غايات الأدب - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12495 - عددالزوار : 213490 )           »          أطفالنا والمواقف الدموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          عشر همسات مع بداية العام الهجري الجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          وصية عمر بن الخطاب لجنوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          انفروا خفافاً وثقالاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          أثر الهجرة في التشريع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          مضار التدخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          متعة الإجازة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          التقوى وأركانها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-12-2022, 03:59 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,873
الدولة : Egypt
افتراضي غايات الأدب

غايات الأدب


يوسف ادريدك







إن الكلام عن غايات الأدب ليس بالأمر الهَيِّن، والكلام عنه لا تكفيه صفحتان أو أكثر لتحيط بكلِّ غاياته، فقد حاول محمد مندور في كتابه: "الأدب ومذاهبه" أن يَلْمَح غايات الأدب مِن خلال تعاريفه، وذلك عندما قال: "باستطاعتنا أن نلمح بعضَ هذه الغايات مثلًا في تعريفنا للأدب بأنه: صياغة فنية لتجربة بشرية، أو أنه نَقْد للحياة، كما باستطاعتنا أن نلمحَ بعض تلك الغايات عندما نحدد مذهبًا أدبيًّا كمذهب الفن للفن، بأنه: المذهب الذي يتخذ للأدب غاية خلق القيم الجمالية، أو عندما نحدِّد الرومانسية بأنها تتخذ للأدب غاية التعبير عن الذات الفردية، أو أن الواقعية ترمي إلى إظهار ما في الحياة مِن قُبح وشَرٍّ"[1].


فغايات الأدب تتعدَّد وتختلف بتعدُّد مذاهب الأدب ومدارسه، والتحيُّز لمذهب معين لا يعني أن المذهب المتخلَّى عنه مذهب قاصر؛ فظهور نظرية التعبير التي جاءتْ ردَّ فعلٍ ضد الكلاسيكية لا يعني أن الكلاسيكية قاصرة، فلو كانت كذلك لما سيطرتْ على الأدب لقرونٍ، فهي كانت مرتبطةً بالمجتمع؛ حيث كانت هناك عبودية وتبعية، ولما فُكَّت مثل هذه القيود بدأنا نتحدث عن حرية الشاعر وجمال الأدب...، ومن ثَم كان هذا الاختلاف والتعدُّد في الغايات والوظائف، قال "محمد مندور" في كتابه "الأدب ومذاهبه": "الناس يتساءلون في كلِّ مكانٍ عن غايات الأدب ووظائفه، ويختلفون حول هذه الغايات والوظائف، فهناك مَن يقول: إن الأدب كغيره من الفنون نوعٌ مِن الترف الذي لم يعدْ له مجال في الحياة القائمة على العلم والإنتاج، ومنهم مَن يرى أن الأدب ضرورة مِن ضرورات الحياة، وأنه يشبع في حياة الناس حاجات ملحَّة لا تقلُّ خطورة عن غيرها مِن الحاجات المادية وغير المادية، ومنهم من يرى أن مِن واجب الأدب أن يسهم في تنظيم الإنتاج العام وتنمية العدالة وتحقيقها في توزيع ثرواته"[2]، وبالرغم من هذا الاختلاف فإن الأدب الحق هو الأدب الذي يحمل رسالة معيَّنة قد تكون أخلاقية، وقد تكون علمية تربوية...؛ تلك حقيقة الأدب.


لا يكفي أن نقول: إن للأدب غاياتٍ عديدةً وكثيرةً متشعبةً، احتجنا إلى تشذيبها حتى تتوقف الأقلام عن هدر حِبْرها، لقد وقف الباحثون على هذه المسألة منذ الأزل - بدون تحديد - حتى الآن، فَسِيلت أقلام في هذا الموضوع، وتضاربت الآراء واختلفتْ حول غايات الأدب ووظائفه، انطلاقًا مِن وجهة نظر كلِّ دارس؛ لذلك لما وقف "تودروف" على تحديد الأدب في كتابه الشهير: "مفهوم الأدب" حاول أن يُقارب هذا المفهوم مِن خلال وظيفته وبنيته؛ حيث قال: "فلنطلق صفة (وظيفي) على التعريف الأول للكيان المجرد، وهو الذي يمكن أن نعُدَّه عنصرًا من منظومة أوسع، تضم من جهة واقعية الأدب، ونطلق صفة (بنيوي) على الثاني؛ حيث علينا أن نبحثَ ما إذا كانت كلُّ المراجع القائمة بالمهمة نفسها، تسهم في الخصائص إياها؛ إذ علينا أن نميِّز بدقة بين ما هو (وظيفي) وبين ما هو (بنيوي)"[3].


إن التعريف بالوظيفة يحيل بدون تردد إلى الجانب المنفعي البراغماتي للأدب، أو بالأحرى يمكن أن نقول: إننا أمام نظرية من نظريات الأدب؛ أي: أمام وجهة نظر معينة تقول: "يجب على الأديب أن يحارب الذاتية الانعزالية والتعبير عن هموم الذات إلى مواجهة مشكلات عصره ومِحَن الناس ومن حوله، فالأديبُ لسان قومه"[4]، ثم إن تحديد مفهوم الأدب بالوظيفة أسهل مِن شرب جرعة ماء بالنسبة لتحديده بالبنية، وقد أعطى "تودوروف" مثالًا حين قال: "الإعلان يتقلَّد وظيفة محددة داخل مجتمعنا، لكن مسألة تعيين طبيعة الإعلان تُصبح أصعب بكثير عندما نرى الموضوع من منظور بنيوي، فيُمكن للإعلان أن يستخدمَ وسائل توصيل مختلفة مِن بصرية وسمعية، ويمكن أن يكون متواصلًا أو منقطعًا، وأن يستخدم آليات شتى؛ مثل: التحريض المباشر، أو الوصف، أو التلميح، أو قلب المعنى، وهكذا دواليك"[5].


إن الكلام عن الأدب من حيث البنيةُ والوظيفةُ، هو كلام عن الأدب مِن حيث الوظيفةُ التي يؤديها داخل مجتمعٍ ما، أما البنية فالنظرُ إلى الأدب في ذاته.


وتجدر الإشارة إلى أن تعاريف الأدب مِن حيث الوظيفةُ كثيرة جدًّا وواضحة؛ أي بجدوى الأدب أكثر مما هو بطبيعته، رغم هذا وذاك - أي: رغم التركيز على البنية - فإن الأدب ذو وظيفة، انتبه إليها مَن انتبه أو أغفلها مَن ركَّز على طبيعة الأدب. إن الوظيفةَ قد تكون منفعية وقد تكون جمالية؛ لذلك عندما نسمع فيلسوفًا مثل "هايدغر" يقول: "إن الفن هو تفعيل الحقيقة"[6]، أو: "إن الشعر تأسيس الوجود على الكلام"[7]، فهذان تعريفان بالوظيفة يُناسبان ما ذهَب إليه أفلاطون الذي رفَض الفن؛ لأنه غيرُ مفيد في نظره وزعمه، ومِن ثَم نكون أمام موقف قد يراه آخرُ ثغرةً ينطلق منها باحث فيؤسس لنظريةٍ ترى أن الفن هو الذي لا فائدة فيه، وهذا ما فعله الفيلسوف الألماني "إيمانويل كانط" الذي يرفض الفن إذا ارتبط بأية فائدة أو منفعة أو غاية، واهتم بخصائص العمل الفني في ذاته وفي داخله، فهو يرى أن كلَّ عمل ذو وحدة جوهرية فنية، فالعمل الأدبي والفني له بنية ذاتية، وهي ما تجعل منه عملًا أدبيًّا وفنيًّا، وأضاف "كانط": أن كلَّ شيء له غاية، سوى الجمال فأمامه تحس بمتعة تكفينا السؤال عن الغاية، ويفصل "كانط" بين الغاية والوسيلة؛ فالجمالُ هو الشكلُ بعد تجريده مِن أي مضمون أو غاية أو اقتران الجمال بالخير يجعل الجميل غير خالص لجماله، قال "نبيل راغب" في كتابه: "موسوعة النظريات الأدبية" أثناء حديثه عن نظرية "الفن للفن": "إذا كانت الفنون غير الكلامية مثل التصوير والنحت والموسيقا لا تخدم شيئًا على الإطلاق، وإنما تخدم أذواق المتلقين وترتقي بها؛ فإن المفهوم نفسه ينطبق على الفنون الكلامية؛ مثل: الشعر والمسرح والرواية"[8].


وهذا لا يعني أن الفنَّ إذا كانت له وظيفة معينة تخرجه من ميدان الأدب حسب المتعصبين للفن أو حسب روَّاد "نظرية الخلق"، وإنما وصول الأدب إلى هذه الميزة لا ينقص من ميزته الجمالية؛ لذلك فهي الأمنية التي يمكن أن يصل إليها الأدب إن كان يتطلع إلى مراقي الجمال، فمحاولة حصر الأدب في الجمال أو في ذاته محاولة فاشلة في أساسها؛ لأننا لا يمكن أن نتحدث عن أدب دون وظيفة، فقد أكَّد الناقد الإنجليزي "إليوت" في مقالة له بعنوان: "وظيفة الشعر ووظيفة النقد" أن كلَّ شاعر يكتب وفي ذهنه التزام بأنه لا بد أن يؤدي إلى نفعٍ اجتماعيٍّ ما لقارئه"[9]، ثم إن الأديب الذي لا يدافع عن قضية معينة لا يمكن أن نعدَّه أديبًا"، فجماهير عديدة من البشر أصبحتْ لا تقنع بالمتعة الجمالية للأدب أو بعملية الترويح أو التنفيس عن مَكبوتات النفس، بل تطلب منه عملًا إيجابيًّا وإيثارًا وتضحيةً بالذات في سبيل الغير مِن ملايين الناس الغارقين في مِحَن الحياة"[10].


لا يمكن أن نُنكرَ أن هناك فوضى عارمة في الأدب، كما لا يمكن أن نتسيف على النظريات التي نصفها بالقصور بقدر ما يمكن القول: إن هذه النظريات كان لها الفضل في ظهور نظريات لم تسلم من النقد والتجريح، فحاول الناقد الإنجليزي "برادلي" "بلورة فكرة الفن للفن"[11]، التي تعد امتدادًا عضويًّا للنظرية التعبيريَّة؛ إذ إن لهما الأسس الفلسفية المثالية نفسها، فوقفت بالمرصاد ضد النظرية الكلاسيكية، كما وقفت نظرية الفن للفن ضد أية فكرة أو محاولة تجعل الفن مجرد وسيلة تنتهي وظيفتها وقيمتها بمجرد تحقيق الهدف منها في الحياة اليومية! قال "برادلي" في كتابه: "محاضرات أكسفورد في الشعر": "إن الشعر الجيد هو الذي يكتب من أجل الشعر فقط"[12].


وكان أول من وقف ضد من أراد أن يجعل من الفن وسيلة لخدمة أهداف معينة الفيلسوف أرسطو؛ قال نبيل راغب: "كان أرسطو أول من هاجم هذا الاتجاه الذي يحيل الشعر إلى خطابة ووعظ وإرشاد؛ مما يسلبه صفة الخلق الفني بكل أعماقه وأبعاده المتعددة"[13]، وفي القرن العشرين هاجم الناقد الإيطالي "كروتشي" نظرية أفلاطون كأسوأ هجوم على الفن؛ لأنها تجرده من أهم وظائفه الجمالية، وقد أكد "نبيل راغب" على أن نظرية "الفن للفن" "تنهض على مبدأ أن العمل الفني يوجد لكي يقدر في ذاته ولذاته، وليس لأي غرض آخر؛ ولذلك كانت هذه النظرية احتجاجًا على جعل الفن خادمًا لهدف آخر"[14]، وقد "ساعدت نظرية الفن للفن على إعادة التوازن الذي أخل به أمثال "أفلاطون" و"تولستوي" وغيرهما من الذين أرادوا أن يجعلوا من الفن منبرًا للوعظ أو بوقًا للدعاية، إن المفهوم السائد: أنَّ الفنون لا تخدم شيئًا على الإطلاق، هو تصحيح للاعتقاد السائد في توظيف الفن في غير أغراضه، وإعادة التركيز على القيم الجمالية الكامنة في الأعمال الفنية"[15].


إن هذه المقالة محاولةٌ لتحديد غايات الأدب ووظائفه، ثم أثر هذه الغايات على الأدب، وقد سبق أن ذكرنا أن غايات الأدب ووظائفه تختلف وتتعارض فيما بينها بتعارض المذاهب الأدبية منذ أفلاطون، وأن هذا الاختلاف لا يزيد إلا من أهمية الأدب وتعميمه على مواضيع شتى، واكتشاف أشياء جديدة لم تكن من خصوصيته، أو تعديل ما كان يعتريه النقص ويفتقر إلى الكمال، فإذا نظرنا إلى الأدب قيمةً، فهي لا تنقص منه شيئًا، شرط أن تكون لغتُه تتجاوز نَمَط اللغة العادية إلى لغة أدبية، كما تجدر الإشارة إلى أن اللغة ليست هي العامل الوحيد والموحد والأوحد لتحديد الأدب؛ بل يمكن أن نضيف شرطًا أساسيًّا هو شرط الفن، وقد أضاف بعضهم الطباعة؛ للتمييز بينه وبين الإنتاج الشفهي، وأضاف آخر الخيال؛ لإخراج أعمال تُحاكي أعمالًا أدبية مِن حيث اللغة، إلا أنَّ الأدب يتميَّز بالخيال، ويبقى الاختلاف واردًا بطبيعة الحال إلى درجة أن بعض الدارسين أقصى الأدب الذي لا يسهم في إفادة الناس، وأكد أن حقيقة الأدب تكمن في ذاته لا غير!


وذهب آخر غير مذهبه؛ فالأدب هو الأدب المفيد، وفي الأخير مهما بلغت هذا المقالة من الدقة والكمال والتمام تبقى ذا خداج، تحتاج إلى تقويم ما كان معوجًّا، وتعديل ما كان مكسرًا، وإتمام ما كان ناقصًا، ولله الكمال وحده.


[1] محمد مندور، الأدب ومذاهبه، ص183.

[2] نفسه، ص 183، 184.

[3] تزفيتان تودوروف، مفهوم الأدب، ص 6.

[4] الأدب ومذاهبه، محمد مندور.

[5] تزفيتان تودوروف، مفهوم الأدب، ص 6، 7.

[6] تزفيتان تودروف، مفهوم الأدب، ص7.


[7] نفسه، ص7.

[8] نبيل راغب، موسوعة النظريات الأدبية، ص 485.

[9] نفسه، ص487.

[10] محمد مندور، الأدب ومذاهبه، ص191.

[11] نبيل راغب، موسوعة النظريات الأدبية، ص477.

[12] نفسه.

[13] نفسه، ص 486.

[14] نفسه، ص484.

[15] نفسه، ص485.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 08-12-2022 الساعة 01:25 PM.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 61.08 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.16 كيلو بايت... تم توفير 1.92 كيلو بايت...بمعدل (3.15%)]