|
|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
فلسفة السؤال في القرآن
فلسفة السؤال في القرآن فاطمة حافظ طرح التساؤلات منهج في الفكر الغربي المعاصر أسماه الفيلسوف الألماني كارل ياسبرز “فلسفة السؤال”، فلا علم من دون سؤال، ومناهج البحث على اختلافها تجمع على أهمية السؤال وأنه جوهر البحث العلمي، فهو ضمان انضباط الفكر وعدم تطرقه إلى مسائل لا تمت للسؤال بصلة، وضمان ارتباطه بالواقع. مقاصد السؤال القرآني وخصائصه عني القرآن بالسؤال حيث دعا إلى التساؤل ورغب فيه، وتتنوع غايات السؤال ومقاصده في القرآن تنوعا كبيرا، فقد يقصد به دحض حجج المشككين فيه، ومن أمثلته دعوة كفار قريش أن يسألوا أهل الكتاب عن حقيقة الرسالات السماوية { فَسۡـَٔلُوۤاْ أَهۡلَ ٱلذِّكۡرِ إِن كُنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ} (النحل: 43)، ويقصد به إقامة مجتمع المعرفة من خلال الرجوع إلى أهل العلم والتخصص في كل علم وفن الذين اصطلح على تسميتهم {أهل الذكر} في السياق القرآني، و {أهل الخبرة} في السياق الفقهي. ومن مقاصد السؤال أيضا بث الطمأنينة في النفس، ومن ذلك قوله تعالى لنبيه الكريم { فَإِن كُنتَ فِى شَكٍّۢ مِّمَّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ فَسْـَٔلِ ٱلَّذِينَ يَقْرَءُونَ ٱلْكِتَٰبَ مِن قَبْلِكَ} (البقرة : 94)، وسؤال إبراهيم {رب أرني كيف تحيي الموتى} (البقرة : 260) إذ السؤال ليس غرضه معرفة كيفية الإحياء، وإنما التثبت وحصول الطمأنينة القلبية من مشاهدة الإحياء عمليا. ومن مقاصده طلب المعرفة، إذ تشير قصة موسى مع الخضر إلى أن السؤال هو الأداة الأولى من أدوات المعرفة، وليس الحفظ أو التلقين كما يظن البعض، وللسؤال شروط وآداب ينبغي مراعاتها ومنها وجوب التريث قبل طرح السؤال وقبل الخلوص إلى إجابات سريعة ربما تكون غير ناجزة أو مضللة. ومن مقاصده التذكير بالمسئولية، والمسئولية الإنسانية على مستويين، مسئولية عن الأفعال والسلوكيات في حق الذات والآخرين، ومسئولية عن الحواس الخارجية مثل السمع والبصر والداخلية مثل القلب والفؤاد والعقل { إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً}. ويتميز السؤال القرآني بخصائص عدة نذكر من بينها: – الوضوح والإحكام، وذلك لأن أي التباس في صيغة السؤال ربما يقود إلى إجابة غير دقيقة. -الإيجاز، إذ لوحظ أن السؤال القرآني مصاغ من بضع كلمات حتى وإن كان سؤالا من الأسئلة الأنطولوجية الكبرى. -الشمول، فالسؤال القرآني يضم عالم الغيب وعالم الشهادة دون استبعاد لأحدهما على حساب الآخر لأن الوجود يتشكل منهما سوية فلا هو وجود مادي ولا وجود ميتافيزيقي وإنما يتضافر فيه المادي والغيبي. -الواقعية، وتعني أن جميع الأسئلة القرآنية لها قابلية للبحث، وليس محض تصور عقلي وافتراضات ذهنية كما هو الحال مع الأسئلة الفلسفية، وليس أدل على ذلك من أن سؤال الكيفية الذي يبدأ بكيف، تكرر ما يربو عن ثمانين مرة. – الحيوية، ويقصد بها أنها تساؤلات تتناول موضوعات وقضايا كبرى تشمل الحياة الإنسانية والأخروية مثل: كيفية الإنفاق، والحوادث التاريخية الكبرى، وحقيقة الروح. الصيغ الاستفهامية: تحليل مضمون جاء استعمال القرآن للصيغ الاستفهامية مئات المرات تم خلالها كافة الأدوات الاستفهامية، وهي: الهمزة، هل، فهل، متى، أين، كيف، من، لِمَ، كم، ما، ماذا، كيف، أفمن، أي، أنى. وتتنوع الصيغ الاستفهامية في الاستعمال القرآني وهناك عدة صيغ؛ ننتخب من بينها الصيغ التالية: 1-صيغة (لئن سألتهم) : والجواب يكون عادة (ليقولن)، ووردت في سبعة مواضع قرآنية ومن أمثلتها (ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولن الله)، والاستعمال القرآني لها عادة ما يكون مع المشركين أو المنافقين، ويكون فيها كشف لما يدور في مجالسهم بعيدا عن المؤمنين، وفيها دليل على صدق الرسالة. 2-صيغة (سئل) : وهي صيغة شائعة وردت بتصريفات فعلية مختلفة في ستة عشر موضعا قرآنيا، وهي لا تختص بفئة معينة بل ربما نسبها الباري جل شأنه إلى نفسه من مثل قوله تعالى (لا يُسئل عما يفعل وهم يسئلون)، وقد يستخدمها البشر (فسئل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها). 3-صيغة (يسألونك) : وهي من أكثر الصيغ شيوعا، إذ تكررت 15 مرة، وهي تتصل بمظاهر الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وما يعرض للناس من قضايا وآراء، وما يواجهونه من مشاكل وأزمات، وإذا ما قمنا بعملية تحليل مضمون لوجدناها تدور حول القضايا التالية:
الجواب وخصائصه يأتي الجواب القرآني في الغالب مطابقا للسؤال كما هو الحال مع تساؤلات صيغة يسألونك، إلا أنه في بعض الأحيان يكون السؤال بلا جواب وهو السؤال الذي يعبر عن الدهشة أو الذي ليس له إجابة نظرية كقوله تعالى (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون). وتتميز الإجابات القرآنية بخصائص تميزها عن غيرها من الإجابات، ومنها:
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |