بلاغة التلطف - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4417 - عددالزوار : 853552 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3948 - عددالزوار : 388660 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12522 - عددالزوار : 214077 )           »          أطفالنا والمواقف الدموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          عشر همسات مع بداية العام الهجري الجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          وصية عمر بن الخطاب لجنوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          انفروا خفافاً وثقالاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          أثر الهجرة في التشريع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          مضار التدخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى الإنشاء

ملتقى الإنشاء ملتقى يختص بتلخيص الكتب الاسلامية للحث على القراءة بصورة محببة سهلة ومختصرة بالإضافة الى عرض سير واحداث تاريخية عربية وعالمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-10-2022, 09:47 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي بلاغة التلطف

بلاغة التلطف
د. سيد مصطفى أبو طالب








لا بد لأيِّ مجتمع إنسانيٍّ من لغةٍ يتفاهم بها أعضاؤه فيما بينهم، واللغة كما عرَّفها ابن جنى: أصواتٌ يعبِّر بها كلُّ قومٍ عن أغراضهم[1]، فهي ضروريَّة لإحداث التواصل والتفاهم.



وحياة الإنسان زاخرة بالمواقف المتنوِّعة؛ منها الحسن الذي لا يستحي المرء أنْ يعبِّر عنه صراحةً، ومنها ما يخجل منه فيلجأ إلى التعبير عنها بألفاظٍ غيرِ الألفاظ المعهودة للتعبير عن هذا الموقف، وهذا ما يسمَّى في اللغة بالتلطُّف، أو ما عبَّر عنه العلماءُ بـ "اللامساس".



والتلطُّف في اللغة مأخوذ من (ل ط ف) التي تدور حول معنى عام واحد، هو الرفق[2]، والتلطُّف في قوله تعالى: ﴿ فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ ﴾ [الكهف: 19]؛ أي: وليترفَّق في الحصول على ما يريد[3].



أمَّا في الاصطلاح، فقد عرِّف في الدراسات العربية الحديثة بحسن التعبير أو اللامساس، ويطلق على كلِّ ما هو مقدَّس، أو ما يحرم لمسُه، أو الاقتراب منه لأسبابٍ خفيَّة، سواء أكان إنسانًا أم كلمةً أم شيئًا آخر[4].

وعرَّفه د/ أحمد مختار عمر بقوله: وهو في حقيقته إبدالُ الكلمة الحادَّة بكلمةٍ أقل حدَّة وأكثر قبولًا[5].



قال الجُرجاني: "واعلم أنَّ الأصل في الكنايات عبارةُ الإنسان عن الأفعال التي تُستر عن العيون عادةً - من نحو قضاء الحاجة والجماع - بألفاظٍ تدلُّ عليها، غير موضوعة لها؛ تنزُّهًا عن إيرادها على جهتها، وتحرُّزًا عمَّا وُضع لأجلها؛ فالكناية عنها حرز لمعانيها"[6].



ولهذين المصطلحينِ صدى واسعٌ في تراثنا العربيِّ؛ فقد ألَّف القاضي أبو العباس أحمد بن محمد الجُرجاني كتابًا بعنوان: (المنتخب من كنايات الأدباء وإرشادات البلغاء)، وكذا الثعالبي تحت عنوان: (الكناية والتعريض)، وأَفْرَد في كتابه "فقه اللغة وسر العربية" بابًا بعنوان: (فصل في الكناية عما يُستقْبح ذِكرُه بما يُستحسن لفظه).



ولعلَّ الغرض من هذا الضرب من الكلام التعبيرُ "عمَّا يُستهجن ذِكره ويُستقبح نشره، أو يُستحيا من تسميته، أو يُتطيَّر منه، أو يسترفع ويصان عنه - بألفاظٍ مقبولة، تؤدِّي المعنى، وتُفصح عن المغزى، وتحسِّن القبيح، وتلطِّف الكثيف، وتكسوه العرَضَ الأنيق من كلام تَأْذَن له الأذن، ولا يحجبه القلب"[7].



وفي القرآن الكريم من التلطُّف ما يدلُّ على كريم العبارات، ونبيل الألفاظ؛ من ذلك قوله تعالى: ﴿ وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا ﴾ [البقرة: 235]، فكنى عن الجماع بالسرِّ؛ لأنه يكون بين الآدميين على السرِّ غالبًا، وما عدا الآدميين لا يُسرُّه إلا الغراب؛ قال أبو الطيب:

سَتَرَ الندى سَتْرَ الغراب سِفادَه ♦♦♦ فبدا وهل يخفى الرَّبابُ الهاطلُ؟[8]



وقوله تعالى: ﴿ أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ ﴾ [البقرة: 187] كناية عن الجماع؛ لأنه لا يكاد يخلو من رفث، وهو الإفصاح بما يجب أن يكنى عنه[9].



وقوله تعالى: ﴿ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ ﴾ [النساء: 43] كناية عن قضاء الحاجة البشرية، شاع في كلامهم التكني بذلك؛ لبشاعة الصريح[10].



وفي السُّنَّة الشريفة ما يأخذ اللبَّ، ويأسر القلبَ؛ من ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم لأنجشة وهو يحدو بالإبل التي عليها نساؤه: ((رفقًا بالقوارير))، فكنَّى عن النساء بالقوارير.



ومنه أيضًا: أنَّ امرأةً أتت النبيَّ فقالت: إنَّ رفاعةَ طلَّقني وبتَّ طلاقي، وتزوَّجتُ بعبدالرحمن بن الزبير، وليس معه إلا هُدْبَةُ الثوب[11]،فتَبَسَّمَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ((أتُرِيدينَ أنْ تَرْجعي إلى رفاعة؟ لا، حتى تَذُوقِي عُسَيْلَتَه ويذوق عُسَيْلَتَك))[12]، فكنى عن حلاوة الجماع بالعُسَيْلَة.




وعن عائشة أنَّ النبيَّ كان يصيب من الرأس وهو صائم[13]؛ كَنَّتْ عن القُبْلة.

ولا يقف هذا النوع من الاستعمال عند حدِّ القرآن والسُّنَّة، بل تقوم به الجماعة اللغوية كلُّها.



ومن ذلك: ما روي عن بنت أعرابيٍّ أنها صرخت صرخةً عظيمةً، فقال لها أبوها: ما لك؟ قالت: لَدَغَني عقرب، قال لها: أين؟ قالت: في الموضع الذي لا يضع فيه الراقي أَنْفَه، وكانت اللدغة في إحدى سَوءتَيْها، فتنزَّهت بذكرِها عن لفظها[14].

وفيما يكنون به عن الموت قولهم: لحق فلان باللطيف الخبير، أو انتقل إلى جوار ربِّه، أو لحِقَ بالرفيق الأعلى.



ومما يُتفاءل به قولهم للفَلاة (الصحراء): مفازة؛ لأن دخولها مَظِنَّة الهَلَكَة، فكان حقُّها أن يقال لها: مَهْلَكة، ولكنهم حسَّنوا لفظها تشاؤمًا بها وعكسوه تفاؤلًا[15].



ومنها: الكناية عن الصناعة الخسيسة بذكر منافعها، كما قيل للحائك: ما صناعتك؟ فقال: زينة الأحياء، وجهاز الأموات[16].



وينتشر أسلوب التلطُّف في العاميَّات؛ من ذلك قولهم: "صاحبك" يريد شخصًا بعينه يعرفه هو ومن يُخاطِبه، إذا أراد المتكلِّم التعميةَ على غير المخاطَب.



وصفوة القول: إنَّ التلطُّف في اللغة ضربٌ من ضروب حسن التعبير، يلجأ إليه المتكلِّم عند الحاجة؛ دفعًا لضرر، أو تشاؤمًا، أو تحرُّزًا عن اللفظ المفحش، فيعدل عن ذلك إلى اللفظ الحسن، والعبارة القشيبة.





[1] الخصائص 1/ 33.




[2] مقاييس اللغة 2/ 447.




[3] ينظر: معجم ألفاظ القرآن الكريم 2/ 1008.




[4] دور الكلمة في اللغة ص193.




[5] علم الدلالة ص240.




[6] المنتخب ص4.




[7] الكناية والتعريض؛ للثعالبي ص1.




[8] المنتخب؛ للجرجاني ص 4.




[9] إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم 1/ 201.




[10] التحرير والتنوير؛ لابن عاشور 4/ 138.




[11]أرادت متاعه، وأنه رخوٌ مثل طرف الثوب لا يغني عنها شيئًا.




[12] البخاري - كتاب النكاح -1/ 156.





[13] النهاية في غريب الحديث والأَثَر؛ لابن الأثير 2/ 22.




[14] المنتخب ص3.




[15] المنتخب ص3.




[16] المنتخب ص3.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.22 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.33 كيلو بايت... تم توفير 1.90 كيلو بايت...بمعدل (3.37%)]