كلمات في مواجهة الجمهور - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4418 - عددالزوار : 855025 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3949 - عددالزوار : 389881 )           »          معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس

ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 31-05-2023, 08:05 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي كلمات في مواجهة الجمهور

كلمات في مواجهة الجمهور
محمد بن عبدالرب

الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن اهتدى.
الوظائف التي بُلينا بها في هذا الزمان تنقسم إلى قسمين من حيث مكان العمل وموقعه من الناس؛ فأولها أعمال داخلية لا ترى فيها الناس ولا تذوق العلقم من صاحب معاملة ورقيَّة لا تنتهي إلا بانتهاء الزمان، أو تذوقه من صاحب خلق سيئ لا ينقطع مهما فعلت، فمن رُزق هذا القسم في عمله، فهذا امرؤ دعت له أمُّه بأكلٍ هنيئًا مريئًا، وهذا القسم سأعرض عنه إعراضي عن احتضان طفل سعيد، فلا هو الذي ينتظر من يصبِّره، ولا أنا بالذي أتمنى له سعادة فوق سعادته.

أما القسم الآخر، فهو من وقع عليه بلاء شديد فلا يكاد يُرفع سوى بالموت، وهل هناك أصعب من تقبُّل الناس بكل اختلافاتهم وأخلاقهم كلَّ يوم ثم تعطيهم الفائدة، فهذا القسم هو من سأتحدث عنه، ونتشارك بعض التجارب لعل الله ينفعنا بها.

الواجب على الموظف المواجه للجمهور أن يتصف ببعض الصفات، أبرزها أن يكون صبورًا، فالصبر هو حبس النفس، وأنت حسبك أن تحبس لسانك عن قول السوء أو رد الإساءة بمثلها، وهذا الصبر عن جهل الجاهل وسوء أخلاقه فيه طاعةٌ لله أولًا، ثم لعظم الضرر الحاصل بعكس ذلك، ولتخرج أنت ومنشأتك بأفضل صورة.

وكذلك يكون متغافلًا، وأكثر الكلام الذي ستسمعه من الجمهور له محملان: محمل خير وحسن ظن، ومحمل سوء ظن، فغلِّب جانب حسن الظن ولو قالوا عنك مغفلًا، ﴿ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ ﴾ [الإسراء: 53]، ولطالما شاهدتُ رجالًا اكتسوا بالهيبة واللحى، فإذا بكلمة تخرج من هنا أو هناك وكلمة أخرى تلقحها، فينفلت لسانه ويده، فتراه تصاغر عندك، والذي تذهب به كلمة وتجيء به أخرى لا يملك نفسه ولو ادعى عكس ذلك، وحسب امرئ من السفه أن كل أحد يقوده.

والموظف يمر عليه من الناس أصناف وأشكال، ويرى ما تفرَّق في الناس من الأخلاق مجتمعًا عنده، فإذا كان يغضب لأدنى شيء فلا أراه يصلح لهذا العمل، ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه، فلا تتقدم لوظيفة لست مؤهلًا لها، إلا لو قمعت هذا الشيء وعوَّدت نفسك على الصبر وكثرة الابتسام.

ولو تأملنا أحوال الغضب وانعدام الصبر مع أخلاق الناس بشكل عام، لوجدنا أنه يضر صاحبه أعظم الضرر، جسديًّا كارتفاع الضغط وضرر القلب والتعرض لأمراض مزمنة كالسكري والجلطات وربما الفالج، ونفسيًّا من حقد وحسد وغل وكره وبغض وطول تفكير في من أغضبه، ويحمل في صدره شرًّا على بعض المسلمين، وكفى بها فتنة، ويجعل حياته تدور على أعدائه الوهميين، فينشغل بالناس عن نفسه، وترى موقفًا لم يتجاوز الدقائق شغل ساعات من وقته، وغير ذلك من الآثار الضارة، فضلًا عن ضررها لسمعة المنشأة، فعندما ترى موظفًا يتكلم بلسان حاد أو "من غير نفس" سيعطيك انطباعًا سيئًا عن المكان، وربما انصرفت بلا رجعة.

وقد حدثني "كاشير" عَمِل فترة في سوق عن بعض الناس ممن يراهم، فقال: رأيتُ من هو بخيل يدفع ماله وكأنه يدفع من دمائه، وربما أبدى غضبه إذ إنني جعلت قلبه ينزف كل تلك الدماء حسب رؤيته، فهو يشتم في مغالاة مؤسستي للأسعار، أو أن منتجاتنا رديئة ويزيد ويعيد في كل مرة بأن سوقكم الأسوأ، وأن الاحتيال بأنواعه اجتمع تحت سقفكم، ومع هذا يعود في كل يوم يشتري غرضه ويناله مراده، وكأنه محكوم عليه ألا يقرب سوى سوقك، ولا يشتري إلا منك، وكأن المنافسين كلهم يهود وأنت المسلم الوحيد، يقول: فأتقبَّله بقبول حسن وأبتسم له ابتسامة الثعلب للدجاجة، وابتسامة المذكي لأضحيته، فوجدتُ أثر هذه المعاملة الحسنة بعد حين، وسرعان ما ينقلب أثر الخُلُق الحسن عليَّ، فتراه لا يتكلم إلا بابتسامة ورضا ويدعو لي بالرزق والبركة، ولو أني فعلتُ كزميلي ودفعتُ بالتي هي أسوأ، لرأيتني مثلما رأيتُه، فقد رأيتُه منتفخة عروقه وقد انتشر الاحمرار في رأسه كأنه خوخ، وكلامه متلعثم من شدة ضربات القلب وانتشار هرمون الأدرينالين، ويقول: "يا أخي إذا مو عاجبك السعر لا تجي"، وأقل شر يحصل أن ينصرف الزبون ويترك أغراضه لا يشتريها، وهذا كله لأجل أن أحد الحمقى كلَّمه بطريقة مستفزة، أو ربما تلاسنا، فإما فرَّق بينهما الناس أو تماسَّا.

ولا بد من كلمة للناس بالمقابل، حيث إن بعض الناس ينال الغضب منه أشد المنال وهو في الطابور ينتظر دوره أو جالس ينتظر المعاملة، ونحن في زمن السرعة حيث لا مكان فيه للبطء، فترى صلاة الناس سريعة يركعون كأنهم يأخذون من الأرض منديلًا، ويسجدون كنقرات الدجاج على الأرض، وهذه السرعة تجري في كل شيء الآن، فنصائحهم سريعة، واللحظات التي يقضونها مع أولادهم سريعة، والوقت يمضي سريعًا بعد أن مُحقت بركته، والمال يذهب سريعًا، ولعلك تجد في المحاكم الطلاق السريع يصبح الرجل متزوجًا ويمسي مطلِّقًا، فلأجل هذه السرعة لا يستطيع أحد أن يتحمل الطابور الذي ربما لن يمضي عليه سوى دقائق وينتظر دوره يأتيه، فتراه لا يبالي إن أخذ مكان غيره واعتدى عليه، أو نال من الموظف بلسان حاد، فهذا خطأ يحتاج إلى تعليم وتوجيه ودربة للنفس، أو يحتاج إلى خطأ آخر حتى يصحو، فكلما تجاوز دوره في الطابور سلخه الناس بلسانهم وأيديهم، وكلما تكلم للموظف عن سلعة قال له: هذا فراق بيننا وبينك.

وهكذا بعض الناس - وهم قليل - يحتاج إلى هذا الجفاء ليستقيم، ولكن لو نظرنا إلى الأثر المترتب عليه فهو بالغ الخطأ ومتعدٍّ كذلك، فنلتزم بالحل الأول، وندرب أنفسنا على الصبر، وتلمُّس العذر، وحسن الظن.

وربما بادرك أيها الموظف - نوَّر الله بصيرتك - بعض من يأتيك بالكلام الحسن، فتجد لكلامه لذة، ولاتصال حديثك معه طربًا، وأنت القابع مع هذه الصنوف الشتى من الناس طيلة يومك، تريد ما ينفِّس عنك، فلا يجعلنك ذلك تركن إلى حديثه وتطيل على الواقف بعده أو عملك المنتظر، فهذا انتقاص من قدر الثاني وعدم مبالاة به، وهذه خيانة للأمانة التي أُوكلت إليك، وبالوقت الذي اؤتمنت عليه، وكن كمن تزوج باثنتين، فلا يجعلنك حبك للثانية ولحداثة عهدك بها أن لا تعدل بينها وبين ضرتها.

وربما صرخ أحد بشكل هستيري أو رفع صوته، فكن كالنبي محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا له: مذمم؛ يريدون ذمَّه بأبي هو وأمي، فقال: ((انظروا كيف صرفهم الله عني؛ يشتمون مذممًا، وأنا محمد)) أو كما قال، فالذي أمامك يشتم المنتجات الرديئة والأسعار الغالية والشركة صاحبة النصب والاحتيال، يشتم الوزارة وتعقيد عملها وإجراءاتها التي أخذتها من عهد فرعون وهامان، لا يشتمك أنت بذاتك، ولقد عَلِمَتِ الناسُ أن لو كنتَ تملك قوت يومك ما لبثتَ في العذاب الأليم، فلا أحد يقصدك بذاتك ولا ينتقصك، وأنت لم يصبك أذى معنوي ولا حسي، فهذه المنشأة كمثل جيش وأنت موقعك في أوله، ينالك ما لا ينال آخره، بل وربما رمى آخر هذا الجيش رمحه فإن سلمتَ من رمحه أن يصيبك بالخطأ في قفاك، فالجيش المعادي يصب غضبه عليك لا على الرامي، لماذا؟ لأنك في المقدمة، فغض الطرف إنك في المقدمة، فلا مكانة المدير بلغتَ، ولا تاجرًا كنت.

لا أعني بكلامي السكوت عن الخطأ الذي ينال الموظف، والمذلة والسكوت عن حقه، فإن اشتكى الموظف أو فعل ما هو نظامي فلا تثريب عليه، ولكن أقصد امتصاص الغضب بطريقة بديعة، ﴿ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾ [فصلت: 34].

وتجد في بعض الدوائر ممن يحترمون الناس ويقدِّرون هذا الجانب يجعلون له بدلًا اسمُه بدل مواجهة الجمهور.

ولا أنسى أن أذكر سوء خُلُق بعض ممن هم في مواجهة الناس، يأتي أحدهم متأخرًا عن عمله، فيتأخر لتأخره الناس ويتعطلون، وربما كان سليط اللسان، فهذا ينبغي على المراجع أن يشكوه للمدير ويبذل كل شيء لمحاسبته، ليس لحظِّ نفسه فحسب، بل درءًا لمفسدته عن المسلمين، ويحتسب أجر إماطة الأذى عن المسلمين، وإن كانت الشكوى تذهب لأحد زملائه فيحابيه أو لا فائدة منها، فأدِّ ما عليك ولا يجعلك ذلك تقعد عن مقاومته، وكثرة الشكاوى كفى بها أن يعرف أنه أخطأ، وأن الناس لن تسكت، والله حسيبه.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.32 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.42 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.36%)]