إلى من يدعي راية الحق

[ابوالوليد المسلم]

إلى من يدعي راية الحق

إن الله خلق الإنسان وفضله على بقية المخلوقات بمميزات كثيرة مما جعل بعضهم يعتاد الكبر والغرور، فطغى في الأرض فملأها فساداً ولهواً من ناحية، ومن ناحية أخرى ملأها دماراً وخراباً من منطلق الجدالات والمناقشات التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
ومن هذه الجدالات قول بعض الإخوة والأخوات: إن الله لا ينظر إلى صورنا وإنما ينظر إلى قلوبنا، فنجد كثيراً من النساء السافرات لا يلبسن الحجاب ولا اللبس الساتر محتجات بهذا القول، مع العلم بأنهن يمكن أن يكن حقاً محترمات في سلوكهن وأخلاقهن، ومن جهة أخرى نرى نساء ساترات مستورات بأشكالهن وثوبهن، منتقبات ظاهر عليهن الدين والتدين ولكنهن مغتابات، كاذبات، فهل نأخذ بمحور اللباس والسترة حكماً على الناس والنساء خاصة؟ هل يعقل أن يكون هذا مقياسا لمدى تقواهم لله عز وجل؟ أسئلة تجول في خاطري وتؤرق ضميري لأنني أخشى ان أظلم بعضهم من دون قصد مني بالحكم غير الموزون لذلك فلنطلع على ما سأقوله.
بداية سأقول: أن تقوى الله عز وجل ليست في السلوك فقط والأخلاق دون المنظر، ولا يكون المنظر دون الأخلاق والسلوك طبعاً، وإنما كلاهما مكملان لبعضهما ويمكن الآن أن يقول أحدكم بأننا لسنا ملائكة ولا يوجد أحد كامل، وأنا معكم ولكن دعونا نتناول الموضوع من ناحية محايدة فسنبدأ بالأخت السافرة المحترمة في سلوكها وأخلاقها:
يا إخواني ويا أخواتي، لن أقول حلال وحرام؛ لأن هذا كلام مفروغ منه في القرآن والسنة، وإنما أقول: نحن نعيش في مجتمع فيه الحسن وفيه القبيح، وفيه النظيف وفيه غير النظيف، وفيه الطيب وفيه الخبيث، فيه المعافى وفيه المريض مجتمع متشكل، فيه من جميع الأصناف والأشكال والضمائر والقلوب، ولا نستطيع التحكم به لذلك فرض الله عز وجل علينا الحجاب؛ لأنه عليم بخلقه وبما في أنفسهم من خير أو شر، ففرضه عز وجل صيانة لنا وحماية وعفة؛ لأن المرأة المتبرجة عندما تخالط أجانب فهي لا تعلم ما في قلوبهم ونواياهم من أمراض وخبائث، ولقد ورد كثير من القصص التي تقشعر لها الأبدان من هتك العورات وفضح الأعراض وتعدي الحدود، كان اللباس سبباً في بعضها، وأذكر قصة رجل حكم عليه بالإعدام بسبب اغتصابه لامرأة متزوجة ومن ثم قام بقتلها، وعند سؤاله لماذا أقدمت على ذلك؟ فأوضح أنه فتن بلباسها اللافت الكاشف عن مفاتنها وجمالها فلم يستطع أن يمنع نفسه ولاسيما أنه أيضاً جاهل لا يعرف القراءة والكتابة ولا يوجد لديه ضمير ولا دين تربى عليه يمنعه من الإقدام على هذا التصرف، فلماذا تنتظري يا أختي -لا سمح الله- أن تتعرضي لموقف مشابه لكي تتوبي إلى الله وترجعي إليه سبحانه.
إما المرأة المنتقبة الكاذبة، فأقول لها: اتقي الله ربي وربك؛ لأن الناس ولاسيما في موضوع الدين تحكم على الشكل؛ فلذلك احذري فوزرك أكبر وذنبك أعظم ليس لأنك ستتحملين إثمك وإنما أيضاً لأنك ستنفرين الناس من الدين والسترة بسبب سلوكك وقبح أخلاقك، يا أختي إن الشكل سهل التغيير فلنضرب مثالاً عن خادمه لك أو لغيرك ، إذا كانت غير مسلمه وتريد أن تسلم ماذا تعلمينها أولا؟ هل تعلمينها الحجاب أم تعلمينها التوحيد ومعرفة الله وتقواه؟؟!! طبعاً الجواب معروف؛ لأن التوحيد يلزم الإنسان الإيمان بالقلب والقول باللسان والعمل بالجوارح، ما أكثر ما نرى بعض الكفلاء يقوم على إلباس خدمهم الحجاب وهن غير مسلمات ويمكن أن يكن من أصحاب الديانات الكافرة وليست الكتابية فما فائدة ذلك لهن؟؟!!! فلنقس هذا على أنفسنا، ولنقرب ونوازن فلا نستهين بأمر نراه بسيطاً في الدنيا ويكون كبيراً عند الله في الآخرة.
وفي النهاية أدعو الله لي ولكن بالتوفيق والسداد والإخلاص والثبات والهداية والرشاد.

أختكم في الله

إيمان حب الرمان

وقفة

توجيهية

من المفترض أن يوجه الكبار الأطفال منذ الصغر إلى ممارسة العادات الحسنة في المجتمع من خلال ما يحدثونهم ولو ببساطة عن أشياء مهمة مثل المحافظة على ممتلكات الدولة، واحترام الطريق، والمحافظة على الحدائق العامة وما فيها من أشجار وألعاب خاصة بهم، حتى إذا ما كبروا يكونون قد دربوا وأخذوا هذه المفاهيم الاجتماعية وحافظوا على بيئتهم وما فيها من مرافق، هذه هي صفة المسلم في بلاده. والله الموفق.

خاطرة مراحل الإنسان
الإنسان في الحياة يتدرج في مراحل عمرية، وكل مرحلة من هذه المراحل لها خاصية تختلف عن الأخرى، يبدأ طفلا صغيرا ثم يكبر، ومن خاصيته أنه يحب اللعب والحركة من مكان إلى آخر، ويبدأ يدرب على الكتابة والقراءة بعد مدة، ثم يكبر ويصبح صبيا، إلى أن يصبح شاباً تكون لديه موهبة التطلع إلى الأمور الأخرى للالتحاق بالمدرسة في فصل أعلى ومزاولة أي هواية مفيدة ومخالطة الأخرين الذين في عمره، وبعد أن ينهي هذه المرحلة ويكبر شيئا فشيئا يكون رجلا يتحمل المسؤولية؛ حيث يعمل وتكون له أسرة وعندما يصل إلى مرحلة الشيخوخة المبكرة يريح نفسه بعد عمل متواصل ويجمع حوله أولاده وأحفاده، حيث يفرح بهم على تجمعهم معه. والله الموفق.

يوسف علي الفزيع

عقيدة التصوف

يعتقد المتصوفة في الله عقائد شتى منها الحلول، كما هو في منهج الحلاج، ومنها وحدة الوجود حيث لا انفصال بين الخالق والمخلوق، وهذه هي العقيدة الأخيرة التي انتشرت منذ القرن الثالث وإلى يومنا هذا وأطبق عليها رجال التصوف وأعلام هذه العقيدة كابن عربي، وابن سبعين والتلمساني وعبدالكريم الجيلي، وعبدالغني النابلسي، وعامة رجال الطرق الصوفية المحدثين.
2. عقيدتهم في الرسول صلى الله عليه وسلم:
يعتقد الصوفية في الرسول [ أيضا عقائد شتى، فمنهم من يزعم أن الرسول [ لا يصل إلى مرتبتهم وحالتهم، وأنه كان جاهلا بعلوم رجال التصوف، كما قال البسطامي: «خضنا بحرا وقف الأنبياء بساحله»، ومنهم من يعتقد أن الرسول محمدا[ هو قبة الكون، وهو الله المستوي على العرش، وأن السموات والأرض والعرش والكرسي وكل الكائنات خلقت من نوره، وأنه هو أول موجود وهو المستوي على عرش الله، وهذه عقيدة ابن عربي ومن جاء بعده.
3. عقيدتهم في الأولياء:
يعتقد الصوفية في الأولياء عقائد شتى، فمنهم من يفضل الولي على النبي، وعامتهم يجعل الولي مساويا لله في كل صفاته فهو يخلق ويرزق ويحيي ويميت ويتصرف في الكون ولهم تقسيمات للولاية، فهناك الغوث المتحكم في كل شيء في العالم، والأقطاب الأربعة الذين يمسكون الأركان الأربعة في العالم بأم الغوث... إلخ، وباختصار: الأولياء عالم خرافي كامل.
هذا بالطبع خلاف الولاية في الإسلام التي تقوم على الدين والتقوى وعمل الصالحات والعبودية الكاملة الله والفقر إليه، وأن الولي لا يملك من أمر نفسه شيئا، فضلا عن أن يملك لغيره؛ قال تعالى لرسوله [: {قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا} (الجن: 21).
4. عقيدتهم في الجنة:
أما الجنة فإن الصوفية جميعا يعتقدون أن طلبها منقصة عظيمة، وأنه لا يجوز للولي أن يسعى إليها ولا أن يطلبها ومن طلبها فهو ناقص، وإنما الطلب عندهم والرغبة في الفناء المزعوم في الله، هذه جنة الصوفي المزعومة.

سمية هلال

اعداد: الفرقان