تدبر آية من القرآن - الصفحة 2 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الاعتكاف والنقلة الإيجابية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          قيمة العلماء في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          جُهْدُ اَلطَّاقَةِ فِي بِرِّ الْأُمِّ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          اغتنموا يوم الجمعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          صور من محن علماء المسلمين عبر التاريخ ..... يوميا فى رمضان . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 20 - عددالزوار : 2769 )           »          تأملات قرآنية وتدبرية .....يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 20 - عددالزوار : 2424 )           »          المجموع شرح المهذب للنووي(كتاب الصيام)يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 20 - عددالزوار : 2272 )           »          مواعظ رمضانية... يوميا فى شهر رمضان المبارك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 20 - عددالزوار : 2937 )           »          الهمم الشبابية العالية والنفحات الإلهية والإيمانية في رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 20 - عددالزوار : 2798 )           »          أكلات رمضانية شهية بالصور والمقادير --- وصفات وأطباق رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 20 - عددالزوار : 2017 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 10-03-2025, 04:38 PM
امانى يسرى محمد امانى يسرى محمد غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Mar 2022
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 37
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تدبر آية من القرآن

خواتيم سورة البقرة: فضائل وفوائد
الشيخ د محمود بن أحمد الدوسري

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَتُرِيدُونَ أَنْ تَقُولُوا كَمَا قَالَ أَهْلُ الْكِتَابَيْنِ مِنْ قَبْلِكُمْ: سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا؟، بَلْ قُولُوا: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ". قَالُوا: "سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ". فَلَمَّا اقْتَرَأَهَا الْقَوْمُ؛ ذَلَّتْ بِهَا أَلْسِنَتُهُمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي إِثْرِهَا: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ... وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ)[الْبَقَرَة: 285]؛ فَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ نَسَخَهَا اللَّهُ -تَعَالَى-، فَأَنْزَلَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ-: (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا...)[الْبَقَرَة: 286]"(رَوَاهُ مُسْلِمٌ).

قَدْ خَتَمَ اللَّهُ -تَعَالَى- سُورَةَ الْبَقَرَةِ بِآيَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ، لَهُمَا خَصَائِصُ جَلِيلَةٌ، وَفَضَائِلُ مُبَارَكَةٌ، فَمِنْ هَذِهِ الْفَضَائِلِ:
1- أَنَّهُمَا لَمَّا نَزَلَتَا فُتِحَ بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ، فَنَزَلَ مِنْهُ مَلَكٌ إِلَى الْأَرْضِ، لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ، فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَقَالَ: "أَبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيتَهُمَا، لَمْ يُؤْتَهُمَا نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الْكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ مِنْهُمَا إِلَّا أُعْطِيتَهُ"(رَوَاهُ مُسْلِمٌ).



2- لَمْ يُعْطَهَا أَحَدٌ قَبْلَ نَبِيِّنَا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؛ لِقَوْلِهِ: "أُعْطِيتُ خَوَاتِيمَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ مِنْ بَيْتِ كَنْزٍ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ، لَمْ يُعْطَهُنَّ نَبِيٌّ قَبْلِي"(صَحِيحٌ: رَوَاهُ أَحْمَدُ).
3- إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أُعْطِيَ خَوَاتِيمَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي السَّمَاءِ؛ لَمَّا عُرِجَ بِهِ. (رَوَاهُ مُسْلِمٌ).
4- قَوْلُهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ كِتَابًا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بِأَلْفَيْ عَامٍ، أَنْزَلَ مِنْهُ آيَتَيْنِ خَتَمَ بِهِمَا سُورَةَ الْبَقَرَةِ، وَلَا يُقْرَآنِ فِي دَارٍ ثَلاثَ لَيَالٍ فَيَقْرَبُهَا شَيْطَانٌ"(صَحِيحٌ: رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ).
5- قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ قَرَأَ بِالْآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ؛ كَفَتَاهُ"(رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ). قَالَ النَّوَوِيُّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: "قِيلَ: مَعْنَاهُ: كَفَتَاهُ مِنْ قِيَامِ اللَّيْلِ، وَقِيلَ: مِنَ الشَّيْطَانِ، وَقِيلَ: مِنَ الْآفَاتِ، وَيَحْتَمِلُ: مِنَ الْجَمِيعِ".
قَالَ -تَعَالَى-: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ)[الْبَقَرَةِ: 285]؛ أَخْبَرَ اللَّهُ -تَعَالَى- عَنْ نَبِيِّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَدْ آمَنَ، وَحُقَّ لَهُ أَنْ يُؤْمِنَ، كَيْفَ لَا؛ وَهَذِهِ الْمُعْجِزَاتُ وَالْآيَاتُ الْبَيِّنَاتُ يَسْمَعُهَا، وَيَرَاهَا تَتْرَى؟ وَكَذَلِكَ الْمُؤْمِنُونَ تَابَعُوهُ وَآمَنُوا.

وَفِي هَذِهِ الْآيَةِ مِنَ الْفَوَائِدِ:
1- إِثْبَاتُ عُلُوِّ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ.
2- تَكْلِيفُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِالْإِيمَانِ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ يَقْتَضِي تَحَمُّلَهُ أَعْبَاءَ الرِّسَالَةِ، وَقِيَامَهُ بِالتَّبْلِيغِ وَالْعَمَلِ.
3- أَنَّ الْمُؤْمِنِينَ تَبَعٌ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
4- كُلَّمَا زَادَ الْإِيمَانُ؛ زَادَ الِاتِّبَاعُ.
5- فَضْلُ أَرْكَانِ الْإِيمَانِ الْمَذْكُورَةِ.
6- وُجُوبُ الْإِيمَانِ بِالرُّسُلِ وَالْكُتُبِ عَلَى وَجْهِ الْإِجْمَالِ؛ وَإِنْ لَمْ نَعْرِفْ كُلَّ التَّفَاصِيلِ.
7- يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ الْمُؤْمِنُونَ عَلَى قَلْبٍ وَاحِدٍ، وَنَهْجٍ وَاحِدٍ.
8- تَوَاضُعُ الصَّحَابَةِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ- لِلَّهِ -تَعَالَى-؛ لَمَّا ذَلَّتْ أَلْسِنَتُهُمْ بِقَوْلِهِمْ: (سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا).
9- السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ سِمَةٌ عَظِيمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ.
10- النَّاسُ أَصْنَافٌ عِنْدَ سَمَاعِهِمْ؛ فَمِنْهُمْ: مَنْ سَمِعَ وَلَا يُطِيعُ؛ فَهُوَ مُعْرِضٌ. وَمِنْهُمْ: مَنْ لَا يَسْمَعُ وَلَا يُطِيعُ؛ فَهُوَ مُسْتَكْبِرٌ. وَمِنْهُمْ: مَنْ يَسْمَعْ وَيُطِيعُ؛ وَهُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا.
11- التَّوَسُّلُ إِلَى اللَّهِ بِالْعَمَلِ الصَّالِحِ؛ مِنَ السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ –قَبْلَ السُّؤَالِ وَالدُّعَاءِ– وَهَذَا أَدْعَى لِقَبُولِ الدُّعَاءِ وَالْإِجَابَةِ.
12- اسْتِسْلَامُ الْعَبْدِ لِلَّهِ مِنْ أَسْبَابِ ثَنَاءِ اللَّهِ عَلَيْهِ، وَالتَّخْفِيفِ عَنْهُ؛ لِأَنَّ الصَّحَابَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ- لَمَّا اسْتَسْلَمُوا بِقَوْلِهِمْ: (سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا)؛ ذَكَرَ اللَّهُ حَالَهُمْ فِي هَذِهِ الْآيَةِ، وَأَنْزَلَ التَّخْفِيفَ فِي الْآيَةِ الَّتِي بَعْدَهَا.
13- مُخَالَفَةُ الصَّحَابَةِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ- لِبَنِي إِسْرَائِيلَ، الَّذِينَ قَالُوا: "سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا!".
14- مِنْ أَهَمِّ أَدْعِيَةِ الْمُؤْمِنِينَ طَلَبُ الْمَغْفِرَةِ: (غُفْرَانَكَ)؛ وَهُوَ مِنْ جَوَامِعِ الْكَلِمِ، أَيْ: نَسْأَلُكَ مَغْفِرَةً لِمَا صَدَرَ مِنَّا مِنَ التَّقْصِيرِ وَالذُّنُوبِ، وَمَحْوِ مَا اتَّصَفْنَا بِهِ مِنَ الْعُيُوبِ. 15- فَضْلُ هَذِهِ الْأَعْمَالِ الْعَظِيمَةِ، وَهِيَ: الْإِيمَانُ، وَالذُّلُّ لِلَّهِ، وَالسَّمْعُ وَالطَّاعَةُ، وَالدُّعَاءُ، وَطَلَبُ الْمَغْفِرَةِ، وَالْإِقْرَارُ بِالْمَصِيرِ إِلَى اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. 16- مَهْمَا امْتَثَلَ الْعَبْدُ لِأَمْرِ اللَّهِ؛ فَلَا يَخْلُو مِنْ تَقْصِيرٍ، وَلِذَلِكَ يَحْتَاجُ إِلَى سُؤَالِ الْمَغْفِرَةِ.


وَلَمَّا تَمَّتِ الِاسْتِجَابَةُ مِنَ الصَّحَابَةِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ-، وَأَقَرُّوا بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ؛ أَنْزَلَ اللَّهُ آيَةَ التَّخْفِيفِ؛ فَقَالَ -سُبْحَانَهُ-: (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا...)[الْبَقَرَةِ: 286]. وَالصَّحَابَةُ الْكِرَامُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- لَمَّا دَعَوُا اللَّهَ بِهَذِهِ الدَّعَوَاتِ؛ قَالَ اللَّهُ: "نَعَمْ"، وَفِي رِوَايَةٍ: "قَدْ فَعَلْتُ"(رَوَاهُ مُسْلِمٌ).

وَمِنْ أَبْرَزِ فَوَائِدِ هَذِهِ الْآيَةِ:
1- (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا) بَعْضُ التَّكَالِيفِ الشَّرْعِيَّةِ فِيهَا نَوْعٌ مِنَ الْمَشَقَّةِ -كَالْوُضُوءِ فِي الْبَرْدِ، وَالْقِيَامِ مِنَ النَّوْمِ لِصَلَاةِ الْفَجْرِ، وَالْجِهَادِ وَمَا فِيهِ مِنَ الْقَتْلِ وَالْجِرَاحِ وَذَهَابِ الْمَالِ– إِلَّا أَنَّ هَذِهِ التَّكَالِيفَ تَقَعُ فِي حُدُودِ قُدْرَةِ الْبَشَرِ وَطَاقَتِهِمْ، وَيُمْكِنُهُمُ الْقِيَامُ بِهَا، فَإِذَا عَجَزُوا لِأَيِّ سَبَبٍ شَرْعِيٍّ مُعْتَبَرٍ؛ سَقَطَ عَنْهُمْ هَذَا التَّكْلِيفُ.
2- (لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ) كُلُّ نَفْسٍ لَهَا ثَوَابُ مَا عَمِلَتْهُ مِنْ خَيْرٍ، وَعَلَيْهَا وِزْرُ مَا عَمِلَتْهُ مِنْ شَرٍّ؛ فَلَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا سَعْيُهُ، لَا يَأْخُذُ أَحَدٌ أَجْرَ أَحَدٍ، وَلَا يُعَذَّبُ أَحَدٌ عَنْ أَحَدٍ.
3- كَسْبُ الْإِنْسَانِ لِلْحَسَنَاتِ وَفِعْلُهُ الْخَيْرَ، هُوَ فِي الْأَصْلِ سَهْلٌ وَمَيْسُورٌ؛ لِمُوَافَقَتِهِ لِلشَّرْعِ وَالْفِطْرَةِ، فَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَلِمَا يَحْصُلُ لِلْمُطِيعِ مِنْ إِعَانَةِ اللَّهِ، وَلِكَثْرَةِ طُرُقِ الْخَيْرِ؛ بَلْ إِنَّهُ يُؤْجَرُ حَتَّى عَلَى نِيَّتِهِ.
4- اكْتِسَابُ الْمَعَاصِي فِيهِ مُعَالَجَةٌ وَتَكَلُّفٌ؛ لِأَنَّهُ مُخَالِفٌ لِلْأَوَامِرِ الشَّرْعِيَّةِ، وَيُخَالِفُ الْفِطْرَةَ؛ بَلْ يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ أَضْرَارٌ وَفَضِيحَةٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.
5- (رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا) اسْتِجَابَةُ اللَّهِ لِدُعَاءِ الْمُؤْمِنِينَ، وَرَفْعُ الْمُؤَاخَذَةِ عَنْهُمْ بِالنِّسْيَانِ وَالْجَهْلِ وَالْخَطَأِ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ اللَّهَ وَضَعَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ، وَالنِّسْيَانَ، وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ"(صَحِيحٌ: رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ). وَلَكِنْ لَا يَلْزَمُ مِنْ ذَلِكَ سُقُوطُ الطَّلَبِ؛ فَلَوْ نَسِيَ صَلَاةَ الْفَرِيضَةِ مَثَلًا؛ فَلَا يَسْقُطُ عَنْهُ قَضَاؤُهَا -إِذَا تَذَكَّرَهَا- مَعَ كَوْنِهِ لَا يَأْثَمُ عَلَى هَذَا النِّسْيَانِ.
6- لَا بَأْسَ لِلْمُسْلِمِ أَنْ يَفْعَلَ أَوْ يَقُولَ شَيْئًاً مُكْرَهًا بَعْدَ أَنْ يَكُونَ مُطْمَئِنَّ الْقَلْبِ بِالْإِيمَانِ، وَلَا يَأْثَمُ بِذَلِكَ؛ لِعُذْرِ الْإِكْرَاهِ. 7- ضَعْفُ الْإِنْسَانِ وَقُصُورُهُ؛ فَإِنَّهُ يَنْسَى، وَيَجْهَلُ، وَيُخْطِئُ. 8- لَا وَاجِبَ مَعَ الْعَجْزِ، وَلَا مُحَرَّمَ مَعَ الضَّرُورَةِ، أَوِ الْإِكْرَاهِ.
9- (رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا) رَحْمَةُ اللَّهِ بِهَذِهِ الْأُمَّةِ؛ بِوَضْعِ الْآصَارِ وَالْأَغْلَالِ الَّتِي كَانَتْ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ؛ فَلَمْ يُقْبَلْ مِمَّنْ عَبَدَ الْعِجْلَ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تَوْبَتُهُمْ قَتْلَ النَّفْسِ، وَلَمْ يُجَوِّزِ اللَّهُ لَهُمْ أَخْذَ الْغَنَائِمِ، وَلَمْ تَكُنْ رُخْصَةُ التَّيَمُّمِ مَشْرُوعَةً لَهُمْ؛ فَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى نِعْمَتِهِ.
10- مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ بِعِبَادِهِ: التَّخْفِيفُ، وَنَسْخُ حُكْمِ الْأَثْقَلِ إِلَى الْأَخَفِّ: (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ)[الْبَقَرَة: 185]؛ (يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ)[النِّسَاء: 28]. 11- إِنَّ اللَّهَ -تَعَالَى- يَنْسَخُ مَا يَشَاءُ، وَيَفْعَلُ مَا يُرِيدُ.
12- (رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ) إِنَّ مَا لَا طَاقَةَ لِلْإِنْسَانِ بِهِ؛ غَيْرُ مُكَلَّفٍ بِهِ، وَلَا مُؤَاخَذٍ عَلَيْهِ؛ كَهُجُومِ خَوَاطِرِ الشَّرِّ، أَوِ الْوَسَاوِسِ الشَّيْطَانِيَّةِ؛ فَإِنَّهُ لَا يَمْلِكُ مَنْعَ وُرُودِهَا، لَكِنْ عَلَيْهِ مُدَافَعَتُهَا.
13- (وَاعْفُ عَنَّا) فِيمَا قَصَّرْنَا فِيهِ مِنْ حَقِّكَ، (وَاغْفِرْ لَنَا) ذُنُوبَنَا، وَاسْتُرْ مَسَاوِئَنَا، (وَارْحَمْنَا) فِيمَا يُسْتَقْبَلُ؛ حَتَّى لَا نَقَعَ فِي فِعْلِ مَحْظُورٍ، أَوْ تَرْكِ وَاجِبٍ؛ فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ الْمُذْنِبَ يَحْتَاجُ إِلَى ثَلَاثَةِ أَشْيَاء: أ- أَنْ يَعْفُوَ اللَّهُ عَنْهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ. ب- أَنْ يَسْتُرَهُ بَيْنَ عِبَادِهِ، فَلَا يَفْضَحَهُ بِذَنْبِهِ. ج- أَنْ يَعْصِمَهُ مِنَ الْوُقُوعِ فِي الذَّنْبِ مَرَّةً أُخْرَى.
14- حَاجَةُ الْمُسْلِمِ إِلَى عَفْوِ رَبِّهِ؛ لِأَنَّهُ لَا يَخْلُو مِنَ التَّقْصِيرِ. 15- (أَنْتَ مَوْلَانَا) اللَّهُ -تَعَالَى- وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ. 16- (فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ بِالْمُؤْمِنِينَ وَنِعْمَتِهِ عَلَيْهِمْ؛ أَنَّهُ يَنْصُرُهُمْ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ.



{لايُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا......}[البقرة:286 ]


في الآية الكريمة أكثر من دعاء ، فالإنسان لايدري أيقدر على الصبر على الطاعات أم يفشل ، سل الله العافية والثبات




{لايُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} هذه بشارة لك ، لن يكلفك الله مالاتطيق وإن اجتمعت عليك نوائب الحياة .. هناك من يعتبر أن هذه الآية فيها رخصة ، بينما هي تحث على الأخذ بالعزيمة أيضا ، فالله تعالى لايضع الثمار على غصن لايستطيع حمله ، كل مسؤولية ألقاها على عاتقك أنت لها ، وكل هم وغم وحزن أصابك لابد أنك بحجمه وقادر على حمله ، المصاعب والمصائب تقويك فاثبت .



{لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} النفس مفطورة على أن العبادة ميسرة لها لذلك قال (لها) ماكسبت الحسنات مكسب تنفع المرء ، بينما السيئات تكلف خارج عن الفطرة لذلك قال (وعليها) ما اكتسبت لأنها تضر العبد وتحمله أثقالا وأوزارا .. اللهم اعف عنا واغفر لنا وارحمنا
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 11-03-2025, 03:01 PM
امانى يسرى محمد امانى يسرى محمد غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Mar 2022
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 37
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تدبر آية من القرآن

{وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ }[يوسف:16]

جاء إخوة يوسف عشاء، حتّى لا تظهر ملامح وجوههم، عند بكائهم لدى والدهم، فيتبين له أنّ بكاءهم، أو بكاء بعضهم ليس حقيقة، وهو ذو فراسة وبصيرة؛ لأنّ من المعلوم أنّ النائحة المستأجرة ليست كالثكلى، بالإضافة إلى إشعار والدهم بأنهم تأخروا للاهتمام بالحادثة.)

- يقول الشيخ محمّد متولي الشعراوي - رحمه الله -: ‌وهنا ‌تتجلّى ‌لنا قدرة أداء القرآن أداء دقيقاً معبّراً عن الانفعالات الّتي توجد في النفس الإنسانية، فها هم إخوة يوسف خدعوا أباهم ومكروا بأخيهم، وأخذوه وألقوْه في الجبّ مع أنّهم يعلمون أنّ أباه يحبّه، وكان ضنيناً أنْ يأتمنهم عليه، فكيف يواجهون هذا الأب؟
هذا هو الانفعال النفسي الّذي لا تستطيع فطرة أن تثبته؛ فقالوا: نؤخر اللقاء لأبينا إلى العشاء: والعشاء مَحَلُّ الظلمة، وهو ستر للانفعالات الّتي توجد على الوجوه من الاضطراب؛ ومن مناقضة كذب ألسنتهم؛ لأنهم لن يخبروا الأب بالواقع الّذي حدث؛ بل بحديث مُخْتلق.
وقد تخدعهم حركاتهم، ويفضحهم تلجلجهم، وتنكشف سيماهم الكاذبة أمام أبيهم؛ فقالوا: الليل أخْفَى للوجه من النهار، وأستَر للفضائح؛ وحين ندخل على أبينا عِشَاءً؛ فلن تكشفنا انفعالاتنا. وبذلك اختاروا الظرف الزمني الّذي يتوارون فيه من أحداثهم: ﴿وجآءوا أَبَاهُمْ عِشَآءً يَبْكُونَ﴾ [يوسف: 16].

- قال الشيخ محمّد أبو زهرة - رحمه الله -: أي أنّهم ‌قضوا ‌النهار ‌غائبين عن أبيهم، ثمّ عادوا في العشية، يقول المفسرون: أنّهم كانوا يتباكون، ولا يبكون. ونحن نميل إلى أنّه كان ثمّة بكاء حقيقي من بعضهم على الأقلّ، وهو بعض من النّدم على ما ارتكبوا وقد أحسّوا بفظاعته، وخصوصاً عندما لقوا أباهم، فإنْ لم يكن لأجل يوسف، فلأجل أبيهم الثاكل
{وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ }[يوسف:16]
عندما تكون بموقع يتطلب منك حكما عادلا فدع عاطفتك جانبا ولا تلتفت لمن يذرف الدموع ، فبعضها مخادعة!!

إن القلوب القاسية لديها قدرة عجيبة في أن تنتج دموعا شبيهة بدموع الحزانى !!.. لاتغتر بالمظاهر والمشاعر التي تستعطفك ، بل اهتم بتاريخ الباكي ودعك من ملامحه .



ألا ترون أن أصحاب النظرات الزائفة والدموع الكاذبة يحضرون في المساء لتسترهم الأضواء الخافتة ، وليكونوا أقدر على الإعتذار في الظلمة؟! فالأنباء السيئة تتشح عادة بالسواد ، انتبه ولاتغتر فليس كل مايلمع ذهبا ، ولا كل من يدمع صادقا
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 12-03-2025, 05:51 PM
امانى يسرى محمد امانى يسرى محمد غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Mar 2022
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 37
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تدبر آية من القرآن

قصة نبي الله يعقوب عليه السلام


فى قصة نبي الله يعقوب عند فقد ابنه يوسف عليهما الصلاة والسلام درس عظيم في ترك اليأْس، وحسن الظن بالله، والصبر على البلاء، ورجاء الفرج من الله، في عدة مواضع منها:




- عندما جاءه نعي أحب أولاده إليه يوسف عليه الصلاة والسلام


-وهذا أعظم المصائب على قلب الأب- لم يفقد صوابه، وقابل قدر الله النازل، بالصبر والحلم، والاستعانة بالله سبحانه على رفعه. {قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا ۖ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ} [يوسف من الآية:18].




- ولما عظمت المصيبة بفقد ابنه الثاني ازداد صبره، وعظم رجاؤه في الفرج من الله سبحانه، فقال لأبنائه: {قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا ۖ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} [يوسف:83].




- حين عوتب في تذكر يوسف عليه الصلاة والسلام بعد طول الزمان، وانقطاع الأمل، وحصول اليأْس في رجوعه، قال بلسان المؤمن الواثق في وعد الله برفع البلاء عن الصابرين، وإجابة دعوة المضطرين {قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [يوسف:86].




- وأخذ بالأسباب في السعي والبحث عن يوسف وأخيه فقال لأبنائه: {يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف:87].




- فكانت العاقبة لمن صبر وأمل ورضي ولم يتسخط قال تعالى: {فَلَمَّا أَن جَاءَ الْبَشِيرُ} [يوسف من الآية:96] من عند الحبيب مبشرًا باللقاء القريب {أَلْقَاهُ} قميص يوسف {عَلَىٰ وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا} [يوسف من الآية:96] فرجع البصر، وبلغ الأمل، وزال الكرب، وحصل الثواب لمن صبر ورضي وأناب، {قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [يوسف من الآية:96].





{وجَاءُوا عَلَىٰ قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ ۚ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا ۖ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ ...}[يوسف:١٨]



قميص يوسف طاهر لم يدنسه الذئب ، لكن من دنسه هم أخوته ، ما أشد ألم ظلم ذوي القربى !!




ياللوعة قلب الأب كيف ملك لسانه وعينه وهو يرى القميص وعليه الدم المزعوم ؟! إنه الإيمان والنبوة ، لقد لوثوا قميصه مرة ، ومرة مزقوه من دبر وظل يوسف طاهرا عفيفا ، فكم من دليل خادع ، وكم من قريب كاذب .




{قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا} إذ كيف يأكله الذئب ولم تسجد له الكواكب بعد ؟!. مبشرات الخالق أصدق مما تراه عيناك ، كن على ثقة أن لبس الحق بالباطل لايدوم والله غالب على أمره

{فصبر جميل} قلها لنفسك ، واجه بها أحزانك .. عند الطبيب يجب أن تشرح معاناتك بدقة ، لكن مع الله يكفي أن تقول: يارب أنا أتألم . أنزل حاجتك بالله يأتيك الفرج ، دع عنك حبال الناس ، وشد حبالك مع الله تنجو من الغرق!! فأمواج الأحزان لاتغرق قلبا تعلق بالله وتوشح بالصبر الجميل

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 13-03-2025, 05:18 PM
امانى يسرى محمد امانى يسرى محمد غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Mar 2022
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 37
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تدبر آية من القرآن

{وَ جَآءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُواْ وَارِدَهُمْ فَأَدْلَىٰ دَلْوَهُۥ ۖ قَالَ يَٰبُشْرَىٰ هَٰذَا غُلَٰمٌ ۚ وَأَسَرُّوهُ بِضَٰعَةً ....}



( وجاءت سيارة ) وهم القوم المسافرون ، سموا سيارة لأنهم يسيرون في الأرض ، كانت رفقة من مدين تريد مصر فأخطئوا الطريق فنزلوا قريبا من الجب ، وكان الجب في [ قفر بعيد ] من العمران للرعاة والمارة ، وكان ماؤه مالحا فعذب حين ألقي يوسف عليه السلام فيه ، فلما نزلوا أرسلوا رجلا من أهل مدين يقال له مالك بن ذعر ، [ لطلب الماء ] فذلك قوله عز وجل : ( فأرسلوا واردهم ) والوارد الذي يتقدم الرفقة إلى الماء فيهيئ الأرشية والدلاء .

( فأدلى دلوه ) أي : أرسلها في البئر ، يقال : أدليت الدلو إذا أرسلتها في البئر ، ودلوتها إذا أخرجتها ، فتعلق يوسف بالحبل فلما خرج إذا هو بغلام أحسن ما يكون .

قال النبي صلى الله عليه وسلم : "أعطي يوسف شطر الحسن" .
ويقال : إنه ورث ذلك الجمال من جدته سارة وكانت قد أعطيت سدس الحسن .

فلما رآه مالك بن ذعر ( قال يا بشرى ) قرأ الأكثرون هكذا بالألف وفتح الياء ، بشر المستقي أصحابه يقول : أبشروا . وقرأ أهل الكوفة : يا بشرى ، بغير إضافة ، يريد نادى المستقي رجلا من أصحابه اسمه بشرى . ( هذا غلام ) وروى ابن مجاهد عن أبيه : أن جدران البئر كانت تبكي على يوسف حين أخرج منها . ( وأسروه ) أخفوه ( بضاعة ) قال مجاهد : أسره مالك بن ذعر وأصحابه من التجار الذين معهم وقالوا : هو بضاعة استبضعها بعض أهل الماء إلى مصر خيفة أن يطلبوا منهم فيه المشاركة .


قال الله تعالى : ( والله عليم بما يعملون ) فأتى يهوذا يوسف بالطعام فلم يجده في البئر ، فأخبر بذلك إخوته ، فطلبوه فإذا هم بمالك وأصحابه نزولا فأتوهم فإذا هم بيوسف فقالوا هذا عبد آبق منا . ويقال : إنهم هددوا يوسف حتى لم يعرف حاله . وقال مثل قولهم ، ثم باعوه ، فذلك قوله عز وجل :

تفسير البغوى




{وَ جَآءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُواْ وَارِدَهُمْ فَأَدْلَىٰ دَلْوَهُۥ ۖ قَالَ يَٰبُشْرَىٰ هَٰذَا غُلَٰمٌ ۚ وَأَسَرُّوهُ بِضَٰعَةً ....}[يوسف:١٩]


لايحل بك كرب إلا والله أعلم به وله فيه حكمة ، وبرحمته يدبر لك منه نجاة وعزا بعد هوان


هنا نوازع النفس الدنيئة ، هنا المكر وحيله المريبة ، هنا إخفاء الجمال المهيب ، هنا استعباد الحرية لتكون بضاعة ! سلعة تباع وتشترى ويقدر الله أن تتربع على عرش العزة في مصر وتنقذ البلاد من طوفان القحط..
:
(فأدلى دلوه) قد تكون نهاية مواجعك دلوا عتيقا يقدر الله أن ينتشلك به من الجب المظلم ، قد يتنكر لك القريب!!.. ويستبشر بك البعيد (قال يابشرى) تفاءل بالكلمات الأولى المضمخة بعطر الفرج ، فإذا أراد الله إنقاذك ، جعل حاجة ما في نفوس بعض خلقه يدفعهم بها ليخرجوك من الجب الموحش ... لقد ظنوه بضاعة ، فإذا هو نبي كريم وملك عظيم.. أحسن الظن وثق بربك




{وَ جَآءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُواْ وَارِدَهُمْ فَأَدْلَىٰ دَلْوَهُۥ ۖ قَالَ يَٰبُشْرَىٰ هَٰذَا غُلَٰمٌ ۚ وَأَسَرُّوهُ بِضَٰعَةً ....}[يوسف:١٩]
لايحل بك كرب إلا والله أعلم به وله فيه حكمة ، وبرحمته يدبر لك منه نجاة وعزا بعد هوان



هنا نوازع النفس الدنيئة ، هنا المكر وحيله المريبة ، هنا إخفاء الجمال المهيب ، هنا استعباد الحرية لتكون بضاعة ! سلعة تباع وتشترى ويقدر الله أن تتربع على عرش العزة في مصر وتنقذ البلاد من طوفان القحط..
:
(فأدلى دلوه) قد تكون نهاية مواجعك دلوا عتيقا يقدر الله أن ينتشلك به من الجب المظلم ، قد يتنكر لك القريب!!.. ويستبشر بك البعيد (قال يابشرى) تفاءل بالكلمات الأولى المضمخة بعطر الفرج ، فإذا أراد الله إنقاذك ، جعل حاجة ما في نفوس بعض خلقه يدفعهم بها ليخرجوك من الجب الموحش ... لقد ظنوه بضاعة ، فإذا هو نبي كريم وملك عظيم.. أحسن الظن وثق بربك





رد مع اقتباس
  #15  
قديم 14-03-2025, 04:00 AM
امانى يسرى محمد امانى يسرى محمد غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Mar 2022
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 37
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تدبر آية من القرآن


{وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍۢ دَرَٰهِمَ مَعْدُودَةٍۢ وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ ٱلزَّٰهِدِينَ} (يوسف:٢٠)

﴿ وشروه بثمن بخس﴾ أي باعوه، ﴿ ومن الناس من يشري نفسه﴾ أي يبيعها، “شرى” في القرآن بمعنى: باع أما “اشترى” فهي بمعناها المعروف/ نايف الفيصل

“وشروه بثمن بخس ” ليس كل ما غلا ثمنه كان نافعا فاحرص على النافع حتى لو كان في نظرك زهيدا .
قيل ليوسف إنا نراك من المحسنين مرتين
1/ في السجن. 2 / وهو عزيز مصر. “المحسن يبقى محسنا لاتغيره الدنيا”. / عبدالمجيد المنيعي


﴿وشروه بثمن بخس﴾ ﻻ يبيعك إﻻ من لم يثمنك ! ولم يعرف قدرك ومصير اﻷيام تعلمه أن كان بين يديه جواهر حذفها كالحجار !!


-﴿وشروه بثمن بخس﴾ ﻻ يبيعك إﻻ من لم يثمنك ! ولم يعرف قدرك ومصير اﻷيام تعلمه أن كان بين يديه جواهر حذفها كالحجار !!

لاتنتظر أن تنصفك الدنيا ولو كنت ابن الأكرمين ،ألم يخبرك الله عن حال نبيّه يوسف}: وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانو فيه من الزاهدين{

قال ابن الجوزي:من عجائب الجزاء في الدنيا أنه لما امتدت أيدي الظلم من إخوة يوسف(وشروه بثمن بخس) امتدت أكفهم بين يديه بالطلب، يقولون (وتصدق علينا).

الدنيا كلها ثمن بخس في مقابل نبي كريم ابن نبي كريم .. فكيف بدراهم معدودة ؟!!

الحسرة والأسى على بيعة تناهى في إهدارها ..

من يكرهك لن يرى جمالك ولا مواهبك وسيبيعك بثمن بخس كما فعل أخوة يوسف عليه السلام به ، وهو يزن الأرض ومن عليها عند الله!.. هناك من لايعرف الناس قيمتهم في الدنيا لكن منازلهم في الآخرة عظيمة ، فلاتحزن إن جهل الناس قدرك ، فالمهم هو قدرك عند الله

أراد أخوة يوسف به باطن الأرض ، وأراد الله به أعلاها ، عندما امتدت أيدي الظلم من إخوة يوسف ، امتدت أكفهم بين يديه يقولون (وتصدق علينا) إن كان الله معك ، قلب صنيع عدوك لصالحك ، فلا تحزن إن اعتبرك البعض بضاعة رخيصة الثمن ... اصنع سفينة أحلامك وارفع أشرعتها ، وسر على بركة الله ، والله معك .






رد مع اقتباس
  #16  
قديم 14-03-2025, 06:25 PM
امانى يسرى محمد امانى يسرى محمد غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Mar 2022
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 37
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تدبر آية من القرآن

{وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ۚ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ....} (يوسف:23)


قد ذكر المفسرون من الأسباب التي تدعو يوسف عليه السلام لارتكاب المعصية الشيء الكثير هناك أسباب كثيرة تدعوه للمعصية أولاً: الأمان، (وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ)، ثانياً: هو عبد في عرف المجتمع وهي سيدته، ولا مصلحة لها بأن ينفضح الأمر، هي تكتم وليس هو، وهي تدعوه في قصرها في بيتها وليس بعيداً عنها أو تريد شيئاً في بيته هو فيخاف الانكشاف، هي ستتولى عملية التعتيم والكتم إذ ليس لها مصلحة في الفضيحة، فالأسباب التي كانت تدعو يوسف عليه السلام ليقع في المعصية كثيرة، لكنه لم يقع، هذا صبر يوسف عليه السلام.


نأتي إلى الآية: (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا) رادَ، يَرُود، أي جاء وذهب، المراودة هي المطالبة، يطلب شيئاً لكن برفقٍ، وبلينٍ، وبتُؤْدَة، لا يطلب بقسوة، يطلب برفق، وهذه امرأة العزيز تريد أن توقع به وأن تقع معه في الفاحشة فيحصل أن تطالبه برفق وبلين لأن مثل هذه الأمور نسأل الله السلامة لا تحصل إلا بالرفق واللين فهي طالبته برفقٍ وبلين، لماذا قال الله تعالى: (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ) عن نفسه؟ هذا اسمه في اللغة العربية التضمين، ضمَّن الباري جلَّ جلاله الفعل راودته معنى خادعته ليحمل معنى المخادعة إذاً المراودة هنا ترافقها مخادعة تريد أن تخدعه وأن تحتال عليه لتوقعه في فخِّ المعصية، فهي مطالبة مع المخادعة وقال: (الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا) للإشارة إلى أن هذا من داوعي الوقوع في المعصية لأنه في بيتها (الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا) وليست هي في بيته وإنما هو في بيتها فهي تطلب منه.



(عَن نَّفْسِهِ): أي خادعته عن نفسه وطلبت منه الوقوع في المعصية، الآن المروادة كما قلنا هي المطالبة بلين، تراوده عن نفسه، تخادعه، تحاول أن توقعه، بيدو أن مرحلة المراودة استمرت زمناً، يوسف عليه السلام تعرض لهذه المراودة في القصر مراراً وتكراراً، تحاول كل حين أن توقع به وأن تسمعه كلاماً ليفهم المغزى منه بأنها تريده.



لكن الآن (وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ) الآن صرنا في موقف محدد (وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ) حان وقت المعصية بعد فترة مراودة (وَغَلَّقَتِ) فيها المبالغة، لم يقل: غَلَقَت ولا أغلقت، وإنما قال: (وغَلَّقَتِ) فأغلقت الباب ربما بمفتاح ثم أغلقته بمفتاحٍ آخر أو بالغت في إغلاقه بحيث لا يستطيع فتحه أو وضعت شيئاً أمام الباب بحيث لا يمكن دفعه (غَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ) للدلالة على أنها هيأت الجو الآمن، ولم يقل: الباب إنما قال: (الْأَبْوَابَ) وهذا يدل على القصور الفارهة التي كان يعيش بها أمراء ووزراء مصر في ذلك الزمن لأن الوزير أو القوي أو ذا الشأن في المجتمع في عُرف الناس لا تستطيع أن تصل إليه من بابٍ واحد فتفتح الباب وتدخل عليه، وإنما تدخل إلى غرفة ثم إلى غرفة ثم إلى غرفة، هكذا شأن القصور فهي أبواب، وقيل في بعض التفاسير: هي سبعة أبواب، كان هناك سبعة أبواب، فهي غَلَّقَت كلَّ الأبواب الموصلة إلى غرفة المعصية التي أعدتها للإيقاع بيوسف عليه السلام.



(وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ): (هَيْتَ لَكَ) فيها قراءات (هَيْتَ) هي قراءة حفص وغيره وقرئت: (هِيتَ لك) (هِئتُ لك) بمعنى تهيأت لك، يعني أعددت نفسي لك أما (هَيْتَ لَكَ) فاسم فعل أمر بمعنى: هلمَّ، تعال، أقبل، (هَيْتَ لَكَ) أقبل، الآن انتقلت من المراودة إلى المصارحة، المراودة فيها طلب بلين، برفق، بتؤدة، بتلميح، تسمعه ما تريد، أما عندما قالت له: (هَيْتَ لَكَ) فقد أعلنت رغبتها في الوقوع في المعصية أي أقبل، وهلمَّ، وتعال إلى المعصية.



(قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ) أي أعوذ معاذاً بالله، ما معنى أعوذُ؟ العرب تقول: أطيبُ اللحمِ عُوَّذُهُ، أي ما كان ملاصقاً للعظم، أطيب اللحم ما كان ملاصقاً للعظم، كلما كان اللحم قريباً من العظم كان أطيب من البعيد، لماذا يقال: أطيبُ اللحمِ عُوَّذُهُ؟ لأنه احتمى بالعظم حتى التصق به، ونحن عندما نقول: أعوذ بالله أو كما قال يوسف: (مَعَاذَ اللَّهِ) أي ألتجئ إلى الله وأحتمي به، شدة القرب، قريب جداً من المولى جلَّ جلاله، أحتمي به، ألتصق به، فأنت عندما تعوذ بالله فقد التجأت إلى القوي ليحميك من الشر والتجأت إلى القوي ليدفع عنك الضر، والتجأت إلى القوي ولُذت به، هناك لاذَ وعاذَ، قالوا: لاذَ ليأتيك بالنفع، وعاذَ ليدفع عنك السوء والضر والمعصية، فأنت التجأت إلى القوي جلَّ جلاله عوذاً ولوذاً، لذت به، وعذت به، فنحن عندما نقرأ القرآن


موقع نور الدين






{وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ۚ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ....} (يوسف:23)


عند اشتداد الفتنة وقوة الداعي لها فإن صوت العقل والإيمان يتدخل ويصرخ بك لتفيق ... من اعتصم بالله ، عصمه الله

في الآية الكريمة أسمى معاني العفة ، مقابل أحط معاني الخيانة في إغلاق ليس باب بل أبواب .ما أقل إيمان من يختفي عن العيون كي لاتراه ، وعين الله فوقه تراقبه ، والملائكة تسجل خلوته!!!.. كن صارما مع الشهوات ، ارفع صوتك وقل معاذ الله ..

(وغلقت الأبواب) لكل فتنة أبواب ، احذرها وأغلقها قبل أن تغلق عليك .. هرب يوسف إلى الباب وأنكر التهمة وصمد لإثبات براءته ثم سأل الله السجن .. هذه هي البطولة ..


{وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ۚ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ } ليس بين الجملتين أداة عطف توحي بالتريث!! لم يترك يوسف فراغا زمنيا للتفكير ... لقد تهيأت هي للمعصية ، أفلا نتهيأ نحن للطاعة ورضا الله؟؟..
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 103.22 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 99.39 كيلو بايت... تم توفير 3.82 كيلو بايت...بمعدل (3.70%)]