|
|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
أريد فسخ الخطبة بسبب شك خطيبي
أريد فسخ الخطبة بسبب شك خطيبي أ. مروة يوسف عاشور السؤال: ♦ الملخص: فتاة مخطوبة لشاب بعد تعارفٍ بينهما دام لمدة عامين ونصف، تشكو من شكه فيها بشكل كبير، وهي في حيرةٍ وتريد فسخ الخطبة لكنه يرفض. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاة عمري (19) عامًا، خُطبتُ منذ 3 أشهر لشابٍّ كنتُ تعرَّفتُ عليه منذ عامين ونصف، مشكلتي أني أعيش في بيت عائلة، وفيه أولادُ أعمامي، ونحن نتعامل كالإخوة، وخطيبي يعرف علاقتي بهم، لكنه طلَب مني ألا أتكلمَ معهم ولا بد أن أبتعدَ عنهم. وافقتُه وبدأتُ أبتعد عنهم شيئًا فشيئًا، ثم عدتُ للحديث معهم دون أن يعرفَ، ثم عرَف أني ما زلتُ على علاقةٍ بهم وأتكلَّم معهم باستمرارٍ، فأخبرني أنه لا يريد الاستمرار في الخطبة بسبب كذبي عليه، وحصلتْ مشكلات كثيرة بيني وبينه، وغضب والدي مِن أفعاله، وأخذ منه موقفًا. المشكلة أيضًا أنَّ خطيبي هذا يَشُك فيَّ بصورةٍ مبالغ فيها، فيسألني مع مَن تتحدثين؟ وفيمَ تتكلمين؟ وماذا تفعلين مِن ورائي؟ مِن جهتي لا أتحمَّلْ هذه الأفعال وأريد فسخ الخطبة، لكنه عاد يعتذر ويتأسَّف عن أفعاله، وأخبرني أنه يحبني ولا يستطيع العيش بدوني، ثم فتح الموضوع مرة أخرى... وهكذا! تعبتُ وحياتي أصبحتْ نكدًا، ودموعي لا تتوقف، فأخبروني ماذا أفعل؟ الجواب: بُنيتي الكريمة، وعليك السلام ورحمة الله وبركاته. ليستْ مشكلتك مِن النوع المُعقَّد على الإطلاق، وهي مِن المشكلات المُتكررة والمعتادة عند تعرُّف الفتاة على شابٍّ قبل الارتباط؛ فيقبل الشاب عليها بحبٍّ ولهفةٍ على حسب ما اعتاد أن يشعُرَ قبل الارتباط؛ سواء كان تعارُفهم هاتفيًّا، أو مِن خلال الشاشات، ثم يبدأ معه ومع غالب الشباب العرب حديثُ النفس الذي لا يحدث مع الفتاة، وتتدافع الأسئلة في رأسِه كسيل عرم يأبَى أن يتوقف: هل تظن أنها تعرفتْ عليك وحدك؟ هل تعتقد أنها تُراسل غيرك؟ هل تضمن أن تبقى وَفيَّةً لك بعد الزواج؟ هذا حالُ معظم الشباب العرب حين يتم التعارف قبل الزواج؛ فقد اخترتِ طريقك، وعليك أن تكوني على درايةٍ بأنه لن يتمكن مِن الوفاء بوعده لكِ ألاَّ يشك بك، وقد زادتْ دواعي الشك لديه بوجود شباب غير محارم لك على صلة وثيقة وشبه دائمة معك. لنكن صرحاء مع أنفسنا، ولأكن واضحةً معك: لا يجوز لك شرعًا التواصل مع أولاد عمك سواء رضي خاطبك أو لم يرضَ، فالشرع لم يُفرِّق بين ابن العم وغيره مِن غير المحارم، ولا ينبغي للفتاة المسلمة أنْ تسيرَ وراء العادات والتقاليد، ولو لم تكنْ ترى فيهم سوى إخوة لها، ولو لم تجدْ في نفسها ميلًا قلبيًّا لأحدهم، فالذي خلَقَها ويعلم ما في نفسها قد حرَّم عليها مُصافحتهم ومخالطتهم والتواصل معهم، إلا مِن وراء حجاب، تمامًا كغيرهم مِن الرجال الأجانب. فدعي عنك رغبة خاطبك، وتذكري أمرَ الله، وسِيري عليه قبل أن تُفكري في رضا البشر الذي لن تبلغيه مهما بذلتِ وحاولتِ. يَنصح كثير مِن المختصين الاجتماعيين بالتفكير جيدًا قبل الارتباط برجلٍ كانت الفتاةُ على علاقة معه ولو كانتْ علاقة مِن خلال الإنترنت؛ ذلك أنه لن يكُفَّ عن التفكير في خيانة فتاته لمدة قد تطول وقد تقصر على حسب شخصية الرجل وردود فِعل الفتاة، وطبيعة العلاقة بينهما والظروف المُحيطة، وقد بدَتْ على خاطبك أماراتُ الشك واضحة جلية، والتي لا أرى تحسُّنها مع وجود أولاد عمِّك، ونفور أبيك ورفضه لهذا الزواج، فأنصحك - إن كنتِ ترغبين بالزواج مِن خاطبك - أنْ تبحثَا في كيفيَّة التعجيل بالزواج؛ فلم يُر للمتحابَّيْنِ مثلُ الزواج، وقد تهدأ الكثير مِن المشكلات وتنطفئ حِدة الخلافات بذهابك إلى بيتك وابتعادك عن مَواضع الشُّبه وبقائك معه في بيت مستقل، كما أنَّ الأهل كثيرًا ما يتناسَون رفضهم لزوج ابنتهم بمجرد زواجهما، ويُسارعان بالمباركة لها، والحرص على سعادتها وراحتها بعد أن ابتعدتْ عنهم. ولا أنصحك بفسخ الخِطبة إلا أن يكونَ في خاطبك من الصفات السيئة دينيًّا أو خُلقيًّا ما لا تستقيم معه حياتك؛ إذ ليس مِن اليسير الحصول على رجلٍ يُحبُّ بصدقٍ! وأخيرًا أُذكرك وأنت في مَطلع حياتك أن الحياة ومنغصاتها وإن كانتْ كثيرةً أو في عينيك كبيرة، فهي لا تستحق أن نذرفَ الدموع، وأن نضيع أعمارنا حزنًا وأسفًا على أحداثٍ لا نملك تغييرها بقدر ما نملك التفاعل معها مِن منظورٍ إيجابيٍّ، ونقابلها بابتسامةٍ تهزم اليأس وتتحدَّى الصعاب. لن يكونَ في يدك إزالة الشك مِن نفس زوجك، ولكن في يدك أن تقابلي شكه بثقةٍ وهدوءٍ وحوار عقلاني يبث في نفسه الاطمئنان. لن يكونَ في يدك اختيار المستقبل والتأليف بين قلب والدك وزوجك، لكن في يدك تقريب وجهات النظر، والسعي للإصلاح وإيجاد طرُق مشتركة بينهما لبناء جسور التفاهم ولو لم يوجد الحب. هكذا فكري في كلِّ موقفٍ، واجعلي استعانتك الأولى بالله عز وجل، واعملي على إرضائه والسير على طاعته يُسخِّر لك خلقه ويرزقك مِن واسعِ فَضْلِه. أصلح الله أمرك، وأزال همَّك، وألهمك رشدك، وأقر عينك بزوجٍ صالحٍ طيب تقي نقي والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |