(مَا ‌يَفْتَحِ ‌اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا) - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 39 )           »          تعظيم خطاب الله عزوجل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          رسـائـل الإصـلاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 43 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-11-2022, 11:21 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي (مَا ‌يَفْتَحِ ‌اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا)



(مَا ‌يَفْتَحِ ‌اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا)









كتبه/ محمد خلف


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد قال الله سبحانه وبحمده: (مَا ‌يَفْتَحِ ‌اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (فاطر: 2).

قال ابن كثير رحمه الله: "يُخْبِرُ تَعَالَى أَنَّهُ مَا شَاءَ كَانَ، وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ، وَأَنَّهُ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَى، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعَ".

وقال الإمام مالك: "كان أبو هريرة إذا مطروا يقول: مطرنا بنوء الفتح، ثم يقرأ هذه الآية: (مَا ‌يَفْتَحِ ‌اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ). ورواه ابن أبي حاتم، عن يونس عن ابن وهب، عنه. ومعنى "بنوء الفتح" أي: أن سبب نزول المطر ما يفتح الله تعالى به من رحمته وفضله على عباده، قال أبو عمر في التمهيد: "وهذا عندي نحو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم مطرنا بفضل الله وبرحمته".

قال الشنقيطي رحمه الله بأضواء البيان: "وما تضمنته هذه الآية الكريمة جاء موضحًا في آيات كثيرة؛ كقوله تعالى: (‌وَإِنْ ‌يَمْسَسْكَ ‌اللَّهُ ‌بِضُرٍّ ‌فَلَا ‌كَاشِفَ ‌لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ) (يونس: 107)، وقوله تعالى: (‌قُلْ ‌فَمَنْ ‌يَمْلِكُ ‌لَكُمْ ‌مِنَ ‌اللَّهِ ‌شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا) (الفتح: 11)، وقوله تعالى: (قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي ‌يَعْصِمُكُمْ ‌مِنَ ‌اللَّهِ ‌إِنْ ‌أَرَادَ ‌بِكُمْ ‌سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً) (الأحزاب: 17)، إلى غير ذلك من الآيات" (انتهى)، وكان صلى الله عليه وسلم يقول بعد رفعه من الركوع وبعد الانصراف من صلاته: "اللَّهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الجَدّ مِنْكَ الجَد" (ينظر تفسير ابن كثير رحمه الله).

فتعلم وتوقن أن الأمر كله بيده، وأنه تعالى العزيز القدير، وهو سبحانه غالب على أمره، وأن الخلق لا يملكون لأنفسهم نفعًا ولا ضرًّا؛ فضلًا عن أن يملكوا ذلك لغيرهم، فلا ترجوا العطاء إلا منه، ولا تخشى المنع إلا منه؛ فإنه لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، وأن الناس أسباب لوصول الخير إليك بإذن الله، وتيسيره وتوفيقه، وليس معنى ذلك ترك شكرهم إن هم أحسنوا إليك أو ساعدوك أو شفعوا لك لوصول الخير إليك، بل كما قال صلى الله عليه وسلم: (لا يَشْكُرُ اللهَ مَن لا يَشْكُرُ الناسَ) (رواه أحمد وأبو داود، وصححه الألباني).

وفي هذا حث وتعليم منه صلى الله عليه وسلم على شكر مَن أحسن إليك لوصول نعمة الله على يديه في ذلك من حسن الخلق وحفظ المعروف لأهله، وتشجيع الغير على الإحسان، وفيه تنبيه لطيف، والله أعلم أنك إذا شكرت من تسبب في وصول النعمة والخير إليك؛ فكيف بشكر المنعم على الحقيقة الكريم سبحانه وبحمده الذي تفضل وأنعم عليك بالنعمة؟!

وقوله: (مِنْ رَحْمَةٍ) نكرة في سياق الشرط فهو يفيد كل رحمات الدنيا والآخرة من التوبة، والهداية والتوفيق، والرزق والمطر، والصحة والعلم والأمن، وغير ذلك، وما ورد عن السلف: كابن عباس رضي الله عنهما وغيره من تعيين الرحمة، هو من باب ضرب المثال على الرحمة وليس القصر.

وقوله: (الْحَكِيمُ) فيها تطمين العبد وتهيئته للرضا بقضاء الله وقدره، ومنعه وعطائه، فكل ذلك وفقًا لما تقتضيه حكمته سبحانه وبحمده وهو تعالى كما قال: (‌كُتِبَ ‌عَلَيْكُمُ ‌الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) (البقرة: 216).


لذلك كثيرًا ما يُقرن بين العلم والحكمة في خواتيم الآيات؛ لا سيما المتعلقة بالأحكام لتثمر تسليم العباد وخضوعهم وقبولهم لأوامره تعالى ونواهيه، فسبحان مَن منعه عطاء، وهو الحكيم الحميد، والله أعلم.

وصلِّ اللهم وسلم وبارك على نبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعين.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.64 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.76 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.50%)]