|
|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
زوجي وزوجته الأولى
زوجي وزوجته الأولى أ. منى مصطفى السؤال: ♦ الملخص: امرأة متزوِّجة برجلٍ كان متزوجًا قبلَ ذلك، تذكُر أنه يَحنُّ إليها أحيانًا، وتخشى أن يتركها، وتسأل عن حلٍّ. ♦ التفاصيل: السلام عليكم، أنا متزوجة وحامل في الشهر الثامن، زوجي كان متزوجًا قبلي ولكن تركته زوجته بسبب خلاف بينه وبين أبيها، بعد أن عاشا معًا مدة أربع سنوات، وهي صغيرة في السن، ولديهم ابنة لها من العمر عامان، عند الخِطبة قلما كان يذكرها، ولكن منذ بداية الزواج كل شيء أفعله يجعله يتذكرها ويحنُّ إليها، ويخبرني بتشابه ما نقوم به، هذا الأمر يزعجني، فأُبدي انزعاجي من ذكرها أحيانًا، وأسكت على مضضٍ أحيانًا أخرى تبعًا للحالة النفسية التي يكون بها، أنا أعلم أن الأمر طبيعي نوعًا ما، ولكن بصراحة أشعر أنه لم يعد يبادلني الحب ذاته، بالرغم من أنه لا يقصِّر معي في شيء، ولكن هو يخاف أن يحبني ويتكرر معه نفس الأمر بأن أتركه، أنا وهو متقاربان في العمر، وبحمد الله لدي تجربة واسعة في الحياة، وأنا لا أفكر في ترْكه، ولكن أصبحت أخشى إن عادت أن يبخسني حقي العاطفي، فهو يعاملني بكامل الحب في أيام، ثم يعاود ويجفو عليَّ مبررًا ذلك باشتياقه لابنته التي لا يعرف لها مكانًا، وهو يحاول التواصل معهم وهم يرفضون ذلك، أنا أدرك مدى شوق الآباء لصغارهم، ولكن في نفس اللحظة يتملَّكني الخوف إن عادوا إليه بأن يأخذ مني صغيري بعد الإنجاب، ويتركني وحدي، وأنا في كل أحوالي أفوِّض أمري لله، ولكن الجفوة منه في بعض الأيام تربِك كل المشاعر والأفكار داخلي، وبسبب حملي أشعر بتبدُّل الكثير من المشاعر داخلي، فأي نظرة فيها شيء غير الحب ممكن أن تجعلني أبكي، وأي كلمة فيها شيء من القسوة يُمكن أن تدخل القلق في نفسي لأيام، اعذروني للإطالة، وأرجو توجيهكم وجزاكم الله خيرًا. الجواب: بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أما بعد: فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أغاث الله قلبكِ وأنزل عليه قطرات رحمته التي تزيل كل ألم يلمُّ به، ورزقكم الأمن والأمان وسكينة القلب ورضاء النفس، أنتِ كما وصفتِ نفسك ذات خبرة بالحياة، وربما لا تحتاجين استشارة بقدر حاجتك إلى مراعاة. من مبادئ الحياة لدى جميع الكائنات أن يومكِ هذا الذي بدأتِهِ هو غاية أملكِ في السعي، فلا أستطيع أن آخذ كسب الغد، ولا أستطيع أن أقدِّر كم تكون خسارة الغد، فربما تكون مكسبًا لا خسارة، بل ربما لا يأتي ذلك الغد الذي يأسِر بني آدم، ويفسد عليه يومه. فلا تجعلي وساوس نفسكِ تعكِّر عليك صفوَ يومكِ، فزوجكِ رجل مكلوم في ابنته، وفي بيته، وأمانه واستقراره الذي كان يبنيه على مدار سنوات كثيرة مضت، فمن الطبيعي أن تعتريَه ذكريات مؤلمة تذهله عن واقعه بعض الشيء، وأنتِ مشكورة تتحملين ذلك، ولكن تفسيركِ له فيه ظلم نوعًا ما؛ لأن جفاءه في بعض الأحيان ليس بالضرورة يكون لانطفاء حبكِ في قلبه، بل لحزنه على ما كان ولشوقه لابنته. ولا أُخفيكِ أن هذه طبيعة الحياة والأشياء، فالانبهار الأول وشغف الحديث والقرب يقل تدريجيًّا مع زيادة القرب ومرور الأحداث والأيام، وحدوث جفوة متقطعة بين كل زوجين أمر طبيعي جدًّا، سواء كانت لهم ظروف خاصة كظروف زوجكِ أم لا، فلا تربطي كل حزن ألَمَّ به أو كل جفوة غزت حياتكم بذلك الوهم الذي يهددكِ بأنه إن وجد ابنته سيترككِ ويكتفي بها أو يعود لأمها. ساعديه على التجاوز والصبر، قدِّمي له من الإحسان ما يجعله يفضِّلك على غيرك، وليس فقط على زوجته التي تركته. أيضًا أبشري فقد قَدم مولودكِ الآن أو أوشك على القدوم بإذن الله، وهذا سيملأ عليكم حياتكم سعادة، وسيجد في قدومه سلوى من حرمانه من ابنته، وأبشري بالأجر على مساندتكِ له، ودعمكِ لِما يواجه من آلام اختفاء ابنته، وهذه هي طبيعة الحياة، من ذا الذي يحيا هانئًا بيننا؟ لكل إنسان نافذة كَبَدٍ في هذه الحياة، ولو تفقدتِ أسباب شقاء الناس، لوجدتِ أنكِ من أخفهم همًّا وأقلهم بلاءً، فالحمد لله على ما منح وعلى ما منع. استمتعي بحياتكِ واستغلي يومكِ في قربة لله، أو كسب نفسي أو مادي يسعدكِ، ولا تهتمي كثيرًا لمخاوفكِ، فكل شيء بقدر الله، وفرضًا عادت ابنته، فكوني لها أمًّا فهي رزق جاءك بلا تعب، ولا تفرِّقي بينها وبين مولودكِ القادم، وبعون الله لن ينقصكِ الله أجركِ، وابحثي عن منافذ السعادة حولكِ، وستجدين أن الله يرزُقكِ ما يشرح صدركِ، ولا تراقبي كل حركات زوجكِ وسكناته، فتشقيَه وتشقي معه، خُذي منه ما طاب، واتركي منه ما تكدَّر حتى يزول، ستجدين الأيام شفاءً له وترياقًا؛ وتذكري قول الحق سبحانه: ﴿ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [المزمل: 20]، فأكثري من الخير، وأتبعيه بالاستغفار، يؤمِّن الله قلبكِ.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |