كان يوتر بسبح اسم ربك الأعلى ...) من طريق رابعة


وقال المصنف رحمه الله تعالى: [ذكر الاختلاف على شعبة فيه.أخبرنا عمرو بن يزيد، حدثنا بهز بن أسد، حدثنا شعبة، عن سلمة وزبيد، عن ذر، عن ابن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر بـ(سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى )[الأعلى:1]، و(قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ )[الكافرون:1]، و(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ )[الإخلاص:1]، وكان يقول إذا سلم: سبحان الملك القدوس ثلاثاً ويرفع صوته بالثالثة)].
ذكر النسائي رحمه الله هذه الترجمة، وهي: ذكر الاختلاف على شعبة في حديث الوتر، وأورد فيه حديث أبي بن كعب رضي الله تعالى عنه، وهو مثل الذي قبله، كان يقرأ في الوتر بهذه السور الثلاث: (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى )[الأعلى:1]، و(قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ )[الكافرون:1]، و(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ )[الإخلاص:1]، ثم يقول: سبحان الملك القدوس ويمد صوته ويرفعه في الثالثة منها، ويرفع بها صوته عليه الصلاة والسلام.

تراجم رجال إسناد حديث: (أن رسول الله كان يوتر بسبح اسم ربك الأعلى ...) من طريق رابعة

قوله: [أخبرنا عمرو بن يزيد].
هو عمرو بن يزيد الجرمي، وهو صدوق، أخرج حديثه النسائي وحده.
[حدثنا بهز بن أسد].
هو بهز بن أسد العمي الكوفي، وهو ثقة ثبت، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا شعبة].
هو شعبة بن الحجاج الواسطي ثم البصري، وهو ثقة ثبت، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن سلمة].
هو سلمة بن كهيل، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[وزبيد، عن ذر، عن ابن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه].
فهو مرسل مثل الذي قبله، وهؤلاء مر ذكرهم.

شرح حديث: (أن رسول الله كان يقرأ في الوتر بـسبح اسم ربك الأعلى ...) من طريق خامسة وتراجم رجال إسناده

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، حدثنا خالد، حدثنا شعبة، أخبرني سلمة وزبيد، عن ذر، عن ابن عبد الرحمن بن أبزى، عن عبد الرحمن: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الوتر بـ(سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى )[الأعلى:1]، و(قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ )[الكافرون:1]، و(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ )[الإخلاص:1]، ثم يقول إذا سلم: سبحان الملك القدوس، ويرفع بسبحان الملك القدوس صوته بالثالثة). رواه منصور، عن سلمة بن كهيل ولم يذكر ذراً].أورد النسائي رحمه الله طريقاً أخرى مرسلة عن عبد الرحمن بن أبزى، وهي مثل التي قبلها، قراءة ثلاث سور في ركعات الوتر، وبعدها يقول: سبحان الملك القدوس، ويمد صوته بسبحان الملك القدوس.
قوله: [أخبرنا محمد بن عبد الأعلى].
هو محمد بن عبد الأعلى الصنعاني البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم، وأبو داود في القدر، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه.
[حدثنا خالد].
هو ابن الحارث البصري، وهو ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا شعبة].
وقد مر ذكره.
[أخبرني سلمة وزبيد].
وقد مر ذكرهما.
[عن ابن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه].
وقد مر ذكرهم.
يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #506  
قديم 08-04-2022, 12:43 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

شرح حديث: (أن رسول الله كان يقرأ في الوتر بـسبح اسم ربك الأعلى ...) من طريق سادسة

وقال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن قدامة، عن جرير، عن منصور، عن سلمة بن كهيل، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بـ(سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى )[الأعلى:1]، و(قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ )[الكافرون:1]، و(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ )[الإخلاص:1]، وكان إذا سلم وفرغ قال: سبحان الملك القدوس ثلاثاً، طول في الثالثة. ورواه عبد الملك بن أبي سليمان، عن زبيد ولم يذكر ذراً].قوله: (طول في الثالثة)، يعني: مدها، أي: سبحان الملك القدوس يطيل بها، فتختلف عن الأولى والثانية، ويرفع بها صوته ويمد بها، وهذا هو معنى طولها، يعني: معناه مد بها حتى طالت.

تراجم رجال إسناد حديث: (أن رسول الله كان يقرأ في الوتر بـسبح اسم ربك الأعلى ...) من طريق سادسة

قوله: [أخبرنا محمد بن قدامة].
هو محمد بن قدامة المصيصي، وهو ثقة، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي.
[عن جرير].
هو جرير بن عبد الحميد الضبي الكوفي، وهو ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن منصور].
هو منصور بن المعتمر الكوفي، ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن سلمة بن كهيل، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه].
وهؤلاء قد مر ذكرهم.
وكما ذكرت أن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى صحابي صغير، ومراسيل الصحابة لو لم يعرف وصله، وأن هناك صحابي روى عنه، فإنها من قبيل ما يعول عليه؛ لأن مراسيل الصحابة حجة؛ لأنهم لا يأخذون إلا عن الصحابة، لكن هنا معروف أنه جاء من طرق متعددة، وأن الواسطة بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بن كعب، فالواسطة معروفة، ولو لم تذكر الواسطة، فإنه يقال: مرسل صحابي، ومرسل الصحابي حجة.

شرح حديث: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بـسبح اسم ربك الأعلى ...) من طريق سابعة

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا أحمد بن سليمان حدثنا محمد بن عبيد ، حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان ، عن زبيد ، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى ، عن أبيه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بـ(سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى )[الأعلى:1]، و(قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ )[الكافرون:1]، و(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ )[الإخلاص:1]). ورواه محمد بن جحادة، عن زبيد ولم يذكر ذراً].ثم أورد النسائي رحمه الله الحديث من طريق أخرى وهو مثل الذي قبله تماماً.

تراجم رجال إسناد حديث: (كان رسول الله يوتر بـسبح اسم ربك الأعلى ...) من طريق سابعة

قوله: [أخبرنا أحمد بن سليمان].
هو أحمد بن سليمان الرهاوي، وهو ثقة، حافظ، أخرج حديثه النسائي وحده.
[حدثنا محمد بن عبيد].
هو محمد بن عبيد الطنافسي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان].
صدوق له أوهام، أخرج حديثه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن زبيد].
وقد مر ذكره.
[عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه].
وقد مر ذكرهم.

حديث: (كان رسول الله يوتر بسبح اسم ربك الأعلى ...) من طريق ثامنة وتراجم رجال إسناده

وقال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا عمران بن موسى ، حدثنا عبد الوارث، حدثنا محمد بن جحادة ، عن زبيد ، عن ابن أبزى ، عن أبيه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بـ(سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى )[الأعلى:1]، و(قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ )[الكافرون:1]، و(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ )[الإخلاص:1]، فإذا فرغ من الصلاة قال: سبحان الملك القدوس ثلاث مرات)].ثم أورد النسائي رحمه الله الحديث من طريق أخرى وهي مرسلة، يعني: مرسل صحابي صغير، وهي مثل الطرق التي تقدمت.
قوله: [أخبرنا عمران بن موسى].

صدوق، أخرج حديثه الترمذي، والنسائي، وابن ماجه.
[حدثنا عبد الوارث].
هو عبد الوارث بن سعيد العنبري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا محمد بن جحادة].
ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن زبيد، عن ابن أبزى، عن أبيه].
وقد مر ذكرهم.


الأسئلة

سبب خصوصية جواز النافلة على الراحلة في السفر دون الحضر

السؤال: فضيلة الشيخ، حفظكم الله، صلاة النافلة على الراحلة، هل هي مخصوصة بالسفر أم تكون أيضاً في الحضر؟


الجواب: لا، مخصوصة بالسفر؛ لأن الحضر يمكن للإنسان أن ينزل ويصلي، ولا يفوته شيء، بخلاف المسافر؛ لأنه لو نزل يصلي بقي المسافة والطريق أمامه، فلا يستطيع أن يمشي ويقطع الطريق، لكنه حيث يصلي وهو راكب، يجمع بين مصلحتين بين الصلاة وبين قطع الطريق، فالنافلة على الراحلة إنما جاءت في السفر؛ لأن الحاجة تدعو إليها، ولو نزل الإنسان يصلي ويطيل الصلاة، بقي الطريق أمامه، وأما بالنسبة لمن يسير في البلد، فيمكنه أن ينتهي سيره ويصلي.


مدى تأثر استحقاق المرأة لميراث زوجها إذا هي سحرته

السؤال: فضيلة الشيخ، حفظكم الله، إذا سحرت الزوجة زوجها ليكون مطيعاً لها، فهل هذا العمل يكون سبباً في حرمانها من الميراث بعد وفاته؟


الجواب: يعني هل السحر هو سبب الموت؟ إذا كان السحر سبب الموت، يمكن أن يقال هذا، لكن كونها سحرته وآذته، وحصل له أذى، ومات بسبب آخر، فما له علاقة، ما هو قتل هذا؛ لأن سبب منع الميراث هو القتل.

أما من جهة الكفر فالسحر قد عُدّ من نواقض الإسلام العشرة، لكن من هذا الاعتبار يمكن أن يكون على اعتبار أنها مرتدة، لكن كما هو معلوم أنه لا يبقى الزواج بين المسلم وبين المرتدة، هذا إذا كان كفر، ومن العلماء من يقول: أن السحر إذا حصل بسببه قتل أو ما إلى ذلك، فإنه يجازى بما يستحقه، لكن على اعتبار أن السحر كفر، معناه أنه ما فيه توارث، بل ما فيه زوجية باقية، مع وجود الردة إذا ما حصلت التوبة، والرجوع إلى الإسلام. أما إن كانت المرأة هي طلبت السحر فلم تكن هي الساحرة يعني: ذهبت إلى ساحر لتسحره فالذي يبدو أن هناك بين طلبه والذهاب للسحرة وبين السحر.

ما يلزم الإمام إذا شك في عدد ركعات الصلاة

السؤال: فضيلة الشيخ، إذا صلى الإمام وفي الركعة الأخيرة لم يدر أهي الثالثة أم الرابعة، وسجد وسلم، وتبين له بعد السلام أنها الرابعة فعلاً، هل يلزمه سجود السهو بعد الصلاة وكذلك المأمومين؟


الجواب: إذا كانت الصلاة رباعية، فقد أدى ما عليه، وإن كانت ثلاثية التي هي المغرب فتلك الركعة زائدة، والسجود للسهو يكون بعد السلام فيما إذا كان هناك زيادة.


حكم القراءة في الصلاة أثناء التثاؤب

السؤال: ما حكم القراءة في الصلاة أثناء التثاؤب؟ هل تجزئ أم يعيدها؟


الجواب: ليس للإنسان أن يقرأ أثناء التثاؤب، أثناء كون الإنسان يتثاءب يغطي فمه ولا يقرأ، الذي يبدو أنها إذا كانت في الفاتحة، فعليه أن يعيدها، وأما إذا كانت في غير الفاتحة، فالأمر في ذلك سهل، ولكن عليه أن يعيد، بعد ما ينتهي التثاؤب.


مدى إجزاء غسل الجنابة عن غسل يوم الجمعة

السؤال: فضيلة الشيخ، سمعت أن بعض العلماء يقول: إن غسل الجنابة لا يجزئ عن غسل الجمعة، فهل هذا القول صحيح؟

الجواب: ما أعلم أنه لا يجزئ، وإنما الإنسان إذا اغتسل للجنابة يوم جمعة، فإنه يجزئ عن الجمعة وعن الجنابة، فينوي الاثنين، ينوي أنه اغتسل لإزالة الحدث الأكبر، وينوي أنه أيضاً فعل ذلك للجمعة، ما أعلم أحداً يقول بهذا لا أدري، لكنه يجزئ غسل الجنابة، لكن غسل الجمعة ما يجزئ عن الجنابة؛ لأنه لابد من نية الجنابة، ولابد أن يرفع الحدث الأكبر، يعني: العكس لا يجزئ، كونه نوى غسل الجمعة ما يكفي عن غسل الجنابة.


مدى تعليل الحديث بوروده موصولاً وتارة مرسلاً

السؤال: فضيلة الشيخ، إذا كان الحديث روي مرة موصولاً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروي من طريق أخرى أحسن من الطريق الأولى مرسلاً، فهل يعد ذلك من العلة في الحديث؟


الجواب: لا يعتبر ذلك إذا كان الذي رفع ثقة، والذي وصل ثقة، فإن العبرة بالوصل.


صلاة الضحى في السفر

السؤال: فضيلة الشيخ، هل كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يترك صلاة الضحى في السفر؟

الجواب: لا أدري، ومما جاء في صلاة الضحى في السفر عام الفتح حديث أم هانئ (أنها جاءته وهو يصلي ثمان ركعات، وذلك ضحى)، والعلماء يوردون ذلك في صلاة الضحى، فيقولون: أن هذا أعلى صلاة الضحى، فقد جاء عنه ركعتين، وجاء عنه أربع وزيادة، وجاء عنه ثمان، وهي أعلى شيء، فيوردون حديث أم هانئ في صلاة الضحى، وكان ذلك في سفر في عام الفتح، فهذا مما يدل على أنه فعلها في السفر، لكن هل كان يداوم عليها؟ لا أدري.

الحديث الذي أشرت إليه أن النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يحافظ في الحضر والسفر على شيء محافظته على الوتر وركعتي الفجر.

صلاة الوتر بعد أذان الفجر

السؤال: فضيلة الشيخ، بالنسبة لصلاة الوتر بعد أذان الفجر، هل يكون وتراً؟


الجواب: حديث عبد الله بن مسعود الذي سبق أن مر بنا أنه قال: أنه بعد الأذان يدل على ذلك، لكن الذي جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا كان كما في صحيح مسلم (أنه إذا لم يصلِ صلاته من الليل لمرض أو وجع، صلى من النهار اثنتي عشرة ركعة)، فيكون ذلك في الضحى إذا فات الإنسان، فليصل في الضحى.

مداخلة: يقول: إذا فاته من الضحى، فهل يصليه بعد ذلك؟
الشيخ: ممكن بعد الظهر.

معنى حديث: (من رآني في المنام فسيراني في اليقظة)

السؤال: فضيلة الشيخ، عفا الله عنكم، روى البخاري في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (من رآني في المنام فسيراني في اليقظة)، فما معنى هذا الحديث؟


الجواب: فسر بتفسيرين: أحدهما: أن يكون ذلك في زمنه عليه الصلاة والسلام، وأن من رآه في المنام فسيراه في اليقظة، بحيث أنه يأتي إليه ويراه، ويجد مطابقة ما رآه لما رأى في منامه، وفسر بأنه من رآني فسيراني، يعني: يراه في الدار الآخرة، فسر بهذين التفسيرين.


معنى حديث: (ماء زمزم لما شرب له)

السؤال: فضيلة الشيخ، ما معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (ماء زمزم لما شرب له)؟


الجواب: الحديث ما أدري عن صحته، ولكن معنى الحديث أن الإنسان إذا أراد شيئاً، وشربه لأمر من الأمور، فهو لما شرب له، يعني: كون الإنسان شربه من أجل أن يستشفي به، فيكون لذلك الشيء الذي شربه له، وهكذا، والحديث ما أدري عن صحته، لكنه موجود، ولا أتذكر من خرجه.


ما على من ترك التشهد الأول وقام للثالثة ثم جلس

السؤال: فضيلة الشيخ، من ترك التشهد الأول وقام للثالثة ولم يقرأ الفاتحة ثم جلس، هل عليه سجود سهو أم لا، وإن سجد فهل عليه شيء؟


الجواب: نعم عليه سجود سهو، ولكنه ما دام أنه قام وانتصب، فعليه أن يواصل الركعة، لكن عليه سجود سهو، سواء رجع أو لم يرجع.


حقيقة الدابة التي تخرج قرب يوم القيامة

السؤال: فضيلة الشيخ، ما هي الدابة التي تخرج عند قرب القيامة وتكلم الناس؟الجواب: الدابة مخلوق من مخلوقات الله عز وجل ما أدري عن شكلها، وأيش هي.

حكم استيطان مكان معين في المسجد

السؤال: فضيلة الشيخ، ما حكم استيطان مكان معين في المسجد؟ وهل يلحق به استيطان مكان معين عند حلقة العلم؟


الجواب: قضية المسجد وقضية الصلاة ورد فيه حديث ما أدري شيء عن صحته، يعني: كون الإنسان يستوطن إيطاناً كإيطان البعير، بحيث أنه لا يصلي فرضه إلا في ذلك المكان، ما أذكر الآن ما صحته، وما عندي علم عنه وأما فيما يتعلق بمجالس العلم وما إلى ذلك، فتختلف عن هذا، كونه يصير له مكان معين، أو الإنسان يكون له مكان معين، إما بقعة أو كرسي، فهذا ما فيه بأس.


مدى اشتراط النية في الغسل من الحيض والجنابة

السؤال: فضيلة الشيخ، امرأة رأت العادة الشهرية أول مرة لها، ولم تعلم أن هناك غسلاً يجب عليها، وإنما اغتسلت اغتسالاً عادياً بدون أي نية، فما الحكم فيما فعلت؟ ثم لم تغتسل إلا في المرة الثانية.

الجواب: العمل لا بد فيه من النية، كونه اغتسالاً ما نوت به غسل الجنابة، وإنما هو غسل عادي تبرد أو ما إلى ذلك، ما يعتبر غسل الجنابة حتى ينوى، الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (إنما الأعمال بالنيات) فالذي عليه جنابة واغتسل للتبرد ما يقال: أنها رفعت الجنابة عنه؛ لأن النية ما وجدت.

مداخلة: خلال تلك الفترة التي اغتسلت فيها هي ما اغتسلت اغتسالاً إلا بعد الحيضة الثانية، علمت أن عليها غسلاً، فاغتسلت بعد الحيضة الثانية، ما حكم الصلاة والصيام في الغسل الأول؟
الشيخ: ما أستطيع أن أقول فيها شيئاً، لا أدري.

مدى اعتبار الصف الأول الممتد إلى خارج المسجد من المسجد

السؤال: فضيلة الشيخ، إني أدرك بعض الركعات في هذا المسجد، ولكن ممتد الصف إلى خارج المسجد، فهل تكون الصلاة في المسجد أو أدخل في الصفوف الخلفية؟


الجواب: الصلاة خارج المسجد إذا كان ما دام أنه ما وجدت أسوار تحيط بالساحات، فإنه لا يعتبر مسجداً، وإنما يعتبر خارج المسجد، وإذا وجدت الأسوار التي تحيط به، ويعتبر ما كان داخل تلك الأبواب والأسوار فهو مسجد، فامتداد الصفوف التي تحاذي باب السلام تعتبر من المسجد، وقبل ذلك لا يعتبر من المسجد؛ لأنه خارج المسجد، والإنسان إذا جاء لا يصلي، وإنما عليه أن يدخل المسجد ويصلي حيث أمكنه أن يصلي في الصف الأول، فالذي يليه وهكذا.


ما يلزم المسبوق فيما إذا نسي الإمام ركعة

السؤال: فضيلة الشيخ، إذا نسي الإمام وزاد ركعة، وجاء رجل متأخر قد فاتته ركعة ودخل مع الإمام. فما الحكم؟


الجواب: لا تعتبر، تلك الركعة الزائدة لا عبرة بها؛ لأنها ليست معتبرة للإمام ولا لغير الإمام، فلا يعتد بتلك الركعة الزائدة المسبوق أو المأموم، المسبوق لا يعتد بالزائدة.

حتى لو لم يعلم أنها زائدة إلا بعد انتهائه من الصلاة، عليه أن يأتي بركعة، لأنه أصلاً المسبوق لا يدري ما الزائد والذي لم يزاد.

حكم صلاة الحاقن

السؤال: رجل صلى وهو حاقن، فهل صلاتها صحيحة أم باطلة؟


الجواب: إذا كان الإنسان وجدت منه الصلاة، وقد أدى أعمالها وأفعالها، فصلاته صحيحة، وإذا حصل منه تشوش في الصلاة، وشغله عن شيء منها، فهذا هو الذي لا يجوز، أو لا تصح الصلاة معه، إذا كان أخل بها بسبب هذا التشوش، أما إذا لم يحصل تشوش، ولكنه أدى الصلاة في أفعالها، وما هو مطلوب منها، ولو كان يحس أنه محتاج إلى قضاء الحاجة، فالصلاة صحيحة.


حكم الوضوء من ماء زمزم

السؤال: فضيلة الشيخ! هل يجوز الوضوء من ماء زمزم والرسول صلى الله عليه وسلم قال: (طعام طعم)؟

الجواب: يجوز، وكونه طعام طعم، فلا يدل على أنه لا يتوضأ منه، وإنما يجوز أن يتوضأ منه، وقد جاء في بعض الأحاديث: أن الرسول توضأ منه، والحديث الذي فيه الرسول صلى الله عليه وسلم لما انصرف من عرفة إلى مزدلفة، وعرج وقضى حاجته وتوضأ، قيل: إن هذا الماء كان من زمزم، وهذا ذكره الحافظ ابن حجر في فتح الباري.


العلاقة بين رؤية السارق عبر المنديل وبين السحر


السؤال: فضيلة الشيخ، المنديل يُرى فيه السارق، هل هذا يعتبر من السحر؟


الجواب: لا شك أن هذا من السحر أو من الشعوذة، يعني: ليس لازماً أن يكون سحراً، بل يمكن أن يكون شعوذة وليس سحراً.


حكم استخدام الجن المسلم

السؤال: هل يجوز استخدام الجني المسلم؟


الجواب: كيف يستخدم الجني المسلم؟ الجن لا يستخدمون في شيء، الجن سخرهم الله لسليمان عليه الصلاة والسلام، وأما استخدام الجن فيمكن أن يكون هذا الاستخدام فيه مضرة، ثم أيضاً الجني إذا قال: أنه مسلم، هل يقبل كلامه؟ والإنس ما فيه منافقون، والجن أيضاً أليس يكون فيهم أيضاً مثل الإنس، ليست القضية قضية فقط واحد قال: أنه مسلم وانتهى.


حكم الاستغاثة بأهل البيت

السؤال: الرافضي الذي يستغيث بأهل البيت هل يكفر؟

الجواب: الذي يستغيث بغير الله عز وجل ويطلب حاجاته من الأموات، هذا كفر بالله عز وجل.


الفرق بين الشعوذة والسحر

السؤال: ما الفرق بين الشعوذة والسحر؟

الجواب: أصحاب الشعوذة هم المنجمون، والكهان الذين يستخدمون الجن في أمور الاطلاع على أمور مغيبة، والسحر هو: شيء يوضع ويؤثر على المسحور، فالشعوذة والسحر كلها تلتقي عند استخدام الشياطين.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #507  
قديم 08-04-2022, 12:44 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

شرح سنن النسائي
- للشيخ : ( عبد المحسن العباد )
- كتاب الصلاة
(كتاب قيام الليل وتطوع النهار)
(309)

كتاب قيام الليل وتطوع النهار
- باب ذكر الاختلاف على ابن مغول في القراءة في الوتر - باب ذكر الاختلاف على شعبة عن قتادة في القراءة في الوتر



لقد حث النبي صلى الله عليه وسلم الأمة على الخير، لا سيما فيما يتعلق بنوافل الصلوات، ثم أكد على بعض النوافل كصلاة الوتر، التي حث عليها وأمر بها أمر استحباب وتأكيد، حتى كان عليه الصلاة والسلام لا يتركها سفراً ولا حضراً، وورد عنه أنه كان يقرأ في آخرها بـ (سبح اسم ربك الأعلى)، والكافرون، و(قل هو الله أحد).

ذكر الاختلاف على مالك بن مغول في القراءة في الوتر


شرح حديث: (كان عليه الصلاة والسلام يقرأ في الوتر بسبح اسم ربك الأعلى ...) من طريق تاسعة

قال المصنف رحمه الله تعالى في باب القراءة في الوتر: [ذكر الاختلاف على مالك بن مغول فيه.أخبرنا أحمد بن محمد بن عبيد الله، حدثنا شعيب بن حرب، عن مالك، عن زبيد، عن ابن أبزى، عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الوتر بـ(سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى )[الأعلى:1]، و(قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ )[الكافرون:1]، و(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ )[الإخلاص:1]].
فهذه ترجمة تتعلق بالقراءة في الوتر، وهي: ذكر الاختلاف على مالك بن مغول في حديث القراءة في الوتر، أي: قراءة (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى )[الأعلى:1]، و(قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ )[الكافرون:1]، و(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ )[الإخلاص:1]، وقد مرت طرق عديدة للحديث، وأن النبي عليه الصلاة والسلام كان يقرأ هذه الثلاث السور: (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى )[الأعلى:1] و(قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ )[الكافرون:1] و(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ )[الإخلاص:1] في وتره، أي: في الركعات الثلاث الأخيرة من صلاة الليل.

تراجم رجال إسناد حديث: (كان عليه الصلاة والسلام يقرأ في الوتر بسبح اسم ربك الأعلى ...) من طريق تاسعة

قوله:
[أخبرنا أحمد بن محمد بن عبيد الله].
هو أحمد بن محمد بن عبيد الله الطرسوسي، وهو صدوق، أخرج حديثه النسائي وحده.
[حدثنا شعيب بن حرب].
ثقة، أخرج حديثه البخاري، وأبو داود، والنسائي.
[عن مالك].
هو مالك بن مغول، وهو ثقة ثبت، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن زبيد].
هو زبيد بن الحارث اليامي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن أبزى].
هو سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن أبيه]
وهو عبد الرحمن بن أبزى رضي الله عنه وهو صحابي صغير، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

شرح حديث ابن أبزى في القراءة في الوتر وتراجم رجال إسناده

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا أحمد بن سليمان، حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا مالك، عن زبيد، عن ذر، عن ابن أبزى مرسل. وقد رواه عطاء بن السائب، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه].أورد النسائي رحمه الله هذا الحديث وأسنده إلى ابن أبزى وهو مرسل، والمقصود أنه مرسل من سعيد بن عبد الرحمن، وإلا فإن رواية عبد الرحمن بن أبزى قد مرت من طرق عديدة، وهو صحابي صغير، ولكن هذه الطريق قال: (عن ابن أبزى مرسل)، لأنه أضافه إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ولم يذكر أباه، فيكون من قبيل المرسل أي: المنقطع، ولكن هذا الإرسال كما هو معلوم لا يؤثر؛ لأن الحديث ثابت من طرق كثيرة، ومعروف الواسطة وهو أبوه، وذلك بالطرق المتعددة الكثيرة التي مرت والتي ستأتي، فمثل هذا الإرسال لا يؤثر إلا لو كان الحديث ما جاء إلا من هذا الطريق، فإنه يؤثر، ويكون مرسلاً ولا يعول عليه، وهي التي يروي سعيد بن عبد الرحمن، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فيكون منقطعاً، لكن الحديث جاء من طرق كثيرة عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه، وفي بعضها (عن أبيه عن أبي بن كعب)، والحديث ثابت بالطرق الكثيرة المختلفة المتعددة المتنوعة.
قوله: [أخبرنا أحمد بن سليمان].
هو أحمد بن سليمان الرهاوي، وهو ثقة حافظ، أخرج حديثه النسائي وحده.
[عن يحيى بن آدم].
هو الكوفي، وهو ثقة حافظ، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا مالك].
هو مالك بن مغول، وقد مر ذكره.
[عن زبيد].
وقد مر ذكره.
[عن ذر].
هو ذر بن عبد الله المرهبي، وهو ثقة، عابد، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن أبزى مرسل].
هو سعيد بن عبد الرحمن، قوله: مرسل، أي: أنه أضافه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فهو من قبيل المرسل، لكن هذا الإرسال لا يؤثر؛ لأن الحديث ثابت بالطرق التي قبله والتي بعده.

شرح حديث: كان عليه الصلاة والسلام يقرأ في الوتر بـ (سبح اسم ربك الأعلى ...) من طريق حادية عشرة

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا عبد الله بن الصباح، حدثنا الحسن بن حبيب، حدثنا روح بن القاسم، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الوتر بـ(سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى )[الأعلى:1]، و(قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ )[الكافرون:1]، و(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ )[الإخلاص:1]].أورد النسائي الحديث من طريق أخرى، وهو مثل الذي قبله من حيث المتن، أي: النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الوتر بـ(سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى )[الأعلى:1]، و(قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ )[الكافرون:1]، و(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ )[الإخلاص:1].

تراجم رجال إسناد حديث: كان عليه الصلاة والسلام يقرأ في الوتر بـ (سبح اسم ربك الأعلى ...) من طريق حادية عشرة

قوله: [أخبرنا عبد الله بن الصباح].ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه.
[حدثنا الحسن بن حبيب].
لا بأس به، و(لا بأس به) تعادل صدوق، وحديثه أخرجه أبو داود في القدر، والنسائي.
[حدثنا روح بن القاسم].
ثقة، حافظ، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا الترمذي.
[عن عطاء بن السائب].
صدوق اختلط، وحديثه أخرجه البخاري، وأصحاب السنن الأربعة، ولا يؤثر اختلاطه؛ لأن الحديث ما جاء من طريقه فقط، بل جاء من طرق عديدة، فالحديث ثابت بالطرق التي قبله والتي بعده، وإلا لو كان ما جاء إلا من هذا الطريق، فإنه لا يعول عليه، إلا إذا كان قد سمع منه قبل الاختلاط، لكن الذين سمعوا منه قبل الاختلاط، ذكرهم الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب، وليس فيهم روح بن القاسم، ولكن لا يؤثر كون الذي روى عنه ليس معروفاً بالرواية عنه قبل الاختلاط؛ لأن الحديث ثابت من طرق متعددة قبل هذا الحديث وبعده.
[عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه].
وقد مر ذكرهما.


ذكر الاختلاف على شعبة عن قتادة في هذا الحديث



شرح حديث: أنه عليه الصلاة والسلام كان يوتر بـ(سبح اسم ربك الأعلى ...) من طريق ثانية عشرة

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ذكر الاختلاف على شعبة عن قتادة في هذا الحديث.أخبرنا محمد بن بشار، حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة، عن قتادة قال: سمعت عزرة يحدث عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه رضي الله تعالى عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر بـ(سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى )[الأعلى:1]، و(قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ )[الكافرون:1]، و(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ )[الإخلاص:1]، فإذا فرغ قال: سبحان الملك القدوس ثلاثاً].
أورد النسائي ذكر الاختلاف على شعبة في هذا الحديث، أي: حديث القراءة في الوتر، قراءة: (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى )[الأعلى:1]، و(قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ )[الكافرون:1]، و(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ )[الإخلاص:1]، وأورد الطرق التي من طريق شعبة، وفيها الاختلاف من حيث الإسناد، ومن المعلوم أن مثل هذا الاختلاف لا يؤثر على الحديث شيئاً، فالحديث ثابت، وكونه جاء عن شعبة من طرق متعددة إلى عبد الرحمن بن أبزى لا يؤثر ذلك على الحديث شيئاً، فالحديث ثابت.

تراجم رجال إسناد حديث: أنه عليه الصلاة والسلام كان يوتر بـ(سبح اسم ربك الأعلى ...) من طريق ثانية عشرة

قوله: [أخبرنا محمد بن بشار].محمد بن بشار هو الملقب بندار البصري، ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة، رووا عنه مباشرة وبدون واسطة، ومثل محمد بن بشار في كونه شيخاً لأصحاب الكتب الستة، وأيضاً كونه مات سنة مائتين واثنين وخمسين، شخصان آخران هما: محمد بن المثنى العنزي الملقب الزمن، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، فهؤلاء ثلاثة ماتوا في سنة واحدة، وهي: سنة اثنتين وخمسين ومائتين، وكل واحد منهم شيخ لأصحاب الكتب الستة.
[عن أبي داود].
أبو داود، هو: سليمان بن داود الطيالسي، مشهور بكنيته، ويروي عنه النسائي بواسطة، وهو ممن تقدمت وفاته؛ لأنه ما أدركه النسائي، ولهذا يروي عنه النسائي بواسطة، وهو ثقة، حافظ، أخرج حديثه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[حدثنا شعبة].
شعبة، وهو: ابن الحجاج الواسطي ثم البصري، ثقة، ثبت، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وهو من أعلى صيغ التعديل وأرفعها، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن قتادة].
وهو: قتادة بن دعامة السدوسي البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، ومما يشار إليه هنا أن شعبة معروف أنه إذا روى عن شيوخه المدلسين، لا يروي عن شيوخه المدلسين إلا ما أمن تدليسهم فيه، وقتادة من المدلسين.
[سمعت عزرة يحدث].
وهنا قتادة صرح بالسماع، فتدليسه مأمون بتصريحه هو، لكن شعبة إذا روى عنه وقد روى بالعنعنة، فإن عنعنته لا تؤثر؛ لأن شعبة يروي عن شيوخ المدلسين الشيء الذي هو سماع لهم، ولا يروي عنهم الشيء الذي هو مدلس، فتدليسهم مأمون فيما إذا روى عنهم شعبة.
وعزرة هو عزرة بن عبد الرحمن الكوفي، وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي.
[عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه].
وقد مر ذكرهما.

حديث: (كان يوتر بسبح اسم ربك الأعلى) من طريق ثالثة عشرة وتراجم رجال إسناده

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا إسحاق بن منصور، حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة، عن قتادة، عن زرارة، عن عبد الرحمن بن أبزى، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر بـ (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى )[الأعلى:1]، و(قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ )[الكافرون:1]، و(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ )[الإخلاص:1]، فإذا فرغ قال: سبحان الملك القدوس ثلاثاً، ويمد في الثالثة].أورد النسائي رحمه الله حديث ابن أبزى من طريق أخرى، وهو مثل الذي قبله أنه كان يوتر بالثلاث السور: (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى )[الأعلى:1]، و(قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ )[الكافرون:1]، و(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ )[الإخلاص:1]، وإذا فرغ قال: سبحان الملك القدوس، ويمد بالثالثة من هذه التسبيحات الثلاث صوته.
قوله: [أخبرنا إسحاق بن منصور].
هو إسحاق بن منصور المروزي الكوسج، وهو ثقة، حافظ، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، إلا أبا داود.
[حدثنا أبو داود].
هو أبو داود الطيالسي الذي مر ذكره في الإسناد الذي قبل هذا.
[حدثنا شعبة عن قتادة].
وقد مر ذكرهما.
[عن زرارة].
هو زرارة بن أوفى، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن عبد الرحمن بن أبزى].
يعني: هنا لا يروي عن سعيد، وإنما يروي عن عبد الرحمن الصحابي الصغير.

شرح حديث أن رسول الله كان يوتر بـ (سبح اسم ربك الأعلى) من طريق رابعة عشرة

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن المثنى، حدثنا محمد، حدثنا شعبة، سمعت قتادة، يحدث عن زرارة، عن عبد الرحمن بن أبزى رضي الله تعالى عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر بـ(سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى )[الأعلى:1]. خالفهما شبابة، فرواه عن شعبة، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن عمران بن حصين].أورد النسائي حديث ابن أبزى من طريق أخرى، وفيه: أنه يوتر بـ(سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى )[الأعلى:1]، وهذا فيه ذكر: (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى )[الأعلى:1] وحدها ليس معها شيء، فيحتمل أن يكون مختصراً، ويحتمل أن يكون ذلك في الركعة الأخيرة مثلما جاء في حديث أبي موسى الأشعري الأول، الذي فيه أنه صلى العشاء ركعتين، ثم صلى الوتر ركعة واحدة، وقرأ بها بمائة آية من سورة النساء، فيحتمل أن يكون الحديث مختصراً، وأن الروايات السابقة فيها التفصيل والبيان، ويحتمل أن يكون قرأ في الركعة الأخيرة: (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى )[الأعلى:1]، كما أنه كان قد قرأ في ركعة الوتر مائة آية من سورة النساء.


تراجم رجال إسناد حديث: (أن رسول الله كان يوتر بسبح اسم ربك الأعلى) من طريق رابعة عشرة


قوله: [أخبرنا محمد بن المثنى].
هو الملقب الزمن، العنزي البصري، ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة، وهو أحد الثلاثة الذين ذكرت آنفاً: أنهم شيوخ لأصحاب الكتب الستة، وأنهم ماتوا في سنة واحدة، وهي سنة اثنتين وخمسين ومائتين، أي: قبل وفاة البخاري بأربع سنوات، وهم من صغار شيوخ البخاري.

[حدثنا محمد].
هو ابن جعفر الملقب غندر، وإذا جاء محمد يروي عن شعبة، ويروي عن محمد بن المثنى أو محمد بن بشار، ومحمد غير منسوب، فالمراد به غندر، الذي هو محمد بن جعفر البصري الملقب غندر، ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا شعبة].
وقد مر ذكره.

[سمعت قتادة يحدث عن زرارة عن عبد الرحمن بن أبزى].

وقد مر ذكرهم.

شرح حديث: (أن النبي أوتر بسبح اسم ربك الأعلى ..) من طريق خامسة عشرة


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا بشر بن خالد، أخبرنا شبابة، عن شعبة، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن عمران بن حصين رضي الله تعالى عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم أوتر بـ(سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى )[الأعلى:1]. قال أبو عبد الرحمن: لا أعلم أحداً تابع شبابة على هذا الحديث، خالفه يحيى بن سعيد].ذكر مخالفة شبابة بن سوار في هذا الحديث، وأنه رواه عن طريق عمران بن حصين، وأنه أوتر بـ(سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى )[الأعلى:1]، يعني: فهو مثله من حيث المتن، وأنه أوتر بـ(سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى )[الأعلى:1]، والكلام هو مثل الذي قبله، يعني: من حيث أنه يمكن أن يكون مختصراً، أو أنه غير مختصر، ولكنه قرأ في الركعة الأخيرة بهذه السورة.

يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #508  
قديم 08-04-2022, 12:44 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

تراجم رجال إسناد حديث: (أن النبي صلى الله عليه وسلم أوتر بسبح اسم ربك الأعلى ...) من طريق خامسة عشرة

قوله: [أخبرنا بشر بن خالد].
ثقة يغرب، أخرج له البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي.
[أخبرنا شبابة].
هو شبابة بن سوار، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن شعبة، عن قتادة، عن زرارة].
وقد مر ذكرهم.
[عن عمران بن حصين].
هو أبو نجيم صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.


شرح حديث: (أنه صلى عليه الصلاة والسلام الظهر فقرأ رجل بسبح اسم ربك الأعلى ...) من طريق سادسة عشرة


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن المثنى، حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، عن قتادة، عن زرارة، عن عمران بن حصين قال: (صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر فقرأ رجل بـسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى [الأعلى:1]، فلما صلى قال: من قرأ بـسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى [الأعلى:1]؟ قال رجل: أنا، قال: قد علمت أن بعضهم خالجنيها)].أورد النسائي حديث عمران بن حصين المتعلق بصلاة الظهر، وقد ذكر النسائي أن شبابة لا يعلم أحداً تابعة على تلك الرواية، يعني: عن عمران بن حصين، وقال: إنه خالفه يحيى بن سعيد القطان فرواه، لكنه بلفظ آخر، وهو أنه صلى الظهر فقرأ رجل: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى [الأعلى:1]، يعني: ممن وراءه، فلما فرغ من صلاته قال: أيكم قرأ بـسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى [الأعلى:1]؟ فقال رجل: أنا، فقال: قد علمت أن بعضهم خالجنيها. يعني: أنه قرأ وأنا أقرأ، فهذه المخالفة كما هو معلوم لا تؤثر؛ لأنهما حديثان، وليسا حديثاً واحداً؛ لأن ذاك الحديث الذي من طريق شبابة بن سوار يتعلق بالوتر، وهو قراءة: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى [الأعلى:1]، وأما هنا فيتعلق بالقراءة وراء الإمام في صلاة الظهر، فهو حديث غير الحديث الذي قبله، وليس هذا من قبيل الاختلاف المؤثر، بل هما حديثان، حديث يتعلق بالوتر، وحديث يتعلق بالقراءة في صلاة الظهر، وأحدهما من طريق شبابة بن سوار، والثاني من طريق يحيى بن سعيد القطان، فوجود رواية يحيى بن سعيد القطان، ليست مخالفة لرواية شبابة بن سوار؛ لأن تلك تتعلق بصلاة معينة التي هي الوتر، وأما هذه فتتعلق بصلاة أخرى، وهي صلاة الظهر خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن أحد المصلين وراءه كان يقرأ بهذه السورة، فلا إشكال ولا مخالفة مؤثرة بين الحديثين؛ لأنهما ليسا حديثاً واحداً، بل هما حديثان كل واحد منهما منفصل عن الآخر، وصحابيهما عمران بن حصين رضي الله تعالى عنه وأرضاه.

تراجم رجال إسناد حديث: (أنه صلى عليه الصلاة والسلام الظهر فقرأ رجل بسبح اسم ربك الأعلى ...) من طريق سادسة عشرة


قوله: [أخبرنا محمد بن المثنى].
هو الملقب الزمن، وقد مر ذكره.

[حدثنا يحيى بن سعيد].
هو يحيى بن سعيد القطان البصري، ثقة، ثبت، ناقد، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.

[عن شعبة عن قتادة عن زرارة عن عمران بن حصين].

وقد مر ذكرهم.


الأسئلة


معنى عبارة بعض علماء الجرح والتعديل: (هو ممن يكتب حديثه)

السؤال: فضيلة الشيخ، قال ابن عدي في إسماعيل بن يعلى الثقفي أبو أمية البصري، قال: هو في جملة الضعفاء، وهو ممن يكتب حديثه. فما معنى هذه العبارة: ممن يكتب حديثه؟
الجواب: يعني: ممن يكتب حديثه للاستئناس، يعني: يعتضد به، أي: حديثه للاعتضاد.

تعريف جهالة العين وجهالة الحال ومعيار انتفائها

السؤال: فضيلة الشيخ، ما هي جهالة العين وجهالة الحال؟ ومتى تنتفي كل منهما؟

الجواب: جهالة العين أظنه: من روى عنه شخص واحد، وأما جهالة الحال: فهو من روى عنه شخصان أو أ كثر ولم يوثق، فهذا هو الذي يقال له: مجهول الحال، ومجهول الحال تنتفي جهالته، فيما إذا عرف توثيقه من جهة أخرى، أو من أناس معتمدين في التوثيق، فعند ذلك تنتفي، ولهذا يقولون في بعض الأشخاص: إنه مجهول الحال، قال: وثقه فلان، فلا يعتبر مجهول الحال؛ لأنه وثقه فلان، فزالت جهالته، وأما مجهول العين، فكذلك إذا وثق فإنها تنتفي الجهالة عنه.

المفاضلة بين مكة والمدينة

السؤال: فضيلة الشيخ، أيهما أفضل: مكة أم المدينة؟

الجواب: مكة أفضل من المدينة؛ لأنه أولاً الرسول صلى الله عليه وسلم بين أنها أحب بلاد الله إلى الله، وأيضاً بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف، وفي مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بألف، وأيضاً الرسول صلى الله عليه وسلم قال كما في الحديث الصحيح: (إنك أحب بلاد الله إلى الله، ولولا أني أخرجت لما خرجت)، يعني: لولا أن الكفار اضطروه إلى أن يخرج، وأن يهاجر لما خرج منها، وبقي فيها، فهذا يدل على تفضيلها، وأما الحديث الذي يذكر، وهو (أن الرسول صلى الله عليه وسلم لما خرج قال: إنك أحب بلاد الله إلى الله، ثم قال: اللهم إنك أخرجتني من أحب البلاد إلي، فأسكني أحب البلاد إليك)، فهذا حديث باطل موضوع، أولاً من جهة الإسناد، يعني: فيه من هو متهم، ولا أذكره الآن، وأيضاً من حيث المتن هو باطل؛ لأن فيه بيان أن الأحب إلى الله، غير الأحب إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام، وأن الأحب إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام غير الأحب إلى الله، ومن المعلوم أن محبة الرسول عليه الصلاة والسلام تابعة لمحبة الله، لا يكون الأحب إلى الله شيئاً والأحب إلى رسوله شيئاً آخر، بل الأحب إلى الله هو الأحب إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام، والحديث الصحيح الثابت عنه عليه الصلاة والسلام قوله: (إنك أحب البلاد إلى الله، ولولا أني أخرجت لما خرجت).

المفاضلة في صلاة النوافل بين المسجد النبوي والبيت

السؤال: فضيلة الشيخ، هل السنن النوافل أو الرواتب أفضل في المسجد النبوي أم في البيت؟


الجواب: كل ما عدا الفرائض فإنها في البيوت أفضل، إلا في الشيء الذي تشرع له الجماعة مثل التراويح، فإنها في المسجد أفضل؛ لأنها تشرع لها الجماعة، وإلا فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: (أفضل صلاة الرجل في بيته إلا المكتوبة)، كما سبق أن مر بنا الحديث في هذا، وهذا إنما يكون في حق من يصلي في مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ثم يرجع إلى بيته ويصلي فيه، مثل ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل، فإنه يصلي في بيته، ثم يخرج ويصلي بالناس، وإذا فرغ رجع إلى بيته وصلى النوافل في بيته، لكن من لم يصل في المسجد النبوي، ولكنه صلى في مسجد آخر، لا يقال: أن صلاته في بيته أفضل من صلاته في المسجد النبوي؛ لأن صلاته أفضل في المسجد الذي صلى فيه، وإنما تكون أفضل من المسجد النبوي لمن تمكن أن يصلي فيه؛ لأنه صلى الفرض، ولكنه من أجل قوله صلى الله عليه وسلم: (صلاة الرجل في بيته أفضل إلا المكتوبة)، لم يصل في المسجد النبوي وصلى في بيته، فعند ذلك تكون صلاته في بيته أفضل من صلاته في المسجد النبوي لهذا الحديث، ولفعله صلى الله عليه وسلم، فإنه كان يصلي النافلة في بيته، ثم يخرج ويؤم الناس، ثم عندما يفرغ يرجع إلى بيته ويصلي النافلة في بيته.

مدى شمول مضاعفة أجر الصلاة في المسجد النبوي لصلاة النافلة

السؤال: فضل الصلاة في المسجد النبوي، هل يشمل المكتوبة فقط أم والنوافل؟

الجواب: تضعيف الصلاة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم يشمل الفرائض والنوافل؛ لأن قوله صلى الله عليه وسلم: (صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة)، مطلق يشمل الفرض والنفل.

التمييز بين كبار التابعين وصغارهم وكبار شيوخ النسائي وصغارهم

السؤال: فضيلة الشيخ، ما هو الضابط في التفريق بين كبار التابعين وصغارهم، وبين كبار شيوخ المصنف وصغار شيوخه؟


الجواب: كبار الصحابة هم المتقدمون الذين لم يلقهم صغار التابعين وأوساط التابعين، وإنما لقيهم كبار التابعين، كبار التابعين هم الذين لقوا كبار الصحابة، فهذا هو التمييز بين الكبار والمتوسطين والصغار؛ لأن هناك كباراً ومتوسطين وصغاراً، كبار الصحابة أو كبار التابعين، وأوساط التابعين وصغار التابعين، كبار التابعين هم الذين لقوا كبار الصحابة، وأوساط التابعين هم الذين لقوا الذين هم قبل صغار الصحابة الذين هم متوسطون، أوساط الصحابة، وصغار التابعين هم الذين أدركوا صغار الصحابة.
أما كبار شيوخ المصنف، فشيوخه الذين أدركهم في أواخر أعمارهم وأول حياته، هو في أول حياته، وأدركهم في أواخر حياتهم، وأما صغار شيوخه الذين أدركهم، ووفاتهم قريبة من وفاته، مثل الثلاثة الذين ذكرناهم وهم: محمد بن بشار، ومحمد بن المثنى، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، الذين ماتوا قبل البخاري بأربع سنوات، أما كبار شيوخ البخاري فهم الذين ما أدركهم النسائي؛ لأن البخاري أدركهم، والنسائي ما أدركهم، ولهذا يروي عنهم بواسطة، مثل أبي عاصم النبيل، فـالنسائي يروي عنه بواسطة، والبخاري يروي عنه مباشرة؛ لأنه من كبار شيوخه الذين لقيهم في أواخر أعمارهم، وهو في أول حياته، والنسائي ما أدركهم؛ لأن البخاري متقدم عليه فأدرك هؤلاء الكبار، والنسائي ما أدركهم، ولهذا يروي عنهم بواسطة، يأتي أبو عاصم النبيل فيروي عنه النسائي بواسطة، وأبو نعيم الفضل بن دكين، فيروي عنه النسائي بواسطة؛ لأنه من كبار شيوخ النسائي وهكذا.

تقييم كتاب معاني القرآن لعبد الله يوسف

السؤال: فضيلة الشيخ، سؤال عن ترجمة معاني القرآن لعبد الله يوسف علي؟


الجواب: ترجمة معاني القرآن لعبد الله يوسف علي فيها أغلاط كثيرة، وقد ذكرها أهل الاختصاص، ولا أذكر شيئاً منها، لكن الذي أذكر أن هناك كتابة عن الأغلاط التي فيه، وأنها أخطاء، ومنها ما هو أخطاء فاحشة.

حال الحديث الوارد في المدينة: (غبارها شفاء)

السؤال: فضيلة الشيخ، هل صح عن النبي صلى الله عليه وسلم (أنه قال في المدينة: غبارها شفاء)؟


الجواب: لم يصح في ذلك حديث، يعني: كون المدينة غبارها شفاء، والذي ورد في ذلك هو ضعيف غير ثابت إن لم يكن موضوعاً، ولا أتذكر ما درجته، لكنه غير ثابت.

صفة الحد بين إثباتها لله تعالى ونفيها عنه

السؤال: فضيلة الشيخ، هل من عقائد أهل السنة إثبات الحد لله سبحانه وتعالى؟


الجواب: الحد هذه من الألفاظ المحدثة التي لم ترد في نصوص الكتاب والسنة، ويحتاج الكلام فيها إلى معرفة المراد منها، فإن أريد بالحد أنه يكيف، وأنه يعرف كنهه، فالله عز وجل ليس كذلك، وإن أريد به أنه مباين للخلق، وأنه متميز عن الخلق، مباين لهم، فالله عز وجل كذلك؛ لأنه ليس حالاً في الخلق، ولا المخلوقات حالة فيه، فكلمة الحد هل تضاف إلى الله عز وجل أو لا تضاف؟ يستفسر فيها، إن أريد بها التحديد الذي هو التكييف، ومعرفة الكنه، فالله عز وجل لا يحد، ولا يحده أحد، وإنما يوصف بما وصف به نفسه، ووصفه رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تكييف أو تشبيه، وإن أريد بالحد أنه مباين للخلق، وأن الله تعالى وجوده قائم بنفسه، والمخلوقات مباينة له، فليست المخلوقات حالة فيه، وليس حالاً في المخلوقات، فهذا المعنى حق، لكن اللفظ موهم، ومحتمل للحق والباطل.


ما يترتب على طلب المرأة الطلاق من زوجها


السؤال: فضيلة الشيخ، ما الذي يترتب على المرأة إذا طلبت من زوجها الطلاق؟


الجواب: إذا كان لسبب وأمر يقتضي ذلك، فلا بأس به، وإلا فإنها تأثم.
مداخلة: ويلزمها شيء يا شيخ من ناحية المهر أو شيء من هذا؟
الشيخ: يعني هو إذا طلقها بناء على طلبها، ولم يطالبها بشيء، ولم يطالبها بأن تعيد إليه شيء، فإنه يعتبر طلاقاً، وأما إن طلب منها شيئاً، وافتدت نفسها، ودفعت شيئاً يطلقها، فهذا يقال له: خلع.


مدى ثبوت مسح الوجه بعد الدعاء في السنة


السؤال: فضيلة الشيخ، مسح الوجه بعد الدعاء، هل هو ثابت؟ وكذلك مسح الجسد كله، هل هو ثابت أم بدعة؟


الجواب: مسح الوجه باليدين بعد الدعاء لم يثبت، فقد ورد فيه حديثان ضعيفان كما قال ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية، والحافظ في بلوغ المرام قال: أن في مجموع طرقه يرتقي إلى الحسن، لكن شيخ الإسلام قال: إنه ضعيف، وإنه لا يثبت، وأنه ورد فيه حديثان ضعيفان. فلا تمسح الوجوه بالأيدي بعد الدعاء، وإنما تنزل بدون مسح، وكذلك كونه يمسح الجسد أيضاً من باب أولى، لكن مسح اليدين فيما إذا كان الإنسان يرقي نفسه، ينفث في يديه، ثم يمسح جسده، أو كذلك عند النوم كما جاء في الحديث: (ينفث في يديه ويقرآ آية الكرسي، ويمسح جسده)، هذا جاءت به السنة، وهذا ليس من قبيل رفع اليدين في الدعاء ثم يمسح بهما؛ لأن ذاك مسح رقية ينفث في يديه ويمسح بهما، وأما رفع اليدين فهو يدعو ثم ينزلهما.

مدى اشتراط استقبال القبلة لسجود التلاوة والشكر

السؤال: هل يجوز سجود التلاوة أو الشكر إلى غير القبلة؟


الجواب: لا، ما يسجد إلى غير القبلة، لكن يجوز أن يكون على غير طهارة؛ لأن الإنسان يقرأ القرآن وهو على غير وضوء، فإذا مر بسجدة تلاوة يسجد وهو على غير وضوء، ويسجد إلى القبلة.

الفرق بين زيادة الثقة والحديث الشاذ

السؤال: كيف نفرق بين زيادة الثقة المحفوظة وبين الشاذ؟


الجواب: زيادة الثقة المحفوظة هي التي بمثابة الحديث المستقل، وأما الشاذة فهي التي تقابل رواية من هو أوثق، فلابد من تقديم رواية على رواية، مثل حديث صلاة الكسوف بثلاث ركوعات، فإن المحفوظة صلاتها بركوعين، وكلها تتعلق بصلاة واحدة، وهي يوم مات ابنه إبراهيم، فلا شك أن صلاة الثلاث ركوعات بركعة واحدة شاذة؛ لأنها معارضة لرواية الركوعين، وأما زيادة الثقة، فهي بمثابة الحديث المستقل.

اسم السند المنقطع من أوله أو وسطه

السؤال: إذا كان الانقطاع من أول السند أو وسطه فماذا يسمى؟


الجواب: إذا كان الانقطاع من أول الإسناد فيقال له: معلق، وأما إذا كان من وسطه، فإن كان اثنين فأكثر، فإنه يقال له: معضل، وإن كان واحداً أو أكثر من واحد، ولكن متفرقين في السند، فإنه يقال له: منقطع، وكلمة (منقطع) يعني أشمل؛ لأن المعلق منقطع، والمعضل منقطع، والمرسل منقطع، وهكذا كله يقال له: منقطع، لكن عندهم في الاصطلاح يطلقون ما كان الساقط واحداً أو اثنين فأكثر، بشرط عدم التوالي فيقولون: إنه منقطع، على المعضل وعلى المرسل.

اتخاذ حبة البركة لدفع العين

السؤال: اتخاذ حبة البركة أو غيرها في دفع العين، هل هو شرك؟


الجواب: والله الذي يبدو أن مثل هذا العمل عمل منكر؛ لأنه الحبة السوداء التي يقال لها: حبة البركة، المقصود منها هو استعمالها وأكلها، أما قضية أن كون الإنسان يحملها لدفع العين أو لتمنع العين، فهذا مثل الجماعة الذين يضعون في السيارات شيئاً، إما مصحف أو شيء يتدلى أو ما إلى ذلك، كل هذا من الأمور المنكرة، واعتقاد أن هذه متصرفة، وهذا لا شك أنه شرك، وأما اعتقاد أن الإنسان إذا نظر إليها، فإنه ينشغل بها، وينشغل عما هو أهم منها، فهذا أمر منكر، واعتقاد فاسد، لكن لا يقال: إنه شرك.


مدى ثبوت لبس النبي عليه السلام القلنسوة بدون عمامة

السؤال: فضيلة الشيخ، هل ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لبس القلنسوة بدون العمامة؟


الجواب: لا أدري.

اتخاذ الكتاب سترة للمصلي

السؤال: هل تجزئ السترة بالحذاء إذا جعلها المصلي أمامه، وكذلك الكتاب؟


الجواب: نعم، يعني: كون الإنسان يجعل كتاباً، لكنه يجعله على الأرض، ما يجعله منصوباً، وإنما يجعله على وضعه المعتاد، بحيث أن الإنسان إذا رآه يعرف أن هذا الذي يصلي فلا يمر بينه وبين الكتاب، وكذلك الإنسان إذا ما وجد شيئاً؛ لأنه كما جاء في الحديث يخط خطاً، وهذه أرفع من الخط، وأوضح من الخط إذا لم يكن هناك إلا هذا.

حكم قراءة سبح اسم ربك الأعلى في صلاة الظهر

السؤال: فضيلة الشيخ، هل تستحب قراءة سورة: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى [الأعلى:1]، في صلاة الظهر، وما سبب قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (قد علمت أن بعضكم خالجنيها)؟

الجواب: قوله: (خالجنيها)، يعني: أنا كنت أقرأ وقد رفع صوته، يعني: حصل منه رفع صوت، ولهذا الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (أيكم قرأ بـ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى [الأعلى:1])، يعني: واحد منهم، طلع صوته في شيء من سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى [الأعلى:1]، فمعناه أنه شغله، مثل ما يكون الإنسان يقرأ وبعدين يسمع واحداً يقرأ، فيتنبه له ويشوش عليه.

الجمع بين رواية القراءة في الوتر بالسور الثلاث والقراءة بسبح فقط

السؤال: كيف نجمع بين الأحاديث التي وردت بقراءة: (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى )[الأعلى:1] وحدها، وقراءة السور الثلاث؟


الجواب: أنا قلت: إما أن يكون هذا مختصراً، وإما أن يكون المقصود أنه قرأ فيها في ركعة الوتر التي هي آخر الركعة من الركعات، يحتمل هذا ويحتمل هذا.


مدى حجية مراسيل الصحابة


السؤال: فضيلة الشيخ، قيل: إن مرسل الصحابي لا يحتج به؛ لأنه قد يروي عن تابعي، وقد يكون التابعي ضعيفاً؟


الجواب: لا، مراسيل الصحابة حجة عند العلماء؛ لأنهم في الغالب لا يروون إلا عن الصحابة.

علاقة تعدد صلاة الخوف بصلاة النبي عليه السلام لها أكثر من مرة

السؤال: فيما يتعلق بصلاة الخوف وتعددها: هل يعني ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم صلاها أكثر من مرة؟


الجواب: أي نعم يعني ذلك أن الرسول عليه الصلاة والسلام صلاها أكثر من مرة، كل الصفات التي ثبتت عنه.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #509  
قديم 08-04-2022, 12:46 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

شرح سنن النسائي
- للشيخ : ( عبد المحسن العباد )
- كتاب الصلاة
(كتاب قيام الليل وتطوع النهار)
(310)

كتاب قيام الليل وتطوع النهار - باب الدعاء في الوتر

لقد جاءت الأحاديث الثابتة عن رسول الله والتي تحث على المحافظة على الوتر، وبين النبي صلى الله عليه وسلم لأمته الدعاء بعد الوتر، كما علم الحسن بن علي أن يقول: (اللهم اهدني فيمن هديت ...)، وفيه طلب الهداية من الله، واليقين بأن كل شيء يكون بمشيئته وقدرته.
الدعاء في الوتر

شرح حديث الحسن بن علي: (علمني رسول الله كلمات أقولهن في الوتر: اللهم اهدني فيمن هديت ...)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب الدعاء في الوتر.أخبرنا قتيبة حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن بريد عن أبي الحوراء قال الحسن: (علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في الوتر في القنوت: اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضي عليك، وإنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت)].
يقول النسائي رحمه الله: الدعاء في الوتر، أي: في القنوت في ركعة الوتر، أو الركعة الأخيرة من الوتر، إذا كان بعدة ركعات متصلة، فالركعة الأخيرة هي التي يكون بها العدد المتقدم وتراً، بعد أن كان شفعاً، والنبي عليه الصلاة والسلام كان يقنت أحياناً في وتره، وقد أرشد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهما إلى كلمات يقولهن في الوتر، أو في القنوت في الوتر، وهذا الذي علمه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم هو أصل في الدعاء في الوتر، أي: في القنوت في الوتر، وهو هذه الكلمات التي علم النبي الكريم صلى الله عليه وسلم سبطه الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما، علمه هذه الكلمات: (اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت).
قوله: [(اللهم اهدني فيمن هديت)].
طلب الهداية، وأن يكون في جملة المهديين؛ لأن الله عز وجل جعل الناس منهم من هو مهتدي ومن هو ضال، وفي السؤال أن يجعله في جملة من اهتدى، وأن يكون من المهتدين، وأن يكون واحداً منهم، ويكون من أهل السعادة، وليس من أهل الضلالة المخالفين لطريق الهداية.
وقوله: [(اهدني فيمن هديت)].
اهدني، طلب الهداية، المقصود من ذلك التثبيت على الهداية الحاصلة، وطلب المزيد من الهداية على ما هو حاصل، مثل قول الله عز وجل: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ [الفاتحة:6]، هذا الدعاء الذي اشتملت عليه سورة الفاتحة، فإن الذي وفقه الله عز وجل وكان من المهتدين، يطلب الهداية، كيف يطلب الهداية وهو مهتدي؟ يطلب أن يثبت على الهداية، وأن يحصل مزيداً من الهداية؛ لأن الناس يتفاوتون في الهداية إلى الصراط المستقيم، والله عز وجل جعل من الجزاء على الاهتداء الزيادة في الهداية، كما قال: وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ [محمد:17]، فهم مهتدون، ولكن الله زادهم هدى على هداهم، واستقامة على استقامتهم، والتزاماً على التزامهم، فزادهم هدى.
فطلب الهداية تثبيت على ما هو حاصل، وطلب المزيد على ذلك من الهداية، (اللهم اهدني فيمن هديت)، فهو يسأله الهداية، وأن يجعله في جملة المهتدين.
قوله: [(وعافني فيمن عافيت)].
أيضاً يسأل الله عز وجل المعافاة، وأن يجعله في جملة من حصلت له العافية والمعافاة.
قوله: [(وتولني فيمن توليت)].
أي: يطلب منه أن يتولاه، وأن يجعله في جملة من تولاه الله عز وجل.
قوله: [(وبارك لي فيما أعطيت)].
ما أعطاه الله عز وجل من الخير ومن الفضل، ينزل الله فيه البركة، ويجعل البركة، في ما أعطى وتفضل، فيسأل الله عز وجل أن ينزل البركة فيما تفضل به وأعطاه إياه، ولهذا قال: (وبارك لي فيما أعطيت)، يعني: يبارك له في المال، يبارك له في الولد، يبارك له في الصحة والعافية، يبارك له في كل خير يحصل له فيجعل في ذلك البركة.

توضيح كيفية دعاء الله بالوقاية من شر ما قضاه

قوله: [(وقني شر ما قضيت)]، يسأل أن يقيه الشر والشرور، ومن المعلوم أن الخير بقضاء وقدر، والشر بقضاء وقدر، وكل شيء بقضاء وقدر حتى العجز والكسل، كما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، كل شيء بقدر حتى العجز والكسل، حتى نشاط النشيط وكسل الكسلان وخمول الخامل، كل ذلك مقدر، فكل شيء يقع في الوجود فهو بقضاء الله وقدره، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، فالإنسان يسأل من الله أن يقيه شر ما قضاه، ومن المعلوم أنه لا شر إلا وقد قضي، ولكن الله عز وجل جعل من أسباب تحصيل الخير، والسلامة من الشر، أعمالاً وأقوالاً، ومن الأقوال: الدعاء، وكون الإنسان يدعو الله عز وجل أن يقيه الشرور، وأن يسلمه من البلاء، وأن يحول بينه وبين الشر، لا يعني أن المقدر يغير، فالمقدر لا يغير، لكن الله عز وجل قدر الغايات، وقدر الأسباب التي تؤدي إلى الغايات، فجعل هذا يحصل خيراً بسبب شيء قدر الله تعالى أنه يفعله، وقدر أنه يسلم من شر بسبب فعل يفعله، أو قول يقوله، أو دعاء يدعوه، فكل ذلك بقضاء الله وقدره، ولا يقال: أنه إذا كان الشيء مقدراً فلماذا يدعو الإنسان؟ لا، بل الله تعالى قدر أن هذا يحصل، وقدر أنه يدعو، وأن يحصل السبب، ويحصل المسبب، فلا يقال: إن الله تعالى قدر سواء دعا الإنسان أو ما دعا؛ لأن الله تعالى قدر له أن يحصل هذا الشيء، وقدر أن الإنسان يدعو، فيكون السبب مقدر وهو الدعاء، والنتيجة مقدرة، وهو الذي يحصل له من الخير، أو السلامة من الشر، (وقني شر ما قضيت).قوله: [(إنك تقضي ولا يقضى عليك)].
الله عز وجل يقضي ويحكم ولا معقب لحكمه، ويقضي ولا معقب لقضائه، فهو سبحانه وتعالى الذي إذا قضى شيئاً قدراً فلا بد أن يكون، وإذا أمر أو قضى أمراً شرعياً، فإنه يجب أن يفعل، وإذا لم يفعل فإن من لم يحصل منه الفعل للأمر الواجب، فإنه يحصل الإذن من الله على تركه فيكون قضى الله تعالى به شرعاً، أي: أمر به ووصاه.
القضاء يأتي لمعنى كوني، ويأتي لمعنى شرعي، يأتي لمعنى كوني الذي هو الكتابة في اللوح المحفوظ، والذي قضى الله تعالى أن يكون في القدر وفي اللوح المحفوظ كتب، وهذا لا يتأخر.
وهناك قضاء بمعنى الأمر والوصية، مثل: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ [الإسراء:23]، يعني: أمر ووصى؛ لأنه لو قضى قدراً أنه لا يعبد إلا إياه، ما أحد تأخر عن عبادته، قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ [الأنعام:149]، لكن هذا قضى بمعنى القضاء الشرعي، وليس القضاء الكوني القدري، القضاء الكوني القدري لا يتأخر أبداً، فكل شيء قد قضاه الله لابد أن يوجد؛ لأن القضاء الكوني بمعنى المشيئة.
وهناك عدة ألفاظ تأتي لمعنى كوني، ولمعنى شرعي، ومنها القضاء، والأمر، والإذن، والكلمات، والإرادة، كل هذه تأتي لمعنى كوني ولمعنى شرعي، والمشيئة لا تأتي إلا لمعنى كوني، ولا تأتي لمعنى شرعي.
إذاً: [(وقني شر ما قضيت)]، أي: ما قدره الله عز وجل يسأله أن يقيه شره، وهذه الوقاية تكون بشيء مقدر يقوم به الإنسان، إما فعل، وإما قول، ومن القول الدعاء.
قوله: [(إنك تقضي ولا يقضى عليك)]، فالله تعالى يحكم ولا معقب لحكمه، وقضاؤه الكوني هو الذي لا بد من وجوده، وقضاؤه الشرعي هو الذي لا بد من التزامه، لكن قد يحصل وقد لا يحصل؛ لأن الناس كلهم مأمورون باتباع الشريعة، لكن ليس كلهم يمتثلون، فيهم من يمتثل فيكون من أهل السعادة، وفيهم من يكون بخلاف ذلك فيكون من أهل الشقاوة والضلالة والغواية.
قوله: [(إنه لا يذل من واليت)].
يعني: من تولاه الله عز وجل فإنه يعز ولا يذل، لا يلحقه الذل، وإنما يكون له العز وله الغلبة، من تولاه الله عز وجل ونصره وأيده فهو المنصور العزيز، إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ [آل عمران:160]، فمن نصره الله عز وجل فهو المنصور، ومن خذله الله تعالى فهو المخذول، ومن أذله فهو الذليل، وكل شيء يرجع إلى قضاء الله وقدره، ولكن الناس مأمورون بفعل الأسباب الشرعية التي أمروا بها، وهي أن يستجيبوا لأمر الله، ويمتثلوا ما جاء عن الله وعن رسوله عليه الصلاة والسلام من الأوامر حيث يفعلونها، ومن النواهي حيث يتركونها ويجتنبونها، ويبتعدون عنها.
قوله: [(تباركت ربنا وتعاليت)].
(تباركت) هذا ثناء على الله عز وجل، بأنه تبارك وأنه تعالى، فهو الذي يقال فيه هذا الكلام ولا يقال لغيره، يقال: تبارك الله، تعالى الله، سبحان الله، فهذه كلمات لا تقال إلا لله، هو الذي تبارك وعبده المبارك، فهو الذي يجعل من أراد أن يجعله مباركاً، لكنه هو الذي تبارك، وهو الذي عز، وهو الذي تعالى؛ ولهذا هذه الكلمات إنما يخاطب بها الله، وتقال لله عز وجل، فلا يقال لغيره: تبارك فلان، وتعالى فلان، وسبحان فلان، وإنما هذه من خصائص الله سبحانه وتعالى، فهو الذي يوصف بها، وهو الذي يخاطب بذلك.
والحديث جاء بروايات أخرى، وفيها أيضاً: (ولا يعز من عاديت)، مقابلة لـ(ولا يذل من واليت)، فهذه كلمات عظيمة علمها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لسبطه الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، وهو من صغار الصحابة رضي الله عنهم؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام إنما زوج فاطمة بعد الهجرة في السنة الثانية، وولد الحسن ثم ولد الحسين رضي الله تعالى عنهما، فهما من صغار الصحابة، وقد رويا عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهذا مما رواه الحسن عن رسول الله، حيث قال: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الكلمات التي يقولها في الوتر، أو في القنوت في الوتر.

تراجم رجال إسناد حديث: (علمني رسول الله كلمات أقولهن في الوتر: اللهم اهدني فيمن هديت ...)

قوله: [أخبرنا قتيبة].
هو ابن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني، ثقة، ثبت، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا أبو الأحوص].
أبو الأحوص وهو: سلام بن سليم الحنفي الكوفي، وهو ثقة متقن، أخرج له أصحاب الكتب الستة، وهو: من المتقدمين، توفي سنة مائة وتسع وسبعين، في السنة التي مات فيها الإمام مالك، وقد روى عنه قتيبة وهو من الطبقة العاشرة، وهذا من الطبقة السابعة، ففرق طبقتين بين العاشرة والسابعة ولكن الذي يجعل من في العاشرة يروي عن من في السابعة، كونه عمّر، وقتيبة عمره تسعون سنة، وولد في السنة التي مات فيها أبو حنيفة، وولد فيها الشافعي، وهي سنة مائة وخمسين، وأبو الأحوص توفي مائة وتسع وسبعين، أي: أن عمر قتيبة لما مات أبو الأحوص، خمس وعشرون سنة، وعاش بعد ذلك خمساً وستين سنة، فمن أجل هذا كان من في العاشرة يروي عن من في السابعة؛ لأن هذا عمر الذي هو قتيبة.
وأبو الأحوص الكوفي مشهور بكنيته أبو الأحوص.
[عن أبي إسحاق].
هو عمرو بن عبد الله الكوفي الهمداني السبيعي، ينسب إلى همدان قبيلة كبيرة في اليمن نسبة عامة، وينسب إلى سبيع، وهو مشهور بهذه النسبة وهي نسبة خاصة؛ لأن سبيع بطن من همدان، فهو ينسب إلى سبيع فيقال: أبو إسحاق السبيعي.
[عن بريد].
هو بريد بن أبي مريم، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن أبي الجوزاء].
أبو الجوزاء، وهو: ربيعة بن شيبان، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب السنن الأربعة.
وفي بعض النسخ ضبط، أبو الحوراء بمهملتين، فيكون أبو الحوراء، ربيعة بن شيبان أبو الحوراء، ثقة، أخرج حديثه أصحاب السنن الأربعة، وهنا في الكتاب أبو الحوراء.
[قال الحسن].
هو الحسن بن علي بن أبي طالب سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أحد السبطين الحسن والحسين رضي الله تعالى عنهما، وهما سيدا شباب أهل الجنة، كما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الذي أخبر النبي عليه الصلاة والسلام بأن الله سيصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين، حيث حمله وهو يخطب وقال: (إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين)، وقد حصل ذلك في عام واحد وأربعين من الهجرة، حيث تنازل الحسن لـمعاوية، فاجتمع أهل الشام وأهل العراق على إمرة معاوية، وعلى ولاية معاوية رضي الله تعالى عن الجميع، فتحقق ما أخبر به النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، من هذا الأمر المغيب الذي يقع في حياة الحسن، وفي هذا الحديث إشارة إلى أن الحسن سيبقى، وأنه سيكبر، وأنه سيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين، وهذا إخبار عن أمر مغيب قريب من زمنه عليه الصلاة والسلام، وقد حصل ذلك بعد وفاته بثلاثين سنة، وسمي عام الجماعة، وهو عام واحد وأربعين؛ ولهذا يقول سفيان بن عيينة: إن قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من المسلمين) يعجبنا جداً؛ لأنه حكم على الطائفتين بأنهما مسلمتان، الذين مع علي، والذين مع معاوية، وحدهم الله، وجمع الكلمة على يد الحسن بن علي بن أبي طالب، وتحقق قوله عليه الصلاة والسلام في هذا: (وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين).
والحسن رضي الله تعالى عنه كما قلت: هو سبط الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وهو مع الحسين سيدا شباب أهل الجنة، وقد تحقق على يديه ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الصلح، وجمع الكلمة بعد الفرقة التي كانت بين أهل الشام وأهل العراق، وحديث الحسن عند أصحاب السنن الأربعة.
والحسن بن علي بن أبي طالب خرج غازياً ومر بأصبهان، ولهذا جاءت ترجمته في تاريخ أصبهان؛ لأنه مر بها غازياً، وفي تاريخ البلدان أحياناً يؤرخون وينسبون إليها من مر بها، وإن لم يكن من أهلها، فمجرد المرور أو كونه دخلها في سفر فإنه ينسب إليها، ويجعلونه ضمن تراجم أهل ذلك البلد، وهكذا جاء في تاريخ أصبهان: بأن الحسن مرها غازياً فنسب إليها، وهذه طريقة لبعض المحدثين، بحيث يتوسعون في تراجم أهل البلاد فتشمل من سكنها ومن مر بها مجرد المرور، وهذا مثل تاريخ بغداد للخطيب البغدادي، فإنه ذكر أنه يترجم لأهلها ولمن مر بها، أو لمن قدم إليها، وإن لم يكن من أهلها.

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #510  
قديم 08-04-2022, 12:46 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله


شرح حديث: (اللهم اهدني فيمن هديت ...) من طريق ثانية


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن سلمة حدثنا ابن وهب عن يحيى بن عبد الله بن سالم عن موسى بن عقبة عن عبد الله بن علي عن الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما قال: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم هؤلاء الكلمات في الوتر، قال: (قل: اللهم أهدني فيمن هديت، وبارك لي فيما أعطيت، وتولني فيمن توليت، وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضي عليك، وإنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت، وصلى الله على النبي محمد)].أورد النسائي هذا الحديث من طريق أخرى، عن الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما، وهو مثل الذي قبله، إلا أن فيه زيادة: الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم في آخر الدعاء، والألباني قال عن هذا: أنه ضعيف، والضعف إنما هو من أجل ما يتعلق بالصلاة، وإلا فإن الروايات الأخرى أو الألفاظ الأخرى كلها وردت في الرواية السابقة التي صححها، لكن الانفراد بهذه الرواية إنما هو بذكر الصلاة على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وكونها ختم بها القنوت، هذا هو الذي اعتبر الحديث أو الإسناد ضعيف من أجله، لكن ما عدا الصلاة على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، فإنها موجودة في الرواية السابقة.
وفي الإسناد شخص هو عبد الله بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وهذا قال عنه: مقبول، يعني: أنه يعتمد حديثه إذا توبع، ومن المعلوم أن المتابعة موجودة في غير الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، أما الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم فهو مما انفرد بها ولم يتابع عليها، فالشيخ الألباني حكم بضعف الإسناد، فيما يتعلق بالصلاة على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم؛ لأنها ما جاءت إلا من هذا الطريق، وأما الألفاظ الأخرى فإنها ثابتة بالطريق السابقة، فيكون متابع فيما يتعلق بالألفاظ التي هي غير الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم.


تراجم رجال إسناد حديث: (اللهم اهدني فيمن هديت ...) من طريق ثانية


قوله: [أخبرنا محمد بن سلمة].
هو محمد بن سلمة المرادي المصري وهو ثقة ثبت، أخرج حديثه مسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه.
[حدثنا ابن وهب].
هو عبد الله بن وهب المصري ثقة فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن يحيى بن عبد الله بن سالم].
هو يحيى بن عبد الله بن سالم المدني، وهو صدوق، أخرج حديثه مسلم، وأبو داود، والنسائي.
[عن موسى بن عقبة].
هو ثقة فقيه، إمام في المغازي، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن عبد الله بن علي].
هو عبد الله بن علي بن الحسين بن علي أبي طالب، وهو مقبول، أخرج حديثه الترمذي، والنسائي.
[عن الحسن بن علي].
وقد مر ذكره في الإسناد الذي قبل هذا.

شرح حديث: (اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك ...)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك حدثنا سليمان بن حرب وهشام بن عبد الملك قالا: حدثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عمرو الفزاري عن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في آخر وتره: (اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك)].أورد النسائي هذا الحديث، وهو حديث علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه الذي فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول في آخر وتره، أي: قنوته في الوتر: (اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصى ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك)، هذا دعاء من الأدعية التي يدعى بها في الوتر، وهي من جوامع أدعيته صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، وفيه الاستعاذة بصفات الله عز وجل من صفاته، أو من بعض صفاته، فإنه استعاذ بصفة الرضا من صفة السخط: (اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك)، والرضا صفة من صفات الله، والسخط صفة من صفات الله، هما كغيرهما من الصفات، يجب إثباتهما على ما يليق بالله عز وجل وبكماله وجلاله سبحانه وتعالى.
(وبمعافاتك من عقوبتك)، وهذه من أفعال الله عز وجل، المعافاة والعقوبة من أفعال الله عز وجل، والاستعاذة بالمعافاة من العقوبة استعاذة بفعل من فعل، فعل المعافاة من فعل العقوبة.
ثم بعد ذلك قال: (وأعوذ بك منك)؛ لأنه لما كانت هناك أمور متضادة، وهي الرضا يقابلها السخط، والمعافاة يقابلها العقوبة، وانتهى إلى الذات، وليس لها مقابل، قال: (وأعوذ بك منك)، وذلك أن كل شيء هو من الله، فهو مثل: (لا ملجأ منك إلا إليك، ولا مفر منك إلا إليك)، فكل شيء من الله، الخير من الله، والشر بقضاء الله وقدره، فهو يستعيذ به منه.
وهذا الحديث العظيم شرحه ابن القيم شرحاً وافياً في كتابه: شفاء العليل، وعقد له باباً خاصاً من جملة أبوابه الثلاثين، وهو الباب السادس والعشرون من تلك الأبواب، المتعلقة بالقدر، فبيّن ما فيه من فوائد، وما فيه من أسرار، وما اشتمل عليه من القضاء والقدر، وأن كل شيء بقضاء الله وقدره، وأنه يستعاذ بالصفات كما يستعاذ بالذات، وأنه يدل على أن تلك الصفات تابعة للذات؛ وأنها ليست مخلوقة، فيستعاذ بالرضا، ويستعاذ بالكلمات، ويستعاذ بالعزة، وما إلى ذلك من النصوص التي وردت مشتملة على التعوذ بصفات الله عز وجل، وذلك أن صفات الله عز وجل تابعة لذاته، وهي قائمة بذاته، فالمتعوذ بها متعوذ بالله عز وجل، وليس متعوذاً بغيره سبحانه وتعالى، والاستعاذة لا تكون بمخلوق، وإنما تكون بالخالق وصفات الخالق وأسماء الخالق سبحانه وتعالى.


تراجم رجال إسناد حديث: (اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك ...)


قوله: [أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك].
هو محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي البغدادي، وهو ثقة حافظ، أخرج حديثه البخاري، وأبو داود، والنسائي.
[حدثنا سليمان بن حرب].
ثقة إمام حافظ، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[وهشام بن عبد الملك].
يعني: سليمان بن حرب وهشام، كليهما شيخين لـمحمد بن عبد الله بن المبارك، والمراد بـهشام بن عبد الملك: أبو الوليد الطيالسي، وهو ثقة حافظ، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[قالا: حدثنا حماد بن سلمة].
هو حماد بن سلمة البصري ثقة عابد، أخرج حديثه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن هشام بن عمرو الفزاري].
مقبول، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام].
قال الحافظ: له رؤية، وهو من كبار ثقات التابعين، وحديثه عند أصحاب السنن الأربعة، والذين لهم رؤية، يعني: رأوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهم صغار غير مميزين، ولم يأخذوا عنه، هؤلاء معدودون في الصحابة من حيث الرؤية، ولكنهم معدودون من كبار التابعين من حيث الرواية، أما الذين لهم رواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فهؤلاء معدودون في الصحابة من حيث الصحبة والرؤية، ومن حيث الرواية، لكن الذي رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أو رآه النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أو أحضر إلى النبي صلى الله عليه وسلم وحنكه، ومات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو صغير، يعني: عمره ما زال سنتين أو سنة أو ثلاث أو ما إلى ذلك، فيقال له: رؤية، ولكنه من حيث الرواية يعتبر من كبار التابعين، وأما الذين لهم رواية مثل الحسن والحسين، والنعمان بن بشير الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمرهم ثمان سنوات، أو سبع سنوات، أو تسع سنوات، فهؤلاء معدودون في الصحابة من حيث الرواية، ومراسيلهم حجة؛ لأنهم يروون عن الصحابة ما لم يسمعوه، ولهذا ابن عباس من صغار الصحابة وهو من المكثرين؛ لأنه عام حجة الوداع ناهز الاحتلام ناهز البلوغ، ومع ذلك هو من السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكثيراً من الأحاديث سمعها، وكثيراً منها أخذه عن الصحابة.
[عن علي بن أبي طالب].
رضي الله تعالى عنه، رابع الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة الذين بشرهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بل هو أفضل العشرة بعد أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله تعالى عنهم، وهو ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصهره على ابنته فاطمة وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
وعلي رضي الله عنه صحابي هذا الحديث، وابنه الحسن صحابي الحديث الذي قبله، وهما من أئمة أهل السنة، ومن أئمة أهل البيت، وأهل السنة يحبون الصحابة جميعاً، ويجلون أهل البيت لا سيما الصحابة منهم، فهم يحبون أهل البيت المؤمنين المتقين، بقربهم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولإيمانهم وتقواهم، فيحبونهم للأمرين: للفضل والنبل والتقى، وللقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولهذا الصديق رضي الله عنه يقول كما روى البخاري في صحيحه: (والله لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي من أن أصل قرابتي)، فهذا هو موقف أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم من أهل البيت، يحبونهم ويجلونهم ويقدرونهم، ويعرفون فضلهم وينزلونهم منازلهم، والصديق يقول هذه المقالة، ويقول: (ارقبوا محمداً صلى الله عليه وسلم في أهل بيته). وعمر رضي الله عنه يقول للعباس: (والله لإسلامك أحب إلي من إسلام الخطاب؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب إسلامك)، فهذه من كلمات سادات هذه الأمة، سيدا هذه الأمة، وأفضل هذه الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر، يقولان هذه المقالة، وأهل السنة كلهم على منهاجهما، وعلى منوالهما، يتولون الجميع، ويحبون الجميع، ويقدرون الجميع، فالمؤمن التقي من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبونه لإيمانه وتقواه، ويحبونه لقربه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويعتبرون علياً رضي الله عنه هو رابع الخلفاء الراشدين الهادين المهديين، ويعرفون له فضله ونبله، ويذكرون ما جاء في فضله ومناقبه رضي الله تعالى عنه وأرضاه، ولكن لكل منزلته وفقاً لما جاءت به النصوص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا موقف أهل السنة من أهل البيت، وفي مقدمتهم: علي وابنه الحسن، كما جاء في هذين الحديثين، حديث علي وحديث الحسن، رضي الله عنهما وأرضاهما.
بخلاف الرافضة الذين يغلون فيهم، ويجعلون أئمة اثني عشر من أولاد علي، وهما: الحسن والحسين، ثم البقية من أولاد الحسين، يغلون فيهم وينزلونهم منازل لا يرضون هم أنفسهم بها لو سمعوها، فـالخميني يقول في كتابه المطبوع الحكومة الإسلامية، يقول: (وإن من ضروريات مذهبنا -من الضروريات البديهيات المسلمات- أن لأئمتنا مقاماً لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل).
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 329.70 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 323.88 كيلو بايت... تم توفير 5.83 كيلو بايت...بمعدل (1.77%)]