|
|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
مشكلة مع زملائي في العمل
مشكلة مع زملائي في العمل أ. فيصل العشاري السؤال: ♦ الملخص: شابٌّ عُيِّن في عملٍ جديدٍ، يشكو انعدام ضمير زملاء العمل، وهو يريد العمل بجد، لكن ذلك سيُظهر تقصيرهم في العمل، ويفضح أسلوبهم، وقد يتم تسريحهم إذا عمل بِجِدٍّ. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا شابٌّ في نهاية العشرينيات مِن عمري، عملتُ عملًا جديدًا، وطبيعةُ عملي أنه يجب أن نتقاسَم العمل أنا وزملائي الموظفون قبلي في مكان العمل؛ أي: إنَّ هؤلاء لديهم تجربة لسنوات في هذا العمل، وأنا مجرد وافد جديد. المشكلة أنهم لا يستعملون ضميرهم المهني، ويريدون مني ألا أستعمله، لأني لو اجتهدتُ في عملي فسيأتي ذلك بمشكلات عليهم، وينكشف أمرهم، وقد يتم تسريحهم! عرفتُ أنهم يُريدون السيطرةَ عليَّ في كلِّ شيء؛ لأني بالنسبة إليهم مجرَّد مُتعلِّم، ويُريدون أن أتبعَ طريقة عمَلِهم المبنيَّة على الغش وغياب الضمير المهني، لكنهم لا يُظهرون لي أن هذا غش واحتيال، بل يأمرونني بفعل هذا وفقط. إن أخبرتُهم أنَّ هذا لا يتماشى مع معايير العمل في الشركة، يُجيبون بأن هذا ما نفعله دائمًا! إنْ عملتُ بطريقةٍ غير طريقتهم فسيعتبرونني عدوًّا لهم، ويظهر كل شيء مَخفي، ومن جهتي لا أريد أن أكون غاشًّا لعملي، ولا أريد أن أسمعَ كلامهم. فأخبِروني كيف أتصرَّف معهم؟ الجواب: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم في شبكة الألوكة. إنَّ أكثر ما يُعانيه المسلمون اليوم هو فهم الإسلام شكلًا لا مضمونًا؛ فكثير منهم لا يفهمون من معاني العبودية إلا شكلَها الظاهر فحسبُ، أمَّا عدا ذلك مِن القيم كالأمانة وعدم الغش والعدالة، فهي لا تزال معاني غائبة عند الكثير من المسلمين للأسف! مع أن مفهوم الأمانة أوسع مِن مجرد (استلام وديعة وردها)؛ فهي تشمل كافة تعاليم الدين وصوره القيمية الباطنة والشكلية الظاهرة؛ ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ﴾ [النساء: 58]، ومن ثَم فالموظَّفُ في شركته لا بد أن يُؤدِّي عمله كاملًا حسب عقد العمل مع الشركة نفسها، وألا يألو جهدًا في النصح لهذه الشركة وعدم غشها، فهذا ما يُمليه عليه عقدُ العمل الظاهر مِن ناحية، وعقد ضميره مِن ناحية أخرى. وهذه ركيزةٌ أخرى مِن ركائز المنظومة القيمية في هذا الدين العظيم (النصح وعدم الغش)؛فقد روى الإمام مسلم رحمه الله في "صحيحه" عن تميم الداري رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الدِّينُ النصيحة))، قلنا: لِمَن؟ قال: ((لله ولكتابه ولرسُوله ولأئمة المُسلمين وعامتهم)). فهؤلاء الموظفون إن كانوا كما وصفتهم مِن عدم مراعاة مصلحة الشركة، وعدم الاهتمام بما يحقق مصلحتها، فهم بذلك غاشون لها، ويخشى أن يكون ما يتقاضونه مِن مال يكون عليهم مالًا حرامًا أو فيه شبهة حرام. أما بخصوص موقفك منهم فلا مناصَ مِن أن تقفَ بجانب الحق، وألا تقع فيما وقعوا فيه مِن غشٍّ للشركة، على أن يكونَ هذا الأمرُ بلطفٍ وعدم تصادُم مباشر معهم لئلَّا تضُرَّ نفسك، فإذا ما طلبوا منك أمرًا خاطئًا فيه غش للشركة فلا تُجبهم إليه، ولا تُنفِّذ طلبهم، وأخبرهم بكلِّ وضوحٍ بأن هذا يخالف مُقتضى عقد الشركة، ومن ثَم فسيكون الحقُّ معك إذا ما قرروا أن يَضُروك أو يشتكوا ضدك، مع الحرص على أن تكون معاملاتك كلها موثَّقة لكيلا تتضرر لاحقاً. نسأل الله تعالى أن يُيَسِّرَ أمرك، وأن يَشرحَ صدرك، وأن يُزَوِّدك التقوى والله الموفق
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |