|
|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
والدتي شديدة الغضب فكيف أتعامل معها؟
والدتي شديدة الغضب فكيف أتعامل معها؟ الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل السؤال: ♦ الملخص: فتاة تذكُر أنها لا تُجيد التعامل مع أمها، لأنها شديدة الغضب، ولذلك تحدث بينهما مشكلات كثيرة، وتسأل عن حلٍّ. ♦ التفاصيل: أنا فتاة في العقد الثاني من عمري، أعاني مشكلة في التعامل مع أمي، فهي شديدة الغضب، ولا تقبل الْمِزاح ولا الأسئلة ولا النقاشات الهادئة، تصرُخ دائمًا في الصغير والكبير، وتحاسبني على كل كلمة أقولها، وأنا أيضًا انفعالية، فأحيانًا يصدر مني في وقت الغضب كلام جارحٌ، ولا أعرف كيف أتخلَّص من ذلك الأمر، كما أن والدتي دائمًا تتهمني بالتقصير في مساعدتها في البيت؛ ذلك أنني أدرس في الجامعة وليس لدي وقت فراغ، أما في أوقات العطلة فإنني أساعدها، وأيضًا هناك بعض الأشياء في التربية تغفل عنها أمي - مع العلم أنها غير مقصرة في التربية - فأحاول أن أُنبهها تلميحًا لا تصريحًا، فتغضب وتقول: أنتِ تعلمينني كيف أربي؟ أنا في حيرة من أمري في كيفية التعامل معها، وأصبح برُّها أمرًا يؤرقني، أفيدوني وجزاكم الله خيرًا. الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فعند التأمل في مشكلتكِ لحظتُ الآتي: ١- ذكرتِ أمَّكِ ولم تذكري والدكِ أبدًا، فلا أدري هل لقوة شخصيتها سيطرت على البيت تمامًا أو أنه متوفى أو مطلق لأمكِ؟ ٢- يبدو من وصفكِ لمواقف أمكِ أنها قوية الشخصية، مع شيء من الشدة الزائدة وحدة الغضب، والاستقلال بالقرارات والآراء. ٣- ويبدو من وصفكِ لحال أمكِ أن فقدان الزوج - سواء أكان موجودًا لكنه ضعيف الشخصية، أم مفقودًا بموت أو طلاق - وتحمُّلها وحدَها أعباء البيت والتربية، أثَّر عليها نفسيًّا كثيرًا، فاضطربت تصرفاتها، ويبقى السؤال المهم، ما الحل مع أمٍّ مثلها؟ فأقول مستعينًا بالله سبحانه: أولًا: تذكري دائمًا أنها أمكِ، ولها حقوق عظيمة عليكِ مهما كثُرت أخطاؤها ومهما عظمت، فليست أعظمَ من الشرك، والله سبحانه أمر ببر الوالدين ولو كانا مشركين، ويأمران أولادهما بالشرك، فكيف إذا كانا مؤمنين؟ قال سبحانه: ﴿ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [لقمان: 15]. ثانيًا: راعي ظروف أمكِ النفسية إن كانت قد فقدت زوجَها، وراعي تحمُّلها كامل المسؤولية، وما ينتج عن ذلك من قلق وتوتُّر واضطرابات سلوكية. ثالثًا: احتسبي أجركِ عند الله في برِّكِ لها ومراعاة ظروفها؛ فالله سبحانه جعل برَّ الوالدين أعظمَ حقٍّ بعد حقوقه سبحانه؛ فقال عز وجل: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 23، 24]. رابعًا: عليكِ بكثرة الدعاء بسؤال الله سبحانه الإعانةَ لكِ على برِّ والدتكِ، والصبر على حدتها وكظم غيظكِ معها. وأيضًا ادْعي الله كثيرًا بأن يُحسِّن أخلاق أمكِ، وأن يرزُقها الحِلمَ والرِّفق، وحسن التعامل مع فلذات كبدها. خامسًا: أكثري من الاستغفار؛ لأنكِ قد تكونين أذنبتِ ذنوبًا كانت سببًا في غضب والدتك الدائم عليك، ولأن الاستغفار سبب عظيم لتفريج الكرب؛ قال عز وجل: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 10 - 12]. سادسًا: أكثري من الاسترجاع، وتصدقي ولو بالقليل جدًّا؛ لأنهما مع الدعاء والاستغفار أسبابٌ عظيمة جدًّا لتفريج الكرب. سابعًا: إن عرفتِ قريبة أو قريبًا لأمكِ يمتاز بالعقل والحكمة، فاستخيري الله في أن تطلبي منه مناصحة أمكِ دون أن تعلم بكلامكِ معهم. ثامنًا: يبدو أنه حسب وصفكِ لنفسية أمكِ أن احتمال قبولها للنصائح منكِ قد يبدو ضعيفًا، بل قد توترين الأجواء، لذا لعلكِ تتوقفين عن النصائح المباشرة، وتكتفين بما ذكرته لكِ سابقًا. تاسعًا: أكثري من العبادات؛ مثل: الصلاة والصيام، والقيام وتلاوة القرآن، وأذكار الصباح والمساء، فهي بمجموعها سياجٌ عظيم للحد من تسلُّط الشياطين عليكم، وهي أيضًا أسباب عظيمة لسكينة النفس، ولتقوية الإيمان والصبر والتحمل. عاشرًا: إن كان في بيتكم تماثيلُ أو صورٌ فأخرجوها، فهي تمنع دخول الملائكة، وتسبب دخول الشياطين للبيت، ومن ثَمَّ كثرة المشاكل والخلافات في الأسرة. وهذه بعض الاقتراحات الأخرى التي يمكن إضافتها لحل هذه المشكلة: ١- تلمَّسي حاجات أمكِ الضرورية، واعملي على تأمينها، وحاجاتها المحببة وحاولي تحقيقها. ٢- فتِّشي عن أقرب صديقة لأمكِ، وحاولي التقرب لها ومصادقتها، واحترامها أكثر، وستنقل لأمكِ رسائل إيجابية عنكِ، وإن رأيتِ مفاتحتها في المشكلة وتقبُّلها لمساعدتكِ، فحسنٌ. ٣- إن كان لك إخوة ذكور، فانظري أيهم أقرب حبًّا لأمكِ، وقوِّي العلاقة معه للتشاور في كيفية التعامل مع المشكلة. ٤- انظري أخوالكِ إن وُجدوا، وارتبطي بأقربهم منزلة لدى أمكِ، لعله يساعدكِ على القضية. ٥- عوِّدي نفسكِ الخضوعَ لها، والاحترام والتقدير، وعدم رفع الصوت أو حِدَّة النظر لأمكِ مهما بدر منها، وسترين أثر ذلك. ٦- إذا كانت أمكِ ليس لديها زوج حاليًّا، وترغب في الزواج، سواء بالتلميح أو التصريح، فكوني أول المبادرين والمشجعين. ٧- التزمي بكل التوجهات والنصائح الإيمانية والتعبدية والخاصة ببر الوالدين. ٨- إذا جاءكِ النصيب في الرجل الذي ترضين دينه وخلقه، فلا تتردَّدي في قبول الزواج، وأمور الدنيا تأتي تباعًا. حفِظكم الله، ورزقكِ برَّ والدتكِ والإحسان إليها، ورزَقها حُسنَ الخلق معكم. وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |