حينما تسقط الأقنعة لن أستطيع أن أكون غيري!! - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         العلم والعدل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          أعظم مذمة في التاريخ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 54 )           »          افتراءات وشبهات حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 29 )           »          أهمية اللعب في تنشئة الطفل وتكوين شخصيته في الوطن العربي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 30 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 19 - عددالزوار : 622 )           »          توجيهات نبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 31 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 57 - عددالزوار : 15831 )           »          اتهام السلفيين بالبعد عن الواقع المعاصر وعدم الاحتكاك بالناس إجحاف وظلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          القدوس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-05-2023, 10:54 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,354
الدولة : Egypt
افتراضي حينما تسقط الأقنعة لن أستطيع أن أكون غيري!!

حينما تسقط الأقنعة لن أستطيع أن أكون غيري!!
نجلاء جبروني

اتصلتْ بي، كانت تبكي.
أرجوكِ ساعِدِيني، ابنتي تُسِيء معاملتي، إنَّها تكرهُنِي.
أدْرِكِي بِنْتِي قبلَ أن تضيعَ منِّي.
كانت تعاني خلافات زوجية ومشاكل عائلية.
البيتُ يُوشِكُ على الانْهِيَار، الأولاد يُهدِّدُهم خطرُ الانفصال.
أصابَها الهمُّ والحَزَن، وازدادت عليها ضغوطُ الحياة وأعباءُ العمل ومسئولياتُ الأهل، تحتاجُ أن تَتَنَّفس.
حاصَرَتها الديون والنَّفقات، اقتربَّ موعد زواج ابنتها وجهازُ العروس – بعد -لم يكتمل، تحتاج إلى مساعدة.

أخذتُ البنت ضَمَمْتُها إلى بِنْتِي، أدخلتُها بيتي، حدَّثتُها عن بِرِّ الأمِّ، أثَرْت في نفسها تجاه والدِتِها مشاعرَ الشفقةِ والحبّ، قلتُ لها: التمسي لأُمِّكِ ألفَ عذرٍ وعذر، صَحِبتُها إلى حلقاتِ القرآنِ ودروسِ العلم، أعْطيتُها وقتي وجُهدي أملا في أن يَرِّق هذا القلب ويَحْنُو على تلك الأم.

أسرعتُ إليها طيَّبْتُ خاطِرَها، ذكَّرْتُها بأفضالِ الزوج وأجرِ الصبر، صَمَدْتُ معها على الهاتف ساعاتٍ وساعات؛ لتُصلِحَ العيبَ وتصونَ البيت.

انطلقتُ بها حيثُ الأضواء والهواء، ربَتُّ على كَتِفِهَا، مسحتُ العناءَ والتعبَ عن قلبِهَا؛ بابتسامةٍ مُبْهِجَةٍ وكلمةٍ طيِّبةٍ وتقديرٍ وشكر، فتحول الحزنُ إلى فرح واليأسُ إلى أمل.

أعنْتُها بالنفسِ والمال والوقتِ والجهد، وضعت يدي في يَدِها وألصقتُ كتفي بكتفها، تحملتُ معها المسئوليات والنفقات وتجهيزات العرس واستقبال الناس.

تحسَّنَت علاقتُها بابنتِها، عادتْ إلى زوجِها وأولادِها، ارتاح قلبُها، تَيَسَّرَ حالُها.
كم كانت سعادتي عندما شعرتُ أن الله مَنَّ عليَّ بأنْ جعلني سببًا في إسعادِ الآخرين والتخفيف عنهم وإدخال السرور عليهم.

إنَّها والله نعمة أن تكونَ جسرَ أمل وطوقَ نجاة، يَعْبُرُ عليه الآخرون لِيَصِلوا إلى بَرِّ الأمان.
ثم قال لي قائلٌ: أرجو أن تكوني متماسكة عند تلقِّي الصدمة.

قلتُ: وأي صدمة؟!
قال: هذا قد يكون متوقعًا من بعض الناس يُسِيئُون إلى من أحسنَ إليهم.
قلتُ: ولمَ؟ وما السبب؟
قال: هذه طبيعة البشر إلا من رحم الله.
وكان التحذير في محله، فحصل الذي أُخبر به.

وبدونِ أي مقدمات وبعدَ انقضاءِ الحاجاتِ والطلبات، انقلبتْ كلماتُ الثناءِ والشكر إلى عَيْبٍ وذَمّ، علتِ الأصواتُ وانْهَالَت الاتهاماتُ والطَّعَنَات، بدا سوءُ الظَّنّ وانطلقتِ الألسنةُ بألفاظِ السبِّ.

تَوَالَتِ المصائب، وتَخَاذَل مَنْ تَخَاذَل؛ فكانتِ المواقفُ كاشفة، وحينها سقطت الأقنعة.
وتذكرتُ النصيحة، كوني متماسكة، سكِّنِي جراحَ القلب، أوْقِفِي نَزِيفَ الدَّم. تذَكَّرِي أنَّكِ ما مَدَدْتِ يدَ العونِ إلا لله وطلبًا لرضاه، فاستحضري الإخلاص وانْتَظري من الله الثواب.

وبعد أيَّام لَمَحْتُ في عَيْنَيْها الحُزْن وسَمِعتُ في صوتِها الأَسَى، إنَّها تحتاجُ إلى مساعدة.
خَاطَبَتْنِي نفسِي: مِنْ جديد؟! ألا تَتْعَبِين؟! كم نَالَكِ من ألمٍ وجراحٍ!

لا تساعدي من لا يسْتَحِقُّ المساعدة، من لا يقدِّرُون جهدك ولا يهْتَمُّون بمشاعِرِك، لا تبحَثي عن المتاعب، يكفيِكِ ما حصل، اجلِسي بين الكُتُب واعتزلي النَّاس، لا تهْتَمِّي بأحد.

قلتُ: وكيف ذلك وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أَحَبُّ الناسِ إلى اللهِ أنفعُهم للناسِ، وأَحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سرورٌ تُدخِلُه على مسلمٍ، تَكشِفُ عنه كُربةً، أو تقضِي عنه دَيْنًا، أو تَطرُدُ عنه جوعًا، ولأَنْ أمشيَ مع أخٍ في حاجةٍ؛ أَحَبُّ إليَّ من أن اعتكِفَ في هذا المسجدِ -يعني مسجدَ المدينةِ- شهرًا"[1].

وقال صلى الله عليه وسلم:" مَن كانَ في حاجَةِ أخِيهِ كانَ اللَّهُ في حاجَتِهِ، ومَن فَرَّجَ عن مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللَّهُ عنْه بها كُرْبَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيامَةِ"[2].

وقد أخبرنا صلى الله عليه وسلم عن امرأةٍ بغيّ دخلت الجنة في كلبٍ سَقَتْه كاد يقتُلُه العطش، فكيف بالبشر؟
وقال صلى الله عليه وسلم أيضًا:" المؤمِنُ الَّذي يخالطُ النَّاسَ ويصبِرُ على أذاهُم، خيرٌ مِن الَّذي لا يخالِطُ النَّاسَ ولا يصبِرُ على أذاهُمْ"[3]

إن إسعادَ الآخرين متعة لا يَسْتَشْعِرُهَا إلا من احترفَ هذه المهنة.

ومهما طالتِ المِحْنَة وزادتِ الكُرْبَة وسقطت الأقنعة؛ فلن أستطيع أن أكون غيري، سَأُسْعدُ من حَوْلي، وأساعدُهم بكل طاقتي، وسأرسمُ ابْتسَامَتي، فغدًا عند الله المستراح من عَنَاءِ الدُّنْيَا ومكابدة النَّاس.

[1] صحيح الترغيب (2623)، أخرجه الطبراني في ((المعجم الأوسط)) (6026)، وأبو الشيخ في ((التوبيخ والتنبيه)) (97)، وقوام السنة الأصبهاني كما في ((الترغيب والترهيب)) للمنذري (3 /265) واللفظ له.

[2] صحيح مسلم (2580).

[3] صحيح الأدب المفرد (300)، أخرجه ابن ماجه (4032)، وأحمد (5022) باختلاف يسير، والبخاري في ((الأدب المفرد)) (388) واللفظ له.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.12 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.23 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.55%)]