إسلام عمرو بن عبسة السلمي
د. محمد منير الجنباز
يذكر هنا لسابقته إلى الإسلام؛ ففي الصحيحين من حديث أبي أمامة عن عمرو بن عَبَسة رضي الله عنه، قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول ما بعث وهو بمكة، وهو حينئذ مستخفٍ، فقلت: ما أنت؟ قال: ((أنا نبي))، فقلت: وما النبي؟ قال: ((رسول الله))، قلت: الله أرسلك؟ قال: ((نعم))، قلت: بمَ أرسلك؟ قال: ((بأن تعبد اللهَ وحده لا شريك له، وتكسر الأصنام، وتوصل الأرحام))، قلت: نِعم ما أرسلك به، فمن تبعك على هذا؟ قال: ((حر وعبد)) - يعني أبا بكر وبلالًا - فكان عمرو يقول: لقد رأيتني وأنا ربع الإسلام، قال: فأسلمت، قلت: فأتبعك يا رسول الله؟ قال: ((لا، ولكن الحَقْ بقومك، فإذا أُخبرتَ أني قد خرجت فاتبعني))، وهذه رواية عمرو نفسه، فعندما قال: ربع الإسلام فهذا بحسب علمه بأنه لم يسلم إلا بلال وأبو بكر، ومن المعلوم أن هناك عددًا من الصحابة قد أسلموا قبل بلال، ولكن السر في أن الدعوة كانت سرية، ولا يفصح في ذلك الوقت عن الأتباع، فقد كان أقرباؤهم لا يعلمون بإسلامهم فكيف بأهل البادية؟