|
رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() "جاءكم شهر رمضان" نورة سليمان عبدالله قال الحافظ ابن رجب في (لطائف المعارف): "وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يبشِّر أصحابه بقدوم رمضان؛ كما خرجه الإمام أحمد والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم يبشِّر أصحابه يقول: قد جاءكم شهر رمضان؛ شهرٌ مبارك، كتب الله عليكم صيامه، فيه تُفتح أبواب الجِنان، وتُغلق فيه أبواب الجحيم، وتُغل فيه الشياطين، فيه ليلةٌ خير من ألف شهر، من حُرم خيرَها، فقد حُرم)). ((شهر مبارك))؛ فيكثر الخير فيه، وهذا إخبار بكثرة خيره الحسي والمعنوي. التهنئة بالنِّعم الدينية والدنيوية أيضًا أمر مشروع، لا حرج فيه؛ وفي حديث توبة كعب بن مالك رضي الله عنه: "فيتلقاني الناس فوجًا فوجًا، يهنُّوني بالتوبة، يقولون: لِتهْنِك توبة الله عليك"؛ قال ابن القيم في (زاد المعاد) تعليقًا على حديث توبة كعب: "وفيه دليل على استحباب تهنئة من تجددت له نعمة دينية"، وقال ابن باز رحمه الله: "كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يفرحون به، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بذلك، فإذا فرح به المسلمون، واستبشروا به، وهنأ بعضهم بعضًا في ذلك، فلا حرج في ذلك، كما فعله السلف الصالح؛ لأنه شهر عظيم ومبارك، يفرح به؛ لِما فيه من تكفير السيئات، وحط الخطايا، والمسابقة إلى الخيرات في أعمال صالحات أخرى". وقال الشيخ السعدي رحمه الله: "هذه المسائل وما أشبهها مبنية على أصل عظيم نافع؛ وهو أن الأصل في جميع العادات القولية والفعلية الإباحةُ والجواز، فلا يحرَّم منها ولا يُكره إلا ما نهى عنه الشارع، أو تضمن مفسدة شرعية، وهذا الأصل الكبير قد دلَّ عليه الكتاب والسنة في مواضع." والواقع أن الناس لم يقصدوا التعبُّد بها، وإنما هي عوائدُ وخطابات وجوابات جرت بينهم في مناسبات لا محذور فيها، بل فيها مصلحةُ دعاء المؤمنين بعضهم لبعض بدعاء مناسب، وتآلف القلوب كما هو مشاهَد. قال الإمام أحمد رحمه الله: "ولا بأس أن يقول الرجل للرجل يوم العيد: تقبل الله منا ومنك". فإذا كانت التهنئة بالعيد هذا حكمها، فإن جوازها في دخول شهر رمضان الذي هو موسم من أعظم مواسم الطاعات، وتنـزُّل الرحمات، ومضاعفة الحسنات، والتجارة مع الله، من باب أولى. فهذا الشهر الفضيل ((تُفتح فيه أبواب الجنة، وتُغلق فيه أبواب الجحيم))، والفتح والغلق المذكوران هما على الحقيقة؛ إكرامًا من الله لعباده في هذا الشهر، وقيل: إن غلق أبواب النار معناه مزيد غلق كل مسلك من مسالك الشر، وإن فتح أبواب الجنة هو مزيد فتح كل مسلك من مسالك الخير، ((وتُغل فيه مَرَدة الشياطين))؛ أي: تُشَد الأغلال والسلاسل على مردة الجن، وهم رؤساء الشياطين المتجردون للشر، أو هم العُتاة الشِّداد من الجن، والحكمة من تغليلهم حتى لا يعملوا بالوساوس للصائمين، ويُفسدوا عليهم صومهم، ((وفيه ليلة هي خير من ألف شهر))؛ وهي ليلة القدر. اللهم بلغنا رمضان، وأعنَّا على صيامه وقيامه على الوجه الذي يُرضيك عنا. اللهم بلغنا رمضان وأنت راضٍ عنا، اللهم أهلَّ هلاله علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، اللهم سلمنا لرمضان وسلم رمضان لنا، وتقبله منا يا رب العالمين. والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |