القدس قضية أمة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 187 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28432 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60058 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 833 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          من تستشير في مشكلاتك الزوجية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          فن إيقاظ الطفل للذهاب إلى المدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > فلسطين والأقصى الجريح

فلسطين والأقصى الجريح ملتقى يختص بالقضية الفلسطينية واقصانا الجريح ( تابع آخر الأخبار في غزة )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-05-2023, 10:54 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي القدس قضية أمة



القدس قضية أمة (1)









كتبه/ سامح بسيوني

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فالله -عز وجل- له الحكمة التامة في قضائه وقدره، خيره وشره؛ فله الحكمة البالغة في تداول الأيام بين المسلمين وأعدائهم، وفي تقدير البلاء عليهم بتسلط أراذل البشر من اليهود على مقدساتهم، فالله -عز وجل- ليس من صفاته ولا من أفعاله شر أبدًا، بل إن ما يخلقه من الشر يترتب عليه بحكمته أنواع من الخير لا يحصيها سواه، فالخير كله في يديه، والشر ليس إليه.

قال الله -تعالى-: (وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ، وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ) (آل عمران:140).

فبيَّن الحكمة من تقدير البلاء والإدالة على المؤمنين، من تمحيص لهم وتبيين لصدق ما يحملونه في قلوبهم من محبة لدينهم، وحرص على عزة أمتهم بتحرير مقدساتها، وعلى رأسها: "المسجد الأقصى الأسير"؛ لا سيما أن المسجد الأقصى يعد عَبْر كل العصور مقياسًا لقوة المسلمين أو ضعفهم، وهو هدية الله لهم دائمًا إن عادوا إلى دينهم، وحرصوا على إصلاح أنفسهم ومجتمعاتهم، كما قال -تعالى-: (‌وَلَقَدْ ‌كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) (الأنبياء:105).

لذا فمِن الواجب علينا -إن كنا صادقين- في هذه المرحلة تجاه قضية القدس والمسجد الأقصى عدة أمور:

أولًا: إدراك طبيعة الصراع:

فأرض فلسطين أرض عربية إسلامية لا يحق لأحدٍ -كائنًا من كان- أن يفرط فيها أو يتنازل عنها، وقضية المسجد الأقصى هي قضية عقدية عند كل مسلمي العالم، وليست قضية المقدسيين أو الفلسطينيين وحدهم، والمسجد الأقصى هو حق المسلمين الخالص وليس لليهود أي حق فيه -كما يزعمون!-؛ فهو أول قبلة للمسلمين، وثاني مسجد بعد الكعبة وقد بناه آدم -عليه السلام-، وجدد بناءه نبي الله سليمان -عليه السلام-، كما أن الكعبة قد أقام قواعدها آدم -عليه السلام- ورفع بنيانها إبراهيم وإسماعيل -عليهما السلام-.

وقد أُسري بالنبي -صلى الله عليه وسلم- إليه، وصلى فيه بالأنبياء كلهم إيذانًا بأنه صار إرثًا خالصًا لخاتم النبيين وأمته من بعده؛ فأمة الإسلام هي الأمة الوحيدة التي تؤمن بجميع الأنبياء بخلاف اليهود والنصارى، وهي أحق الأمم بهذا الإرث، فالقضية عقدية في المقام الأول عند المسلمين، وليس الأمر أنها مجرد أرض يتنازل عنها الناس أو لا يتنازلون، بل هي دِين ودَين في الرقاب.

كما أنها أيضًا قضية دينية عند اليهود أنفسهم، فهي الأرض الموعودة عندهم اللازمة لإقامة المشروع الصهيوني الذي يرتكز على إقامة هيكل سليمان على أنقاض المسجد الأقصى كشرط لإقامة دولة إسرائيل الكبرى (من النيل للفرات) وعاصمتها القدس، والتي سيتحقق بها عندهم نبوءة نزول المسيح، وحكم العالم -كما يزعمون-، كما في التلمود المحرف عندهم.

وقد كان لـ"موشى ديان" مقولة مشهورة في ذلك لأتباعه يقول فيها: "إذا كنا نعتبر أنفسنا أننا شعب التوراة؛ فلا بد من امتلاك أراضي التوراة أيضًا".

فالصراع بوضوح مع اليهود في المقام الأول صراع عقدي؛ علاوة على ما يمارسونه من إجرام واحتلال لأراضينا، وسفك لدمائنا، وتدنيس لمقدساتنا.

ثانيًا: ضرورة معرفة طبيعة العدو:

فاليهود أهل غدر، وليسوا أهل سلام؛ فهم قتلة للأنبياء، يقتلون الأطفال والنساء والشيوخ بدم بارد، لا يرقبون في مؤمن إلًّا ولا ذمة، يرون أنفسهم فوق البشر، ويستحلون قتل غيرهم واستعبادهم كما جاء ذلك في كتبهم، وعلى ألسنة حاخاماتهم:

- فقد افتَرَوا أن في التوراة -المحرفة- بيان أفضليتهم على غيرهم من الشعوب، كما في هذا النص: "ولكن الرب إنما التصق بآبائك ليحبهم، فاختار من بعدهم نسلهم، الذي هو أنتم فوق جميع الشعوب".

- ودعوا إلى القتل وسفك الدماء مثل ما نسبوه إلى النبي حزقيال: "لا تشفق أعينكم، ولا تعفوا عن الشيخ والشاب والعذراء والطفل والنساء، واقتلوا للهلاك".

- وكذلك ما يتناقلونه مِن نصوصٍ في توراتهم، مثل: "العدل أن يقتل اليهودي بيده كافرًا؛ لأن مَن يسفك دم الكافر يقدم قربانًا لله، ومَلعونٌ مَنْ يَمنَعُ سَيفَهُ عَنِ الدم" (سفر إرميا)، "وأخذوا المدينة وحرموا كل ما في المدينة -أي: قتلوهم- من رجل وامرأة، من طفل وشيخ، حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف" (سفر يشوع).

- وجاء في سفر التثنية: "وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك؛ فاضرب جميع ذكورها بحد السيف، وأما النساء والأطفال والبهائم، وكل ما في المدينة غنيمتها فتغتنمها لنفسك، وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الرب إلهك، هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جدًّا، التي ليست في مدن هؤلاء الأمم هنا، أما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيبًا، فلا تستبقِ منهم نسمة، بل تُحرمها تحريمًا: الحثيين، والأموريين، والكنعانيين، والفرزيين، والحويين، واليبوسيين، كما أمرك الرب إلهك".


- وجاء في سفر التثنية أيضًا: "فضَرْبًا تضربُ سُكان تلك المدينة بحدِّ السيفِ، وتُحرمُها بكلِّ ما فيها مع بهائمها بحدِّ السيفِ، واجْمَع كل أمتعتها إلى وسطِ ساحتها، وتحرق بالنار المدينة وكل أمتعتِها كاملة للرب إلهك، فتكون تلًّا إلى الأبد لا تُبنى بعدُ".

وللحديث بقية -إن شاء الله-.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 17-05-2023, 07:39 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي رد: القدس قضية أمة

القدس قضية أمة (2)






كتبه/ سامح بسيوني

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فمِن أقوال بعض رؤوس شياطين اليهود في بيان حقيقة أمرهم بألسنتهم:

- قال الحاخام الأكبر للكيان اليهودي "إبراهام شابير" -في رسالة وجَّهها لمؤتمر شبابي صِهْيَوْني، عقد في "بروكلين" في الولايات المتحدة-: "نريد شبابًا يهوديًّا قويًّا أو شديدًا، نريد شبابًا يهوديًّا يدرك أن رسالته الوحيدة هي تطهير الأرض من المسلمين الذين يريدون منازعتنا في أرض الميعاد، يجب أن تُثبِتوا لهم أنكم قادرون على اجتثاثهم مِن الأرض، يجب أن نتخلَّص منهم كما يتم التخلص من الميكروبات والجراثيم".

- وصرَّح الحاخام "مردخاي إلياهو" -الحاخام الشرقي الأكبر للكيان الصِّهْيَوْني سابقًا- في خطاب أمام عددٍ من منتسبي المدارس الدينية العسكرية: "لنا أعداء كثيرون، وهناك مَن يتربَّص بنا وينتظر الفرصة للانقضاض علينا، وهؤلاء بإمكاننا -عبر الإجراءات العسكرية- أن نواجههم، لكن ما لا نستطيع مواجهته هو ذلك الكتاب الذي يسمونه: "قرآن"؛ هذا عدونا الأوحد، هذا العدو لا تستطيع وسائلنا العسكرية مواجهته".

- وقال الحاخام "إسحاق بيريتس" أمام عددٍ من المجندين الجدد: "إذا استمر ارتفاع الأذان الذي يدعو المسلمين للصلاة كل يوم خمس مرات في القاهرة وعمان والرباط، فلا تَتَحَدَّثُوا عن السلام".

فهذه هي حقيقتهم بألسنتهم، وهي كما أخبر الله -عز وجل- عنهم في كتابه من قبل وجودهم واحتلالهم لأراضي القدس الشريف، حيث قال -تعالى- في وصف اليهود: (وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ) (البقرة:6?).

فالمقصود أن اليهود ليسوا أهل سلام -كما يدَّعون!-، ولا يبحثون عن مجرد حق إقامة دولة لهم -كما يزعمون-؛ فلو كان ذلك كذلك لرضوا بما مُنِح لهم في سلام وأمان من وطنٍ منحهُ لهم (ستالين) في عشرينيات القرن العشرين؛ حيث منح اليهود وطنًا في أقصى الشرق الروسي، فأنشأ لهم رسميًّا مقاطعة يهودية تتمتع بحكم ذاتي، وعاصمتها مدينة بيروبيجان؛ حيث تعتبر بيروبيجان مقاطعة يهودية مهجورة الآن تقع على بعد 5000 كيلومتر شرق العاصمة الروسية موسكو، فهي أول أرض تجمَّع فيها اليهود من جميع أنحاء العالم في عام 1928م، أي: قبل إعلان قيام دولة إسرائيل بحوالي 20 عامًا، لكنهم هجروها إلى أراضي الفلسطينيين.

وقصة هذه المقاطعة -كما جاءت في كتب التاريخ الحديث-: أن ستالين أرسل إلى الولايات المتحدة و أوروبا مبعوثين من طرفه، يحملون لليهود ولحكومات الدول التي يعيشون فيها رسالة واضحة ومحددة، وهي: أن ستالين -ولأول مرة في تاريخ الدولة البلشفية- يعترف بالوضع الخاص لليهود، وقد قرر منحهم جمهورية مستقلة ذاتيًا يبنون فيها كيانهم الذاتي وشخصيتهم المستقلة، مع السماح لهم بإنشاء مدارسهم الخاصة يتعلمون فيها لغة (البديتش)، وما جعل رسالة هؤلاء المبعوثين أكثر جدية وإقناعًا أنهم كانوا يحملون ألبومات من الصور يظهر فيها يهود بيروبيجان وهم يعملون فوق الجرارات الزراعية في حقولهم، وتظهر ابتسامات أطفالهم واسعة وهم يلهون في مدارس تحمل أسماء عبرية، وفوق كل هذا فقد أضاف ستالين "مكرمة" جديدة، وهي منح كل يهودي عند وصوله إلى بيروبيجان للاستقرار فيها مبلغ 600 روبل -وهو مبلغ كبير بمقاييس ذلك الزمان- يعينه على بناء حياته الجديدة في جمهوريته الذاتية، وبالفعل جاء إليها اليهود من جميع أنحاء العالم ليعيشوا فيها؛ فقد جاء يهود مِن: الأرجنتين، وفنزويلا، ومن سان فرانسيسكو بحثًا عن معيشة أفضل، لكن سرعان ما بدأت هجرة اليهود من بيروبيجان إلى فلسطين، حيث قامت أغنى المؤسسات في بيروبيجان، وهي: مؤسسة (سوكنوت) -وهي فرع من الوكالة اليهودية- بتوفير مساعدة سخية لتشجيعهم على الهجرة إلى فلسطين المحتلة.

فظهر حينها جليًّا أن الحركة الصهيونية تلقَّت مشروع (بيروبيجان) بالقبول على أن يكون محطة وتجربة من أجل الوطن المستقل لهم، وهو فلسطين المنوي اغتصابها، ولا بديل عنها.

وقد عبر عن هذا الموقف -لحظة إعلان ستالين القرار- من رئيس المنظمة الصهيونية يومها (وايزمان) الذي قال: "نبارك هذا المشروع ونحييه؛ ليس بديلًا عن التفكير في إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، بل باعتباره تجربة أولى لفكرة الوطن القومي اليهودي!".

فالخلاصة: أنهم ليسوا أهل سلام، والصراع معهم صراع قائم إلى قيام الساعة كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: (‌لَا ‌تَقُومُ ‌السَّاعَةُ ‌حَتَّى ‌يُقَاتِلَ ‌الْمُسْلِمُونَ ‌الْيَهُودَ ‌فَيَقْتُلُهُمُ ‌الْمُسْلِمُونَ، حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ، يَا عَبْدَ اللهِ، هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ، إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ) (رواه مسلم).

ولن ينتهي الصراع مع اليهود بالسلام، بل هو قائم الى قيام الساعة؛ فتكون لنا الدولة عليهم مرة فيصيبهم الذل والمهانة، وتكون لهم الدولة علينا مرة حينما نبتعد عن ديننا وشريعتنا، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ، وَتَرَكْتُمُ الْجِهَادَ، ‌سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ‌ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى ‌دِينِكُمْ) (رواه أبو داود، وصححه الألباني)، وهكذا الدولة لهم مرة والدولة لنا مرة -وليس شرطًا أن اليهود سيظلون محتلين للمسجد هذا الاحتلال الحالي إلى آخر الزمان، فقد يخرجون ونهزمهم ثم يعودون مرة أخرى حتى يأذن الله في قيام المعركة الكبرى مع وقوع ملاحم آخر الزمان، والتي ستكون الغلبة فيها للمسلمين، كما في الحديث السابق: (فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ، يَا عَبْدَ اللهِ، هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ، إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ).


ولا بد أن نعي أيضًا: أن هذه العقود والاتفاقيات التي قد تُعقد هنا أو هناك مع يهود هي عقود مؤقتة -أو مطلقة بالتعبير الشرعي- مهما طالت، لن تغير من الأمر شيئًا؛ إلا ما تحققه مِن مراعاة مصالح المسلمين طبقًا لموازين القدرة والعجز، والقوة والضعف الحالية.

وللحديث بقية -إن شاء الله-.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 05-06-2023, 03:20 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي رد: القدس قضية أمة

القدس قضية أمة (3)



كتبه/ سامح بسيوني

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد تكلمنا في المقالات السابقة عن حقيقة الصراع بين المسلمين واليهود، وأنه سيظل قائمًا إلى قيام الساعة؛ لأن اليهود أهل بغي وغدر وعدوان، وهذه العقود والاتفاقيات التي قد تُعقد هنا أو هناك مع يهود هي عقود مؤقتة -أو مطلقة بالتعبير الشرعي- مهما طالت؛ لن تغير من الأمر شيئًا إلا ما تحققه مِن مراعاة مصالح المسلمين طبقًا لموازين القدرة والعجز، والقوة والضعف الحالية.

ولذلك لا بد من إدراك أن الطريق ما زال طويلًا:

فالمكر بالأمة ما زال متتابعًا، وحب الدنيا وشهواتها ما زال جاثمًا على صدور كثيرٍ مِن أبناء الأمة، والانحرافات الفكرية ما زالت متغلغلة في عقول الكثير من النُّخَب الليبرالية، أو الجماعات التكفيرية المنحرفة، أو أصحاب التوجهات الخرافية، والواجب علينا -إن كنا ندرك ذلك- أن نعمل على مسارين: مسار إستراتيجي مستمر، ومسار وقتي حالي.

أما المسار الإستراتيجي؛ فالتحرك فيه بعِدَّة أمورٍ، منها:

1- العمل على تقوية الأمة في مراحل ضعفها -بإصلاح الفرد والأسرة والمجتمع، ومِن ثَمَّ الدولة فالأمة-: بنشر مفاهيم الإسلام والإيمان والإحسان؛ فذلك من أجلِّ العبادات وأعظم القربات، ومِن مراتب الجهاد التي يُتقرَّب بها إلى الله.

2- الحرص على تربية وبناء الجيل القادم من أبناء المسلمين على معانٍ ثابتة ولازمة مِن:

- ترسيخِ صدق اللجوء إلى الله في النفوس.

- حسن التمسك والاعتزاز الدائم بشعائر الإسلام الظاهرة والباطنة في قوة وعزة وإيمان.

- سعي دائم ومستمر لتحصيل مقومات التقدم العلمي والتقني والإنساني، اللازمة لبناء العمران، وامتلاك القوة الرادعة لمن تسوِّل له نفسه العدوان.

- العمل على استمرارية نشر قضايا الأمة الرئيسية بين الأجيال، مع دوام النصح المتتابع لهذا الجيل الحالي الذي غابت عنه كثيرٌ من المفاهيم المنهجية الصحيحة اللازمة لتحصيل أسباب النصر والتمكين، من: ضرورة صحة الاعتقاد، وفهم ضوابط العقيدة الإسلامية في الولاء والبراء، ومسائل الإيمان والكفر، أو في بيان أنواع الجهاد ومراتبه وضوابطه، وفقه المصالح والمفاسد اللازمة في السياسة الشرعية.

3- السعي والعمل والحرص على حفظ بلاد المسلمين من التشرذم والتقسيم المخطط لها؛ فالفوضى والتشرذم لا يزيدنا إلا ضَعْفًا -بخلاف ما يراه الثوريون والتكفيريون الذين يسعون إلى الفوضى، وهدم القائم، وتقسيم المُقسَّم!-، وقد رأينا بأنفسنا أثر ذلك من إضعافٍ للأمة بعد ما حدث في ليبيا، وسوريا، واليمن، والعراق.

4- العمل على امتلاك قرارتنا السياسية طبقًا لمصالح أمتنا الخالصة، والتي لن تكون إلا باعتمادنا علي أنفسنا بتنمية علمية واقتصادية مستدامة توفِّر لشعوبنا حاجتها المطلوبة، وتمكننا من زراعة أرضنا، وبناء مصانعنا، وصناعة أسلحتنا لنستطيع تحرير مقدستنا والحفاظ عليها في أيدينا.

أما المسار الوقتي الحالي فيتمثَّل في:

- نشر القضية في كلِّ الوسائل الإعلامية، وبين كل الأفراد، وعلى كل المستويات، وفي كل المجتمعات العربية الإسلامية والغربية بجميع اللغات المتاحة؛ لدحض شبهات اليهود حول أحقيتهم في تلك الأراضي الإسلامية المقدسة، وبيان أفعالهم الإجرامية.

- الحرص على إبقاء القضية بصورتها العقدية حية باستمرار، والحذر من الهجمات المُمنهجة من المُطبِّعين، والتي تُدار بمكر ودهاء، وطرق عديدةٍ، منها: محاولة تسطيح القضية، أو تحويلها لمجرد قضية إنسانية، أو قضية أرض، أو قضية فصيل سياسي دون آخر.

وللحديث بقية -إن شاء الله-.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 05-06-2023, 03:22 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي رد: القدس قضية أمة

القدس قضية أمة (4)



كتبه/ سامح بسيوني

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فما زال الحديث موصولًا عن المسار الوقتي الحالي الذي علينا أن نسير فيه في صراعنا مع يهود؛ لنؤدي ما علينا تجاه قضية القدس، ومن ذلك:

- العمل على دعم المقاومة الفلسطينية وأهل فلسطين بكلِّ المتاح مِن عدة وعتاد، مِن الدول العربية السنية، مع الحذر كل الحذر مِن ترك الدفة في أيدي الروافض يحركونهم كيفما شاءوا؛ طبقًا لمخططاتهم الخبيثة تحت غطاء الدعم والإعانة، فعَبْر التاريخ الإسلامي كان الروافض والباطنيون هم الخنجر المسموم في ظهر الأمة الإسلامية؛ مهما أظهروا من مودةٍ لبعض أمرائهم في بعض أمرهم؛ فحالهم دائمًا كان كحصان طروادة الذي يمر الأعداء به إلى عمق الأمة ومصدر قوتها، والمتمثِّل في عقيدتها ليدمروها من داخلها، فهم يخدعون العديد من أبناء الأمة بتقيتهم وبعض أفعالهم المصلحية الخادعة.

والعجيب في ذلك عند مَن يتأمل التاريخ: أن فتح بيت المقدس لم يتم عبر التاريخ إلا بعد القضاء على الشيعة الروافض، أو إضعاف تأثيرهم؛ ففي عهد صلاح الدين الأيوبي، وبالرغم من المحاولات العديدة التي تمت قبله في عصر عماد الدين زنكي، ونور الدين محمود؛ إلا أنه لم يتم فتح بيت المقدس إلا بعد أن تم القضاء على الفاطميين الباطنيين -الروافض في الظاهر- حيث كانوا هم أكبر الخائنين للأمة؛ بتعاونهم السري مع الصليبيين ضد إمارات أهل السنة من المسلمين؛ لذا فالحذر واجب على أي عاقل صادق يسعي بجدٍّ إلى عودة بيت المقدس والمسجد الأقصى لأحضان المسلمين، أن يُخدع مِن هؤلاء الروافض الملاعين الذين يسبون أمهات المؤمنين، ويكفرون أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، وعلى رأسهم: أبو بكر الصديق، وأمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما-؛ الفاتح الأول للقدس الشريف، وما مجازر حركة أمل الشيعية في مخيمات الفلسطينيين في جنوب لبنان عنا ببعيدٍ!

والجدير بالذكر هنا أيضا: أن ننتبه إلى أن التعاملات السياسية التي قد تكون أو تُضطر إليها بعض حكومات الدول الإسلامية السنية مع إيران -دولة الروافض- وأتباعها في أي مكان بحكم العلاقات الدولية؛ لا يجب أبدًا أن تكون -أعني تلك التعاملات السياسة- سبيلًا للسماح لهم بتغيير عقيدة الأجيال من أبناء أهل السنة من المسلمين عبر استخدامهم لتقيتهم ووسائلهم الخبيثة المصلحية، أو تكون مبررًا لمدح هؤلاء الروافض إعلاميًّا وتزكيتهم عند الأجيال، فهؤلاء خطرهم وخطر يهود على السواء، بل خطورتهم أكثر نكاية في أهل السنة؛ لأن عداوة اليهود الكفار الأصليين معلومة للجميع، أما هؤلاء فيتدثرون بتقيتهم تحت سماء المسلمين، فيخدعون بذلك المغيبين العاطفيين أو الميكافليين من أبناء المسلمين.

- من الواجبات الحالية أيضًا: أن نبث الأمل في النفوس، ونبذل كل ما في أيدينا من سبل الإصلاح؛ فمن أحسن التصرف فيما في يديه؛ رزقه الله ما لم يكن يقدر عليه، بعيدًا عن اليأس والبكاء بلا عملٍ، فتلك صنعة البطالين.

وفي الختام:

فإننا إن قمنا بواجبنا كما بيَّنَّا بعضًا منه عاليه؛ حينئذٍ ستعود القدس محرَّرة عزيزة أبية لديار المسلمين؛ فذاك وعد الله الموعود لمَن حقق الشروط، حيث قال -تعالى-: (‌وَلَقَدْ ‌كَتَبْنَا ‌فِي ‌الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) (الأنبياء: 105).

فالقدس سـتعود...

سـتعود بجيل يحقق العبودية التامة لرب العالمين.

ستــعود حتما...

بجيل لا يخاف إلا الله، ولا يرجــو إلا رضـاه.

نعم ســتعود...

بجيل تربَّى على حبِّ الدِّين، وحفظ الأوطان، ونصرة المسلمين.

سنعودُ والأجيـــالُ تُـصغِـي إلى وَقع الخُطى عند الإياب

ونُحيي ليــلة العيدينِ فيهـا ونَدخل قـدسنا مِن كـلِّ بـاب

نسأل الله أن يرزقنا صلاة في المسجد الأقصى محرَّرًا عزيزًا في أيدي المسلمين.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 88.92 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 85.61 كيلو بايت... تم توفير 3.31 كيلو بايت...بمعدل (3.72%)]