اسم الله تعالى.. الرحمن - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215430 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          زوجي مصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 182 - عددالزوار : 61209 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 123 - عددالزوار : 29185 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-12-2022, 01:54 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي اسم الله تعالى.. الرحمن

اسم الله تعالى.. الرحمن
رمضان صالح العجرمي


1- مقدمة.
2- مظاهر رحمة الله تعالى.
3- مفاتيح وأسباب الرحمات.

الهدف من الخطبة:
التذكير بسعة رحمة الله تعالى، وبيان أسباب ومفاتيح هذه الرحمات.

مقدمة ومدخل للموضوع:
أيها المسلمون، عباد الله، نحن اليوم على موعد مع اسم من أسماء الله تعالى الحسنى، نتعرف على معانيه، ومظاهره؛ إنه اسم الله الرحمن.

فقد ورد ذكره في القرآن الكريم في أكثر من خمسين موضعًا، بينما ورد ذكر اسم الله تعالى الرحيم في أكثر من مائة موضع؛ فقد قال الله تعالى: ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ [طه: 5]، وقال تعالى: ﴿ وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ﴾ [البقرة: 163]، وقال تعالى: ﴿ الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا ﴾ [الفرقان: 26]، وقال تعالى: ﴿ إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا ﴾ [مريم: 93].

ومعناه: مشتق من الرحمة، والرحمن أشد مبالغة من الرحيم، والفرق بينهما: أن الرحمن ذو الرحمة الشاملة لجميع الخلائق في الدنيا، وللمؤمنين في الآخرة، والرحيم هو ذو الرحمة للمؤمنين يوم القيامة؛ كما قال تعالى: ﴿ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب: 43].

وقال ابن القيم رحمه الله: "إن الرحمن دال على الصفة القائمة به سبحانه وتعالى، والرحيم دال على تعلقها بالمرحوم، الرحمن للوصف، والرحيم للفعل؛ بمعنى أن الرحمن دال على أن الرحمة صفته، والرحيم دال على أنه يرحم خلقه برحمته".

ورحمة الله تعالى لا حدَّ لها، ولا أحد يستطيع أن يحصيها؛ فهي وسعت كل شيء؛ كما قال تعالى: ﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ [الأعراف: 156].

وكتبها الله تعالى على نفسه؛ كما قال تعالى: ﴿ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الأنعام: 54].

ورحمة الله جل في علاه تغلب وتسبق غضبه؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لمَّا خلق الله الخلق، كتب في كتابه: إن رحمتي تغلب غضبي)).

وما يتراحم به الخلق هو جزء من مائة جزء من رحمة الله تعالى؛ فقد روى مسلم في صحيحه عن سلمان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله خَلَقَ يوم خَلْقِ السماوات والأرض مائة رحمة، كل رحمة طباق ما بين السماء والأرض، فجعل منها في الأرض رحمةً؛ فبها تعطف الوالدة على ولدها، والوحش والطير بعضها على بعض، فإذا كان يوم القيامة أكملها بهذه الرحمة، وفى رواية: حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها؛ خشيةَ أن تصيبه)).

وتأمل إلى عِظَمِ وسَعَةِ رحمة الله تعالى؛ وبالمثال يتضح المقال؛ ففي الصحيحين عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ((أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى امرأة في السبي تبحث عن صبي لها، فلما وجدته أخذته، فألصقته ببطنها، وأرضعته، فقال صلى الله عليه وسلم منبهًا أصحابه، ولافتًا لأنظارهم لهذا الموقف العظيم: أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار؟ فتفاعل الصحابة رضوان الله عليهم مع هذا المشهد الرهيب، وقالوا بإجماع: لا والله، وهي تقدر على ألَّا تطرحه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لَلَّهُ أرحم بعباده من هذه بولدها))، وهذا حماد بن سلمة يدخل على سفيان الثوري في مرضه، فقال سفيان: أترى أن الله يغفر لمثلي؟ فقال حماد: والله لو خُيِّرت بين محاسبة الله إياي، وبين محاسبة أبويَّ، لاخترت محاسبة الله؛ وذلك لأن الله أرحم بي من أبويَّ".

فإذا أراد الله تعالى بأهل الأرض خيرًا، نشر عليهم أثرًا من آثار اسمه "الرحمن"؛ فعمَّر به البلاد، وأحيا به العباد، وإن أراد بهم شرًّا، أمسك عنهم ذلك الأثر؛ فحلَّ بهم من البلاء بحسب ما أمسك عنهم من آثار اسمه الرحمن.

الوقفة الثانية: مع مظاهر رحمة الله تعالى:
فإن رحمة الله تعالى تتمثل في مظاهر عديدة، يعجز العبد عن مجرد إحصائها؛ فإن نِعَمَ الله تعالى التي لا تُعَدُّ ولا تُحصى هي مظهر من مظاهر رحمته سبحانه وتعالى؛ فمن هذه المظاهر للرحمات:
1- إرسال الرسول صلى الله عليه وسلم هو رحمة لهذه الأمة؛ كما قال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107]، وأي رحمة أن ينتقل الناس به من الضلالة إلى الهدى، ومن الظلمات إلى النور، ومن الشرك إلى التوحيد؟ وقال تعالى: ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 128]، وقال تعالى: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾ [آل عمران: 159]، وكان من أسمائه صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة.

2- ومن مظاهر رحمته أنه أنزل علينا أعظم كتاب عرفته البشرية؛ كما قال تعالى عن نفسه: ﴿ الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ ﴾ [الرحمن: 1، 2]، وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [يونس: 57]، وقال تعالى: ﴿ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ [النحل: 64]، وقال تعالى: ﴿ وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [الأنعام: 155].

3- ومن مظاهر رحمته سبحانه وتعالى مغفرته لأهل التوحيد يوم القيامة:
فقد هيأ لهم الأسباب في الدنيا لطلب المغفرة، وفتح لهم باب التوبة والرجاء، وعدم اليأس والقنوط من رحمته سبحانه وتعالى؛ كما قال تعالى: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53].

فإذا مات هذا العاصي المُسْرِفُ على نفسه ولقِيَ ربه بالتوحيد؛ فيتلقاه سبحانه وتعالى برحمته وعفوه وستره، بعد استحقاقه للعذاب في النار؛ فيخرجه منها برحمته جل في علاه.

4- ومن مظاهر رحمته أنه يُدْخِل أهل الجنةِ الجنةَ؛ كما قال تعالى: ﴿ يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ ﴾ [التوبة: 21]، وقال تعالى: ﴿ يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا ﴾ [مريم: 85]، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قاربوا، وسدِّدوا، واعلموا أنه لن ينجو أحد منكم بعمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل)).

5- ومن مظاهر رحمته بهذه الأمة أنه يدخل سبعين ألفًا بلا حساب ولا عذاب؛ ففي الحديث الصحيح، وفيه قال صلى الله عليه وسلم: ((فنظرت فإذا سواد عظيم، فقيل لي: هذه أمتك، ومعهم سبعون ألفًا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، وفي رواية: زادني مع كل ألف سبعين ألفًا)).

6- ومن مظاهر رحمته نزول الأمطار؛ كما قال تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ [الفاتحة: 28]، وقال تعالى: ﴿ فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَ ﴾ [الروم: 50]، وقال تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ﴾ [الأعراف: 57].

7- ومن مظاهر رحمته أنه تكفَّل بقسمتها على عباده؛ كما قال تعالى: ﴿ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [الزخرف: 32].

فلن تستطيع قوة بشرية أن تحبس رحمة الله بالعباد؛ كما قال تعالى: ﴿ مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [فاطر: 2].

8- ومن مظاهر رحمته أنه جعل لرحمته أسبابًا تستنزل بها، ومفاتيحَ؛ فمن طلبها وجدها، ومن أخذ بأسباب الحصول عليها نالها وحصل عليها في أي مكان وزمان؛ وهذا ما سنتعرف عليه في وقفتنا الثانية.

نسأل الله العظيم أن يتغمدنا برحمته الواسعة.

الخطبة الثانية
مع الوقفة الثالثة: مفاتيح الرحمات وأسبابها:
1- طاعة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم؛ كما قال تعالى: ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [آل عمران: 132].

2- إقامة الصلاة والمحافظة عليها؛ فقد قال الله تعالى: ﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [النور: 56]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يزال أحدكم في صلاة ما دام ينتظرها، ولا تزال الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في المسجد: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، ما لم يُحدِث))؛ [رواه الترمذي، وصححه الألباني].

4- الرحمة بالعباد والشفقة عليهم؛ واسمع لهذه الأخبار عن النبي المختار صلى الله عليه وسلم: ((الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض، يرحمكم من في السماء))؛ قال الطيبي رحمه الله: "أتى بصيغة العموم ليشمل جميع أصناف الخلق؛ فيرحم البَرَّ والفاجر، والناطق والبهم، والوحوش والطير".

وقد وصف الله تعالى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى: ﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ﴾ [الفتح: 29].

ولذلك مدح النبي صلى الله عليه وسلم أفضل أصحابه من بعده بهذه الصفة؛ فقال: ((أرحم أمَّتي بأمتي أبو بكر))؛ [رواه الترمذي، وصححه الألباني].

بل إن الرحمة - حتى بالحيوان - سبب من أسباب رحمة الله تعالى؛ وتأمل هذه المرأة البغي والتي لم تعمل خيرًا قط، وهذا الرجل الذي كان يمشي في فلاة، فوجد كلبًا يلهث من العطش، وفي الحديث: ((وفي كل ذات كبد رطبة أجر)).

وأما القسوة بالعباد وعدم الرحمة بهم، فسببٌ لكل شر وبلاء، وغياب للرحمة من السماء؛ كما في الحديث الصحيح: ((من لا يرحم الناس، لا يرحمه الله)).

4- مجالس العلم وحِلَقُ القرآن؛ كما قال تعالى: ﴿ وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [الأعراف: 204]، وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله، ويتدارسونه فيما بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشِيَتْهم الرحمة، وحفَّتهم الملائكة، وذَكَرَهم الله فيمن عنده))، وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه، ((أنه كان في عصابة يذكرون الله، فمرَّ بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاءهم قاصدًا حتى دنا منهم، فكفوا عن الحديث؛ إعظامًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ما كنتم تقولون؟ فإني رأيت الرحمة تنزل عليكم؛ فأحببت أن أشارككم فيها)).

5- عيادة المرضى، وتفقُّد أحوالهم، وزيارتهم والسؤال عنهم؛ فإنه من أسباب الرحمة؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من عاد مريضًا لم يزل يخوض في الرحمة، حتى يجلس، فإذا جلس، اغتمس فيها)).

6- قيام الليل، وإيقاظ الرجل زوجته، والزوجة زوجها؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((رحِمَ الله رجلًا قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته، فإن أبَتْ نضح في وجهها الماء، رحم الله امرأةً قامت من الليل، فصلَّت وأيقظت زوجها، فإن أبى، نضحت في وجهه الماء))؛ [رواه أبو داود بإسناد صحيح].

7- صلاة أربع ركعات قبل العصر؛ فعن ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((رحم الله امرأً صلى قبل العصر أربعًا))؛ [رواه أحمد، والترمذي، وحسنه الألباني].

8- التكلم بالخير، وكف اللسان عن الشر؛ فقد روى البيهقي وصححه الألباني عن أبي أمامة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((رحِمَ الله عبدًا قال، فغنِم أو سكت فسلَم)).

9- المسامحة في البيع والشراء وعند الاقتضاء؛ كما في صحيح البخاري عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((رحِم الله رجلًا سمحًا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى)).

10- ومن مفاتيح الرحمات أيضًا:
تقوى الله عز وجل؛ كما قال تعالى: ﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأعراف: 156].

الصبر على المصائب والآلام؛ كما قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 156، 157].

التصالح والألفة بين المؤمنين؛ كما قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [الحجرات: 10].

أن يستحل العبد من إخوانه المظالم التي عليه؛ ففي صحيح ابن حبان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((رحم الله عبدًا كانت لأخيه عنده مظلمة في عرض أو مال، فاستحلها منه قبل أن تُؤخَذ منه، وليس ثَمَّ دينار ولا درهم، فإن كانت له حسنات، أُخذ من حسناته، وإن لم يكن له حسنات، جعلوا عليه من سيئاتهم)).

الجهاد في سبيل الله تعالى، والتضحية بالنفس والمال؛ كما قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ * يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ ﴾ [التوبة: 20، 21].

الإنفاق في سبيل الله تعالى؛ كما قال تعالى: ﴿ وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 99].

وهناك أوقات وأزمان فاضلة، وأماكن تكثر فيها الرحمات، وتعم فيها الخيرات؛ فمنها ليالي شهر رمضان كلها، والعشر الأواخر خاصة؛ فإذا دخل رمضان فُتحت أبواب الرحمة، ومنها يوم عرفة، ومنها المساجد، ومجالس العلم وحلق القرآن.

نسأل الله العظيم أن يرحمنا برحمته الواسعة.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 61.92 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 60.26 كيلو بايت... تم توفير 1.66 كيلو بايت...بمعدل (2.68%)]