|
|
ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
نحو مسار جديد لردود أفعالك
نحو مسار جديد لردود أفعالك نهى فرج كثيرًا ما نَنْفَعِل ونتسرَّع بالتفوُّه بالكلمات، وكذلك بالأفعال التي نتمنى لو لم نقُم بها؛ وذلك ردًّا على تصرُّفاتِ الآخرين التي قد تكون جارحةً، أو ربَّما مؤذيةً لمشاعرِنا، وقاسيةً علينا، فلا نتحمَّل السكوت عنها. وبعدها نشعرُ بالنَّدمِ والخِزْيِ؛ لأنَّنا لم نتحكَّم في أقوالنا وسلوكيَّاتنا. التحكُّم في الانفعالات والأقوال والتصرُّفات ليس سهلًا؛ إنما يحتاجُ إلى تدريبٍ ووقتٍ طويل. نعم، للآخرين سخافاتٌ وتصرُّفاتٌ مُزعجة جدًّا، ولكن يا ولدي أريدُك أن تعرف أنَّ الصمتَ والتجاهلَ كثيرًا مَّا يكون التصرُّفَ الأمثَل. في بعض المواقف يمكنك أن تكتفي بكلماتٍ مباشِرةٍ وواضحة؛ تُشير إلى إساءتك جرَّاء تصرُّفِ الآخر تُجاهك، ورفضِك أن يتكرَّر سلوكه هذا مرَّة أخرى. يمكنك وضعُ حدودٍ للآخرين في كيفيَّة التعامل معك، ولكن قد لا يلتزمون بها؛ بل وقد يعتدون عليك وعلى كرامتِك، ويتصرَّفون معك بشكلٍ لا تقبله. فأنت لن تتحكَّم بشكلٍ كامل في سلوكيَّات وتصرُّفات الآخرين وكلماتهم، ولكن بوسعكَ التحكُّم في نفسك، عليك اختيار طريقةِ ردِّ الفعل المناسبةِ لك معهم، دون أن تتحوَّل أنت إلى المُخطئ؛ فيضيعَ حقُّك. أما الانفعالُ والتسرُّعُ بأخذ حقِّك، والاستجابةُ بأعنفِ الكلمات، فلن يزيدَك سوى خسارةٍ وندمٍ؛ وحينها لن يُفيد الندم. لم أقل لك: أن تسكت عن حقِّك، أو تتكاسَل عن الدِّفاعِ عن نفسك، إنَّما ما قصدته هو التريُّث في ردودِ أفعالك، واختيار التصرُّف الأنسَب. كلُّنا معرَّضون للخطأ يا ولدي، فقد تأتي علينا أوقاتٌ يضيقُ صدرُنا من قسوةِ كلماتِ الآخرين لنا، أو إساءةِ الظَّنِّ بنا، أو ظُلمنا، ولكن يُمكن تغييرُ طريقة ردود أفعالنا، والسيطرة على مشاعرنا، ومن ثَمَّ كلماتنا، وأفكارنا، وأفعالنا. الاستغفارُ والصلاةُ على النبيِّ، والدُّعاء، والاستعاذة من الشيطانِ الرجيم، والاستعانة بالله العليِّ العظيم - هي أُولى الخطوات التي من شأنها تهدئة نفسك وتهذيبها، والتحكُّم في انفعالاتِها وتصرفاتها الطائشة. لا تفكِّر كثيرًا في تصرُّفاتك السالفة سوى للعِبرة، والاستفادة، والتعلُّم من أخطائك، ولا تزِد من تأنيبِ ولَوْمِ نفسك وتعذيبها. القادمُ هو ما يُمكن التحكُّم فيه، وتعديلُ وتطويرُ نفسِك إلى الأفضل يحتاجُ إلى يقينٍ، وحُسنِ ظنٍ بالله، وصبرٍ، واجتهادٍ، وتدريبٍ منك. توابِعُ تصرُّفاتك عليك أن تفكِّر فيها، وما يترتَّب عليها من إيجابيَّات ومنافع، وخسائر وأضرار، وكلَّما فكَّرتَ في النتائج المترتِّبة على تصرُّفاتِك، وأدركتَ تَبِعاتِ وعواقبَ أفعالك، كان التَّأنِّي والتريُّث هو سلوكَك ومنهجك المُتَّبَع.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |