![]() |
|
|
ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#71
|
||||
|
||||
![]() رمضان فى عيون الادباء أنوارٌ رمضانية في رؤى شعرية شمس الدين حسين درمش لشهر رمضان مكانة خاصة عند المسلمين، فبقدومه تتغير مظاهر الحياة اليومية، ويحتشم كثير ممن لا يلتزمون بشعائر الدين في سائر أيام السنة كالصلوات الخمس المفروضة، فتراهم يحرصون على الصيام والصلاة في رمضان، مع أن أمر الصلاة أعظم. أما الملتزمون بالصلاة فإنهم يكونون في رمضان أكثر إقبالاً وخصوصاً لصلاة التراويح. ولقد حدثتني نفسي كثيراً أن هذا المظهر في رمضان شاهد صدق عملي على حديث الرسول-صلى الله عليه وسلم-: (( إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين)) (1) فلا أشك في أن إقبال كثير من المقصرين إلى المساجد والعبادات أثر من آثار تصفيد الشياطين، والغريب أن بعضاً من هؤلاء بعد رمضان يعودون إلى ما كانوا عليه من قبل. وقد وجد هذا الشهر بمظاهره الروحانية الربانية القرآنية وقعاً في نفوس كثير من الشعراء المعاصرين؛ مما جعلهم يصوغون مشاعرهم في تقديرهم وإجلالهم لهذه الشعيرة العظيمة في قصائد نورانية شفيفة، يشع منها الصدق والإخلاص والإخبات. ورمضان الذي يوحد العالم الإسلامي بصيامه وقيامه ومشاعر الأخوة فيه يوحد أحاسيس الشعراء أيضاً، فنجدهم يتفقون في التعبير عن المعاني والرؤى، والآمال والآلام مع تباعد المسافات فيما بينهم. استقبال رمضان والترحيب به: رمضان ضيف كريم، يهل على المسلمين ببشائر الرحمة والمغفرة والعتق من النيران، فيجد من الترحيب ما يستحقه مثله في جلاله ومكانته. يقول الشاعر سعد عطية الغامدي (2) واصفاً جمال إشراقة رمضان أو إشراقة جماله فيقول: أشرقت في سمائك الأكوان *** وازدهت في مسائك الألوان وسرى في الوجود منك ائتلاق *** وجرى من معينك الإحسان في نجاوى وذكريات حسان *** ونجاوى اليقين هن الحسان ويفرح الشاعر ياسين الفيل(3) بمجيء رمضان، فتملك الفرحة عليه جوانحه فيراها في كل مكان، وفي كل شيء، فيقول: رمضان جئت وفي مجيئك فرحة *** ليست بها أبداً تحيط عقول هي فرحة الغرقى بحصن نجاتهم *** من بعد عدو أتعبته سيول هي فرحة الأمناء يصعد صومهم *** لله، يطمع أن يتم قبول هي فرحة فوق المآذن ينتشي *** بفيوضها عند الأذان قبيل هي فرحة بالأجر يرفع كفة *** إن لفنا عند الحساب ذهول هي فرحة أنا نصوم نهارنا *** والله جلّ بمن يصوم كفيل والصوم يا رمضان كان ولم يزل *** أمل القلوب به يصح عليل فلتأت بالبشرى لأكرم أمة *** في الأرض كرمها بك التنزيل ولك التحية ما أقمت بأرضنا *** ولك التحية ما احتواك رحيل فالحشد اللفظي لكلمة الفرحة لدى الشاعر ينم عن شعور غامر عارم بالاحتفاء بهذا الشهر الفضيل، فمجيئه فرحة، ويفرح به الغارقون في الذنوب ليتوبوا، وأذان الإفطار إعلان عن لحظة فرحة عامة في النفوس كلها. وفرحة بالأجر عند الله - سبحانه -..إذاً رمضان بشرى عظيمة لأمة الإسلام، فتحية له حين يجيء، وتحية له حين يقيم، وتحية له حين يرحل، وأنعم به وأكرم من ضيف يعز على المؤمنين فراقه!! يتبع
__________________
|
#72
|
||||
|
||||
![]()
__________________
|
#73
|
||||
|
||||
![]() رمضان فى عيون الادباء هلال الحب ( قصيدة ) خديجة علي ها قد أتيتَ.. وعُمْرِيَ الْحَيرانُ ![]() مَلَّ الشَّتَاتَ، وضاعتِ الأَوطانُ ![]() وحدائقُ المَنفى التي ضاقَتْ بِنا ![]() من قَفرِها.. قَد أشفقَ الظمآنُ ![]() الحالُ يَرثي نفسَهُ مُستسلماً ![]() ولقد بكَت لرثائهِ الجُدرانُ ![]() كَمْ غَيّبَت هذِي الحياةُ خَوافقاً ![]() فأعِدْ لنا ما استلَّتِ الأزمانُ ![]() كَبِّلْ شياطينَ التَّخاصمِ بَيننا ![]() وانفث علينا الحُبَّ يا "رمضانُ" ![]() كُلُّ القناديلِ التي اجتمعتْ هنا ![]() توحي بأنْ تتصافحَ الألوانُ ![]() ارقِ الخلائق بالضياء.. فربَّما ![]() في جَوفنا يَستيقظُ "الإنسانُ".
__________________
|
#74
|
||||
|
||||
![]()
__________________
|
#75
|
||||
|
||||
![]() رمضان فى عيون الادباء أنوارٌ رمضانية في رؤى شعرية شمس الدين حسين درمش رمضان بشرى الصائمين: ويعقب ذلك الإقبال من المؤمنين نحو رمضان مدلجين في السير، وقد شدوا المآزر وهجروا المضاجع ولهم أزيز النحل بترانيم التسبيح والذكر، يعقب ذلك كله بشرى بالأجر العظيم والغفرآن العميم، ولهذا يعبر الشاعر محمد ذيب النطافي (9) فيقول: يا صائماً شهر الهدى بُشراكا *** نلتَ الثوابَ وفزتَ في دنياكا أعطاكَ ربُّكَ في الحياة كرامة *** وأعدَّ جنتَه غداً للقاكا فالأرضُ حولكَ روضةٌ فواحةٌ *** والجنة الفيحاءُ عن يمناكا مفتوحةٌ لك والطريقُ سلامُ فالشاعر ينقلنا إلى الغاية القصوى وهي الفوز بثواب الله في الغد الآتي جنة أعدها الله سبحانه للقاء الصائمين مفتوحة والطريق إليها سلام: ( سَلامٌ قَوْلاً مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ ) [ يس: 58 ] ( تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ ) [الأحزاب:44] ( وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلامٌ عَلَيْكُمْ ) [الرعد:23ـ24] (( أَفْشُوا السَّلاَمَ بَينَكُمْ)) [رواه مسلم]. تأتي عبارة الشاعر كلمة واحدة تفتح في ذاكرتنا كل أبواب السلام. ليلة القدر خير من ألف شهر: إذا كان لرمضان كل ذلك الأثر الأثير في نفوس المؤمنين فإن لليلة القدر الأثر الأسمى، وكيف لا؟! وهي خير من ألف شهر، منة من الله وهبة ورحمة لعباده يرفع فيها درجاتهم ويحط عنهم سيئاتهم. فالشاعر محمد التهامي(10) يغتنم الفرصة ليهيم بالدعاء ويعنون قصيدته -دعائي في ليلة القدر- فيقول: بكل الشوق في قلبي *** طرقت الباب يا ربي وفي شفتي ضراعات *** لقلب ذاب في جنبي دعاء في تألقه *** ضياء غير ذي لهب يسيل الطهر في دمعي *** ليغسل صدقه ذنبي والشاعر يلح في الدعاء.. ويلح في الطرق على الباب، ويتذلل في باب الرحمن فيقول: وحسبي أنك الرحمن في رضوانه.. حسبي تجيب ضراعة المحتاج عند الموقف الصعب وتهدي خطوة الحيران إن ضلت عن الدرب طلبت رضاك يا رحمان واسترحمت في طلبي ويعيش الشاعر حيدر الغدير(11) لحظات إيمانية، وتمتلئ جوانحه بالأمن والسكينة، ويعتريه شعور بأنه وافق ليلة القدر العظيمة، فنال ما نال من الخير، فيقول: وأسرى بي اليقين فبعض ما بي *** عوالم والحبور لها دنان ولاح الفوز يدعوني إليه *** وهش إلي يدعوني الأمان وجئت الحشر قد غفرت ذنوبي *** طليقاً لا أدين ولا أدان أنادي قد ظفرت ويا لسعدي *** وجود الله والثقة الضمان وإنها للحظات لا توصف سعادتها إذا يرى المرء نفسه طليقا في الحشر، ناجياً لا له ولا عليه (لا أدين ولا أدان) معتقاً من تبعات الحساب. وهذا من الشاعر أمنية الخائفين!! ويستدرك ذلك في أبياته التالية، إذ يصحو فيجد نفسه مازال في الدنيا وأمامه طريق لا بد من قطعه فيتسلح بالثقة بعفو الله فيقول: صحوت من الأماني بيد أني *** على ثقة بها لا تستهان وملئي أن عفو الله كون *** فلا إنس يحيط به وجان وأن غدي بها أعلى وأغلى *** وأن تمام نعمته الجنان وللشاعر مصطفى عكرمة(12) وقفة في ليلة القدر، يصف فضلها وإقبال الناس إلى الله فيها، فيقول: بليلة القدر ناجى الناس وابتهلوا *** وفي رضاك إلهي كلهم أمل أنزلت فيها لنا القرآن يعصمنا *** من الضلال فلا شرك ولا زلل ومنة منك قد ميزتها كرماً *** عن ألف شهر ففيها الفضل مكتمل ما كان أسعد من قد عاش معتبراً *** بما هديت ولم تذهب به السبل ويعمم الشاعر دعوته ليشمل كل الناس، فيقول: رحماك يا رب فارحم كل من وقفوا *** بباب عزك وارحم كل من غفلوا فأنت خالقهم ربي ورازقهم *** وما نسيت من الإحسان من بخلوا تزداد حلماً وغفراناً ومرحمة *** حتى بمن قد عصوا يارب أو جهلوا ولكن الشاعر صابر عبد الدايم(13) يتصور ليلة القدر بصورة محسوسة، فيشخصها ليخرج للقائها بكامل استعداده، ويجري معها حواراً يعبر عن آماله ومطالبه فيقول: وسرت لألقى ليلة القدر، نورها *** يشع إلى الغايات بالبشر وافاني فشمرت عن ساقي أظن ضياءها *** بحارا وقبلت الضياء بوجداني وقلت لها: ما زلت أعبر ساحة *** بها العمر بالقرآن والفتح عمران فمن ألف شهر أنت خير فأبشري *** ويا رب ساعات تعد بأزمان بمحرابك الأسنى أفوه بتوبتي *** وإني غريق في سحابات أحزاني وأرفع كلتا راحتي لخالقي *** ليمحو آثامي ويغفر عصياني فقالت: وما أدراك علي أعودكم *** فتلقون نصراً فيه تمزيق بهتان فقلت: وأقصى ما تمناه مسلم *** هو النصر روحي للفدا خير قربان وقلت لها: قد جمع الصوم بيننا *** لنا العيد يا أختاه بالنصر عيدان فخطاب الشاعر ليلة القدر ب (يا أختاه)يدل على الحميمية التي عاشها في تلك الساعات حتى أحس أنه وليلة القدر صنوان، وأضفى بأسلوب الحوار حيوية لصوره التعبيرية. عندما يغرب الجلال: يظهر هلال رمضان نضواً ضئيلاً، ثم ينمو ليلة بعد ليلة حتى يكتمل بدراً تماماً، ولأن "لكل شيء إذا ما تم نقصان" يبدأ البدر بالتآكل فإذا الصائمون القائمون أمام حقيقة غروب جلال رمضان ليتيح المجال لهلال جديد مشرق بالعيد مملوء بالسرور والحبور.. الشاعر سلمان بن زيد الجربوع(14) كان يتابع مسيرة الهلال في صعوده ونزوله، واكتماله ونقصانه، وعندما همّ جلال رمضان بالغروب صاح فزعاً: قف يا هلال العيد لا تطلع فما *** درب تلقفنا ولا دمع رقا قف يا هلال العيد لا تطلع ففي *** أعماقنا حزن سقانا واستقى إن شئت أن تحيا مساءك باسماً *** مغرورقاً بالبشر، أو مغدودقا فامنح بلاد المسلمين تفاؤلاً *** فلقد قسا ليل الإياس وأقلقا وأعد يتامانا إلى بسماتهم *** وأعد روابينا إلى أهل التقى هلا ّ رحمت سهادنا ببشارة *** قبل الرحيل فقد يعز الملتقى!! وإذا بالشهر الكريم كما عهدناه معطاء مغداقاً بالخير، قد سمع نداء الشاعر الملهوف واستجاب لمطالبه: وتلفت الشهر الكريم فليلنا *** عبق وشلال الضياء تدفقا وحنا علينا، كيف لا يحنو وقد *** قرأ الملامح لهفة وتحرقا ودعا فأشواق النفوس تزاحمت *** ترجوه أيسر ما يكون فأغدقا وسمعته لما تهيأ للنوى *** يستنطق الأمل الجميل المشرقا عوجوا على ربع الهدى، فلكم دعا *** ربع الهدى أسرى الضياع فأطلقا عوجوا يعد غصن الهناءة مورقا *** ويطر هزار المكرمات مشقشقا وإذ أنهى الشهر الكريم نصيحته للمسلمين بالعودة إلى دينهم ليعود لهم عزهم وكرامتهم كان رحيله حتما مقضيا ليأتي العيد بجماله في الظواهر والضمائر. يتبع
__________________
|
#76
|
||||
|
||||
![]() رمضان فى عيون الادباء
__________________
|
#77
|
||||
|
||||
![]() رمضان فى عيون الادباء أمل السماء (قصيدة) يس الفيل تَتَغَيَّرُ الدُّنْيَا.. وَلا تَتَغَيَّرُ وَمَدَى الزَّمَانِ تَجِيءُ، لا تَتَأَخَّرُ فِي كُلِّ عَامٍ أَنْتَ أَكْرَمُ زَائِرٍ لِلأَرْضِ، تَهْدِي مَنْ بِهَا يَتَعَثَّرُ لَكِنَّنَا.. وَالظُّلْمُ يَفْتَرِشُ الرُّبَى وَنُفُوسُنَا مِمَّا تَرَى تَتَحَسَّرُ لَمْ نَدْرِ كَيْفَ إِلَى التَّسَامِي نَهْتَدِي وَالأَقْوِيَاءُ عَلَى الضِّعَافِ تَجَبَّرُوا * * * رَمَضَانُ.. يَا شَهْرَ التَّحَرُّرِ، لَيْتَنَا مِنْ جَاهِلِيَّةِ فِكْرِنَا نَتَحَرَّرُ رَمَضَانُ تَأْتِي وَاللَّظَى يَغْتَالُنَا وَالحُبُّ فِي جَنَبَاتِنَا يَتَكَسَّرُ وَالظُّلْمُ يَفْتِكُ بِالأَحِبَّةِ، وَالمَدَى مِمَّا يَرَاهُ، عَلَى المَدَى يَتَفَجَّرُ وَالجُوعُ يَفْتَرِسُ العِبَادَ، فَتَرْتَمِي كُتَلاً مَوَاكِبُهُمْ، هُنَا تَتَضَوَّرُ وَخَزَائِنُ الأَمْوَالِ خَلْفَ سُدُودِهَا بِضَرَاوَةِ الحِرْمَانِ.. لا تَتَأَثَّرُ * * * حَتَّامَ يَا رَمَضَانُ يَصْرُخُ جَائِعٌ وَيَئِنُّ ظَمْآنٌ .. وَيَسْقُطُ مُعْسِرُ؟ الصَّوْمُ فِيكَ فَرِيضَةٌ، وَلِحِكْمَةٍ شُرِعَ الصِّيَامُ لِعَالَمٍ يَتَدَبَّرُ لَكِنَّنَا.. وَالنَّفْسُ مَالَ بِهَا الهَوَى نَعْدُو .. وَلَكِنَّ الخُطَى تَتَقَهْقَرُ فَإِلَى مَتَى هَذَا الضَّلالُ وَعَالَمِي رَغْمَ الغَوَايَةِ بِالهِدَايَةِ أَجْدَرُ؟ رَمَضَانُ يَا أَمَلَ السَّمَاءِ لأُمَّةٍ بِكَ لَمْ تَزَلْ عَبْرَ المَدَى تَسْتَبْشِرُ ثَبِّتْ عَلَى التَّقْوَى قُلُوبَ أَحِبَّتِي وَامْنَحْ هُدَاكَ لِعَالَمٍ يَتَدَهْوَرُ وَاهْدِ الهُدَاةَ إِلَى مَرَافِئِ دِينِهِمْ وَاحْفَظْ خُطَاهُمْ فِي الطَّرِيقِ لِيَعْبُرُوا وَاحْمِلْ إِلَى مَلأِ السَّمَاءِ تَحِيَّةً مِنْ أُمَّةٍ بِصِيَامِهَا تَتَطَهَّرُ مَا زِلْتَ يَا رَمَضَانُ أَكْرَمَ زَائِرٍ لِلأَرْضِ، تَهْدِي مَنْ بِهَا يَتَعَثَّرُ وَلَسَوْفَ تَبْقَى فَرْحَةً أَبَدِيَّةً لَيْسَتْ تُمَلُّ، وَإِنْ تَكُنْ تَتَكَرَّرُ * * *
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 17 ( الأعضاء 0 والزوار 17) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
••• جميع المشاركات والآراء المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع ••• |
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |