فهم الصلاة

[ابوالوليد المسلم]

فهم الصلاة

يتكرر لقاؤنا مع موضوع: كيف تتلذذ بالصلاة؟ وقد تعمدت أن أضعه في عدة مواضيع خوفاً من ضياع الفائدة؛ لأن الموضوع طويل ولا يحتمل أن يسرد في مرة .
كما اتفقنا أن صلاتنا طائر رأسه محبة الله وجناحاه الرجاء والخوف، وأنه لا يستطيع الطيران دون ذلك، وقد يسأل سائل كيف يجتمع حب الله وخوفه ورجاؤه معاً؟ ألا تجد أن الطفل قد تضربه أمه وتعنفه فيظل يطالعها بعين محبة ثم يرجع ليرتمي بين أحضانها.
فكذلك العبد مع الله يكون لسان حاله: يا ربي أنا المذنب الذليل المقصر المستحق لعقابك وعذابك، لكن يا رب أنطرح بين يديك راجياً عفوك ومغفرتك يا غفور يا رحمن يا رحيم، ولذلك نجد أن سيد الاستغفار هو دعاء جمع بين المحبة والرجاء والخوف، فأنت تحبه وتمجده وتثني عليه بقولك: «اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت» ثم تتذلل بين يديه فتقول: «خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت» ويبدأ اعترافك بالذنب خوفاً من عقاب الله واللجوء إليه: «أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي» ثم ترجوه العفو والمغفرة: «فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت» هيا بنا الآن نبدأ رحلتنا بفهمنا أسرار الصلاة:
- أولا: الأذان: وهو النداء للصلاة الذي يجب أن يفرحك وينشئ قلبك فهو دعاء من الله عز وجل لمقابلتك ودعوة منه للوقوف بين ملك الملوك، فاستشعر معي الآن أن الله الذي بيده ملكوت السموات والأرض يناديك أنت باسمك فيقول: حي علي الصلاة ... عليه أفضل الصلاة والسلام يقول بصوته الحنون: «من أحب لقاء الله أحب الله لقائه» ألا تحب لقاء الله والجلوس بين يديه؟! ما أشرف هذه الجلسة وما أروعها، هيا قم مسرعاً قائلاً لبيك ربي لبيك حبيبي: {وعجلت إليك رب لترضى} فإن أحبك وأحب لقاءك وأرجو عطاءك ومغفرتك وأخاف من يوم النداء الأكبر يوم القيامة: {فتول عنهم يوم يدع الداعي إلي شيئ نكر}.
- ثانياً: الطهارة : يا ربي جئتك مسرعا ملبياً لندائك، يجب أن أتطهر يا ربي فالوضوء استباحة للصلاة، وبهذه الحال طهرت جسدي يا ربي تتساقط عنك الذنوب بكل عضو تغسله حتى تستشعر المحبة والرجاء والخوف في كل عمل وطاعة لله رب العالمين.
- ثالثاً: استقبال القبلة: القبلة هي: بيت الرب ولا تصح صلاتك إلا باستقبالك لها ولكن لا يكفي استقبال القبلة فقط فقد قال الله تعالى: {ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وأتي المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة، والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون} ولكن يجب أن يتوجه الإنسان إلي ربه بالجسد والقلب معاً.
فأنا أرجو في استقبالي للقبلة أن يستقبلني الله بوجهه الكريم فقد بين لنا رسولنا عليه الصلاة والسلام أن الله يستقبل المصلي بوجهه ما لم يلتفت وفي الأثر أن الله عز وجل يقول لمن يلتفت في الصلاة «إلى خير منى، إلى خير منى» لا والله سبحانك لا يوجد من هو خير منك، بل نحن مقصرون.
إذا أنا أرجو استقبال وجه الله، ولكني في الوقت نفسه أخاف أن يصرف الله وجهه عني كما أني أخاف أن يصرف وجهي عن القبلة في القبر، فقد سئل بعض نبّاشي القبور في الماضي عن أسوأ المناظر التي رأوها فقالوا: إن أغلب أهل القبور كانت وجوههم مصروفة عن القبلة، اللهم يا حنان يا منان يا واحد يا أحد يا فرد يا صمد يا من لم تلد ولم تولد ولمن يكن لك كفواً أحد، اللهم إننا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلا أن تملأ قلوبنا خشوعاً وأعيننا دموعاً من خشيتك، وأن ترفعنا برحمتك إلى أعلى الجنان وألا تحرمنا لذيذ مناجاتك يا رب العالمين.

الداعية: أم شويع

ديوان الشباب

تجمع الشباب في ديوانية واحدة عمل جيد؛ حيث يتحاور هؤلاء الشباب في أمور تخصهم في الحياة وفي مستقبلهم، ويكون لهذه الديوانية شخص مسؤول من الشباب ولجنة، و يعدون برنامجا خاصا بهم لأمور كثيرة، واستدعاء شخصيات علمية ورياضية أو دينية؛ لأنها المكان المناسب لهذه المجالات في هذا المجتمع، فضلاً عن عمل مسابقات ثقافية.

كتب شبابية
الكتب الخاصة بالأعمار متنوعة منها للكبار ومنها للشباب ومنها للصغار، وكل عمر من هذه الأعمار له كتب خاصة به، والآن ألقي الضوء على الكتب الخاصة بالشباب؛ فالشباب كتبهم تختلف عن كتب الصغار؛ فهذه الكتب تخاطب شريحة في المجتمع لهم ميولهم وتطلعاتهم المستقبلية من كتب تتحدث عن المهارات اليدوية والمسابقات العلمية والفنية والتعليمية، وماذا سوف يعملون في المستقبل في أي مجال من مجالات العمل المختلفة الهندسية والكيمائية والإدارية؛ فعلا إنها كتب جيدة تزخر بها المكتبات العامة أو الجامعية.

يوسف علي الفزيع

سبع عشرة وصية لتجنب القلق

1 - عش في حدود يومك ولا تقلق على الرزق وعلى المستقبل؛ فإنه بيد الله عز وجل: {وفي السماء رزقكم وما توعدون}.
2 - ذكّر نفسك بالثمن الهائل الذي تدفعه نتيجة القلق.
3 - دع التفكير في الماضي؛ فإنه لن يعود، يقول الرسول[: «وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل؛ فإن لو تفتح عمل الشيطان».
4 - تدبر الحقائق بعناية قبل وضع القرار.
5 - ارض بقضاء الله وقدره؛ فكل أمر المؤمن خير، يقول الرسول[: «عجبا لأمر المؤمن: إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خير له».
6 - أحص نعم الله عليك بدلا من أن تحصي همومك، قال الله تعالى: {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها}.
7 - لا تهتم بتوافه الأمور وصغائرها.
8 - لا تعط الأمور أكثر مما تستحق.
9 - استغرق وقتك في عملك.
10 - لا تكن أنانيا وصب اهتمامك على الآخرين وأدخل السعادة والسرور في نفوس الآخرين.
11 - اجعل عملك خالصاً لله تعالى، ولا تنتظر الشكر من أحد.
12 - ركِّز جهدك على عملك، ولا تستمع للوم اللائمين.
13 - احتفظ لنفسك بسجل تدون فيه الأخطاء التي ارتكبتها وعد إليها لتستخلص العبر.
14 - لا تفكر في الاقتصاص من أعدائك، قال تعالى: {والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين}.
15 - حاول أن تغير الأشياء السلبية إلى إيجابية.
16 - اعرف نفسك ولا تحاول التشبه بغيرك ولا تحسد أحداً من الناس.
17 - إذا أصابك القلق فلا تجزع ولا تيئس؛ فقد يكون ابتلاء من الله عز وجل، قال تعالى: {إنه لا ييئس من روح الله إلا القوم الكافرون}.
لابد أن تحاول التخلص من القلق بطريقة علمية:
1 - لا تطلب من نفسك أشياء فوق قدرها؛ فهذا يصنع لك القلق.
2 - انظر إلى واقعك بعين الرضا.
3 - استمتع بالنجاح فما من أحد منا إلا وله قدر من النجاح ينبغي أن يذكره.
4 - لا تحسد أحداً من الناس؛ فإن ذلك فضل من الله يؤتيه من يشاء.
إذاً كيف نتخلص ونعالج القلق؟!
قال تعالى: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} فلا يكون العلاج إلا بكتاب الله وسنة رسوله[، ويكمن العلاج أيضاً في: الصلاة، قال تعالى: {واستعينوا بالصبر والصلاة}، وكان الرسول[ إذا حز به أمر فزع إلى الصلاة وكان يقول: «أرحنا بها يا بلال».

حنان المطوع

اعداد: الفرقان