خطبة: ليكن لك أثر حسن - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          الفهم الخطأ للدعوة يحولها من دعوة علمية تربوية ربانية إلى دعوة انفعالية صدامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          معالجة الآثار السلبية لمشاهد الحروب والقتل لدى الأطفال التربية النفسية للأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-06-2023, 11:29 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة: ليكن لك أثر حسن

خطبة: ليكن لك أثر حسن

يحيى سليمان العقيلي



معاشر المؤمنين:
حرِيٌّ بالمسلم أن يعمل لآخرته، وأن يترك آثارًا حسنة لِما بعد موته؛ فالآخرة خير وأبقى، ولأن آثار الإنسان تبقى بعده ويُجازَى عليها؛ قال الله تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ﴾ [يس: 12].

﴿ وَآثَارَهُمْ ﴾: هي آثار الخير وآثار الشر التي كانوا هم السبب في إيجادها في حياتهم، وبعد وفاتهم، من الأعمال والأقوال والأحوال.

فكيف تترك لك يا عبدالله أثرًا حسنًا بعد موتك؟

اعلم - أثابك الله - أن من تلك الآثار التي تبقى للمرء بعد موته السُّنَنَ الحسنة التي يبادرها المسلم، ويتحقق بها النفع للمسلمين؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((من سَنَّ في الإسلام سنةً حسنةً، فعُمِل بها بعده، كُتب له مثل أجر مَن عمِل بها، ولا ينقص من أجورهم شيء، ومن سَنَّ في الإسلام سنةً سيئةً، فعُمِل بها بعده، كُتب عليه مثل وزر من عمِل بها، ولا ينقص من أوزارهم شيء))؛ [صحيح ابن ماجه].

ومن الآثار الحسنة بعد الممات - عباد الله - ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علمًا علَّمه ونشره، وولدًا صالحًا تركه، ومصحفًا ورَّثه، أو مسجدًا بناه، أو بيتًا لابن السبيل بناه، أو نهرًا أجراه، أو صدقةً أخرجها من ماله في صحته وحياته، يلحقه من بعد موته))؛ [ابن ماجه، حديث حسن].

ومن الأثر الحسن: غرس الغرس؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من مسلم يغرس غرسًا، أو يزرع زرعًا، فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة، إلا كان له به صدقة)).

فهنيئًا لمن سبقوا بتلك الفضائل؛ من شيَّدوا المساجد، وبنَوا المدارس والمعاهد، ومن صنَّفوا العلوم النافعة، ومن حفروا الآبار وشقوا القنوات والأنهار، ومن فتحوا البلدان والأمصار، فدخلت الشعوب في الإسلام، ومنهم من فتحوا بلدانًا كانت عواصمَ للنصرانية والكفر، فأصبحت عواصم للإسلام وللأمة، كما يسَّر الله للسلطان العثماني محمد الفاتح بفتح القسطنطينية عاصمة المسيحية الشرقية؛ لتصبح عاصمة الخلافة الإسلامية؛ تحقيقًا لبشارة النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((لتفتحنَّ القسطنطينية، ولنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش))؛ [البخاري في التاريخ، والطبراني، وصححه الذهبي]، وتمر ذكرى فتحها هذا الأسبوعَ.

ولم تقتصر تلك الآثار الحسنة - عباد الله - على قادة الجيوش المسلمة، بل كان للتجار المسلمين آثار جليلة عظيمة في دخول شعوب عديدة في الإسلام؛ لِما رأوا من أمانتهم وطيب أخلاقهم، كإندونيسيا التي تضم أكبر الشعوب المسلمة، فلكم - عباد الله - أن تتأملوا كم نال أولئك التجار المسلمين من الأجور والثواب، طوال قرون تترى إلى يومنا هذا!

ولم تقتصر الآثار الحسنة على ذوي المال والقيادة والقوة، بل ترك أناس من عامة المسلمين آثارًا جليلة بتمسكهم بدينهم وطيب أخلاقهم، حين أسلم على أيديهم ساسة وقادة، وعلماء وأدباء من الشرق والغرب، بل ملحدون ناصبوا الإسلام العَداء، فانقلبوا - بفضل الله ثم بمعاشرة أولئك - إلى دعاة ينافحون عن الإسلام ويدعون إليه، كذلك الغربي الذي أنتج فيلم (فتنة) للإساءة للإسلام، ثم أصبح من دعاة الإسلام المؤثِّرين في الغرب، فكم نال ذاك المسلم الذي هداه للإسلام بأخلاقه وسَمْتِهِ من الأجر والمثوبة.

جعلنا الله وإياكم هداة مهديين، غير ضالين ولا مضلين، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم؛ فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.


الخطبة الثانية
معاشر المؤمنين:
ومن الآثار الحسنة: الأوقاف التي سنَّها النبي صلى الله عليه وسلم لأمته، وتسابق الصحابة الكرام إليها؛ منهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان قد أصاب أرضًا بخيبر، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم يستأمره فيها، فقال: ((يا رسول الله، إني أصبت أرضًا بخيبرَ لم أُصِبْ مالًا قطُّ أنفسَ عندي منه، فما تأمر به؟ قال: إن شئتَ حبستَ أصلها، وتصدقت بها، قال: فتصدق بها عمر؛ أنه لا يُباع ولا يُوهَب ولا يُورَث، وتصدق بها في الفقراء، وفي القربى، وفي الرقاب، وفي سبيل الله، وابن السبيل، والضيف، لا جناح على من وَلِيَها أن يأكل منها بالمعروف، ويَطْعَمَ غير مَتَمَوِّل)).

ومنها أوقاف عثمان بن عفان رضي الله عنه، وما زال ريع أوقافه إلى اليوم في المدينة المنورة، وبئر رومة التي أوقفها للمسلمين، أما أول مَن أوقف، فهو رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أوقف بساتين مخيريق اليهودي الذي أسلم، وكان عالمًا من علماء اليهود، صدَّق بالنبي صلى الله عليه وسلم وأسلم، حتى إذا كان يوم غزوة أُحُد، أتى النبي صلى الله عليه وسلم بأُحُد، وكان قد أوصى إن قُتِل، فأمواله للنبي صلى الله عليه وسلم يتصرف فيها بما أراه الله، فقاتل مع المسلمين حتى قُتِل.


فآلت أمواله إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكانت سبعة حوائط – أي بساتين – فجعلها صدقة، قال السهيلي: "فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم أموال مخيريق، وكانت سبعة حوائط، أوقافًا بالمدينة لله"، وما زالت تلك البساتين تنتج ثمارها إلى اليوم، إيذانًا باستدامة الخير والثواب لصاحبها.

وصدق الشاعر حين قال:

دقات قلب المرء قائلةٌ له
إن الحياة دقائق وثواني
فارفع لنفسك بعد موتك ذكرها
فالذكر للإنسان عمر ثاني




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.06 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.16 كيلو بايت... تم توفير 1.90 كيلو بايت...بمعدل (3.38%)]