كل مشروع لغير الله فاشل - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4411 - عددالزوار : 849111 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3941 - عددالزوار : 385629 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 171 - عددالزوار : 59783 )           »          شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 165 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 112 - عددالزوار : 28267 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 64 - عددالزوار : 801 )           »          طرق تساعد على تنمية ذكاء الطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          السلفيون ومراعاة المصالح والمفاسد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 25 - عددالزوار : 689 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 101 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس

ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-02-2020, 09:57 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,445
الدولة : Egypt
افتراضي كل مشروع لغير الله فاشل

كل مشروع لغير الله فاشل
محمد عبد العزيز الفقيه الغامدي

بدأت مشواري الأول في عالم الأعمال أحمل طموحات كبيرة، وأتوقع توقعات كبيرة؛ ولكن للأسف المشروع انتهى بخيبة أمل كبيرة وهكذا في المشروع الثاني والثالث والرابع، حتى أصبحت خمسة مشاريع متتالية؛ يكون نصيبها الفشل تلو الفشل ووجدتني أدور في دوامة من الضياع رغم أني كنت أتلافى بعض الأغلاط في المشاريع السابقة، فلماذا لم تنجح؟ عندها فقط قررت أن أراجع نفسي، وتحمل أخطائي، ولكني أخذتها بطريقة سلبية كما تعود أغلبنا، حتى أصبحت أحس أن حالتي النفسية تدهورت وبدأت أفكر كثيراً، وأحدث نفسي كثيراً وأخلو كثيراً، وألهو كثيراً، وأنام كثيراً، وأتعبت أهلي كثيراً .. وهكذا.
ولم أعلم بأن حديث النفس المتكرر سيتحول إلى معاناة نفسية، وأصبح صوتي الداخلي يعلو ويعيد ويكرر: "يا فاشل لن تنجح مرة أخرى النجاح للناجحين وليس للفاشلين" حتى اعتقدت أن اسمي الداخلي هو الفاشل، ترددت كثيرا واحترت ماذا أفعل؟ هل كتب علي أن أعيش في ثوب الفاشل؟ هل علي التعلم والتدرب من جديد لكي أنجح؟ هل أبحث المرة القادمة عن شريك مليء؟ وهل.. وهل .. وهل؟
وكثير من الأفكار تتردد داخلي تدعوني لتغيير الوضع؛ ولكن يعود الصوت الداخلي ليعلو ستفشل في التدريب مثلما فشلت خمس مرات هل تريد أن أذكرك أيها الفاشل؟ أين التعليم والتدريب قبل الفشل؟ لماذا لم تتعلم وأنت صغير؟ ومثل هذا التحطيم الكثير أسمعه كل يوم وبدأت أحتقر نفسي وأتساءل: هل يمكن أن أكون ناجحاً ولو لمرة واحدة؟ هل هو قدري أن أعيش فاشلا؟
وتتكاثر الأسئلة وأغلبها للأسف سلبية، وأنا ما زلت في مكاني لم أتحرك أية خطوة للأمام ولا يوجد أي نور في نهاية النفق، وقد تعديت الخمسين سنة، وأظلمت في وجهي الأمور ولم أعد أعرف كيف أتصرف لوحدي؟ وأيقنت أنه لا مفر من الله إلا إليه ووجدت الحل في آية التغيير، كما قال -تعالى-: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).
ولكن برزت لدي مشكلة وسؤال؟ كيف أغير نفسي؟
ووجدت نفسي محتاجاً لكثير من الأعمال والأفعال والكثير من القوانين والكثير من الحقائق والكثير من المفاهيم والكثير من القراءة أنا هربت من الكثير السلبي لكي أقع في الكثير الإيجابي، ولكن حديث النفس مازال يطاردني في كل خطوة أخطوها، وكل حرف جديد أتعلمه، وأصبحت أسمع كلمة: "يا فاشل" بصوت أعلى فبدأت أشجع نفسي أنا لست فاشلاً أنا أتوكل على الله وسيعينني في جميع أموري ولن يخيب رجائي في أن أتعلم وأتدرب.
وبدأت رحلتي مع التعليم والتدريب كي أتعلم وأتدرب، فبدأت بالقراءة العامة في كل الموضوعات، وما يشدني عنوانه في الإنترنت أقرأه، ولكثرة العناوين بدأت أركز فبدأت بعدها بالقراءة المتخصصة، أي أن أجمع معلومات مفصلة عن موضوع محدد لكي أفهمه بعمق، وأحفظ ما أعتقد أنه مهم لي، وكل ما قرأت موضوع ما رأيت أنه مرتبط بموضوع آخر فانتقل إليه، وهكذا، واستهوتني كلمة التنمية البشرية كثيرا، ففيها العديد من الأشياء التي أرغب بها، فعاد حديث النفس من جديد أعد ما قلته: هل قلت تنمية بشرية؟ وعاد ليذكرني بالفشل، فقلت: أطمئن نفسي.. - إنني أحاول - وعدت لقول الله: (وقل اعملوا).
المهم أن تبدأ وليس المهم من أين تبدأ؟
فبدأت بالقراءة الكثيرة فيها وجمع المعلومات ومازال الفاشل يطل برأسه رغم المعاناة، وانتقلت من التنمية البشرية إلى العمليات العقلية، ولم تحل مشكلتي مع هذا الفاشل، وأعتقد أني سأحمله معي بقية حياتي على الرغم من أنه - لم يدفع الإيجار- ولم يتوقف عن التدخل في شؤوني الشخصية: هل أستطيع أن أحاربه ولو ببذل المال؟ هل هو الوسواس الذي لا يذهب إلا بالاستعاذة؟ ولم تتوقف أسئلة أخرى لتظهر هل؟ هل؟
ولكني مصمم على هدفي أن أتعلم وأتدرب فيعود حديث النفس ليقول: يا فاشل إذا لم تستطع، فالانسحاب في منتصف الطريق أمر جيد ومطلوب قبل الفشل الكلي.
لا أخفي عليكم أنه استغرق وقتاً طويلاً، وأنا أجمع المعلومات وأصنف وأنظم، والحقيقة المرة أمامي هي - لكي أعود إليها عندما أفشل مرة أخرى - لأعرف أين موضع الخلل.
وثابرت على القراءة ولم أكترث للصوت الداخلي فقد أزعجني كثيراً، ويجب أن أقلل الاهتمام به عندها حدث أمر غريب بدأ الصوت الداخلي يقل تدريجيا عندما قللت الاهتمام به، فلم أعد أسمعه كل يوم كما تعودت، ولكنه بدا يأتيني على فترات عندما أبدأ أتكاسل يعود ليذكرني بالفشل، فاستعيذ بالله من الشيطان، وأعود لسابق عهدي في الاجتهاد، ولكن لم ألاحظ أي تغيير يذكر إلا على بعض الأمور أصبحت أراها بشكل أوضح وأعمق عن السابق وأتذكر الآية الكريمة: (فقل اعملوا).
فأعود من جديد وأجتهد، وأتذكر أنني مسلم وأن المسلمين من حول رسول الله كانوا متفاوتي الأعمار الصغير والكبير، والطويل والقصير، والأبيض والأسود، الذكي والأقل ذكاء، وأتساءل: هم أميون لا يجيدون القراءة والكتابة، لكن كيف استطاعوا في هذا الوقت القصير اكتساب كل هذه المعارف؟
بل طبقوها حرفيا، وأيضا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ميزهم عنا بقية الناس بقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((خير الناس قرني ثم الذين يلونهم الحديث)) فبماذا يتميزون عنا؟ فوجدتنا نساويهم في كل شيء، فكلنا بشر، وكلنا تسري علينا نفس القوانين، والكون سخره الله لنا ولهم ولنا نفس العقول، وأنهم أيضا محاسبون على أعمالهم مثلنا فوجدتهم يتميزون عنا بالأفعال في خمسة أشياء، وهي: في معاني الأفعال وفي مهارات الأفعال وفي أهداف الأفعال وفي آثار الأفعال وفي ردود الأفعال، وبدأت اصطدم بهذا السؤال؛ هل هي أفعال أو أعمال؟
فمرات أسمعها هكذا، ومرات هكذا وتعني لي نفس المعنى، ووجدت أن لكل فعل معنى مختلفا، قد يكون متقاربا في المعنى، ولكنه لا بد أن يرمز إلى معنى مختلف ومحدد، فبدأت أبحث في داخلي، وأسأل نفسي هل تستطيع التفريق بينهما؟
ووجدت الإجابة في داخلي شبه واضحة نعم لابد أن هناك فرقا فالفعل يشمل عملاً واحداً، والعمل يطلق على ما يحتمل أن يكون به أكثر من فعل فبدأت أتلمس الحقيقة أن كل فعل له معنى مختلف، وله مهارات مختلفة، وله أهداف مختلفة، وله آثار مختلفة، وله ردود أفعال مختلفة، فبدأت أتوه مرة أخرى من أين أبدأ؟ هل من معاني الأفعال فلغتي العربية مكسرة منذ أن كنت طالبا وقد تعديت الخمسين سنة هل سأبدأ من مهارات الأفعال أم من أهداف الأفعال أم من آثار الأفعال أم من ردود الأفعال؟ هل أبدأ بتحسين لغتي مثلهم لكي أفهم بسرعة؟ أم بماذا أبدا؟
وزادت حيرتي وخصوصا عندما رأيت كثرتها - رغم أنها خمسة فقط - ورغم أن أحاديث النفس تباعدت أزمانها إلا أنه مازال خوفي من عودة الفاشل مرة أخرى، فرجعت للآية الكريمة: (وقل اعملوا).
فتوكلت على الله وبدأت رحلة المعرفة مع الأفعال، ووجدت معونة من الله، وسهولة في الحصول على المعلومة، وأمورا أخرى في التدريب، وبدأت تتسع دائرة معارفي، وبدأت أعرف أن كل أعمالي محاسب عنها، فبدأت اهتم بأفعالي وتحسينها وتطويرها وتعديلها، ولكن لم يطرأ التحسن الملحوظ الذي أرغبه، وحاولت أن أبحث عن الجزء الناقص.
ومن خلال البحث لاحظت أني جمعت كثيرا من الفوائد مرتبة ومبوبة، ولم استفد الكثير منها، أو هكذا بدا لي، وأخذت بقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((بلغوا عني ولو آية)).
فلماذا لا أشارك فيها الآخرين؟
فقد يستفيدون وبدأت أتساءل إذا أنا لم أنجح -وأظن أن الفاشل سيظهر لي قريباً - هل سيؤهلكم ما جمعته من معلومات لكي تكونوا ناجحين؟ وتذكرت بقية حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-: ((فرب سامع أوعى من مبلغ)) أو كما قال - عليه الصلاة والسلام -.
وربما أستطيع أن أفيد بها غيري من المسلمين هذا السر لم أطلع عليه أحدا، ولكنه السميع العليم هو من يعلم النيات، فبدأت أرى الأمور من زاوية أخرى والحياة برؤية مختلفة والأفعال بمنظار مختلف، وبدأت أرى كثيرا من أهداف الأفعال، وآثار الأفعال، وردود الأفعال، ولم أر معاني الأفعال ولا مهارات الأفعال كثيرا، فبحثت ووجدت السبب أن الإنسان يتعلم معاني الأفعال منذ الطفولة، ويتعلم معنى الفعل عندما يفعل الفعل ويتعلم مهارة الأفعال عندما يطبق الفعل كثيرا، فحمدت الله أن نصف التعليم أعرف أغلبه، وسهل الله أمر النصف الآخر، ورأيت أني كلما عدت لكلام الله تعددت أمامي الحلول والخيارات؛ فيبرز سؤال أعتقد الآن جازما أنه مهم، وهو: هل للنية أثر في كل الأفعال؟
لأني وجدت أنه حتى عندما تكون خاطرة أو نية علمت بها أم لم تعلم عندما أفعلها أحاسب عليها، وإن لم أفعلها، لا أحاسب عليها، فعندها بدأت أفهم أن لكل فعل نية مختلفة، علمنا بذلك أم لم نعلم، ولكن هناك من يعلم ويرى أنه العليم الخبير البصير، وصدق قول الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم -: ((إنما الأعمال بالنيات)).
وصدق قول الله - تعالى -: (ولا تزروا وازرة وزر أخرى).
ففهمت عدل الرحمن الكريم العادل الذي دلنا على أن كل فعل لن يحاسب به أي شخص عن فعل شخص آخر، وأن الأفعال مختلفة، وأن لكل ذنب فعلاً مختلفاً ونية مختلفة.
هنا زادت حيرتي وبدأت أتساءل هل سنعود للتدريب والأفعال مرة أخرى؟
فتكون الإجابة: نعم، لا بد أن تبدأ تعليمك من جديد من خلال الأفعال، فتكون إجابتي الفورية أنني لن أقبل هذا الفاشل في حياتي أبدا مهما كلفني الأمر، سأتعلم وسأتدرب من خلال الأفعال، وسأغامر بما تبقى من حياتي، لكي أتعلم وأن لا أرافق هذا الفاشل لحظة واحدة، وبدأت باسم الله رحلة تعلمي للأفعال، وجمع المعلومات عنها، والتوسع فيها، إلى أن وصلت إلى النسبية في الأفعال، وأن كل فعل له نسبة، وأن هناك أفعالا لله، وأفعالا للعباد؛ فكل أفعال العباد لابد أن تكون ناقصة، وأن الكمال لله وحده وتعالى فعرفت أن آثار الأفعال مرتبطة بهذه النسبة وأن النسبة في الأفعال منهج رباني يفيدني جداً في التعليم والتدريب حيث بدأت أتعلم أشياء أكثر بسرعة أكبر ولها أثر كبير في مجال التعليم والتدريب، ووجدتها كذلك؛ لأنها تفتح أمامك باب التخيل فترى الفعل وتتخيله وتجد له الكثير من الحلول العقلية فحمدت الله وعلمت يقينا أن كل شيء يسير بالتدرج حتى عندما يفتح الله عليك في العلم حسب نيتك وحسب أفعالك يأتيك العلم بالتدرج حتى تصل لمرحلة تتعلم فيها بغزارة فما أكرمك من رب رحيم عدل غفور كريم مجيد! لك الأسماء الحسنى تباركت وتعاليت، ولكن ينقصني الوسيلة لأتعلم أكثر عن الأفعال ولكن ما الطريقة المناسبة؟ ما التدريب المناسب؟ وخصوصاً لمن بلغ الخمسين ليبدأ توقف التفكير وهذا شيء جيد؛ لأن أي إدراك وبعده توقف الفعل، فإن الفعل الذي بعده سيكون إيجابيا كان تنثر الطعام، وأنت تأكل وعندما تدرك ذلك، فإنك تأكل بحرص شديد وعندما توقفت أدركت أني تهت وعدت للضياع وتذكرت قوله - تعالى -: (وقل اعملوا).
فعدت أبحث عن طريقة أتدرب بها ليمكنني استيعاب هذا الكم الهائل من المعلومات، وأن يكون في وقت قصير خوفا من عودة الفاشل؛ لأنه إن عاد أنا متأكد أنه سيقول ما رأيك أن أعلمك ما هو معنى الفشل من جديد؟ - هل أنت مستعد للدرس؟
- وأيضاً لأني أعتقد أني أتعبت أهلي كثيراً، وتحملني أهلي كثيراً وكثيرا جداً، وافتقدني أبنائي من طول مدة البحث، فعدت للقرآن؛ أبحث عن طريقة ووجدت آية توقفت عندها كثيرا تتعلق بالتدريب والتعليم وهي قوله - تعالى -: (هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا).
فعلمت أن موسى - عليه السلام - يريد أن يتعلم ويتدرب مع الخضر - عليه السلام -، فقلت في نفسي: هل وجدت الطريقة المثلى للتعليم للتدريب؟ هل هو أن أتدرب مثلما فعل رسولنا الكريم موسى - عليه السلام -؟
وابتدأت الشكوك وبدأت أتساءل بداخلي عن الأنبياء هل نستطيع فعل ذلك مثلهم؟
طبعا الإجابة الفورية التي نعرفها جميعا أننا لا نستطيع.
إذا ماذا افعل؟
وعلمت أن كل الأنبياء أتوا ليكونوا قدوة حسنة لنا، والله ذكر لنا قصصهم في القرآن، وقال عنها - تبارك وتعالى-: (أحسن القصص) لنعتبر ونتعظ، وأن ما يدعو إليه نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - ونبينا موسى - عليه السلام - شيء واحد إذا سأتخذهم قدوة لي وأرجو من الله أن تكون هذه الآية فاتحة خير ونقطة بداية وأن تكون لي القدوة الحسنة ووضعت الآية أمامي أتأملها وأحللها وأبحث عن أسرارها وماذا سأستفيد منها؟
ووجدت أني العبد الفقير إلى الله القليل العلم أستطيع أن أستخرج أكثر من عشر فوائد من آية واحدة، وأن تكون كلها في مجال التعليم والتدريب الذي أرغبه، وقبل أن أذكرها أحمد الله أن الله يهب العلم لمن يشاء فقيرا كان أم غنيا أبيض أم اسود مسلما أم غير مسلم ويستطيع كل مسلم إذا تدبر وتفكر وتأمل في آيات الله أن يستخرج ما شاء من كتاب رب العالمين ويستفيد منها في ما أراد من أفعال ونستدل من الآية على ما يلي:
نستدل على أن التعلم والتدرب يسبق العلم والرشد.
ونستدل على أنه كان - عليه السلام - شخصا طموحا يريد أن يتعلم وهذا أول شروط التعليم هو وجود الرغبة القوية التي تجعله يتبعه ويفارق موطنه فقط للتعلم.
ونستدل على أدبه عندما كان طلبه عن طريق سؤال بطريقة متذللة ومعرفته لفضل المعلم. ونستدل أن من يتبع يكون متواجدا مع المعلم المدرب معظم الأوقات ومشاركا في كل الأمور وأهمية المشاركة في اكتساب الخبرة.
ونستدل على أمانته فعندما يقبل به الخضر -عليه السلام-، فهو يعلم إن أهم ما في التابع أن يكون أمينا في عمله.
ونستدل على إخلاصه، وهو أهم شروط العلم هو أن له رسالة، وهي أن تكون أفعاله مبنية على الرشد مستقبلا، ونستدل من أتبعك، أي أتبع منهجك الراشد، أي هو يريد أن يصل للرشد عبر تعديل سلوكه، أي أني سأطبق بناء على ما تراه، وترشدني لعمله وفعله، ونستدل على الاستمرارية في التطور أنه يريد أن يتعلم ليصل لمرحلة الرشد ليطبقها بقية حياته، أي أن اصل إلى الرشد عبر اتباعك لكي تعلمني لكي أتطور وما أحتاج إليه هو المعلم ويسمى حاليا بالمدرب وهو كأنه يقول اتبعك لكي أكون بجانبك أتعلم وأتدرب تدريجيا خطوة بخطوة، أي أن أرى كيف تفعل وأعدل وترى كيف أفعل فتشجعني أو توقفني وتدلني على موضع خطئي وترشدني للصواب.
وحمدت الله أن هداني للرشد وتوقفت عند كلمة الرشد كثيرا فهل هذا ما كنت أبحث عنه؟
هو الرشد أظن أني وجدت ما أبحث عنه؛ إنه طريق الرشد وبرز السؤال ما طريق الرشد؟
فهداني الله أن أعود لتعلم الأفعال مرة أخرى؛ لأن فعل أرشد ليس واضحا أمامي كما حصل معي سابقا في الفرق بين الأفعال والأعمال لم يكن واضحا، وبحثت من خلال الفعل أرشد وما يتعلق به، حتى وصلت لكلمة الإرشاد، فوجدت أنها في ديننا الحنيف كلمة مهمة، وأن كل علم هو إرشاد، وأن لها منهجا واضحا وهو الإرشاد من خلال الأفعال والإرشاد طريقة إسلامية استخدمها الأنبياء في تبليغ رسالات ربهم عبر التطبيق لما أوحي لهم من تشريعات وقوانين ليتعايش الناس بسلام وطريقة التدريب من خلال الأفعال تتخذ الإرشاد كطريقة للتدريب، أي أن يتعلم المتدرب ذاتيا، ويواجه المصاعب، ويضيف الإرشاد المصادقة على صحتها من عدمها، وتعديل الأخطاء يتم من خلال الشخص نفسه بإعطائه الخيار في أن يفعل أو لا يفعل، وغالبا سيفعل.
فكل حياتنا عبارة عن أفعال، والأفعال جزء من الأعمال، والأعمال جزء من المشروع، وكل أفعالنا مرتبطة بالحساب عليها فهل بعد الآن نهمل أفعالنا وأن يكون كل فعل أو عمل أو مشروع تبدأ به أن يكون هدفك فيه رضا الله، وإلا فلن ينجح لك أي مشروع وكل ذلك مرتبط بنيتك، ونيتك مرتبطة بأفعالك، وأفعالك مرتبطة بالقرآن والسنة النبوية.
ولكننا لن ننسى الصحابة قبل أن نودعهم في نهاية القصة ونقر بفضلهم علينا من خلال الأفعال ونستطيع القول وبكل قناعة إنه يحق لصحابة رسول الله -عليه الصلاة والسلام- ذلك التميز العظيم وصدق قول الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - عندما قال ذلك عنهم بأنهم خير الناس: "من خلال أفعالهم".
ما يستفاد من القصة:
1- متى ستبدأ أنت قصتك؟
2- متى ستقتنع وتطبق الطريقة الإرشادية الإسلامية من خلال الأفعال؟
3- متى ستتعلم وتتدرب؟ هل ستبدأ الآن؟
4- متى ستعود للقصة وتقرأها وتحصي عدد الأفعال الواردة بها؟ وهل هي واضحة تماما بالنسبة لك أم لا؟ وعند إجابتك بلا؛ يجب عليك أن تبدأ التدرب على معاني الأفعال وذلك عبر الدورة المكثفة "كيف تكون محترفا في مهنتك وفي حياتك".
وإن أجبت بنعم سأدرب نفسي ذاتيا فسأرشدك لكتاب الله -تبارك وتعالى- وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- تمسك بهما مع التقوى والإخلاص والصبر والمثابرة، وستجد بها ما تريد كل ما عليك أن تجهد نفسك وتبحث عن الحق فتتبعه وتطبقه وتسترشد عندما تجد صعوبة وسيفتح الله عليك لما بعده من أفعال.
5- متى ستسألني ما طريقة الإرشاد الإسلامي من خلال الأفعال؟ اسألني؟ إنها مفيدة لك أن تتبعها سواء كنت صغيرا أم كبيرا، وتعلمها لأبنائك لسرعة اكتساب المعارف
6- الطريقة: منهج الإرشاد الإسلامي من خلال الأفعال لا يمكن أن يتم بدون القدوة الحسنة، فأنت تحتاج أن تتدرب عليها فعليا وذاتيا لتكتشفها أولا، ولتتعرف عليها ولتكون قدوة حسنة لمن خلفك، وهو ما قررت أن أتدرب عليه وأدرب غيري على الاستفادة منه لسرعة اكتساب العلم والتجربة والخبرة اللازمة، لكي تكون ماهرا "محترفا" أولا عبر الدورة التدريبية "كيف تكون محترفا في مهنتك وفي حياتك؟".
ومن خلال الإرشاد الإسلامي من خلال الأفعال تستطيع بعدها أن تكمل طريقك إلى الرشد وإلى الإحسان -بإذن الله-.
هذه قصتي وقد تكون قصتك وقد تكون قصة كثير من المسلمين أرجو من الله أن تكون عونا لكم وأن لا يعود الفاشل إلى حياتكم مجددا عبر اتباع منهج التدرب الإرشادي الإسلامي من خلال الأفعال فيمكنك أن تتعلمها بنفسك بسهولة ولن تحتاج لدورة إن أردت فستجدها في كتاب الله وسنة نبيه، وما تحتاج إليه هو أن تبدأ من الآن مراقبة أفعالك وأن تكون مطابقة لكتاب الله وسنة نبيه، وأن تتقي الله وتخلص له وأن تستشير أو تسترشد عندما تقابلك صعوبة.
7- أن تدعوا لأنفسكم ولأولادكم بالهداية، وأن يكونوا في خدمة الإسلام والمسلمين ليفتح الله عليهم من فضله وعلمه.
للقصة بقية:
ذكرنا قصة موسى - عليه السلام - وأننا سنتخذها قدوة حسنة وذكرنا طريقة الإرشاد الإسلامي من خلال الأفعال - فكيف سنطبقها؟ وهنا سأعود إلى قصة موسى - عليه السلام - فقط تخيل- لنتخيل معا قبل ركوبه للسفينة ماذا كان موقف أي أب مثل أبي موسى - عليه السلام - والابن سيفارق في رحلة تعليم بماذا سيوصي ابنه للاستفادة من رحلة التعليم هذه ولكن لنأخذها من زاوية الإرشاد الإسلامي من خلال الأفعال مثال: أستطيع أن أوصيه بالأفعال التالية: "وقد يوصي أب آخر بأفعال أكثر من ذلك أو أقل": أن يستكشف ويراقب ويلاحظ ويستكشف ويقرأ ويشاهد ويحذر ويتكيف ليتعلم كيف تتم الأفعال، وأن يشارك في فعل الأفعال ليتعلم معاني الأفعال، وأن يكرر الأفعال ليتعلم مهارات الأفعال، وأن يركز عند أداء الأفعال لتطابق الأقوال الأفعال، وليتعلم أهداف الأفعال، وسأقول له: أن يفهم ماذا يقصد من وراء الأفعال، وأن يسترشد ويسأل ويتبع النصيحة لفهم آثار الأفعال، وأن يقلل كلامه ويكثر إنصاته وملاحظته ومراقبته لأفعال الناس ولردود أفعال الناس؛ لكي يكتسب فن التعامل، وأن يثابر، وأن يصبر في أفعاله كلها ليتعلم الإتقان.
يجب أن تعرف أن كل عمل له أفعال خاصة، وهناك أفعال خاصة بالعبادات وأفعال خاصة بالمعاملات وأن تعرف أن كل الأفعال أمانة، وأن تتعلم أن الأفعال مختلفة، وكل فعل محدد يرمز إلى شيء معين وليس سواه، وهناك أفعال متعلقة بالله -تبارك وتعالى- لها مطلق الكمال، وهناك أفعال العباد وهي كلها أفعال ناقصة، ولكي تفهم معاني الأفعال لا بد أن تفعلها ولكي تكون لديك مهارة الأفعال لا بد أن تكرر الفعل كثيرا، ولكي تعرف أهداف الأفعال لا بد أن تعرف أن لكل فعل نية مختلفة، والنية تحدد الهدف من الفعل، وأن كل فعل يتعلق به أفعال أخرى ولكل فعل أثر مختلف على مختلف الأفعال المتعلقة به، وكل الأفعال يجب أن تطابق الأقوال، وأن يترافق الإخلاص والمثابرة، والصبر مع الفعل لإتقانه لتصل للرشد، وهو فعل الفعل وفق ما أمر الله كل مرة، وأن تصل إلى الفقه والحكمة وربما الإحسان وهو أن تفعل الفعل: "وكأن الله يراك، فإن لم تكن تراه فإنه يراك".
لقطة الختام:
تداول الناس أخيرا عبر الإنترنت، فلما قصيرا عن أخ كريم شاب سوداني يعمل راعيا للغنم، وقد طلبوا منه أن يبيعهم من الغنم التي لديه وعندما رفض؛ لأنه لا يملكها وإنما يرعاها فقط عندها ساوموه على أمانته بأن عمه غير موجود وأنهم في أرض خلاء وأن أحدا لن يلاحظ لكثرة عدد الغنم، عندها قال: "ولكن الله يراني لن أفعل ذلك أبدا لن أبيعكم حتى لو أعطيتموني أموال الدنيا".
وهذا الأخ القليل العلم: "هكذا يبدو في الفلم لأنه يستخدم لهجته المحلية الأصلية".
استطاع بفضل الله أن يصل إلى مرتبة الإحسان بفعله هذا - أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك - فسبحانك يا رب يا كريم يا جواد يا رحيم تهب العلم لمن تشاء، ويستطيع أن يتعلمه كل شخص سواء أكان أميا أم متعلما، علم أم لم يعلم. وهذا درس مجاني من خلال الأفعال علمه لنا هذا الأخ الكريم عن الإحسان وأن كل شخص مسئول عن أفعاله وأن الأفعال أمانة.
نداء عاجل ومطلوب فورا، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من كتم علما يعلمه ألجمه الله بلجام من نار)).
إلى كل مسئولي التعليم العام والتعليم العالي، ومن يستطيع من تجار المسلمين المساهمة في تطوير ونشر التدريب الإرشادي الإسلامي من خلال الأفعال، وأن يكون هدف المساهم أولا رضا الله وخدمة المسلمين، وثانيا العودة بتعليمنا إلى سابق عهده من خلال الأفعال ليعود ازدهار العلم لدى المسلمين، ولست أقول هذا لأمدحه فهو يمدح نفسه؛ لأنه مستمد من كتاب الله -تبارك وتعالى-، وسنة نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- أنا هنا لست أدعو لتطبيقه، وإنما لتجربته على أرض الواقع وتقييمه من قبل المختصين، وسأقدمه مجانا لمدة يومين أو أكثر؛ لأية جهة ترغب بتطويره وإظهاره للنور.
وصلى الله وسلم على محمد وآل محمد كثيرا طيبا مباركا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18-10-2021, 04:19 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,445
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كل مشروع لغير الله فاشل

لا اله الا الله
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 76.24 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 73.90 كيلو بايت... تم توفير 2.34 كيلو بايت...بمعدل (3.07%)]