باسقة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
معلومات عامة الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية العلاج بالاعشاب والنباتات

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 

 

اخر عشرة مواضيع :         تجديد بناء الكعبة المشرفة (اخر مشاركة : ابو معاذ المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          إطفاء حرائق الغضب (اخر مشاركة : ابو معاذ المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          تقنيات الذكاء الاصطناعي والحديث النبوي (اخر مشاركة : ابو معاذ المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الإسلام في منظور القومية العربية .. مراجعة في المفاهيم (اخر مشاركة : ابو معاذ المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          لماذا تستقر بيوت وتهتز بيوت؟! (اخر مشاركة : ابو معاذ المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 98 )           »          القدس قضية أمة (اخر مشاركة : ابو معاذ المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 149 )           »          المنهيات الشرعية الواردة بلفظ إيَّاكم (اخر مشاركة : ابو معاذ المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ (اخر مشاركة : ابو معاذ المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          فضل العمل الصالح عند فساد الزمن والمداومة على العمل وإن قل (اخر مشاركة : ابو معاذ المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          العزيمة والإرادة والقوة واليقين (اخر مشاركة : ابو معاذ المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-05-2023, 10:33 PM
الصورة الرمزية ابو معاذ المسلم
ابو معاذ المسلم ابو معاذ المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 107,769
الدولة : Egypt
افتراضي باسقة

باسقة
نورة بنت عبدالرحمن الكثير

رسوم على جُدْران الكهوف تعود إلى آلاف السنين، نُقِشَتْ بدقَّةٍ لسَعَفِ النخيل وثمرها المتدلِّي على جَنباتها، وصور ورسوم وُجِدَتْ لها منحوتةً، زيَّنَ بها قدماءُ المصريين الأعمدةَ والجُدْران،وعُملات قديمة وأختام سُكَّتْ عليها صورتُها؛ ليُسطِّر التاريخ اهتمام الإنسان بالنخلة، ويُبقي لها ما لَم يُبْقِه لنباتٍ غيرها!

ويُقال في اللغة: إن النخلة من النَّخْل؛ أي: الانتقاء والاختيار، من قولهم: نخَل الشيءَ؛ أي: صفَّاه واختاره، ولم يُعظِّم العرب شجرةً كتعظيمهم للنخلة، حتى إنه من شدَّة تعظيمهم لها أن العربي يهابُ قَطْعَها، ويتورَّع عن قَطْعِها إلَّا اضطرارًا، ولا يكاد يخلو وَسَطُ داره ولا بُستانُه، ولا طريقُه منها.

وما من إنسانٍ لم تَلفت نظرَهُ النخلةُ، ولم تَستحثَّه صورتُها؛ ليُطيلَ النظرَ إليها، فتطمئنَّ نفسُه إليها وتستكين، وقد لا يكون هذا إلَّا لارتباطه الوثيق بها، ولِما بينَه وبينها من ملامح مشتركة؛ فالنخلة قريبة الشَّبَه بالإنسان باستقامة جِذْعِها، وتبايُن طولِها ما بين طويلٍ وقصير، ومنها ذكر وأنثى، وإذا لَقِحَتْ أثْمَرتْ، ولو قُطِعَ رأسُها هَلَكَتْ، وإذا قُطِعَ سَعَفُها لا تستطيع تعويضَه مِن محلِّه؛ كالإنسان لا يستطيع تعويضَ مفاصلِه، وتراها مُغطَّاةً باللِّيف وكأنه شعرُ جسمِ الإنسان! وكانت العرب قديمًا تمدح الفتاة الجميلة ذات الخُلُق وتُشبِّهها بالنخلة بوصفهم:
رِبَحْلَةٌ سِبَحْلَهْ ♦♦♦ تَنْمِي نَماءَ النَّخْلَهْ


وفي رسالة وُجِدَتْ من العصر القديم يُشبِّه المرسِلُ أُمَّهُ بالنخلة طيبةِ الرائحة، كما أن لها من القدرات البيِّنة الظاهرة والمستترة الخفيَّة ما جعل منها مضربَ المثل في القرآن في مواضع كثيرة!

والنخلة هي الشجرة الوحيدة التي يُستخدَم جميعُ أجزائها من ثمرٍ، ونوى، وليف، وجِذْع، وسَعَف، وجريد، وكل ما يتبقَّى من أجزائها الأخرى، وكلُّها ذات فوائد عظيمة لا تُنافِسُها فيها أيُّ شجرةٍ أخرى.

وروى الأصمعي: لقيت أعرابيًّا بمكة، فقلْتُ: ممَّن أنت؟ قال: أسدي، قلتُ: من أي البلاد؟ قال: مِنْ عمان، قلت: صِفْ لي أرضَكَ، قال: سِيفٌ أَفْيَحُ، وفضاءٌ صَحْصَح، وجبلٌ صَلْدَح، ورمل أَصْبَح، قلتُ: فما مالك؟ قال: النخل، قلتُ: فأين أنت عن الإبل؟ قال: إن النخل حَمْلُها غذاءٌ، وسَعَفها ضياءٌ، وجِذْعها بناءٌ، وكَرَبُها صِلاءٌ، ولِيفها رِشاءٌ، وخُوصُها وِعاءٌ، وقَرْوُها إناءٌ.

ومِن طريف الحكايات القديمة أن أحدهم سأل فلاحًا: ما هي أهمُّ الثمار عندكم؟
فرد عليه: إنه التمر.
ثم ماذا؟
فكرَّر عليه جوابه: إنه التمر أيضًا.
وكيف ذلك؟


فجاوِبه: لأن النخل نستظلُّ بسَعَفِه، ونصنع من جُذُوعه سقوفَ وأعمدة بيوتنا، ونتَّخِذ منه ومن جريده وقُودَنا، ونصنع منه السُّرُر والحبال، وسائر الأواني والأثاث، ونتَّخذ التمر طعامًا مُغذِّيًا، ونجعل من نواه عَلَفًا لِماشيتنا، ونصنع منه عسلًا.


وما تشبيهُه صلى الله عليه وسلم: ((مثلُ المؤمنِ مثلُ النَّخْلةِ، ما أخَذْتَ منها من شيءٍ نفعَك))[1] - إلا برهانٌ على ذلك.


وقد أوصى لقمان الحكيم ابنه بكلمات: "يا بُني، ليَكُنْ أولُ شيءٍ تَكسِبه - بعد الإيمان بالله - خليلًا صالحًا؛ فإنما الخليل الصالح كمثَلِ النخلة، إن قعَدْتَ في ظِلِّها أظلَّتْكَ، وإن احتطبْتَ من حَطَبِها نفعتْكَ، وإن أكلْتَ من ثمرِها وجدتَه طيبًا".
ومراحل ثمر النخيل يختصرها قولُ أحد الحكماء: "أطْلَعتْ، ثم أبْلحَتْ، ثم أبسَرتْ، ثم أزهتْ، ثم أرطَبتْ، ثم أتْمَرتْ".

وقديمًا كانت النخلة جزءًا من حياة الفلاح، إنْ لم تكن حياتَه كلَّها، فقد كان الفلاح يداعب نخلَه ويحادِثُها حينما يَنهمك في حَرْث الأرض، أو سَقْي الزرع، فتراه يتغنَّى ويتغزَّل بنخلته كأنها محبوبتُه، وينتظر الفلاح التمر من نخلته كما ينتظر الأب مولوده، فإذا ما بدت الثمار بالظهور، أسرعَ إليها فقلَّمها ولقَّحَها بالطَّلْع، واعتنى بها حتى يَنضَج تمرُها.

ولا يكاد يخلو ديوان شاعر أو صفحات أديب قديمًا وحديثًا من ذكر النخلة؛ كقول أحد أدباء العرب[2] مفاخرًا بنخل أرضه:
"مِن الرَّاسخات في الوحل، المُلقحات بالفَحْل، تَصير ياقوتًا أحمرَ وأصفرَ، ثم عسلًا في شَنَّةٍ من سِحاء، ليست بقِربةٍ ولا إناءٍ، حولَها المذابُ، لا يَقرَبُها الذبابُ، مرفوعة عن التراب".

وهنا أمير الشعراء[3] يُعاتِب أدباء عصره بعدم اهتمامهم بالنخلة، وبما لا يليق بمكانتها:
وأعجَبُ كيف طوى ذِكْرَكُنَّ
ولم يحتفِلْ شُعراءُ العَرَبْ
وأنْتُنَّ في الهاجِراتِ الظِّلالُ
كأنَّ أعالِيكُنَّ العَبَبْ


ويكفينا القول: إن تمر النخلة كان الغذاء الأساسي لجيوش المسلمين وسرايا المجاهدين، وصاحبَهم المعين، حتى نشَروا الإسلام في شتَّى أصقاع الأرض.

[1] رواه الطبراني، وصحَّحه الألباني.

[2] خالد بن صفوان.

[3] أحمد شوقي.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.


 ••• جميع المشاركات والآراء المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع •••

انضم الينا عبر فيس بوك

انضم الينا عبر فيس بوك

إجعلها بداية تصفحك للأقسام  

شبكة الشفاء الاسلامية  لإعلاناتكم إضغط هنا

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.73 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.91 كيلو بايت... تم توفير 1.83 كيلو بايت...بمعدل (3.16%)]