أنا (مسرحية) - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         شرح النووي لحديث: ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          أنسيت بأنك في غزة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          {إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4418 - عددالزوار : 855264 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3949 - عددالزوار : 390078 )           »          معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-11-2022, 08:40 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,931
الدولة : Egypt
افتراضي أنا (مسرحية)

أنا (مسرحية)
إكرام الوردي





بعد برهة من النظر إليها، قالتِ اليدُ: أتعرفين.. مند زمن طويل وأنا أنتظر فرصةً لكي أقولَ لكِ: إنك بدوني لا قيمةَ لك.

العين: حقًّا؟ هل تظنين ذلك حقًّا؟ بالله عليكِ مَن يبكي حينما يَمَسُّك الدَّور؟
اليد: أنتِ طبعًا، ومن سبب بكائك؟
العين: أنت طبعًا.
اليد: إذًا أنا مَن يعطيك سببًا في بكائك، وأنا من يمسح أصلًا تلك الدموع.
العين: تفتخرين حقًّا؟ افتَخِرِي حينما تكونين سببًا في ابتسامة لا سببًا في البكاء عزيزتي.
القلب: أنتما الاثنانِ، كفاكما جدالًا، ومَن الذي يضخُّ فيكما الأحاسيس، ويعطيكما الحياة والرُّوح؟
اليد: أيها الأحمر الذي يرجُفُ كلَّ ثانيةً، كفاكَ حماقةً، ومَن أعطاك الحق أصلًا لتدخل في النقاش؟
القلب: أصبتِ أيتها المُتعجرِفَة، ألستِ أوَّلَ مَن يمسُّني حينما أمرض، أو حينما يتغير ذاك الذي سمَّيتِه ارتجافًا؟
اليد: بلى، أنت أيضًا تعترف بأنني مَن يهتم بك؟
القلب: ألم تقولِي للعينِ: إنك مَن يعطيها قيمةً؟
اليد: بلى، أنتِ على صواب!
القلب: وأنا بدَوْري أقول لكِ: يا متكبرةُ، إنك لا شيء بدوني، ألم تَرَيْ تلك الخطوط الخضراء الملتصقة بي؟ أنا حياتُك!
اليد: آسفة لم أقصد إيذاءك بكلماتي.
العين: أرأيت؟! أنت مَن يؤذي ويبكي!
القلب: ما الذي دهاني، يصلني الهواء فجأةً؟
الأنف: مرحبًا يا سيد عظيم، أرأيت ألَمَ مَن لم يصِلْه الأكسجين؟
القلب: لماذا فعلت ذلك؟
الأنف: لترى مَن لا حياة له بدون الآخر؟
العين: أيها الأنف، حرام عليك لقد كادَتْ دموعي تنزِلُ، أتريد أن تكون مغرورًا كاليد؟!
الأنف: ما بكِ يا عين، لَمْ تعودي تُبصِرين شيئًا؟ إن اليد هي مَن أغلقت ثقبَيَّ!
العين: يا لكِ مِن متعجرفة وكذَّابة وخائنة! أهكذا يتعامل النبلاء؟ ستظلين دائمًا السبب في الأسى.
اليد: أردت أن أريكم قدرتي بعدما قلتُم: إنني لست السيد.
العين: كفاكِ تُرَّهات يا غشاشة، أنتِ أنانية، آذيتِ ثلاثةً بحركةٍ واحدة! غبيةٌ.
الدماغ: هيه، أنتم أيها الحمقى، اصمُتوا قليلًا، دعونا نُحِس بالراحة، ألن ينال أحدٌ هنا ولو قسطًا منها؟
اليد: مرحبًا يا مدبرًا للمشاكل، تأخَّرت كالعادة.
الدماغ: أولًا: حاولي أن تتعوَّدي على أدب الكلام، ثانيًا: أنا لستُ فارغَ الوقت مثلكم، لديَّ ما أرتب مِن أفكار، عمَّ تتجادلون؟
العين: أهلًا دماغ، لقد كادَتِ السيدةُ النبيلة أن تقتلنا جميعًا (تشير إلى اليد).
الدماغ: ألم تدركوا بعد ما تحمله تلك الأنانية في حجرها مِن خِدَع وكِبْر.

(يتحدث إلى اليد): أيتها المجلدة المليئة الخطوط، كفى تُرَّهاتٍ، ألستُ مَن يعطيك الأوامر، أم أنك طغَوْتِ حينما كنتُ غائبًا؟!
اليد: هم مَن بدؤوا النزاع، فأردت الدفاع عن نفسي.
العين: أيتها الكاذبة المخادعة، سأذرِفُ دموعَ الظلم في حقِّ ما قلته الآن، والله هي التي بدأت.
القلب: أُحِسُّ بالاشمئزاز مِن أني مَن يمدُّك طولَ الوقت بالحياة، أستحقُّ حقًّا هذا كلَّه؛ لأنني مَن يضخُّ الدماء فيك، وتجازيني بالكذب!
الدماغ: هلَّا سكتُّم قليلًا؟ كُفُّوا عن هذا، ألا يكفي أنني أستطيع أن أشلَّ حركتها إن لم تعتذر الآن؟
اليد: حسنًا، أنا آسفة، لن أعيد الكرَّة.
العين: لا بأس، لسنا متكبِّرين مثلكِ!
الدماغ: عينُ، ماذا دهاكِ؟
القلب: الاحترام الذي كان بيننا ونحن نؤدِّي أدوارنا يجب أن يُحفَر في صدورنا، كلنا نخدم الجسدَ، هذا العظيم الذي أعطانا مأوًى وموطنًا، نكون له الخدم والعون والمساند، وكلٌّ منا يخدم الآخر، ولا أحد سيد الآخر، كل واحد سيد نفسه.
الدماغ: أنت دائمًا حساس لكل شيء، تفكر في أي شيء، وتعطي القيمة لكل شيء!
اليد: عظيم يا أحمر، الله، ههه!
القلب: هذا هو نصيبِي مِن القسمةِ؛ الأحاسيسُ، وأنا أحبُّ ذاتي كما هي، يكفيني أنني ما يوجد وسطكم جميعًا، وكلٌّ منكم مرتبطٌ بي، على الأقل أعرِفُ أني أقومُ بأرقى مهمَّة، وسنبقَى هكذا إلى أن يأتي أَجَلُ الفِراق، وسنلف ساقًا بساقٍ، ونطير عاليًا.
اليد: حقًّا أنا ندمانة على ما بدر مني، والأهم أنكم سامحتموني.
الجسد: أصدقائي، لن يكون هناك لا مأسوف ولا أسف! ما أجمَلَنا، ألم تروَا بعدُ الجمالَ؟ فالعين تبكي لألمِ اليد، واليدُ تمسَحُ دمعَ العين، والقلبُ يُحِسُّ بنا، ثم هذا الدماغ الذي يحلُّ مشاكلنا!
القلب: صدقتَ، وما أجملك يا جامع الجميلين، ****!
الفم: ماذا بقي لي مِن الجمال؟
اليد: أنت دائمًا تحضُرُ عندما ينتهي كل شيء، ههه.
العين: لو كنت هنا، لما انتهى هذا الجدال، ههه، يكفي ما نطَقنا به نحن بدونك، هيا نَمْ ولا تستيقظ، فما فاز إلا النُّوَّمُ، ههه.
الدماغ: هيا يا سادة إلى العمل.
الجسد: بل قل: هيا إلى الإخلاص.
الجميع: هيا، ههه.

النهاية:
هذه المسرحيةُ في الحقيقة هي رسالةٌ، رسالة تحمل في سطورها حِكَمًا، قد أقول: إنها تلاشت في زمننا هذا، زمان ساد فيه الغرور، وجعل بنو آدم الأنانيةَ سيدةً لهم، في الحياةِ العادلة لا يوجد هناك لا حاكمٌ لا محكوم، كلٌّ سيِّد نفسه، وكلٌّ يؤدي ما وُكل إليه على أحسن وجهٍ؛ فأخيارنا هم مَن يُتقِنون عملَهم، بغضِّ النظر عن المقابل.

يا سادة، لا تُتاجِروا بالأخلاق، لا تجعلوا أنفسكم إنسانًا لكن بلا قيم بلا مبادئ، وبلا أخلاق، صدِّقوني هي نبع حياة الجسد، هي غذاء الروح، دعونا ننسى أننا أسياد قوم، أو أننا عبيد، نحن سواسية، كلٌّ له دوره، كل يصنع لنفسه مكانةً.

إذا أردت أن تكون سيدًا، فكُنْ سيدًا على نفسك.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 12-11-2022 الساعة 03:42 PM.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.00 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.08 كيلو بايت... تم توفير 1.92 كيلو بايت...بمعدل (3.37%)]