إن الله لا يحب الخائنين - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4412 - عددالزوار : 850025 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3942 - عددالزوار : 386212 )           »          الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 60 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 50 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-11-2022, 11:39 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي إن الله لا يحب الخائنين

إن الله لا يحب الخائنين









كتبه/ علي حاتم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فإن كثيرًا من الناس يُضيِّقون معنى الخيانة؛ فيقصرونها على الخيانة الزوجية، أو خيانة الأمانة في المال فقط، وهذا في الحقيقة تضييق شديد لمعنى هذه الكلمة، فمعناها أعم وأشمل، حيث يُقصد بها عند كثير من العلماء: التقاعس عن أداء المسئولية التي يتحملها الإنسان بكل أنواعها، وعلى رأسها مسئولية حفظ الدين.

قال الله -عز وجل-: (إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً) (الأحزاب:72).

- ولا شك أن أعظم مسئولية ملقاة على عاتق المسلم هي أن يحفظ دينه، وذلك بالقيام بكل ما أوجب الله عليه ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، من أداء الفروض والواجبات، وعلى رأسها توحيد الله -عز وجل-، والقيام بأداء أركان الإيمان ظاهرًا وباطنًا، والقيام بأداء مباني الإسلام الخمسة، حق الأداء، ثم الإكثار من أداء ما استحبه الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، والتخلق بالأخلاق الحميدة، والبعد عما حرم الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، والتخلي عن رذائل الأخلاق، وغير ذلك.

- ومن أجل ذلك اعتبر الإسلام الخيانة من صفات المنافقين؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: (آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ) (رواه مسلم).

- ولما كانت خيانة الإنسان لدينه هي أعظم أنواع الخيانة، بل إن جميع أنواع الخيانة إنما ترتكب من الخائن لربه، وتتفرع أصلاً من خيانة الدين، فإن القرآن اهتم أعظم اهتمام بالتأكيد على بغض الله للخائنين في مواقع متعددة:

قال الله -عز وجل-: (إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ) (الأنفال:58)، (إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ) (الحج:38)، (إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا) (النساء:107)، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (الأنفال:27)، (وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ) (يوسف:52).

- وعدم حب الله للخائنين تعني من وجوه متعددة أنه يبغضهم، ومن ثمَّ فإن أهل السماء وأهل الأرض يبغضونهم، كما جاء في الحديث: (إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلانًا فَأَحْبِبْهُ فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلانًا فَأَحِبُّوهُ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الأَرْضِ) (رواه البخاري ومسلم)، ونقيض ذلك يحدث مع من يبغضهم الله ولا يحبهم.

- لذا فالخائن شخص منبوذ مكروه، يبغضه الله -عز وجل-، ويبغضه الخلق.

- والآيات المذكورة آنفًا شددت على التنفير من هذا الخلق الذميم فربطت بينه وبين وصفين شنيعين: الكفر، وشدة الإثم؛ مما يعني أن الخيانة في الأصل لا يتصف بها إلا كل كافر منافق آثم.

- وفي الحديث الذي رواه أبو داود، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُوعِ، فَإِنَّهُ بِئْسَ الضَّجِيعُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخِيَانَةِ، فَإِنَّهَا بِئْسَتِ الْبِطَانَةُ) (رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه، وحسنه الألباني).

وهذا يبين استعاذته -صلى الله عليه وسلم- من هذا الخلق الذميم الذي يوجب البغض من الله -عز وجل-؛ عياذاً بالله من ذلك.

- وقد بلغ من شدة العناية التي أولاها كتاب الله العزيز لذم الخيانة، أن الله حرمها حتى في حال القتال مع الكافرين الذي جمعوا بين أبشع خصال ثلاث: "الكفر، وعدم الإيمان، والخيانة"، واعتبرهم الله -تعالى- بذلك أنهم شر الدواب عند الله، حيث لا يثبتون على عهد عاهدوه، ولا قول قالوه.

قال الله -عز وجل-: (إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ . الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لا يَتَّقُونَ . فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ) (الأنفال:55-57).

- ومعنى قوله -عز وجل-: (فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ) أي: تجدنهم في حال المحاربة، بحيث لا يكون لهم عهد ولا ميثاق.

(فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ) أي: اجعلهم نكالاً لمن خلفهم، أي الذين يأتون بعدهم، وأوقع بهم من العقوبة ما يصيرون به عبرة لمن بعدهم.

(لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ) أي: صنيعهم؛ لئلا يصيبهم ما أصابهم.

- أما إذا التزم هؤلاء الكافرون الموصوفون بالصفات المذكورة في الآية السابقة، بعهود ومواثيق بينهم وبين المسلمين على ترك القتال، فلا يجوز للمسلمين خيانة تلك العهود، ولا يجوز لهم تطبيق العقوبة المذكورة في الآية السابقة، إلا في حالة واحدة، أن يخاف المسلمون منهم خيانة، وذلك بأن ظهر من قرائن أحوالهم ما يدل على خيانتهم من غير تصريح منهم بالخيانة، ففي هذه الحالة وجب على المسلمين أن يردوا إليهم عهدهم وأن يخبروهم أنه لا عهد بيننا وبينكم، فيستوي بذلك علم الطرفين بانتهاء العهد، ولا تحل خيانتهم بأي حال.

ولا يسعى المسلمون بأي شكل في فعل أشياء مما منعه موجب العهد مادام لم تظهر قرائن تدل على خيانتهم للمسلمين أولاً.

قال الله -عز وجل-: (وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ) (الأنفال:58).

- ودلت الآية على أن نبذ العهد من قبل المسلمين متوقف على خوف الخيانة من الكافرين، أما إذا تحقق وجود الخيانة منهم لم يحتج أن يُنبذ إليهم عهدهم؛ لعدم الفائدة.

- كما دل مفهوم الآية على أنه إذا لم يخف منهم خيانة، بأن لم يوجد منهم ما يدل على ذلك، أنه لا يجوز نبذ العهد إليهم، بل يجب الوفاء به إلى أن تتم مدته "تفسير السعدي".

تطبيق الصحابة -رضي الله عنهم- لهذا الحكم:

- وَعَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ -رَجُلٌ مِنْ حِمْيَرَ- قَالَ: كَانَ بَيْنَ مُعَاوِيَةَ وَبَيْنَ الرُّومِ عَهْدٌ وَكَانَ يَسِيرُ نَحْوَ بِلاَدِهِمْ حَتَّى إِذَا انْقَضَى الْعَهْدُ غَزَاهُمْ، فَجَاءَ رَجُلٌ عَلَى فَرَسٍ أَوْ بِرْذَوْنٍ وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ وَفَاءٌ لاَ غَدَرَ، فَنَظَرُوا فَإِذَا عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: (مَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَوْمٍ عَهْدٌ فَلاَ يَشُدُّ عُقْدَةً وَلاَ يَحُلُّهَا حَتَّى يَنْقَضِيَ أَمَدُهَا أَوْ يَنْبِذَ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ)، فَرَجَعَ مُعَاوِيَةُ. (رواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني).

- وصدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين أكد على أن أعظم الغدر هو غدر الإمام، روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرْفَعُ لَهُ بِقَدْرِ غَدْرِهِ، أَلَا وَلَا غَادِرَ أَعْظَمُ غَدْرًا مِنْ أَمِيرِ عَامَّةٍ).

- ويعلق القرطبي -رحمه الله- على الحديث بقوله: "قال علماءنا: إنما كان الغدر في حق الإمام أعظم وأفحش منه في غيره، لما في ذلك من المفسدة؛ فإنهم إذا غدروا وعلم ذلك منهم، ولم ينبذوا بالعهد لم يأمنهم العدو على عهد ولا صلح فتشتد شوكته ويعظم ضرره، ويكون ذلك منفرًا عن الدخول في الدين، وموجبًا لذم أئمة المسلمين، فأما إذا لم يكن للعدو عهد فينبغي أن يُتحيل عليه بكل حيلة، وتدر عليه كل خديعة، وعليه يُحمل قوله -صلى الله عليه وسلم-: (الْحَرْبُ خَدْعَةٌ) (متفق عليه)".

- وإذا كانت خيانة بانتهاك حدوده وفرائضه، وثوابته ومبادئه، والتفريط فيها هي أعظم صور الخيانة بما في ذلك عدم تطبيق شرع الله، وعصيان أوامره، وترك سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-؛ فإن هناك صورًا أخرى للخيانة تتفرع عن ذلك الأصل، وهو خيانة الدين.

من بين تلك الصور التي تفشت في واقع المسلمين المعاصر:

الاختلاسات:

فالمختلس موظف لا يقنع ولا يرضى بما قسمه الله -عز وجل- من دخل وظيفته، بل يمد يده للمال العام يغترف منه، والمال العام غلول (وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) (آل عمران:161)، وهذا المختلس خائن لوظيفته، خائن لتعاليم الدين، مرتكب للحرام، آكل للأموال بالباطل.

الرشوة والمحسوبية:

وهي أن يتلقى الموظف المؤتمن على مسئوليات موقعه الوظيفي رشوة في صورة أموال نقدية، أو عينية، وذلك لإسناد وظيفة إلى غير من يستحقها وليس كفؤًا لها، أو إعطاء حق لشخص ليس من حقه أن يحصل عليه، بل هو من حق شخص آخر.

ويترتب على هذه المصيبة الكبيرة استبعاد ذوي الكفاءات من مواقع العمل والمسئولية، وتولية الأقل كفاءة مما يعود بالضرر في النهاية على مجتمعات المسلمين، ويقوض أركانها، ويهدم بنيانها، وهو علامة من علامات الساعة.

- وما تخلف الأمة وانحطاطها إلا من ثمار هذه الآفة اللعينة التي ترتب عليها إبعاد العقول المتميزة وهجرتهم إلى بلاد الكفر، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- للرجل الذي سأله: مَتَى السَّاعَةُ؟ قال: (فَإِذَا ضُيِّعَتْ الأَمَانَةُ فَانْتَظِرْ السَّاعَةَ). قَالَ: كَيْفَ إِضَاعَتُهَا؟ قَالَ: (إِذَا وُسِّدَ الأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرْ السَّاعَةَ) (رواه البخاري).
والله وحده المستعان، وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 61.29 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.36 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.14%)]