في ظلال التلبية - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4418 - عددالزوار : 854558 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3949 - عددالزوار : 389478 )           »          معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-06-2023, 11:31 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي في ظلال التلبية

في ظلال التلبية

د. محمد بن عبدالله بن إبراهيم السحيم









الحمدُ للهِ الذي جعلَ بيتَه مثابةً للناس وأمنًا، وأودعَ فيه من البركةِ مِننًا، وأشهدُ ألا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له شهادةَ مَن يرجو بها في الفردوسِ سَكَنًا، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، صلى اللهُ وسلمَ عليه وعلى آلهِ وصحبِه ورضيَ عنهم وعنّا.





أيها المؤمنون!


التلبيةُ جوابُ الوجودِ لدعوةِ إبراهيمَ -عليه السلامُ- حين دعا الناسَ إلى حجِّ بيتِ اللهِ بعد إذ أمَرَه اللهُ بقولِه: ﴿ ‌وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ﴾ [الحج: 27]، قال ابْنُ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: " لَمَّا فَرَغَ إِبْرَاهِيمُ -عليه السلامُ- مِنْ بِنَاءِ الْبَيْتِ قَالَ: رَبِّ، قَدْ فَرَغْتُ، فَقَالَ: أَذِّنِ فِي النَّاسَ بِالْحَجِّ، قَالَ: رَبِّ وَمَا يَبْلُغُ صَوْتِي؟! قَالَ: أَذِّنْ ‌وَعَلَيَّ ‌الْبَلَاغُ، قَالَ: رَبِّ كَيْفَ أَقُولُ؟ قَالَ: قُلْ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْحَجُّ، حَجُّ الْبَيْتِ الْعَتِيقِ؛ فَسَمِعَهُ مَنْ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، أَلَا تَرَى أَنَّهُمْ يَجِيئُونَ مِنْ أَقْصَى الْأَرْضِ يُلَبُّونَ؟! "؛ رواه الحاكمُ وصحَّحَه ووافقَهُ الذهبيُّ. وروى مجاهدٌ: " أنّ إبراهيمَ -عليه السلامُ- حين أُمِرَ أنْ يُؤذِّنَ بالحجِّ قام على المقامِ، فقال: يا أيها الناسُ، أجيبوا ربَّكم، قالوا: لبيك لبيك، فمن حجَّ اليومَ فقد أجابَ إبراهيمَ يومئذٍ في أصلابِ آبائِهم "؛ رواه أبو يعلى وصحَّحَه ابنُ تيميةَ. بل لم تكن تلك الإجابةُ حَصْرًا على البَشَرِ؛ بل عمّتْ النباتَ والجمادَ، قال ابنُ عباسٍ -رضيَ اللهُ عنهما-: " ‌لَمَّا ‌بَنَى ‌إِبْرَاهِيمُ الْبَيْتَ أَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنْ أَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ. قَالَ: فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ قَدِ اتَّخَذَ بَيْتًا، وَأَمَرَكُمْ أَنْ تَحُجُّوهُ؛ فَاسْتَجَابَ لَهُ مَا سَمِعَهُ مِنْ حَجَرٍ أَوْ شَجَرٍ أَوْ أَكَمَةٍ أَوْ تُرَابٍ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ "؛ رواه الحاكمُ وصحَّحَه الذهبيُّ. ومن هنا غدتِ التلبية من كبرى شعائرِ المناسكِ ذاتِ المعنى والقدْرِ والدَّلَالةِ؛ إذ هي اللفظُ المُعَبِّرُ عن الحالِ حين شَرُفَ العبادُ باستزارةِ ربِّهم بيتَه العتيقَ، فأجابوه بأبلغِ عبارةٍ فاهَ بها عبدٌ في امتثالِ أمْرِ مولاه حين أَهَلَّ بها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ "؛ بتأكيدِ الامتثالِ وتكرارِه وسرعةِ الإجابةِ وإظهارِ الطاعةِ: " لبيك اللهمَّ لبيك " إجابةٌ تتلو إجابةً، في إقامةٍ وديمومةٍ لا يعتريها تباطؤٌ أو تثاقلٌ وإن كانت مشيًا على القَدَمِ من فَجٍّ عميقٍ والجسدُ نِضْوٌ منْهوكٌ. إجابةٌ للهِ خالصةٌ لا شريكَ له فيها " لبيك لا شريكَ لك لبيك ". إجابةٌ تحمِلُ في طيَّاتِها الإقرارَ باستحقاقِ اللهِ الحمدَ كلَّه؛ سرَّه وجهْرَه؛ أولَّه وآخرَه، ظاهرَه وباطنَه؛ ثناءً مقرونًا بالمحبةِ والتعظيمِ حين تفرّدَ بإسداءِ النِّعمِ التي غَمَرتِ الخلْقَ والوجودَ؛ فلم يُطِقْ إحصاءَها أحدٌ، واختصَّ بالمُلكِ الذي لا يَفنى ولا يَبيدُ " إنَّ الحمدَ والنعمةَ لك والملكَ لا شريكَ لك ". إجابةٌ قد حَفَّها الإخلاصُ من كلِّ جانبٍ حتى كان مِسْكَ ختامِها؛ فكان الإهلالُ بها إهلالًا بالتوحيدِ الذي تشبَّعتْ عباراتُها من حقائقِه ومعانيه، كما قال جابرُ بنُ عبدِاللهِ -رضيَ اللهُ عنهما- في وصْفِ تلبيةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: " فَأَهَلَّ ‌بِالتَّوْحِيدِ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ " رواه مسلمٌ. وكانت من أفضلِ أعمالِ الحجِّ، فقد سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الْحَجِّ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «‌الْعَجُّ ‌وَالثَّجُّ» -والْعَجُّ: التَّلْبِيَةُ، وَالثَّجُّ: نحْرُ البُدْنِ- رواه الترمذيُّ وحسَّنَه المنذريُّ والألبانيُّ. وكان لها أبلغُ الأثرِ في ترجيعِ الوجودِ وإحيائه بالذِّكرِ وشهادتِه للمُهِلِّ بها، قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا ‌مِنْ ‌مُسْلِمٍ ‌يُلَبِّي إِلَّا لَبَّى مَنْ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ: مِنْ حَجَرٍ أَوْ شَجَرٍ أَوْ مَدَرٍ حَتَّى تنقطِعَ الأرضُ منْ ههُنا وههُنا " رواه الترمذيُّ وصحَّحَه الألبانيُّ. ولعل ذاك من أسرارِ مشروعيةِ الإكثارِ منها وجَهْرِ الرجالِ بها؛ شَأْنَ الشعائرِ الظاهرةِ؛ فلا يقْطَعُها الحاجُّ حتى يشرعَ في رميِ جمرةِ العيدِ، ولا يقطعُها المعتمرُ حتى يشرعَ في الطوافِ، قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " جَاءَنِي جِبْرِيلُ فَقَالَ: ‌مُرْ ‌أَصْحَابَكَ يَرْفَعُوا بِالتَّلْبِيَةِ؛ فَإِنَّهَا شِعَارُ الْحَجِّ " رواه ابنُ أبي شيبةَ وصحَّحَه ابنُ خزيمةَ والألبانيُّ. والدعاءُ بعد التلبيةِ من أحرى مَظانِّ الإجابةِ؛ ولذا استحبَّه العلماءُ. قال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ: " الملبَّي قد أجابَ اللهَ في دعائه إلى حجِّ بيتِه؛ فيستجيبُ اللهُ له دعاءَه؛ جزاءً له ".





عبادَ اللهِ!


إنَّ لاستشعارِ معنى التلبيةِ، واستحضارَ فضلِها أثرًا عميقَ الخيرِ في صلاحِ القلبِ وإتقانِ العملِ وقبولِه وهناءِ العيشِ وصفاءِ البصيرةِ؛ فبالتلبيةُ يستشعرُ المؤمنُ عظيمَ قدْرِه عند مالكِ الملكِ حين دعاه لزيارةِ بيتِه المعظَّمِ؛ ليجعلَ قِرى ضيافتِه مباهاتَه به ملائكتَه المسبِّحةَ بحمدِه، وتطهيرَه من رِجْسِ الذنوبِ؛ فيعودَ بمغفرةٍ لا يبقى معها ذنبٌ، راجعًا كيومَ ولدتُه أمُّه مع شهودِ منافعِ الحجِّ الأخرى. وباستشعارِ التلبيةِ يكونُ هاجسُ الإخلاصِ للهِ حاضرًا في العبادةِ، خاصةً المناسكَ الذي كثيرًا ما يَعْرِضُ لها الرياءُ، قال القرافيُّ في قولِ اللهِ -تعالى-: ﴿ ‌وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ﴾: " ولم يقلْ في الصلاةِ وغيرِها: ﴿ لِلَّهِ ﴾؛ لأنهما مما ‌يَكثرُ ‌الرياءُ فيهما جدًا، ويدلُ على ذلك الاستقراءُ، حتى إنّ كثيرًا من الحجاجِ لا يَكادُ يسمعُ حديثًا في شيءٍ من ذلك إلا ذكرَ ما اتفقَ له أو لغيرِه في حجِّه، فلما كانا مظِنَّةَ الرياءِ قيل فيهما: ﴿ لله ﴾؛ اعتناءً بالإخلاصِ ". وباستشعارِ التلبيةِ يُعطي المخلوقُ المخلوقَ قدْرَه من حيثُ أنه لا يملكُ إسداءَ نعمةِ نفسِه فضلًا عن نعمةِ غيرِه، أو يقدِرُ على بقاءِ مُلْكِه إنْ مَلَكَ؛ فلا تكونُ الرغبةُ ولا العملُ إلا للهِ الذي ينفردُ بالحمدِ والنِّعمِ والملكوتِ، كما كان ابنُ عمرَ -رضيَ اللهُ عنهما- يزيدُ في تلبيتِه: " لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ بِيَدَيْكَ، لَبَّيْكَ ‌وَالرَّغْبَاءُ إِلَيْكَ، وَالْعَمَلُ " رواه مسلمٌ. وباستشعارِ التلبيةِ تعظمُ الرغبةُ في الآخرةِ، ويُعطى نعيمُ الدنيا قدْرَه؛ فلا يطغى به العبدُ، أو يركنُ إليه، أو يتطلعُ لما في يدِ الغيرِ منه، أو يحسدُ من أجلِه، أو يعتدي، أو يظلمُ. فقد كانت التلبيةُ بلسمًا نبويًا في معالجةِ أحوالِ الدنيا؛ نعيمًا وبؤسًا؛ إذ كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم كثيرًا ما يقولُ: " لبيك إنَّ العيشَ عيشُ الآخرةِ " عند رؤيةِ نعيمِ الدنيا، بل وبؤسِها، قال البيهقيُّ: " وَهَذِهِ كَلِمَةٌ صَدَرَتْ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي أَنْعَمِ حَالِهِ يَوْمَ الْحَجِّ بِعَرَفَةَ، وَفِي أَشَدِّ حَالِهِ يَوْمَ الْخَنْدَقِ ".








لا تركننَّ إلى القصورِ الفاخرة

واذكرْ عظامَك حين تُمسي ناخرة


وإذا رأيتَ زخارفَ الدنيا فقلْ

يا ربِّ إنّ العيشَ عيشُ الآخرة








وباستشعارِ التلبيةِ يصونُ المؤمنُ نسكَه من الرَّفثِ والفسوقِ والجدالِ وفعلِ القبيحِ وقولِه؛ إذ كيفَ يصدرُ منه ذاك وهو ضيفُ الرحمنِ ومُلَبٍّ دعوتَه وقاصدٌ بيتَه المحرَّمَ؛ مما يعودُ عليه بالنفعِ بعد أداءِ النسكِ؛ تأديبًا وسلوكًا. كان ‌أحدُ الشعراءِ يُهاجي شاعرًا، فلقيَه في طريقِ الحجِّ، فقال: واللهِ لأفسدنَّ عليه إحرامِه، فقال له:





فإنك لاقٍ بالمشاعرِ من منىٍ

فَخَارًا فخبِّرْني بمَن أنت فاخرُ











فردَّ عليه الآخرُ قائلًا: ‌لبيك اللَّهمّ ‌لبيك؛ فكأنما ألقمَه حَجَرًا، وما فاهَ بعدَها.





الخطبة الثانية


الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ.


أما بعدُ، فاعلموا أنّ أصدقَ الحديثِ كتابُ اللهِ...





أيها المؤمنون!


إنّ رِقَّةَ عباراتِ التلبيةَ وعظيمَ معانيها لَتؤثِّرُ في نفسِ مَن أهلَّ بها مستشعرًا حقيقتَها ودلالتَها؛ فكان لهم معها خبرٌ ذو عبرٍ في القيامِ بالعبادةِ، والخشوعِ فيها، والتلذذِ بها، واستسهالِ نَصَبِها، وزيادةِ الخيرِ فيها. ومن خَبَرِ أولئك الأخيارِ ما حدَّثَ به الإمامُ مالكٌ عن شيخِه جعفرَ بنِ محمدٍ قائلًا: " وَلَقَدْ حَجَجْتُ مَعَهُ سَنَةً، فَلَمَّا أَتَى الشَّجَرَةَ أَحْرَمَ، فَكُلَّمَا أَرَادَ أَنْ يُهِلَّ كَادَ يُغْشَى عَلَيْهِ، فَقُلْتُ لَهُ: لَا بُدَّ لَكَ مِنْ ذَلِكَ (أي: التلبيةِ)، وَكَانَ يُكْرِمُنِي، وَيَنْبَسِطُ إِلَيَّ، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَبِي عَامِرٍ، إِنِّي أَخْشَى أَنْ أَقُولَ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، فَيَقُولُ: لَا لَبَّيْكَ، وَلَا سَعْدَيْكَ!"، قَالَ مَالِكٌ: " وَلَقَدْ أحرمَ جَدُّه عليُّ بنُ حُسَيْنٍ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَقُولَ: اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ أَوْ قَالَهَا غُشِيَ عَلَيْهِ، وَسَقَطَ مِنْ نَاقَتِهِ، ‌فَهُشِّمَ وَجْهُهُ ". وحدثني ابنُ الشيخِ عبدِاللهِ بنِ قُعودٍ أنَّ والدَه كان إذا أحرمَ مكثَ دقائقَ باكيًا لا يستطيعُ إكمالُها. ورُويَ أنّ عليًا وعمرَ -رضيَ اللهُ عنهما- خرجا من الطّوافِ فإذا هما بأعرابيٍّ معه أمٌّ له يحملُها على ظهرِه وهو يرتجزُ ويقولُ:





أنا مَطيَّتُها لا أنفرُ



وإذا الركابُ ذُعِرتْ لا أذعرُ



وما حملتني وأرضعتني أكثرُ



لبّيك اللهمّ لبّيك









فقال عليّ: مُرَّ -يا أبا حفصٍ-، ادخلْ بنا الطوافَ؛ لعلّ الرّحمةَ تنزلُ فتعمُّنا، فدخلَ يطوفُ بها وهو يقولُ:





أنا مَطيَّتُها لا أنفرُ



وإذا الركابُ ذُعِرتْ لا أذعرُ



وما حملتني وأرضعتني أكثرُ



لبّيك اللهمّ لبّيك









وعليّ يجيبه يقول:





إنْ تبرَّها فاللهُ أشكرُ



يجزيك ‌بالقليلِ الأكثر









وقال خالدُ بنُ أبي عثمانِ البصريِّ: " كنتُ تلك السنةَ بمكةَ (سنةَ سيلِ الجِحافِ 80 هـ)، فرأيتُ رجلًا يذهبُ به السَّيلُ، وهو يقولُ: لبيّك الّلهم لبّيك، إنْ كنتَ ابتليتَ لَطالما ‌عافيتَ! ".








لما رَأَيْتُ مناديهم ألمَّ بِنَا

شددتُّ مِيزَرَ إحرامي ولبَّيتُ



وَقلتُ للنَّفسِ جِدِّي الْآنَ واجتهدي

وساعديني فهذا ما تمنَّيتُ


‌لو ‌جِئتُكُمْ ‌زَائِرًا أسعى على بَصرِي

لم أقضِ حَقًا وأيُّ الحقِّ أدَّيتُ






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 65.70 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 63.80 كيلو بايت... تم توفير 1.90 كيلو بايت...بمعدل (2.89%)]