إبراز جهود الحاجب المنصور في تنظيم الجيش من خلال قراءة في كتاب: "الحاجب المنصور أسطور - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 187 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28432 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60058 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 833 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          من تستشير في مشكلاتك الزوجية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          فن إيقاظ الطفل للذهاب إلى المدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم

ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-11-2022, 02:10 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي إبراز جهود الحاجب المنصور في تنظيم الجيش من خلال قراءة في كتاب: "الحاجب المنصور أسطور

إبراز جهود الحاجب المنصور في تنظيم الجيش من خلال قراءة في كتاب: "الحاجب المنصور أسطورة الأندلس" للدكتور علي بن غانم الهاجري
د. محمد ساني إبراهيم


إبراز جهود الحاجب المنصور في تنظيم الجيش من خلال قراءة في كتاب

"الحاجب المنصور أسطورة الأندلس" للدكتور علي بن غانم الهاجري



يُعدُّ كتاب "الحاجب المنصور أسطورة الأندلس" من الكتب المهمة التي ظهرت في الآونة الأخيرة، وبالتحديد في شهر مارس من العام الجاري 2022؛ حيث سعى المؤلف إلى إبراز جهود أحد أهم شخصيات الأندلس الذي لعب دورًا محوريًّا في بنائها السياسي والاقتصادي، والأمني والثقافي، والمعماري وغيرها؛ ألا وهو الحاجب المنصور، وقد بلغ عددُ صفحات الكتاب 262 صفحةً، أما مؤلف الكتاب، فهو الدكتور علي بن غانم الهاجري الدبلوماسي القطري، وصاحب عدد من المؤلفات التاريخية القيِّمة؛ من أهمها: "السلطنة الجبرية"، و"إمبراطور الشرق تشودي"، و"تشنغ خه إمبراطور البحار الصيني"، كما ظهر له مؤخرًا كتاب بعنوان: "أسطورة إفريقيا الشيخ عثمان بن فودي".

ويهدِف هذا المقال إلى إبراز جهود الحاجب المنصور في إعادة تنظيم الجيش، على ضوء ما ورد في الفصل الخامس من كتاب "الحاجب المنصور أسطورة الأندلس".

مكانة الحاجب المنصور في تاريخ الأندلس:
يُعَدُّ الحاجب المنصور من مشاهير القادة والفرسان عبر مراحل التاريخ الإسلامي، فهو قائد يتشابه مع أولئك القادة الذين أبرزتهم الحروبُ الصليبية في المشرق الإسلامي؛ أمثال: صلاح الدين الأيوبي، والمظفَّر قطز، والظاهر بيبرس، وأحمد بن قلاوون، وسواهم ممن سجَّلوا أسماءهم في سجل الخالدين من مشاهير المسلمين، الذين يتلألؤون كالنجوم تهدي المسلمين وتُضيء سماءهم، كلما أظلمت الدنيا، وعظُمتِ الخُطُوب، بل إن القائد الحاجب المنصور يتميز عن غيره من قادة الإسلام الذين ظهروا على مسرح الأحداث في حِقب تاريخية مختلفة؛ فالحاجب المنصور يبقى نسيجَ وحدِهِ، ينفرد بخصائصه وصفاته عن بقية القادة والفرسان؛ لذا فهو لا يشبه أحدًا من القادة غير قادة الرعيل الأول من القرن الأول الهجري/ السابع الميلادي[1].

الحاجب المنصور وجهوده في تنظيم الجيش:
أشار مؤلف كتاب "الحاجب المنصور" إلى أن الأندلس قد بلغت في عهد الحاجب المنصور أوْجَ قوتها العسكرية، وذلك بفضل القوة العسكرية الهائلة التي كوَّنها الحاجب المنصور، حتى إن الأندلس لم تعرف مثل هذه القوة في أيِّ عصر سابق أو لاحق، حتى إنه لا يكاد يقف في طريقها أحد؛ لذلك استطاع الحاجب المنصور أن يقيم الهيبةَ للدولة، ودانت له أقطار الأندلس، ولم يضطرب عليه شيء منها أيام حياته، كما أن ما وصلت إليه بلاد الأندلس في عهد الحاجب المنصور من تقدم وازدهار حضاري يعود إلى مجموعة من العوامل؛ من أهمها: امتلاكه لمؤسسة عسكرية منظمة؛ كانت أساسًا في قوة الدولة وازدهارها، كما استطاع بهذه المؤسسة أن يحقق كل آماله وطموحاته في التوسع، واكتسبت بلاد الأندلس هيبةً سياسية كبرى، وقوة عسكرية يُعتَدُّ عليها[2].

إن أول اهتمامات الحاجب المنصور كان قضية بناء جيش قويٍّ متماسك، يتناسب قوة وعددًا مع ما كان يجول في خاطره، ومع ما كان يريده لدولته في الأندلس من رفعة ومنعة؛ لذلك، فقد وضع الخطط لإعادة بناء الجيش على أسس جديدة تعتمد على التجارب السابقة، والعمل على إدخال طرائق إدارية جديدة، يكون لها دور في تحديث نظام الجيش؛ لذلك أعاد الحاجب المنصور تنظيم الجيش تنظيمًا عسكريًّا، يحقق الوحدة والتجانس، ويقضي على العصبية، ويبني جيشًا منظمًا جديدًا على أنقاض النظام العسكري السابق، خلاصة القول: لقد استطاع الحاجب المنصور من تكوين جيش قويٍّ كان عماد السلطان والدولة، يدين للحاجب المنصور بمنتهى الولاء والإخلاص، وقاده إلى ميادين النصر لمدة خمسة وعشرين عامًا[3].

عناصر الجيش وأعداده وأقسامه:
1- عناصر الجيش:
اعتمد الحاجب المنصور في الجيش على القوات البربرية والصَّقَالبة، والعرب المتطوِّعة، حيث طعَّم الجيش برجال زناتة والبرابرة، وأخَّر رجال العرب وأسقطهم عن مراتبهم، كما أمدَّ جيشه بالرقيق، واستكثر من العُلُوج والعبيد، وكان الحاجب المنصور يسعى من هذه السياسة إلى خلق توازنات بين الجماعات الموجودة في الأندلس، فنجحت هذه السياسة، واستطاع السيطرة على الوضع القائم باعتماده على التوازنات الموجودة؛ بحيث لا تطغى فئة على فئة أخرى[4].

2- أعداد الجيش:
بيَّن مؤلف كتاب "الحاجب المنصور" بأن الحديث عن أعداد أيِّ جيش من جيوش الدول في العصر الإسلامي أمرٌ بالغ الصعوبة؛ لأن المصادر لم تعطِ إحصائيات لعدد الجيش كاملًا، كما أن أعداده تتغير بين مدة وأخرى؛ نتيجة لسياسة الدولة أو سياسة قائد الدولة تجاه ذلك أو غير ذلك، ومع ذلك، فقد ذكرت لنا الروايات التاريخية أعدادًا مختلفة لعدد الجيش المرابط (الثابت) بلغ في عهده من الفرسان اثني عشر ألفًا ومائة فارس من سائر الطبقات، جميعهم مرتزقون (يستلمون مرتبات) في الديوان، يُصرَف لهم السلاح والنفقة والعلوفة، كما كان عدد الحرس الخاص ستمائة فارس غير الأتباع، وانتهى عدد الرجالة في الجيش المرابط إلى ستة وعشرين ألف راجل، ولكن على ما يبدو فإن هذا العدد كان في بداية عهده؛ لذلك عمل الحاجب المنصور على زيادة أعداد جيشه، كما كان عدد الجيش المرابط يتضاعف وقت الصوائف بما ينضم إليه من صفوف المتطوعة، فقد بلغ عدد الفرسان في بعض الصوائف ستة وأربعين ألفًا، وكان عدد المشاة يتضاعف كذلك، وقد يبلغ المائة ألف أو يزيد[5].

3- أقسام الجيش:
ينقسم الجيش في عهد الحاجب المنصور بحسب تنظيمه في الغالب إلى ثلاثة أقسام؛ وهي[6]:
أ‌- الجيش النظامي:
وهم الجند المُثْبتون في ديوان الجيش والذين يتلقون رواتبَ منتظمة؛ لِما يقومون به من خِدْمَاتٍ عسكرية منتظمة وثابتة، ومن المحتمل أن هناك مجموعةً من الشروط التي يجب أن تتوافر في الشخص الذي يريد الالتحاق بالخدمة العسكرية في الجيش النظامي.

ب‌- جيش المتطوعة:
يمثِّل جيش المتطوعة المقاتلة غير المدونين في سجلات ديوان الجيش، ولا يتقاضَون على خدمتهم أجورًا ثابتة، بل هم متطوعة ينضمون إلى الجيش النظامي تلبية لنداء الدولة؛ تدعيمًا لجيشها النظامي عند الحاجة، ويتكون هذا الجيش من القبائل والبدو وسكان المدن الذين كانوا يشتركون في الحروب.

صنوف الجيش:
تنقسم صنوف جيش الحاجب المنصور بحسب المهام التي تؤديها إلى قسمين رئيسين؛ هما: الصنوف المقاتلة، والصنوف المساعدة، وكل صِنف من هذين الصِّنفين ينقسم إلى أقسام فرعية؛ وبيان ذلك كالآتي:
1- الصنوف المقاتلة:
تنقسم صنوف الجيش المقاتلة في عهد الحاجب المنصور كما هي الحال في عهود من سبقه من أمراء وخلفاء بني أمية أو الجيوش الإسلامية بصفة عامة - إلى صنفين أساسيين؛ هما: الفرسان؛ الذين يُعدُّون من الصنوف الفاعلة في كل موقعة من المواقع، والمشاة؛ الذين يمثِّلون القوة الضاربة في الجيش الإسلامي بصفة عامة، والفرسان هم الذين يمتطُون الخيول في أثناء القتال، ويشكِّلون العمود الفَقْرِي لجيش الحاجب المنصور، والصِّنف الرئيس في الحروب، وأكثرها فتكًا ومَضاء في ميدان القتال، أما الرجَّالة أو المشاة فهم الذين يقاتلون راجلين أو مشاة، وكانوا يشكِّلون القوة العظمى للجيوش، ويقع على عاتقهم العبء الأكبر، وكانوا يتسلحون بالسيوف والرماح والحِراب والقِسيِّ والسهام، ويلبسون الجُنَنَ الواقية[7].

2- الصنوف المساعدة:
يقصد بالصنوف المساعدة الصنوف التي تقدِّم الخدماتِ المهمة للجيش؛ فمن أهمها:
أ‌- الاستخبارات العسكرية (العيون والجواسيس):
إن ميدان جمع المعلومات عن الأعداء عُدَّ على مر التاريخ من أهم شواغل ذهن من يقوم بالحرب، وهذا أمر طبيعي مع وجود جيش نظامي له أهداف محددة؛ إذ كيف يستطيع الجيش أن يقوم بتحقيق أهدافه من دون أن تكون تحت تصرفه المعلومات الفعَّالة في جميع الميادين عن أعدائه؟ وقد وُجدت العيون والجواسيس ضمن صنوف الجيش الإسلامي في الأندلس؛ حيث كانت تقوم بنقل المعلومات عن الأعداء إلى القيادة العسكرية للجيش، كما أدَّت هذه الفرقة دورًا كبيرًا في عهد الحاجب المنصور؛ حيث استطاعت تقديم معلومات مهمة لقيادة الجيش، فكان لهذه المعلومات الأثر الكبير في حسم المعارك[8].

ب‌- الموسيقى العسكرية:
هي إحدى الفرق العسكرية التي ترافق الجيش في تحركاته، وتعني بيت الطبل، ويشتمل على الطبول وتوابعها من الآلات، وقد كانت هذه الآلات تضرب في أوقات القتال وفي بقية الأيام ثلاث مرات، وبها يُناط حمل رايات الدولة وعلمِها الرسمي؛ أي: إن هذه الفرقة تشبه فرقة الموسيقى العسكرية في الجيوش الحديثة، ومن المجزوم به أنه كلما كثُر عدد الذين يقومون بقرع الطبول، زاد الهَلَعُ في جيش العدو؛ لهذا فقد حرص الحاجب المنصور في زيادة عدد الذين يقومون بقرع الطبول؛ فقد بلغ عدد الطبَّالين في جيشه مائة وثلاثين فارسًا[9].

ج‌- النقل العسكري:
إن عملية نقل الغذاء والأعلاف والأقمشة والعتاد الحربي في الحملات العسكرية مهمة شاقة؛ لأن تلك المواد كانت كثيرة جدًّا، حتى إن كل نوع منها يشكِّل مستودعات خاصة، لهذا تطلب الأمر إيجاد وحدة عسكرية تتولى هذه المهمة، لها وسائلها الخاصة في النقل، وطاقم إداري يعمل على تسيير شؤونها، وتمثل البِغالُ والجمال أهم وسائل النقل في جيش الحاجب المنصور، ولما كان جيشه يخرج في غزوات إلى أماكن بعيدة وتستمر مدة زمنية طويلة، كان لزامًا عليه توفير الكثير من المعدات الحربية والتموينية؛ حتى تكفي لمدة زمنية طويلة، وهو الأمر الذي يتطلب توفيرَ عدد كبير من البغال والجمال؛ لذلك فقد كان عدد البغال والجمال التي تشارك في عملية النقل العسكري كثيرًا جدًّا، فقد بلغ عدد البغال الذي كانت تقوم بعملية النقل العسكري في عهد الحاجب المنصور نحو ألف رأس، هذا من غير تلك التي تستخدم لنقل العاملين في وحدة النقل، أما الجمال التي كانت تستعمل في عملية النقل العسكري، فقد بلغت وحدها أربعة آلاف جمل خُصِّصت لحمل الأمتعة والأثقال[10].

د‌- التموين العسكري:
إن خروج الجيش بالحملات العسكرية المؤلَّفة من الأعداد الكبيرة للجند واستمرارها في السير، والمرابِطة أشهرًا عديدة، كل ذلك يحتاج إلى مؤنٍ ومعدات؛ لذا كان لزامًا على قيادة الجيش أن تتولى مسألة تموين الجيش بما يحتاجه من المؤن والمعدات، التي يجب أن تكون كافية للمدة الزمنية التي يقضيها منذ خروجه من معسكره حتى عودته؛ حيث إن إمداد الجيش بعد انطلاقه أمر صعب؛ نظرًا لابتعاده عن المراكز العسكرية، ونظرًا لاعتماد الجيش في نقل التموين على الحيوانات البطيئة؛ مما يتعذر وصولها في الوقت المناسب، هذا، بالإضافة إلى احتمال قيام الخصم بمحاولة قطع خطوط الإمداد بين الجيش ومركزه، ولقد أثبتت الوقائع الحربية ما للتموين من أهمية ودور في تحديد مصير الحملات العسكرية، خاصة إذا ما عرفنا أن وراء نقص التموين مضرة شديدة يعاني منها الجيش، بل ربما قد تكون من الأسباب التي تدفع الجيش إلى الاستسلام؛ لذلك كانت الجيوش تقوم باستنزاف تموينات الخصوم عن طريق الحصار أو غيرها؛ حيث تستعمل طريقة استنزاف التموينات لإجبار الخَصم على الاستسلام، وهذه الطريقة هي ما تسمى في الحروب المعاصرة بـ"حروب الاستنزاف"، ولما كان التموين على هذا القدر من الأهمية؛ كان من الطبيعي أن يوليَ الحاجب المنصور اهتمامًا خاصًّا بالتموين العسكري؛ وذلك من حرصه على أن يحتوي تموين جيشه على كل الأسلحة والمعدات والأدوات، وكل ما يحتاجه الجيش[11].

ه- الأشغال العسكرية:
وُجد في جيش الحاجب المنصور فرقة تسمى بـ"الفعلة"؛ ومهمة هذه الفرقة تمهيد الطريق للجيش وتدمير البنية التحصينية والاقتصادية للعدو في حروبه، فكانت تتقدم الجيش لشقِّ الطرق والتأكد من صلاحيتها، وكانت تتعزز بفرق الحراسة، ومن المجزوم به أن الفعلة يتمركزون في مؤخرة الجيش مع بقية الصنوف المساعدة إلى أن تأتيهم التعليمات بالتحرك إلى المقدمة لمزاولة عملهم[12].

و- الاستطلاع العسكري (الأدلَّاء):
استعمل جيش الحاجب المنصور الأدلَّاء، وهم ممن عُرف عنهم معرفتهم بالطرقات وعورات العدو، فيدُلُّون قادة الجيش عليها، وقد كانت المعلومات التي يقدمها هؤلاء الأدلاء على قدر كبير من الأهمية؛ حيث تساعد قادة الجيش على التعرف على نقاط ضعف العدو، والاستفادة منها، حتى إن تلك المعلومات تساعد على حسم الموقف دون قتال[13].

الأسطول الحربي:
مثلما اهتم الحاجب المنصور بتنظيم الجيش، اهتم كذلك بالأسطول الحربي، فمن المعروف أنه كان يوجد أسطول عسكري في بلاد الأندلس، وكان مقر هذا الأسطول هي مدينة المرية، وهذه المدينة أُنشئت في عهد الخليفة عبدالرحمن الناصر الذي أمر ببنائها في سنة 344هـ/ 900م، وهذه المدينة تقع على الساحل الأندلسي، وكان الأسطول ينطلق منها، أما في عهد الحاجب المنصور، فقد بلغ الأسطول البحري أوْجَ قوته وازدهاره؛ كما ازدادت في عهده سفن الأسطول الحربي أكثر مما كانت عليه في عهد الخليفة الحكم المستنصر[14].

التعليق:
من خلال وقوفي على هذا الكتاب القيِّم، تبيَّن لي أن المؤلف بذل جهدًا كبيرًا في إبراز الجهود التي قام بها الحاجب المنصور في عهده؛ من أجل إعادة بناء جيشه على أسس جديدة، تعتمد على التجارب السابقة، والعمل على إدخال طرائق إدارية جديدة، يكون لها دور في تحديث نظام الجيش، كما بيَّن المؤلف أهم الجوانب التي عرفت إعادة البناء، بدءًا بالجيش وأعداده وأقسامه، وصولًا إلى صنوف الجيش، من الصنوف المقاتلة، والصنوف المساعدة بأقسامها الستة كما تمت الإشارة إليها، وانتهاءً بالأسطول الحربي، ويبدو لي أن هذه المعلومات مهمة جدًّا لمعرفة ما وصل إليه السابقون من الخبرات في مجال بناء الجيش، وهذا ما حاول المؤلف أن يطلعنا عليه في الفصل الخامس من كتاب: "الحاجب المنصور أسطورة الأندلس".

المرجع:
الهاجري، علي بن غانم، (2022) "الحاجب المنصور أسطورة الأندلس"، ط1، منشورات الضفاف/ منشورات الاختلاف.


[1] الهاجري، علي بن غانم، (2022) "الحاجب المنصور أسطورة الأندلس"، ط1، منشورات ضفاف/ منشورات الاختلاف، ص 14.

[2] الهاجري، علي بن غانم، (2022) "الحاجب المنصور أسطورة الأندلس"، ط1، منشورات الضفاف/ منشورات الاختلاف، ص 177.

[3] الهاجري، علي بن غانم، ص177.

[4] الهاجري، علي بن غانم، ص 184.

[5] الهاجري، علي بن غانم، ص 185-187.

[6] الهاجري، علي بن غانم، ص 188.

[7] الهاجري، علي بن غانم، ص189-192.

[8] الهاجري، علي بن غانم، ص192.

[9] الهاجري، علي بن غانم، ص193-194.

[10] الهاجري، علي بن غانم، ص194.

[11] الهاجري، علي بن غانم، ص 195-196.

[12] الهاجري، علي بن غانم، ص 197-198.

[13] الهاجري، علي بن غانم، ص 199.

[14] الهاجري، علي بن غانم، ص 200-201.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 65.68 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 63.74 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (2.94%)]