ندوب "ندوب": بلاغة التشظي وشاعرية الألم - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11942 - عددالزوار : 191049 )           »          سحور يوم 19 رمضان.. ساندوتشات فول مخبوزة خفيفة ولذيذة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          واتس اب بلس الذهبي (اخر مشاركة : whatsapp Girl - عددالردود : 2 - عددالزوار : 2649 )           »          الأمثال في القرآن ...فى ايام وليالى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 656 )           »          فقه الصيام - من كتاب المغنى-لابن قدامة المقدسى يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 929 )           »          دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 1089 )           »          أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 851 )           »          صحتك فى شهر رمضان ...........يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 835 )           »          اعظم شخصيات التاريخ الاسلامي ____ يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 918 )           »          فتاوى رمضانية ***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 564 - عددالزوار : 92797 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-11-2022, 05:11 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي ندوب "ندوب": بلاغة التشظي وشاعرية الألم

ندوب "ندوب": بلاغة التشظي وشاعرية الألم
محمد مختاري




يُلقي عنوان هذه المقالة الذي يبدو ربما غايةً في الغرابة ‎- الضوءَ على إشكالية مركزية، تُثيرها المجموعة القصصية "ندوب" للقاصِّ المغربي ميمون حرش، والمجموعةُ عبارة عن 119 قصةً قصيرةً جدًّا مكتوبة على نحو يجعل من كل قُصيصة بابًا، يُفضي إلى مسافات التأويل اللانهائية.

كيف ذلك؟
تقدِّم المجموعة سرودها على نحوٍ مُتشظٍّ ومتفسِّخٍ بسبب الثيمات التي تتناولها، وهي متمركزة أساسًا حول موضوعات: كالحزن، والألم، والضياع... وغيرها من الموضوعات التي تحوم حول نفس الدلالات.

وانطلاقًا مما تقدَّم، يبدو لنا أن المقالة ستنهجُ منهجًا وصفيًّا وتيماتيكيًّا (موضوعاتيًّا) بالأساس، محددةً أنماط التشظِّي وبلاغتها، وما يترتَّبُ عن كل ذلك من تمفصلات تؤكِّدُ توجُّهنا النقديَّ في هذه الدراسة، موائمةً بين فنية ودلالة النصوص القصصية القصيرة جدًّا التي تطرحها الأضمومةُ "ندوب".

العنوان:
على غلاف أسود، تتوسَّطه لوحةٌ دادائيةٌ بالغةُ التعقيد، يعتلي الجمع "ندوب" رأس الكتاب، بلون أحمر (مع كل ما يحمله اللونُ الأحمرُ من دلالات، وبالأخصِّ حينَ يكونُ مرافقًا للون الأسود الذي يمثله الغلاف‎!‎‎).

وندوب من الندب، و"ندَب الميتَ؛ أي: بكى عليه"[1]، و"الندبُ أيضًا أثر الجرح"[2]؛ مما يدعونا إلى التساؤل: أتعلنُ المجموعةُ جروحها منذ البداية؟
يشكِّلُ العنوان "أُولى دوالِّ النص، والبداية الحقيقية لمراحل التأويل فيه... وهو أحد العناصر الرئيسية للعتبات في النص الإبداعي، كما أنه يمثل البعد السيميوطيقي المحدِّد لطبيعة ظاهرة النص، وشفرته الرئيسية المعوَّل عليها الدلالة والتأويل الأساسي الواجب قراءته داخل جسم النص"[3]، ويعدُّ الناقد الفرنسي الأشهر جيرار جينيت أول من اهتمَّ بالعنوان، باعتباره أحد العتبات، دراسةً وتحليلًا، وبالأخصِّ في كتابيه: "أطراس" و"عتبات".

وبِناءً على ذلك، يُفترض للعنوان "ندوب" أن يفتحَ لنا أبوابَ التأويل على مصراعيه ما دُمنا واقفين عند حدود النصِّ الموازي، ولكي نحاول كبحَ جماح هذه التأويلات الانفجارية، سنقوم باستدعاء المتن الأصلي؛ قصدَ تحقيق الهدف المنشود.

إعلان آخر!‎‎
بدا لنا سابقًا أن المعلن الوحيد على بداية الدلالات المتعلقة بـ"الجروح" و"الآلام" هو العنوان، باعتباره البؤرة المركزية أو المركز الجامع لنصوص المتن، لكن تُصبح هذه الفكرةُ غيرَ صحيحةٍ حينما نقرأ أولَ قُصيصة تصادِفُنا، معنونةً بعنوان يزيد من استشكال الأمر، وهو "قبل البوح..."، يكتُبُها القاصُّ ممجِّدًا ألوانَ الضياع:
"حيارى، مرضى...
بيوتهم مشروخة،
قلوبهم مكلومة...
تتعرَّشُ الندوبُ في جُلودهم عُليقات...
لكلِّ ندبة قصة قصيرة جدًّا
ونشهد أنهم هنا ليحكوا"[4].

إذ بأسلوب ميتاسردي، يشهدُ حرش على أن كل قصة قصيرة جدًّا تحتويها الأضمومة، ستكون بمثابة ندبة عاشها "الحيارى"، "المرضى"، والذين "قلوبهم مكلومة"، متقدِّمين إلى منصَّة السرد، معلنين - بدءًا - حزنَهم، ثم بعد ذلك سردهم، الذي لا بدَّ أن يكون "حزينًا"، "مضطربًا" هو الآخر...

بلاغة التشظي وشاعرية الألم:
نعني ببلاغة التشظِّي: كل ما من شأنه أن يثير تأويلاتٍ مزعجة، منطلقًا من بِنًى متمزِّقةٍ ومتفسِّخة، وبعبارة أدقَّ: من بِنًى شذرية، ويمكن تحديدُ هذا التجلِّي من خلال استحضار أنموذج نصِّيٍّ من الأضمومة يحيل على ذلك، فنجد - مثلًا - قُصيصة "خيوط..." تقول:
"الأول شدَّت به رأسها،
الثاني صنعت به أشروطة إعدام،
والثالث عقلت به قلبها ثمَّ تعرتْ...
الرابع وضعتْهُ على...
(ولم يكن خيطًا...)"[5] .

يحيلُ الترتيب السطري للقصة على تفسُّخ الجمل فيما بينها؛ ولو أننا قادرون على ملاحظة الفاصلة (،) عند نهاية الجملة الأولى والثانية، فبإمكان النص أن يأتي خطيًّا ذا منحى تعاقبيٍّ، ولا يُغيِّر ذلك في شيء من الدلالة العادية، إلا أن ذلك سيتسبب في فقدان دلالة التفسُّخ والتشظِّي التي يراهن عليها الحذفُ في "وضعته على..."، ونقاط الحذف في نهاية الجمل الثلاث الأخيرة.

وليست "خيوط..." وحدها التي تسير في هذا الاتجاه، بل إن معظم القُصيصات القصيرة جدًّا التي تتضمَّنها ندوب تحيل إلى هذه الدلالة الشذرية، وما "خيوط..." سوى إرضاءٍ لاستدعاء تحليلي وحسب.

أما القسم الثاني من العنوان (شاعرية الألم)، فيعد بمثابة نتيجة للتشظي والتشذر الذي يصيب البنى النصيةَ السردية، ومرسل له في الآن نفسه، فإذا سلَّمنا بالعَلاقة بين الناصِّ ونصِّه، فإننا لن نجد غرابةً في التأكيد على أن التفسُّخ في النصِّ يعني - أيضًا - تفسُّخًا في الذات الكاتبة واضطرابًا فيها؛ مما يعني أن الألم بمثابة مرسلٍ يدعو إلى كتابة نصِّ التفسُّخ، لكن بعد خروج النص إلى الوجود، وتحوُّله إلى خطاب شذري تمسُّه الشاعرية، انطلاقًا من بعض الإمكانيات الفنية، يظهر الألم تارةً ثانية في بُعده الخطابي، إلا أن الألمَ الذي ينجمُ عن هذا الخطاب يكون - بالضرورة - شاعريًّا، ما دامَ مصحوبًا بأساليبَ فنيةٍ، ويمكن التعبير عن ذلك بالشكل الآتي:
الألم ← خطاب التفسُّخ (بلاغة التشظي) ← الألم الشاعري.
وتأسيسًا على الذي سبق، يبقى للقارئ أن يدخل بدوره في لعبة الأخذ والردِّ هذه التي يثيرها قُطبَا النقد والأدب، ويلمُس هو الآخر المناطقَ الغنية التي تتمتع بها أضمومة "ندوب"، خصوصًا إذا علمنا أن كاتبها هو مبدعٌ من طينة القاص المغربي "ميمون حرش"...



[1] إسماعيل بن حمَّاد الجوهري، الصحاح: تاج اللغة وصحاح العربية، ج1، تحقيق: أحمد عبد الغفور عطَّار، دار العلم للملايين، ‏بيروت، الطبعة الثانية، 1979م، ص: 223‏.


[2] المصدر نفسه، والصفحة نفسها.

[3] شوقي بدر يوسف، نجيب محفوظ: إبداع وتوهُّج، كتاب الرافد، الإمارات، ع: 142، يونيو 2017، ص: 13.

[4] ميمون حرش، ندوب، قصص قصيرة جدًّا، منشورات جسور للبحث في الثقافة وفي الفنون، الناظور، الطبعة الأولى ‏‏2015م، ص: 20. ‏

[5] ميمون حرش، ندوب، ص: 115.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.46 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.58 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.33%)]