أخطــاء أبنـائنا كـنز

[ابوالوليد المسلم]

أخطــاء أبنـائنا كـنز




وضع الإسلام تربية الأبناء في مكانة عالية ضمن فضائل الأعمال التي يقوم بها الإنسان في حياته؛ حيث جعل لمن يحسن تربيتهم حسن الثواب وعظيم الأجر، كما يعد الأبناء العمر الإضافي لآبائهم وامتداداً للحسنات بعد الممات، فالحرص على تربية الأبناء التربية الصالحة هو امتداد لعمر الأب والأم بعد موتهما، وبدعاء الابن لهما ترفع درجتهما في الجنة، والتربية هي الوعاء الذي تنتقل فيه قيم المجتمع وسلوكياته وثقافته.
ولا بد أن يدرك الوالدان أن العملية التربوية ليست طريقاً شائكاً ومعقداً ولا هي بالطريق المفروش بالورود، لكن بشيء من الحكمة يمكن للوالدين العمل معاً على تحويلها إلى رحلة رائعة مليئة بالحب والتفاهم، كما أن هناك كنوزاً يجنيها الوالدان أثناء تربيتهما لأبنائهما واكتشافهما لأخطائهما، ومنها:
- الكنز الأول: استحضار فضائل التربية في الدنيا والآخرة مما يعين الوالدين على الصبر والتحمّل، فإذا صلح الأبناء كانوا قرة عين لهم في الدنيا وسبباً لإيصال الأجر لهم بعد موتهم.
- الكنز الثاني: أن يدرك الوالدان أن النصح لا يضيع، فهو بمثابة البذر الذي يوضع في الأرض والله عزَّ وجلَّ يتولى سقيه ورعايته وتنميته، فالنصح ثمرته مضمونة بكل حال: فإما أن يستقيم الأبناء، وإما أن تترك هذه البذرة أثرها بتفكير الابن في نصح والديه، وإما أن يؤثّر نصح الوالدين على ابنهما فلا يتمادى في الباطل.
- الكنز الثالث: اكتشف أخطاءك من خلال أخطاء أبنائك! فخطأ الابن لا بد أن يكون وراءه سبب لذلك، وقد يكون الأب أو الأم هما السبب من خلال سلوكيات عدة في التربية قد تسبب ردود فعل سلبية، ومن ذلك: التسلط أو السيطرة، الحماية الزائدة، الإهمــــــال، التدليل، التذبذب في المعاملة، التفرقة... وغيرها.
- الكنز الرابع: استثمار أخطاء الأبناء في معرفة نفسياتهم وقدراتهم وحتى صحبتهم، فالأخطاء الصادرة من الأبناء تتفاوت، وبتحديد خطأ الابن أو سلوكه السلبي يمكن للوالدين أن يكتشفا السبب وراء هذا السلوك، فمثلاً:
التعدي بالضرب على الآخرين قد يكون سببه فقدان الشعور بالثقة وإحساسا دائما بالنقص، أما الشتم واستخدام ألفاظ نابية فقد يُشير إلى وجود صحبة سيئة تعلم منها هذه الألفاظ، وإتلاف أدواته الشخصية أو مقتنيات المنزل قد يُشير إلى إحساسه بفقد الاهتمام ويسلك هذا السلوك ليثير اهتمام الآخرين، ويأتي تفكيكه الدائم للألعاب ليُشير إلى مقدرة ذهنية وذكاء معين يحتاج إلى اهتمام ورعاية لتنميته.

(*)مشرفة تربوية - تعليم الإحساء- ماجستير إدارة تربوية

اعداد: حنان بنت إبراهيم الملحم (*)