|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#11
|
||||
|
||||
![]() ![]() رمضان شهر الدعوة (11) ![]() الدعوة إلى الله من أوجب الواجبات، وأهم المهمات، وأعظم القربات، وإن شهر رمضان لفرصة سانحة، ومناسبة كريمة، وأرض لنشر الدعوةِ خصبة، ذلكم أن القلوب في رمضان تخشع لذكر الله، وتستعد لقبول المواعظ الحسنة، وتقوى بها إرادة التوبة، وإذا كان أصحاب الدعاية والإعلام والفن والغناء والمجون قد أعدوا عدتهم من قبل رمضان بأشهر وهم في جد واجتهاد، وتراهم يعرضون مهرجاناتهم وبرامجهم، ويروجون لمسلسلاتهم وسهراتهم التي يشغلون بها أوقاتهم في رمضان المبارك، ويرون أنهم على شيء وهم على سراب وباطل، فإن الداعية إلى الله تعالى القائم على الحق أولى وأحرى بأن يعد لرمضان العدة، ويشمر عن ساعدي الدعوة، ويرتدي رداء الأنبياء المبلغين الناس الخير والهدى، وأن يبذل في ذلك قصارى جهده في الدعوة إلى الحق. فينبغي على الداعية أن يستغل شهر رمضان استغلالاً تامًا، يسد جميع أبواب الفراغ، ويغطي ساحات العمل الدعوي، ويشبع الناس بالدعوة إلى الله بشتى الوسائل والبرامج؛ لذا كان الأمر متحتمًا على الجميع أن يقوموا بالدعوة إلى الله في رمضان، وأن يجعلوها من مقدمات أعمالهم؛ وليعرضوا عمن يقول: إن السلف كانوا يتفرغون للعبادة والقرآن، فحالنا يختلف عن حالهم، ففي زمنهم كان الناس مقبلين على العلم والعبادة في غير رمضان كإقبالهم في رمضان، وكان الناس أحسن حالاً مما هم اليوم عليه، فكانوا جميعًا يتفرغون للعبادة في رمضان، أما اليوم فالناس بحاجة إلى من يلاحقهم بالنصيحة، ويراعي لهم ظروفهم ورغباتهم، وإلا فكثير من الناس إلا من رحم الله بعيدون عن مظانِّ النصيحة، فإذا أقبلوا عليك في رمضان علَّهم لا يقبلوا في غيره، وانتهاز الفرص سلوك نبوي. والدعوة أيضًا عبادة متعدية للغير، فهي خير من العبادة القاصرة من حيث الجملة؛ ولأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خير لك من حمر النعم. ومن وسائل الدعوة وطرائقها في رمضان: الكلمة الطيبة: فالكلمة هي سلاح الدعوة الأول، فعن طريق النصيحة الفردية يحصل الخير الكثير، فيحسن بالداعية ألا يفوت فرصة ارتفاع روحانيات المدعو في رمضان لإكسابه صفات ومفاهيم جديدة، مع مراعاة حال المدعوين وما عندهم من نقص لينبه عليهم لتفاديه، فكل شخص له واقعه وظروفه وصفاته، مع تجنب الإطالة فإن الإطالة تؤدي للملل، وإذا كثر الكلام أنسى بعضه بعضًا. إلقاء الكلمات والمواعظ في المساجد بعد الصلوات، وأثناء صلاة التراويح، بحيث تتضمن بعض الأحكام والرقائق والآداب، وتكون هذه الكلمات منهجية ومهمة في تكوين الشخصية المسلمة. عمل مقرأة قرآن يوميًّا في أي وقت مناسب، بحيث يجتمع أفراد الحي على قارئ مجود عالم بأحكام القراءة، ويتعاونون على إتمام ختمة للقرآن، أو إقامة المعارض والندوات أثناء الشهر والحرص على الانتقاء الأمثل للمواد المعروضة في المعارض، وغير ذلك من الأنشطة والبرامج التي تساعد في جذب الناس ودعوتهم، ولا مانع من وضع برامج أخرى وأنشطة أخرى يراها الداعية مناسبة؛ وليكن في كل الأوقات محفزًا للناس، ومشجعًا لهم، وباعثًا لهم إلى الاهتمام بجانب العبادة، وقراءة القرآن، وقيام الليل، وسائر الطاعات. وصلى الله وسلم على رسوله وعلى آله وصحبه. المصدر: موقع رمضانيات ![]()
__________________
|
#12
|
||||
|
||||
![]() ![]() ثلاث أفكار دعوية للأسرة في رمضان تركي العبدلي (12) ![]() من خلال تجاذبي أطراف الحديث مع كثير من الزملاء والأصحاب أجد لديهم ( هم التفريط الدعوي ) في جانب أسرهم . وللأسف أن الكثير منهم يعتمد اعتمادا كليا على ذاته في تفعيل أي نشاط ، لذلك يتعطل أي مشروع دعوي في الأسرة في حال انشغاله أو سفره . وأريد لفت انتباه كثير من الدعاة أن لهم في سياسة التفويض ( الفعّال ) مندوحة إن لم تسعفهم أوقاتهم في إنجاز مهامهم الدعوية في أسرهم . فأي مشروع تعزم القيام به بإمكانك تجزئته ثم إعداد قائمة بأسماء من يستطيعون مساعدتك في انجازه ، سواء كانت القائمة تتكون من شخصين أو أكثر ، ولا يشترط أن تكون القائمة عامرة بالأسماء كما أنه لا يشترط أن يكون العمل ضخما تنوء به العصبة مما يؤدي لتعطيل الأعمال كل مرة بالكلية ، فإنه ما لا يدرك كله لا يترك جله . وإليك ثلاثة مشاريع رائعة ، وستكون انجازا عظيما لك لو استطعت الإتيان بها خلال هذا الشهر الكريم وسنوضح من خلال عرضها كيفية تقطيع العمل أو المشروع لعدة أجزاء مستقلة ، تستطيع من خلالها توزيع الأدوار على أفراد أسرتك : المشروع الأول ( همتي في ختمتي ) : يشتكي في الغالب أفراد الأسرة من عدم تمكنهم من ختم القرآن الكريم خلال الشهر الفضيل ، فالزوجة مشغولة في النهار في إعداد الطعام ، وفي المساء في استقبال الضيوف أو شغل آخر يشغلها ، وكذلك الأبناء ففي المدرسة نهارا شغلا كافيا وفي المساء تبتلع برامج الأطفال التلفزيونية غالب وقتهم ، وإن فضل وقت لهم فللدراسة ، أما الزوج فبين العمل وزيارة الأصحاب ، وللأسف أن هذا هو حال كثير من الأسر وكل عام تجدها تعد بأنها ستتغير ولكن للأسف ليس ثمة نتيجة تذكر ! فلا بد من إتباع عدة خطوات قبل دخول الشهر الكريم ، نلخصها بهذه النقاط : 1- يبدأ بحملة إعلامية بين الأسرة لمشروعه ويكون العرض مشوقا كأن يختار القائم بالمشروع شعار لمشروعة كما سمينا هذا المشروع مثلا ( همتي في ختمتي ) وأن يعقد لأهل البيت جلسة خاصة يوضح فيها فضل ختم القرآن وطرقه ...الخ 2- وضع خطة افتراضية للختمة ولكلٍ حق التغيير عليها حسب ما يتفق مع ظروفه الخاصة ، كأن يقترح أن يقرأ كل فرد قبل كل فريضة وجهين من كتاب الله وبعد الفريضة وجهين فسيكون المجموع في اليوم قراءة جزء تقريبا وبذلك سيختم خلال شهر . 3- إيجاد روح التنافس بين أفراد الأسرة بحيث يطبع لكل فرد مشارك جدول فيه مربعات تكفي لختمتين كل ختمة مربعاتها مستقلة ويطبع في أعلى الصفحة اسم الفرد وشعار يختاره لنفسه يحثه على المواصلة ، كأن يختار شعار (الإنجاز هدفي ) ، ويقوم الفرد من الأسرة بتعبئة هذه المربعات إما بتضليلها أو بوضع ( استكرات ) نجمة في كل مربع بعد كل جزء تتم قراءته . 4- يقوم صاحب المشروع بحث المتسابقين من أفراد الأسرة على المواصلة وإشعال روح الحماس بينهم بين الفينة والأخرى ، وينبغي عليه أن يراعي أن يكون قدوة للمتسابقين وإلا ستكون الاستجابة ضعيفة. 5- يقوم بحفل تكريم بسيط لمن أنجز الهدف . لتطبيق المشروع: يقوم صاحب المشروع بتجزئة المشروع كأن يوكل لفرد بإحضار كتاب يتكلم عن فضائل القرآن وجمع ما هو مهم ويخص المشروع ، ويوكل لآخر بطباعة الجداول ، ويوكل لثالث أن يأتي ( بالاستكرات ) لاستخدامها في الجداول ، وسيكون دوره إدارة المشروع فقط ، و في بعض الأحيان يكفي منه أن يلقي الكلمة ولو عبر جهاز الهاتف لأفراد أسرته ، في حال سفره أو انشغاله ! المشروع الثاني: خاطرة رمضانية يقوم الداعية بإعداد ثلاثين خاطرة بسيطة لا يتجاوز الوقت الذي تستغرقه الخمسة دقائق ، و في الكتب المنتشرة في المكتبات عن الدروس الرمضانية غنية لمن عجز عن تحضير هذه الخواطر ، وكم هو جميل لو وزّعت هذه الخواطر على أفراد الأسرة بحيث يكون على كل فرد قراءة خاطرة يوميا خلال اجتماع العائلة ، كما أنه لا ينبغي التكلف للاجتماع حتى لا يتسبب بالضغط النفسي لأفراد الأسرة ، فمن المناسب جدا أن تكون الخاطرة قبيل الإفطار والعائلة جالسة على سفرتها أو ما شابه ذلك من الأوقات غير المستغلة . المشروع الثالث: سهرة عائلية وهو أن تختار الأسرة يوم من أيام الأسبوع تجتمع فيه ، ويفضل لو كان الاجتماع بحضور الدائرة الكبرى للأسرة ، كحضور الأخوات والأرحام المحارم ، ويحتوي هذا السمر على مسابقات وتوزيع بعض الحلوى على المتسابقين كما يحتوي على بعض القصص من كبار السن والتي تعرض في طياتها ذكرياتهم في رمضان . مع مراعاة – أيضا – تقسيم الأدوار بين أفراد الأسرة ، فمنهم من يعد أسئلة المسابقة، ومنهم من يتكفل بتهيئة المكان، ومنهم من يتكفل بإعداد الطعام أو المشروبات...الخ كما أنه من الضروري إبلاغ أفراد الأسرة بمواعيد وأوقات السمر مبكرا - وهي في الغالب لن تتجاوز أربع مرات خلال الشهر- حتى يتسنى للمشاركين ترتيب أوقاتهم لحضور هذا السمر العائلي. هذه ثلاثة مشاريع بسيطة تجمع بين التنمية الإيمانية والتنمية الثقافية وفن استغلال الوقت ، ولكل قارئ اقتراح مشاريع أخرى أو تجارب ناجحة استطاع من خلالها انجاز اهدافه الرمضانية والله الهادي لسواء السبيل ![]()
__________________
|
#13
|
||||
|
||||
![]() ![]() المراهقون في رمضان فرص وتحديات د. فرغلي هارون (13) ![]() المراهقةُ هي فترةٌ انتقاليةٌ بين الطفولة والرُّشْد، تمتدُّ طوال العقد الثاني تقريبًا من عمر الفرد؛ حيث تبدأ بحدوث البلوغ الجنسي، وتنتهي بالوصول إلى سِنِّ الرُّشْد، وإذا كان شهر رمضان المبارك هو شهر العبادة والقرآن والذكر والقيام وغيرها من الطاعات، فإن كثيرًا من المراهقين يُعانون صعوباتٍ في القيام بحقِّ هذا الشهر الفضيل، بسبب ما يُواجِهُونه من مشكلات نمائية، وتَوتُّرات انفعالية، وصراعات نفسية، يمكن ببعض الوعي والإرشاد من الأسرة تجاوزها وتحويلها إلى فرصة لتعديل سلوكيَّات المراهقين نحو مزيد من الالتزام، ولنتعرَّف أولًا على بعض خصائص هذه المرحلة. المراهقة: خصائص وتغيُّرات: تتميَّز مرحلة المراهقة بحدوث تغيُّرات جسمية وجنسية شديدة، تُؤثِّر بشكل كبير - إلى جانب عوامل التنشئة والبيئة الاجتماعية - في عقلية المراهق، وانفعالاته، وعلاقاته الاجتماعية. فمن الناحية العقلية، يكتمل نموُّ الذكاء لدى المراهق، وتبدأ قدراته الخاصة ومواهبه في التبلور بشكل أوضح، وتزداد قدرته على فهم ومناقشة المفاهيم المجردة، ويزداد تبعًا لذلك وَعْيُه بالقضايا الأخلاقيَّة والدينية والقدرة على مناقشتها؛ ولذلك تُوصَف المراهقة بأنها مرحلة سعي إلى الكمال، فنجد المراهقين يصنعون لأنفسهم وللآخرين معاييرَ أخلاقية مرتفعة ومثالية، يصعُب أحيانًا الوصول إليها. ومن الناحية الانفعالية، تُوصَف المراهقة بأنها "مرحلة أزمة"، أو "مرحلة الضغوط والعواصف"، فهي مرحلة تَذَبْذُب انفعالي شديد، لا يثبت فيها المراهق على حال، فهو فرح مبتهج لأمر معين حينًا، ومكتئبٌ بائس للأمر نفسه حينًا آخر، يُقبل على الدين والعبادة حينًا، ويتوانى بأداء واجباته حينًا آخر، كما يتعرَّض لصراعات نفسية متشابكة ومتعددة، تؤثر في رؤيته لنفسه ولرغباته، وعلاقاته بالمجتمع والآخرين. أما من الناحية الاجتماعية، فيتَّسِع المجال الاجتماعي للمراهق عنه لدى الطفل، بحيث يصبح المجال خارج الأسرة أكبر، والاحتكاك بالمؤسسات الاجتماعية الأخرى أكثر، والتي من خلالها يكتسب المعايير، والعادات، والأعراف السائدة في مجتمعه وثقافته، وتصقل خبراته الاجتماعية ومهاراته في التواصُل مع الآخرين، ويصبح تأثير الرِّفاق والزملاء أكثر من أي فئة أخرى، وبدلًا من تقبُّله معايير وتقاليد الأسرة، يبدأ يختار ويناقش، ويقتنع بما يتماشى مع آرائه واتجاهاته وشخصيته، كما تنمو لديه الحاجة للمركز الاجتماعي، والاستقلال، والإنجاز، والاهتمام بالمُثُل والدين والحقيقة، في محاولة منه لإيجاد فلسفة خاصة لحياته. تحديات تواجه المراهقين في رمضان: تتميَّز المراهقة بكثرة التحديات والمشكلات التي يكون بعضها نتيجة التغيرات البيولوجية؛ ولكن أغلبها يكون نتيجة سوء التنشئة الاجتماعية والنفسية للمراهق، أو ضعف خبراته ومهاراته، أو نقص الدعم الأسري، ويأتي شهر الصيام ليظهر بشكل أوضح العديد من تلك التحديات التي تواجه المراهقين والتي من أهمِّها: 1- تحديات الغريزة الجنسية: تبدأ الغريزة الجنسية بالتفتُّح مع البلوغ، وتشتدُّ شيئًا فشيئًا إلى أن تستولي على كيان المراهق ومشاعره بالكامل، وتلحُّ عليه باستمرار طلبًا للإشباع، فيجد نفسه عاجزًا عن مقاومتها وكبح جماحها في كثير من الأحيان. خاصة أن مراهقي اليوم يواجهون ثقافة يستحوذ عليها الجنس دون خجل؛ فبرامج التلفزيون، والأفلام، والدعايات في المجلَّات والجرائد، غالبًا ما تكون صريحة في محاولتها إثارة الغرائز. وإذا كان بعض المراهقين من ذوي الإرادة القوية يجاهد لكبح جماح انفعالاته الغريزية، وتجنُّب المثيرات، ويُؤجِّل الاستجابة لهذه الغرائز إلى أوانها المناسب، فإن كثيرًا من المراهقين يرضخون لهذه الضغوط، وينجرفون إلى محاولة إشباعها بطرق غير مشروعة؛ كالاستمناء أو الجنسية المثلية أو التحرُّش الجنسي وغيرها، وهو ما قد يدفعهم إلى التراخي في أداء التكاليف الشرعية، وإهمال العبادات. 2- تحديات البحث عن الهويَّة: تعتبر المراهقة مرحلة البحث عن الهُوِيَّة؛ حيث تجول في ذهن المراهق أسئلةٌ متعدِّدة، يحاول العثور على إجابات شافية لها، فيسأل نفسه: ما معنى الحياة؟ ومَنْ أكون؟ ولماذا أحيا؟ وإلى أين أمضي؟ وهل يوجد حياة أخرى بعد الموت؟ وما طبيعتها؟ وكيف أتعامل مع نفسي ومع مَنْ حولي؟ هل ما أفعله صحيحٌ أم خطأٌ؟ ماذا يُخبِّئ لي المستقبل؟ وقد يصل به الأمر إلى أن يصبح كل ما يحمله من قِيَم وآداب وتقاليد سابقة محلَّ تشكُّك واستفهام، وقد يؤدي هذا النوع من الأسئلة إلى اضطراب حياة المراهق بالكامل، ونموِّ مشاعر القَلَق والصراع الفكري الذي قد يقوده إلى التشكُّك في العبادات وأهمية الالتزام بها، ويدفعه إلى النفور من الدين والتديُّن. 3- التحديات النفسية: يواجه المراهق العديد من المَشاكل والتحديات النفسية التي من أهمِّها: الاغتراب والتمرُّد: حيث يشعُر المراهق أن والديه لا يفهمانه، مما يدفعه لمحاولة تأكيد ذاته وإثبات تميُّزه، بالتمرُّد على أوامرهم ومخالفة تقاليدهم، ومنها الالتزام بالعبادات. العصبية وحِدَّة السلوك: حيث يطغى العناد والعصبية والتوتُّر على تصرُّفات المراهق، فيُصدر تصرُّفات مزعجة؛ كالصراخ والضرب والسرقة والتخريب وعدم الاهتمام بمشاعر الغير، وقد يعوقه ذلك عن الالتزام بالعبادات والقيام بمتطلَّباتها. الصراع الداخلي: حيث تتشكَّل لدى المراهق بعض الصراعات الداخلية؛ كالصراع بين طفولته ورغبات رجولته، وبين الاستقلال عن أسرته والاتِّكال عليها، وبين غرائزه والتقاليد المجتمعية، وبين طموحاته وأهدافه الكبيرة وتقصيره. 4- تحديات وسائل الاتِّصال ومواقع التواصُل الاجتماعي: يقضي المراهقون جزءًا كبيرًا من يومهم في التعامُل مع وسائل الاتِّصال الحديثة؛ كاستخدام الهاتف المحمول في التواصُل مع الأصدقاء، أو تصفُّح الإنترنت، ومواقع التواصُل الاجتماعي المتعددة؛ كالفيس بوك، وتويتر، وأنستجرام وغيرها، وهو ما يشغل المراهق في كثير من الأحيان عن واجباته الدنيويَّة، فضلًا عن واجباته الدينية؛ كالالتزام بأداء العبادات في مواقيتها. ومما يزيد الأمور تعقيدًا، تضاعُف النماذج السلوكية غير السويَّة التي يمكن أن يُحاكيَها المراهق، من خلال متابعة هذه المواقع، مع تراجُع نموذج الأهل أو المعلم إلى مرتبة مُتأخِّرة في التكوين السلوكي للمراهق، فالمراهق اليوم يشاهد سلوكيات أقرانه الغربيين ومساحات الحريَّة الواسعة التي يتحركون فيها، وهو يتأثَّر بكل ذلك بطريقة غير واعية، ليجد نفسه في وسط لا متناهٍ من النماذج السلوكيَّة، تدعوه وتُرغِّبُه بشتَّى وسائل الجذب إلى تبنِّي ثقافتها وقيمها، التي قد تُخالف في كثيرٍ من الأحيان ثقافة وقِيَم وعادات مجتمعه، إضافة إلى ما يبذله أعداء الدِّين، على مواقع الانحراف الفكري، من جهود لجذب المراهقين بعيدًا عن الدين، مستخدمين في ذلك كل أساليب التأثير في العقول والقلوب. 5- التحديات الاجتماعية: تتزايد شكوى المراهقين من عدم قدرة الوالدين على فهمهم، وضعف التواصُل الإيجابي بينهم، مما قد يدفعهم أحيانًا إلى العُزْلة والانطواء والتمرُّد على سُلْطة الأهل؛ بل ورفض مواقف وثوابت ورغبات الوالدين كوسيلة لتأكيد وإثبات تفرُّدهم وتمايُزهم. وقد أدَّى فقدان التربية الدينية الصحيحة إلى ضعف الأخلاق، وفقدان الوازع الديني كموجِّه للسلوك، وساعد على ذلك الجهل بتعاليم الدين، وغيابه من حياة المجتمع ونشاطه، وتغيُّر العادات والتقاليد، واضطراب القيم، وظهور أفكار ومعتقدات مُنافية لقِيَم الدين إضافة إلى محاولة المراهق إيجاد تعليلات خاطئة لبعض الأمور، مما قد يُسبِّب له الحيرة والشك بشكل عام، ويُضعِف الوازع الديني بداخله، وقد يدفعه إلى اعتناق مذاهب فكرية منافية لروح العقيدة الإسلامية، وعدم الالتزام بالقِيَم الأخلاقية، وضعف القدرة على تطبيق تعاليم الدين في حياته. شهر رمضان فرصة لتقويم المراهقين: إذا كان علم النفس الغربي ينظر إلى المراهقة باعتبارها مرحلة أزمة وضياع وعبث، فإن الإسلام ينظُر إليها باعتبارها بداية النُّضْج وتحمُّل المسئولية والقيام بالتكاليف الشرعية دينيًّا ودُنْيويًّا، ولتحقيق ذلك تحتاج هذه المرحلة إلى رعاية دقيقة من الوالدين؛ لأنها تُمثِّل مُنعطفًا مُهِمًّا في حياة الفرد، يقوده إلى استقامة يكون الانحراف بعدها نادرًا، أو تكون معالجتُه صعبةً وشاقَّةً. ويعتبر شهر رمضان فرصة كبرى لإعادة بناء شخصية المراهق وتغييرها وتطويرها؛ فهو تدريبٌ عمليٌّ لترويض المراهق على مقاومة ما تقتضيه غريزته من طعام وشراب وشهوات، فيقوى سلطان روحه على جسمه، وتقوى إرادته على عاداته، ويُطهِّر نفسه من عيوبها ونقائصها، ليسمو بها إلى آفاق الكمال، ويُشير إلى ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذى أورده البخاري: ((يا معشر الشباب، مَنْ استطاع منكم الباءة فليتزوَّج، فإنه أغضُّ للبصَرِ وأحصَن للفَرْج، ومَنْ لم يستطع، فعليه بالصوم فإنه له وِجَاء))، فالصوم يعالج شهوات النفوس ويُوقِفُها عند حدِّها، ويمكن استغلال شهر رمضان في تعديل الكثير من سلوكيَّات المراهقين غير المرغوبة، واستبدالها بأخرى مرغوبة، ومعالجة ما يواجهونه من تحديات، من خلال ما يلي: 1- تقوية صلة المراهق بالله، ومراقبته في السِّرِّ والعَلَن: صلة المراهق الدائمة بربِّه، ومراقبته له في سِرِّه وعلانيته، تُهذِّب سلوكه، وتروِّض نفسه على الطاعات، وترتقي بأخلاقه، وتُصحِّح مساره، وتكسبه القوة في مواجهة تحديات وصعوبات الحياة، وتهبه الشجاعة والثقة بالنفس، فتكون ثمرة ذلك ألَّا يُقدِم المراهق على عمل أو يتخذ قرارًا قبل أن يسأل نفسه أولًا عن حكم الشرع في ذلك؟ وهل هذا يسخط الله أم يرضيه؟ ويمكن للأهل اغتنام شهر رمضان، في ربط المراهق بالله جل وعلا، وغرس معاني الطاعة والاستقامة والمراقبة في نفسه، فتضعُف فيها نوازع الشرِّ، وتقوى نوازع الخير والفضيلة، ويتحصَّن من الفساد الديني والأخلاقي، ويجب أن يكون ذلك بأسلوب متدرِّج ليِّن يقوم على الحُبِّ والتقبُّل والتقدير المتبادل، وبطرق غير مباشرة قدر الإمكان، مع اعتماد لغة الحوار ومخاطبة عقل المراهق وأفكاره إلى جانب عواطفه ومشاعره. 2- ربط المراهق بصُحْبة صالحة: يتأثَّر المراهق بالأصدقاء وجماعة الرِّفاق والأقران بدرجة تفوق تأثُّره بالوالدين والمعلمين؛ حيث تُمثِّل إطارًا مرجعيًّا للمراهق، يستقي منه قِيَمَه وسلوكيَّاته، وقد نبَّهنا القرآن الكريم إلى ضرورة اختيار الرفيق الصالح ولزوم طريقه في قوله تعالى: ﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴾ [الكهف: 28]، كما حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك في قوله: ((المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم مَنْ يُخالِل))؛ رواه أبو داود وغيره؛ لذلك يجب على الأهل ربط المراهق بصُحْبة صالحة في رمضان، تكون عونًا له على طاعة الله، والتزام أوامره، واجتناب نواهيه. 3- تحفيز المراهق وتشجيعه على الالتزام: الإنسان مفطورٌ على حُبِّ التحفيز والمدح والمكافأة على ما يقوم به من أفعال طيبة؛ لذلك فإن تشجيع المراهقين والثناء على إنجازاتهم، وإظهار الاهتمام بأي نجاح يُحقِّقُونه، يجب أن يكون جزءًا مهمًّا في التواصُل معهم. فتشجيعنا للمراهق ومديحنا لإنجازاته ومواقفه، يشكل له دعمًا قويًّا هو في أمس الحاجة إليه، لمواجهة ما يقابله وما يشعُر به من ضغوط وتوتُّرات، مما يشعره بالأمان والطمأنينة، ويزيد من ثقته بنفسه وقدراته، ويدفعه إلى مزيد من الالتزام. 4- إشغال المراهق بنشاطات اجتماعية وتقليل ارتباطه بالإنترنت: يُمثِّل شهر رمضان فرصةً ذهبيةً لتقنين وتحجيم التأثيرات السلبية للإنترنت على المراهق، من خلال إشغاله بنشاطات اجتماعية عملية ومفيدة تأخذه من متاهات مواقع التواصُل الاجتماعي؛ كالارتباط بالقرآن قراءة وتدبُّرًا، وارتياد المساجد، والتزاوُر وصِلة الأرحام، والمشاركة في تجهيز الإفطار والسحور، أو توصيل الصَّدَقات إلى المحتاجين، فكلما زادَتْ مساحة انشغال المراهق بعمل واقعي واجتماعي مفيد، قلَّ ارتباطُه وانشغالُه بمواقع التواصُل، ممَّا يُقلِّل من تأثيراتها السلبية فيه. 5- إعطاء القدوة والأسوة الحسنة للمراهق: فشل المراهق في العثور على الصفات والخصال التي تُرضيه في أبويه يدفعه للجوء إلى الآخرين؛ ليقتبس منهم الصفات التي يرغب بمحاكاتها، ويمكن للأهل استغلال رمضان في تقديم الصورة المشرقة للقدوة الحقيقية التي ينبغي أن تتبع في الحياة لأولادهم، وكذلك تعليمهم سيرة النبي صلى الله عليه وسلم باعتباره المثل الأعلى للاستقامة والخُلُق، مصداقًا لقول الله عز وجل: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21]، وأيضًا سير الصحابة والتابعين، وغيرهم من النماذج المشرقة في الحياة التي يُمكن أن تترك أثرًا في فكرهم وسلوكهم، حتى يستلهم منهم المراهق القدوة، ويشحذ بسيرتهم الهِمَّة لبلوغ المعالي والترفُّع عن الصغائر. 6- توفير الجو الأُسري والاجتماعي المساند للمراهق: يتميَّز شهرُ رمضان بنظام شامل يُلقي بظلاله على الجميع، وجوٍّ خاصٍّ، بما فيه من المشاركة بين أفراد الأسرة في تنظيم أوقاتهم بين العبادة والعمل، وتخصيص أوقات موحَّدة يجتمعون فيها للإفطار والسحور، ويمكن للوالدين اغتنام هذه الأجواء الروحانية، في تعريف المراهق بأحكام شريعته الإسلامية وتنمية مشاعره الدينية؛ من خلال تهيئة جوٍّ معنويٍّ وديني في محيط الأسرة، مفعم بتلاوة القرآن والذكر والمناجاة، والحرص على العبادات، والإكثار من الطاعات، مما يساعد على نموِّ الميول الدينية لدى المراهق على نحو طبيعي، يبعث على الهدوء النفسي، والخروج من دائرة الهموم اليوميَّة المعتادة، ويُسهِم في تحسين حياته وصحَّته النفسيَّة، ويُقلِّل من حِدَّة التوتُّرات والصراعات في نفسه. أهم المراجع: 1- إسماعيل محمد حنفي؛ أساليب معاملة المراهق في الإسلام، مجلة دراسات دعوية، العدد 7، يناير 2004. 2- جابر عبدالحميد جابر؛ علم النفس التربوي، القاهرة، دار النهضة العربية، 1994. 3- حامد عبدالسلام زهران؛ علم نفس النمو، عالم الكتب، القاهرة، د.ت. 4- حنان عطية الجهني؛ الدور التربوي للوالدين في تنشئة الفتاة المسلمة في مرحلة المراهقة، منشورات مجلة البيان، 2001. 5- سحر المصري؛ رمضان: مع المراهق، مقال منشور على موقع صيد الفوائد. 6- عباس محجوب؛ مشكلات الشباب الحلول المطروحة والحل الإسلامي. 7- عبدالكريم بكار؛ المراهق كيف نفهمه وكيف نوجهه؟ دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، 2010. 8- مصطفى سعد الدين حجازي؛ المراهقة: تلك الأعوام المثيرة، كيف يتفهَّم الأهل والمراهقون التوقُّعات والتغيُّرات؟ ورشة الموارد العربية، بيروت، 2013. ![]()
__________________
|
#14
|
||||
|
||||
![]() ![]() رمضان.. مع المراهق أ.سحر المصري (14) ![]() رمضان.. لله دَرُّهُ من اسم تتراقصُ على نبض حروفه القلوب.. موسمُ الخيراتِ والبركات.. محطةُ الوقودِ النورانيّةِ التي تُغذّي الأرواحَ كل عام.. فيخرج الإنسانُ منها وقد عانق الارتقاء.. وكأنه يلثمُ عنقَ السماء.. ويسمو! في هذا الشهر المبارك.. يمتطي المسلم صهوةَ جوادِ الهمّة ليتقرّب إلى الله جل وعلا بالعبادات والطاعات والأذكار.. فتراه في همٍّ إن ضيّع وقتاً كان الأحرى أن يذكر اللهَ جل وعلا فيه.. أو انشغل بعَرَضِ الدنيا الزائل عن قيام أو تبتّل.. وتجده بفضل ربه جل وعلا ورحمتِه ومَنِّه في سعيٍ حثيث ليُرضي الله جل في علاه.. ولكن.. من قال أنّ الطاعات هي فقط تسبيحٌ وذكرٌ وتلاوةٌ وسجود؟ وكيف للمرء أن يختصرَ كُنهَ العبادةِ الواسع في علاقة العبد بربه جل وعلا؟ فهناك علاقاتُ هذا الإنسانِ مع البشر.. كلِ البشر.. والدِّين المعاملة! ولعل من أهمّ السبل للتقرب إلى الله جل وعلا في هذا الشهر أن يعمل الوالدان على ترسيخ معاني الطاعة والعبادة في نفوس أبنائهم.. الأطفال منهم والمراهقين.. ليشبّوا وقد عانقت قلوبهم معاني الإخلاص والتوكّل على الله جل وعلا ومراقبته في السر والعلن.. وليرتبطوا بهذا الدّين العظيم فيكونوا الرواحل التي تُعيد بريقاً فقدناه لخلافةٍ طال الحنين لها.. لطالما تساءلت.. كلما طُرِح موضوع المراهقة وثورتها لِم مراهقة الأبناء والبنات في هذا العصر مختلفة جذرياً عن تلك التي عاشها الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.. كيف استطاع أسامة بن زيد أن يقود جيشاً فيه كبار الصحابة وهو “مراهق” بينما علينا اليوم أن نتقبّل عدم مسؤولية “المراهق” لأنه يمر بتغيير فيزيولوجي ما يجعله “خارج نطاق التغطية”!! البعض يبرّر أن جيل الصحابة مختلف.. هو ذاك.. ولكن القضية تتعدّى أبعادها اختلاف شخصيات.. بل هي اختلاف نمطية التربية والتعاطي والنظرة لهذا المراهق.. تُرى هل يبقى لنا كأهل عذر حين نسلّم أبناءنا وبناتنا لفضائيات تسمّم وشبكة عنكبوتية تحوي المآسي ولغزو فكري وعولمة تفسد.. وقد يكون الأهل أنفسهم قد تلوّثوا بإشعاعات كل ما سبق.. فبات مراهقونا كمراهقي غيرنا.. ولا عجب إن استوينا في المصادر اليوم وضيّعنا الأصل فيها! ثم بعضهم يتساءل.. كيف نغرس الطاعة في قلوب هؤلاء المراهقين وهم يتعرّضون لكل هذه المغريات وكيف نغتنم شهر رمضان المبارك لنربطهم بالله جل وعلا.. لا شك أن للطاعة أثراً في النفس البشرية في أي مرحلة كان الإنسان يمر بها.. طفولة أم مراهقة أم بلوغ ورشد.. فهي تليّن القلب وتقرّب من الرب جل وعلا وتهذّب السلوك وتروّض النفس وترتقي بالأخلاق وتصحِّح مسار المسلم في أي الدروب مشى.. وللمراهقة خصوصية في التعامل، إذ أن المراهق يمر بمرحلة تغيير كبير من الناحية النفسية والجسدية.. وعلى الأهل مراعاة هذا الوضع، والتعاطي مع أبنائهم وبناتهم المراهقين بطريقة شفافة ومدروسة، لئلا يخسروا العلاقة معهم، فيتوجّه حينها المراهق إلى خارج الأسرة للتفتيش عن الحنان والعناية والاهتمام والإشباع العاطفي! فمن الفطنة اغتنام الأهل مواسم الطاعات، كشهر رمضان المبارك، ليزرعوا في أبنائهم وبناتهم المراهقين معاني الطاعة، ولربطهم بالله جل وعلا ومراقبته في السر والعلن.. فحين يتربّى المسلم على حب الله جل وعلا وتتجذر في نفسه القِيم الإسلامية ومعاني الإسلام العظيم، سيصبح طيِّعاً ليّناً قريباً من الله تعالى، باراً بوالديه، حريصاً على معاملة الآخرين برقيّ، بعيداً عن كل ما من شأنه أن يقطع هذه العلاقة المباركة مع الله جل وعلا.. والطاعة تُضعِف نوازع الشر في النفس، وتُحصِّن من الفساد، فيصلح حال المسلم، ويشعر بالطمأنينة والسكينة في جنب الله جل وعلا.. وعلى الأهل معاملة المراهقين بأسلوب ليّن واعتماد الحب والحوار والتقدير كأسس في التعامل.. ولترسيخ معاني الطاعة وكنهها العميق.. فهي ليست فقط طقوس وشعائر فارغة من أي روح ومعنى، وإنما لها أثرها في النفس والقلب، وتورث تقوى الجليل والخشية منه جل وعلا.. إذ هو خوف ورجاء ومحبة.. يصل القلب فيهزّه هزّاً.. ولا بد من بناء علاقة متينة مع المراهق.. وتنميتها والمحافظة عليها ورعايتها بكل ما أوتي الأهل من قوة وحرص.. وإخبار المراهق عن مدى اهتمامهم به وفخرهم بإنجازاته وثقتهم بقدراته وتقديرهم الإيجابي لذاته.. ولا ننسى نقطة القدوة الحسنة.. فمهما حاول الأهل إيصال المفاهيم إلى المراهقين عن طريق النصائح والكلام، إلا ان الأفعال المناقضة لهذه المفاهيم قد تنسف أيّ محاولة منهم لترسيخها.. فلا بد من إيجاد القدوة الحسنة التي تتكلم بالأفعال الصحيحة لا بالكلمات فقط.. ومن المعلوم أن المراهق يكره النصائح المتكررة والتوجيهات الصادرة عن الأهل، ويعتبرها دستوراً مفروضاً عليه فينفر منها ويثور عليها.. في حين أنه يرضخ ويطيع إن شعر أنه محترم في بيته، مقدَّر في أسرته هادئ في حياته.. ولذلك يمكن للأهل استعمال الأساليب العَرَضية والتوجيهات العفوية التي تُعطى بطريق غير مباشرة.. ونقطة هامة.. كلما عمل الأهل على تزكية نفس الأبناء والبنات في الصِغر بالأساليب التربوية المبتكرة، كلما سهل عليهم إحاطتهم في سِن المراهقة.. فمما لا شك فيه أنه كلما ابتدأت هذه العملية باكراً كلما كانت استقامة المرء على الطاعة في طريق الحق أمتَن وأثبت في مراحل متقدِّمة.. على أن يحرص الأهل أن لا يكون التزام الأبناء مجرد تقليد لهم، وإنما عن عقيدة صلبة والتزام ثابت، بعد تفكّر وتأمّل وغرس نديّ.. ومن الأفكار العمليّة أن يصحب الوالد ابنه إلى المسجد لأداء الصلوات، ودعوته إلى ذلك بطريقة محبّبة، كأن يقول له: “أنت رفيقي في هذه الحياة وقد وعيت وسأتّخذك صاحباً”.. وحين يكون الأب يمارس هذه الفكرة عملياً بأن يصحب ابنه معه في جلساته مع أصحابه أو في نزهات ينفرد فيها معه.. فيكلّمه في همومه ومشاكله ويُشرِكه في أخذ القرارات –ولو في الأمور الصغيرة- فسيشعر الابن أنه صاحبٌ فعلاً، وسيطيع أباه فيما يطلبه منه وهو سعيد.. وكذلك الأم.. تتعامل مع ابنتها على أنها صديقتها.. ويمكن اعتماد الهدايا بداية رمضان.. مصحف وسجادة صلاة معطّرة.. وكتب جذّابة.. لحثّ الأبناء على الطاعة ومشاركتهم بها.. ومن الممكن أن يقترح الابن –أو البنت- في جلسة “صفا” مع الأهل نوعاً معيّناً من الطاعات يحبونها.. فبذلك يؤدون هذه الطاعات وهم لها راغبون.. وكذلك يمكن أن يتشاركوا في قراءة كتاب تزكية أو السيرة النبوية أو قصص الصحابة والسلف الصالح، ثم يتناقشون فيها ويحاولون اقتباس المفاهيم التي عاش بها هؤلاء الصالحين، ليُسقِطوها على حياتهم الشخصيّة، والإطّلاع على عباداتهم ليقتدوا.. ولا شك أن في المنهل الأساس خيراً كثيراً، فيمكنهم الاجتماع على مائدة القرآن، ويقوم الأبناء أنفسهم بتفسير الآيات، أو الوقوف كإمام في الصلوات، ما يُعطيهم الثقة بأنفسهم، والرغبة في الاستزادة من الطاعات المشتركة بينهم وبين الأهل.. هذا ويجب أن لا يركّز الأهل فقط على الايمانيات والأمور التعبّدية المتمثِّلة في الصيام والصلاة والذكر وغيرها، وإنما عليهم التركيز أيضاً على السلوكيات، فالدِّين المعاملة.. وعلى أعمال القلوب من رضا ومحبة ويقين وإخلاص وتوكّل.. ثم إن الأهل عليهم ألا يثوروا ولايغضبوا إن قصّر الأبناء في الطاعات، بل عليهم تفهّم مشاعر الأبناء ورغباتهم والاصطبار عليهم.. فالمراهق قد يملّ وتفتر همّته، فحينها يجب إيجاد سبل ناجعة لإعادة الحياة للقلوب، عبر وسائل خاصة يحبها الأبناء، والأهل أدرى بما يصلح مع أبنائهم وما يحبون.. وليتذكّروا دائماً أن السلوك الخاطئ هو ما نرفض وليس الشخصية! وباختصار.. حين يزرع الأهل منذ الصِغر حب الله جل وعلا وتقواه في قلوب أبنائهم، فسيسهل عليهم بعد ذلك التعاطي معهم بمفردات الطاعة والعبادة والسلوك الحسن.. وعليهم انتهاج الحوار والتخاطب العقلي والحب كأسس ثابتة في العلاقة معهم كمراهقين حين يشبّون عن الطود، فبالحب تسهل التربية والتوجيه والإرشاد.. فلنحرص على تربية هذا المراهق كما علّمنا الإسلام.. ولنخبره أنّه سياج الدِّين ومشروع النهضة.. وأنه حفيد أسامة بن زيد ومصعب بن عمير.. وأنه الجيل الربّاني الموعود الذي سيُعيد للأمّة مجدها! ولننظر بعدها.. هل يستقيم؟! ![]()
__________________
|
#15
|
||||
|
||||
![]() ![]() رمضان وصناعة التغيير (1) كتبه/ عصمت السنهوري (15) ![]() الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فرمضان محطة لصناعة التغيير؛ فقد جعل الله عز وجل رمضان مصنعًا للتغيير، فأحداث التغيير العظام التي مرت بها الأمة والتي كانت فيها حال الأمة بعدها ليس كحالها قبلها كانت في رمضان؛ فبدر الفرقان كانت نقطة تحول في حال أمة الإسلام في الجزيرة العرب. والأمة بعد بدر ليست كالأمة قبلها، والصحابة بعد بدر ليسوا كالصحابة قبلها؛ بل صحابة بدر لهم شأن خاص، وكذلك مكة قبل الفتح ليست هي مكة بعد الفتح؛ مكة قبل الفتح كانت فيها الأصنام حول البيت تعبد، فلما جاء الفتح أزيلت عبادة الأصنام، والفتح كان في رمضان. فرمضان محطة عظيمة لصناعة التغيير في الأمة عبر تاريخها، وإذا كان رمضان كذلك فحري بالإنسان أن يبنى من جديد، وأن يولد من جديد، وأن يكتشف نفسه من جديد في رمضان؛ فيصنع في نفسه تغييرًا، ويصنع لها مستقبلًا، وهذا التغيير صناعة جعل الله عز وجل مقوماتها موجودة في رمضان، فهذا موسم عظيم لصناعة التغيير. التغيير يحتاج إلى محفزات، وهذه المحفزات تشحذ الهمم نحو المعالي وترتقي بالنفس نحو التغيير الى الأفضل، وهذه المحفزات مقومات تدفع الإنسان من داخله نحو التغيير دفعًا، وتُعلي همته وترقى بها إلى التغيير، وإلى أن يكون إنسانًا جديدًا؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلي عليه وسلم: "إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّياطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ". فأبواب الجنة تفتح على الحقيقة لا على المجاز، وداعي الله ينادي: يا باغي الخير أقبل، وأبواب النار تغلق حقيقة؛ فكيف بإنسان يظل مصرًّا على أن يقذف بنفسه في النار، ويلهث خلف المعاصي والذنوب، وما زال في غفلة يترك لنفسه العنان تلعب به هنا وهناك بعيدًا عن القرب، بعيدًا عن الطاعة وعن رضا الرب عز وجل؟! وإذا ضاعت من العبد فرصة لا يستطيع أن يجعل نفسه في سجل المعتوقين، وضاعت عليه ليلة وأخرى وثالثة؛ فلو ضاعت منه فرصة من العتق فما زال أمامه فرص أخرى فرمضان على مدار ثلاثين ليلة فيه عتق من النار. دعوة عظيمة لأن يصنع الإنسان تغييرًا من نفسه؛ لأن يتغير تغيرًا إيجابيًّا حقيقيًّا. ومن الفرص: ثلاثية المغفرة الله عز وجل، فقد منح الله العباد في رمضان ثلاثية عظيمة للمغفرة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه"، وقال: "مَن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه"، وقال: "من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه". ومنها: أن فيه ليلة هي خير من ألف شهر، ليلة القدر كفيلة وحدها لأن تكون مصنعًا عظيمًا للتغيير، ولصناعة إنسان التقوى. ليلة القدر من حرم خيرها فقد حرم. محروم مَن لم يتغير في ليلة القدر. محروم من لم يصنع لنفسه مستقبلًا حقيقيًّا في ليلة القدر. ومنها: أن الأجور تتضاعف في رمضان. كيف لعبدٍ يرى الأجور تتضاعف والحسنات تتضاعف، وهو ما زال في غيه، وهو ما زال في إخلاده إلى الأرض وإلى الشهوات. العمرة فيه كحجة مع النبي صلى الله عليه وسلم عمرة يعدل ثوابها الحج مع النبي صلى الله عليه وسلم. ومنها: أن في الجنة بابًا يسمى باب الريان لا يدخله إلا الصائمون، عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ يَقُولُ: "إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ: الرَّيَّانُ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، قِيلَ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَإذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ، فَيَشْرَبُونَ مِنْهُ، فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا"، فهلا تاقت نفسك إلى ميلاد جديد؟! وللحديث بقية إن شاء الله. ![]()
__________________
|
#16
|
||||
|
||||
![]() ![]() رمضان وصناعة التغيير (2) كتبه/ عصمت السنهوري (16) ![]() الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ التغيير يحتاج إلى إزالة العوائق والمثبطات: وقد جعل الله عز وجل شهر رمضان محطة لحجب المعوقات التي تعوق الإنسان نحو التغيير، وإزالة العقبات التي تمنعه من السير إلى الله عز وجل. ومن هذه العقبات: الشيطان"؛ فهو عدو الإنسان الأكبر الذي بيَّن عز وجل أن عداوته للإنسان واضحة، وحذَّر الإنسان من اتباع خطواته، فقال: "وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ"، وقال: "إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ". وجاء رمضان كفرصة لحجب هذا العائق وإزالته من أمام الإنسان لكي يغير من نفسه ويقبل على ربه، ففي الحديث: "وتصفد فيه الشياطين، وتسلسل فيه مردة الجن"؛ فالشياطين مصفدة، ومردة الجانّ مسلسلة؛ فهذا العدو الأكبر قد يسر الله عز وجل حجبه عنك في رمضان. ومنها: النفس التي بين جنبي الإنسان توسوس له وتمنيه، وتسعى في صدِّه عن الطريق إلى الله عز وجل، ويأتي رمضان ليمنع هذه النفس ويكبح جماحها، فيصوم الإنسان ويمتنع عن الطعام والشراب. وإذا أراد أن يأكل أو يشرب لا يمنعه شيء إلا مراقبته لله عز وجل، فتحجب النفس وتبعد عن وساوسها وخواطرها التي تأخذ بالإنسان إلى المعاصي والذنوب. ومنها أيضًا: الروتين الذي يعيش فيه الإنسان عائق من العوائق التي تمنعه من السير إلى الله عز وجل، وتمنعه من صناعة التغيير في نفسه، فيأتي رمضان يغير هذا الروتين، والإنسان يعيش في نفس الأعمال بنفس الطريقة، فيأتي رمضان وكأنه دورة في إدارة الوقت، وإدارة الذات؛ إذ تتغير الأعمال الروتينية في حياته، وكذلك العادات يأتي رمضان ليعدلها، ويغير الروتين الذي اعتاده الإنسان؛ فتتغير حياة الإنسان. والتغيير يحتاج إلى النظر في محل التغيير وهو القلب، ففي الحديث: "إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسادكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم"، فالقلب هو محل التغيير حقيقة، وهذا القلب إن جمعت فيه خيرًا وعملًا صالحًا صح وصلح، وإن جمعت فيه شرًّا وعملًا فاسدًا خبث وفسد؛ فلينظر الإنسان: ماذا يصب في قلبه؟ وماذا يجمع فيه؟ ويأتي رمضان ليكون سبيلًا للنظر إلى هذا، وإلى المصبات التي تصب فيه، فالذي يصب في القلب العين والأذن، واللسان، واليد، والقدم، وكأن رمضان دورة إلى أن يعدل الإنسان من المصبات التي تصب في قلبه، فيحفظ هذه الجوارح، وبالتالي يحفظ قلبه. والتغيير يحتاج أيضًا إلى شروط، وهذه الشروط إن وجدت تكون نقطة تحول وبداية انطلاقة نحو صناعة التغيير في الإنسان، فمنها: 1- الرغبة والإرادة الصادقة في التغيير: قال الله عز وجل: "إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ"، فإذا أراد الإنسان بنفسه أن يتغير يعينه الله عز وجل، ويلهمه التوفيق والسداد إلى التغيير، فصدق الإرادة وصدق الرغبة في التغيير، سبيل إلى النجاح وإلى التوفيق والسداد في صناعة التغيير. 2- معرفة طرق التغيير الصحيحة: فلا بد للإنسان أن يعرف الطرق التي تكون سبيلًا إلى التغيير، فربما أراد التغيير دون أن يعرف كيف يتغير، فلا قيمة في رغبته وإرادته إن لم يتعلم كيف يتغير، وأولى طرق التغيير أن يحدد موقعه الذي هو فيه، وأن يضع لنفسه خطة للتغيير، ويحدد ماذا يريد؟ وإلى أي موقع آخر يريد أن ينتقل؟ ومع هذه الخطة محاسبة للنفس ومتابعة لها، فينتج من ذلك التغيير المنشود. 3- التطبيق السليم لطرق التغيير: فلربما يكون الإنسان لديه رغبة وإرادة صادقة، ومعرفة بطرق التغيير، ولكنه لا يطبِّق ولا يأخذ بالإجراءات، ولا يسعى إلى تطبيق هذه الطرق، فماذا تنفع الرغبة؟ وبماذا يفيد معرفة الطرق إذا لم يكن هناك تطبيق يحقق التغيير الحقيقي؟! فالتغيير يحتاج إلى الإعانة من الله سبحانه وتعالى، وأعظم أسباب الإعانة: الدعاء والانكسار، والتذلل والخضوع، وإعلان الفقر والمسكنة والحاجة إلى الله عز وجل، وقد جعل الله عز وجل رمضان فرصة عظيمة لإمداد المعونة والعون منه سبحانه وتعالى إلى عباده، ويتأكد الدعاء في وقت الصيام، وبين الأذان والإقامة، وفي وقت السحر -وقت النزول الإلهي-، وفي ليلة القدر. وهناك عوامل كثيرة يستجلب بها الإنسان المعونة من الله عز وجل؛ فهذا موسى صلى الله عليه وسلم لما خرج من مصر هاربًا فارًّا بنفسه، توجَّه إلى مدين ولم يجد مأوى ولا طعامًا، ولم يجد عملًا، ولكنه خضع وأعلن الفقر لربه، وقال: "رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ"؛ أعلن المسكنة والفقر إلى الله سبحانه وتعالى، واستجلب منه المعونة والتوفيق، فأعطاه الله عز وجل السكن، وأعطاه العمل، والطعام والشراب، والزوجة. فكذلك أمامنا جميعًا فرصة في رمضان فرصة لصناعة تغييره باستجلاب المعونة والتوفيق من الله سبحانه وتعالى؛ فإن الله عز وجل قد ذكر وسط آيات الصيام قوله تعالى: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ"، والدعاء هو سلاح المؤمن الذي لا تخطئ سهامه. فاللهم أصلح شأننا كله، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، إنك ولي ذلك والقادر عليه. ![]()
__________________
|
#17
|
||||
|
||||
![]() ![]() التعامل مع الأطفال في رمضان أ.د. راشد السهل (17) ![]() بسم الله الرحمن الرحيم تغريدات الأستاذ الدكتور راشد السهل أستاذ علم النفس التربوي عن : " التعامل مع الأطفال في رمضان " ** رمضان فرصة ذهبية لتعليم الطفل الكثير من العبادات كالصيام والصلاة وقراءة القرآن، ** اصطحبوهم معكم، الأطفال يتعلمون بالمشاهدة والممارسة ** الاسلام دين عظيم يراعي الحالة العقلية والنفسية والجسمية للمسلم، لذلك يتدرج بالتكاليف، ** فهم نمو طفلكم يتقبل توجيهاتكم ويصوم معكم ** في رمضان يتغير النشاط في البيت ويتغير نظام الطعام وغالبا النوم، اطلبوا من أطفالكم مشاركتكم وحددوا لهم واجباتهم، ** يستمتع الاطفال بالتكاليف ** صفات طفل ٦-١٢ سنة في رمضان • قادر جسميا على الصيام • نفسيا التدرج أفضل • تقليده لوالديه كبير • يصوم لكسب ود أهله • يصوم ليقال عنه صائم ** أخطاء مع طفل في رمضان • إجباره على صيام • تجاهل صيامه • غيرك يصوم احسن منك • تهديده إن لم يصم • تركه بدون معلومات عن الصيام ** لتعليم الطفل في رمضان • حدد له التصرف المطلوب (دعاء مثلا) • تعليمات واضحة • ابتسامة ومكافأة عند التطبيق • سؤاله عن حاله • كن له قدوة حسنة ** كلمات لتشجيع طفل في رمضان، قل له • انا فخور بصيامك • ما شاء الله تقدر تصوم • احب تحضر معي المسجد • أنت قدوة لغيرك • احبك واحب صيامك ** اتفق مع طفلك على وضع جدول لنشاطاتكم في رمضان .. مثلا • زيارة أهل • إفطار صائم • قراءة قرآن • تقديم صدقة • زيارة مريض • .. الخ ** الأطفال من ٦ -١٢ سنة يستمتعون بمساعدة أهلهم، اجعلوا رمضان فرصة لممارسة تقدير الذات عندهم من خلال ممارسة عباداتهم معكم، الدين عندهم ممارسة ** لاءات مع أطفال في رمضان • لا تهدده بالعقاب إن لم يصم • لا تقارنه بغيره في صيامه • لا تقل له أنت كبير لازم تصوم • لا تتجاهل أسئلته عن الصيام ** الأطفال غير مكلفين بالصيام، لذلك لا يجب إكراههم أو إجبارهم على الصيام، ** يصوم الأطفال بسهولة بالترغيب والتقليد والتشجيع، وفقنا الله وياكم ![]()
__________________
|
#18
|
||||
|
||||
![]() ![]() الأسرة المسلمة في ظلال مدرسة رمضان د. محمد بوهو (18) ![]() إن من مكرمات الأيام المعدودات في شهر الصيام، أنها مجال للتغيير والتقويم على مستوى الأسرة، كشأنها على مستوى الفرد. فإذا كان فرض كل فرد فينا أن يتعاهد نفسه بالمراجعة والتقويم في شهر رمضان، فإن واجبه أيضا أن يباشر تقويم أهله وأسرته في هذا الشهر الكريم، لأنه راع، وكل راع مسؤول عن رعيته.. شهر رمضان يحمل معاني سامية للحياة الإنسانية بشكل عام، والحياة الأسرية بشكل خاص، وهو فرصة كبيرة للتقارب الزوجي والتواصل الأسري.. إنه شهر يتيح فرصة الاجتماع على الطاعة والعبادة، حيث تعيش الأسرة في ظلال جو مفعم بالإيمان، ويضفي هذا الوافد الكريم نسائم الحب والود على الحياة الزوجية.. إنه فرصة حقيقية للحياة الزوجية السامية، والاتصال الأسري العميق.. وإن شياطين الجن، رغم تصفيد مردتها وسلسلتهم في رمضان، يتحالف بقيَّتُهم من غير المردة مع شياطين الإنس لإفساد ذلك الشهر على عباد الله!! فهم يتسابقون حتى قبل أن يبدأ الشهر بشهور لكي يملؤوا الأيام والليالي الرمضانية بما يُمرض القلوب، لا بما يُرمِّض آفاتها. وبدلا من الاستكثار من خصال الخير والتسابق فيها يستكثرون من الأفلام والمسلسلات والفكاهات والمسابقات واللقاءات الموجهة القمينة غير البريئة، التي لا تفسد في الأرض فقط، بل تملأ الفضاء بالغثاء الغث، والخلق الوضيع.. مسؤوليتك أيها المسلم، أيتها المسلمة داخل أسرتك، أن تقوم بدورك في رمضان للتصدي لحملات تصدئة الأرواح، التي يقوم عليها لصوص مهمتهم سرقة القلوب أيام الطاعة، حتى لا ترق بتلاوة أو صيام، ولا تصبر على ذكر أو طول قيام، ولا ترعوي بحفظ سمع ولا بصر ولا فؤاد في شهر القرآن، اسمع لقوله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤوولًا}(الإسراء : 36)، لتعلم أن كلا منا سيسأل عن هذا السمع والبصر والفؤاد، سواء عن نفسه، أو عمن استرعاه الله من رعيته، وما استحفظه من أمانة.. لقد نادانا الله تعالى بنداء الإيمان- في رمضان وغير رمضان- أن احجزوا أهليكم عن الفتن، وباعدوا بينهم وبين العذاب فقال: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}(التحريم : 6)، أرأيت إلى من ترك أهله في الشهر الكريم يضيّعون ويفوّتون أيامه ويضحون بلياليه أمام المفسدات، هل وقى أهله من النار؟ أرأيت إلى من أهمل طاعتهم فيه كما يهملها في غيره، هل اتقى الله فيهم؟!.. باشر أحوال أسرتك وأولادك في حفظ الصيام، واصحبهم في الذهاب للقيام، وتفقد أحوالهم مع القرآن، وراقب ترقّيهم في مراتب الطاعة والإيمان، وبخاصة في الصلاة {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى}(طه 132)، ولقد أثنى الله تعالى على أبينا إسماعيل إذ كان راعيا لأهله في دينهم قبل دنياهم: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا،وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا}(مريم : 54- 55).. رمضان أيها الأب أيتها الأم، موسم لإقامة شعائر الله تعالى، ولزمانه حرمة ضمن حرمات الله، ونحن المسلمين مأمورون بأن نعظم شعائر الله ونعظم حرمات الله تعالى، {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}(الحج : 32)، {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ}(الحج : 30). ومن تعظيم شعائر الله تعالى في شهر الصيام، ألا ندخل فيه على أهلينا، ما يعكر صفو أيامه ولياليه أو ما ينسيهم القرآن في شهر القرآن.. ومن تعظيم حرمات الشهر الكريم، ألا نترك أبناءنا يضيعون فيه الصلوات مع الجماعة، لأن في هذا إضاعة للنفس وتعريضا لها إلى سبل الهلاك {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا، إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأولَئِكَ يَدْخُلُونَ الجنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا}(مريم: 59- 60)، بل إن رمضان فرصة للتوبة من إضاعة الصلوات، وتعويد الأبناء على تصحيح العلاقة مع الجماعة والمسجد..ومن تعظيم حرمات الشهر مع الأبناء، أن نحيي فيهم خلق الحياء، وعلى رأس ذلك الحياء من الله تعالى، فهو لب الصيام وروحه، وخلق الصائمين وسمتهم، وقد قال النبي : ((اسْتَحْيُوا مِنْ اللَّهِ حَقَّ الحيَاءِ)) قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَسْتَحْيِي وَالحمدُ لِلَّهِ! قَالَ: ((لَيْسَ ذَاكَ، وَلَكِنَّ الِاسْتِحْيَاءَ مِنْ اللَّهِ حَقَّ الحيَاءِ: أَنْ تَحْفَظَ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى وَالْبَطْنَ وَمَا حَوَى وَلْتَذْكُرْ الْمَوْتَ وَالْبِلَى وَمَنْ أَرَادَ الاخرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ اسْتَحْيَا مِنْ اللَّهِ حَقَّ الحيَاءِ))(رواه الترمذي في سننه، وأحمد في مسنده).. ومن تعظيم حرمات الشهر، ألا نحوّله من شهر إمساك إلى شهر استهلاك! ومن موسم ذكر وصلوات إلى موسم غفلة وشهوات، فيرتسم في مخيلة الأجيال أن شهر رمضان هو موسم الترف والترفيه، ومناسبة للسفاهات والتفاهات، التي تحوّل ليله إلى نهار غفلة، وتعطل نهاره إلا من شواغل الدنيا.. برنامجك الأسري في رمضان يمكنك أن تجعل من رمضان أخي المسؤول عن رعيته، أختي المسؤولة عن رعيتها، برنامجا مطولا من ثلاثين يوما، فتحوله إلى مخيم منزلي، لدورة مكثفة للأسرة، تعيد فيه ربطهم- صغارا وكبارا- بالقرآن، فتتعاهد أحوالهم فيه، تراجع معهم ما حفظوه، وتسترجع منهم ما نسوه، تناقشهم فيما فهموه وتعلَّموه، فإذا كان خير الناس من تعلم القرآن وعلّمه -كما أخبر النبي في قوله: {خيركُم من تعلَّم القرآن وعلَّمه}، فإن أولى الناس بتعلُّم القرآن هو أنت- وأولى الناس بتعليمك هم أهلك وأسرتك، وفي شهر الصيام فرصة سانحة لإعادة تقويم حال البيوت مع القرآن.. فقد كانت بيوت السلف تظللها في رمضان هالات النور، وسحابات الرحمة، فالمروي عنهم أن بيوتهم كان لها بالقرآن دوي كدوي النحل.. وفي برنامج رمضان المنزلي، يمكنك أن تعيد تأهيل أهلك لسلوك درب الاستمساك بالهدى النبوي، ولتكن البداية ربطهم بهدي النبي في الصلاة والصيام، ويمكنك في برنامج رمضان المنزلي أيضا أن توطن أسرتك على حفظ الأسماع والأبصار والأفئدة، وتدعو إلى الجود والسماحة ولين الجانب وحب الخير للناس، وفي برنامج رمضان المنزلي أيضا تستطيع تعويد أهلك وأبنائك على تعظيم الحرمات الدينية، بتعظيم حرمة رمضان الزمانية، فمن يصون رمضان لله يصون ما بعده وما قبله لله، فالقربى من الله والزلفى إليه، لا تقتصر على شهر دون شهر.. مسؤولية الآباء نحو الأهلين والأبناء في رمضان، ليست التوسعة عليهم في أمور الدنيا فحسب، بل تسبق إلى ذلك مسؤوليتهم في تعريض الأهل والأبناء لواسع رحمة الله تعالى، ومزيد إكرامه للطائعين المتنافسين في القربى.. رمضان فرصة لبر الوالدين أو أحدهما، والقرب منهما وقضاء حوائجهما وطاعتهما ومحاولة الإفطار معهما، فالكثير منا تجده كثير الإفطار في بيته أو عند أصحابه ولا يجلس مع والديه ولا يفطر معهما إلا قليلاً، ولا شك أن برهما من أعظم القربات إلى الله تعالى، كيف لا وقد قرن حقهما بتوحيده وعبادته وحده جلا وعلا.ومن صور التقصير أيضاً في حق الوالدين خلال هذا الشهر المبارك أن بعض الفتيات تكثر من النوم في النهار والسهر في الليل والأم وحدها في المطبخ لإعداد الطعام فينتبه لهذا. إن شهر رمضان وما فيه من دروس إيمانية وأخلاقية رائعة، يفيد الزوجان في تصحيح مسار العلاقة الزوجية وتثبيت المودة والرحمة في أبهى صورها، والاستفادة منه كما هو المطلوب من مشروعيته وحكمته، ويجعلا من الشهر الكريم دورة تدريبية تأهيلية لهما وللأبناء.. وإليك بعض الخطوط الكبيرة لهذه الدورة الرمضانية الفريدة.. التهيئة والتشويق: > قبل البداية في ولوج الدورة الرمضانية، حفز همم الأسرة بالتذكير بثواب العمل وأنه شهر تصفد فيه الشياطين ومن صامه إيمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه.. فباستنادك لمجموعة من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية يكون هدفك في ذلك تهييء النفوس لاستقبال الوافد الكريم بنفوس مشتاقة للتمتع بالعبادة طيلة أيام المُطَهِّر الذي جاء ليُطهر! > أرسل بطاقة تهنئة عن طريق البريد الإلكتروني لجميع أفراد أسرتك بمناسبة قدوم شهر رمضان.. وقم بصلة الرحم سواء بالزيارة أو الاتصال الهاتفي أو أقل القليل رسالة عبر الهاتف المحمول، وأعظم الصلة للوالدين ثم الأقرب فالأقرب مع اختيار الوقت المناسب وحث أبنائك وإخوانك على ذلك.. > اصطحب الأبناء لشراء حاجيات رمضان بدون إسراف واستثمار هذه الفرصة لتعليمهم أصول الشراء الاقتصادي، وبيان أن رمضان مدرسة اقتصادية بامتياز.. حظ الأبناء من دورة رمضان: > وفر في المنزل ما يُشعر بخصوصية الشهر كحامل المصاحف وجدول متابعة لقراءة القرآن وتهيئة مكان للعبادة في البيت لإضفاء شيء من المكانة لهذا الشهر المبارك. يتبع ![]()
__________________
|
#19
|
||||
|
||||
![]() ![]() الأسرة المسلمة في ظلال مدرسة رمضان د. محمد بوهو (19) ![]() > راجع أحكام الصيام أنت وأسرتك في جلسة ودية، وتعريف بالضيف وإشاعة الفرح بمَقدمه تتناول فيها مع أسرتك شيئا مما ورد في فضائل وأحكام شهر رمضان المبارك. > اِجعل مراقبة (هلال رمضان) لحظة حميمية بينك وبين أفراد أسرتك..ترقب وقت مراقبة الهلال من خلال وسائل.. جرِّب الفكرة.. حتما ستكون ممتعة مرحة، ولها طعم فريد خاص.. ولا تنس دعاء رؤية الهلال: ((اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالْيُمْنِ وَالإِيمَانِ، وَالسَّلامَةِ وَالإِسْلامِ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ)). > أكتب لوحات معبرة بصورة رائعة، وتعلق في أرجاء المنزل أو في مدخل العمارة.. تتعلق برمضان، مثلرمضان فرصة للتغيير) أو: (اجعل شعارك: لن يسبقني إلى الله أحد..).. كذلك يمكن للمجلة الحائطية في المنزل -ولو بشكل بسيط- أن تكون متلونة بأشكالها وموضوعاتها.. > علق جدولاً في المنزل يحتوي على البرنامج اليومي المقترح واحرص على ألا يكون الجدول مثالياً يصعب تطبيقه بل يكون مرناً قابلاً للعوارض المختلفة من دعوات إفطار ونحوها وإذا كان البرنامج موحداً بين أفراد الأسرة فإن هذا مما يدفع الجميع للتفاعل معه، والمشاركة فيه.. > قف وقفة تاريخية: فرمضان فرصة أيضا لمطالعة السيرة والتاريخ الإسلامي وهو أيضا فرصة لمطالعة بعض كتب وصف الجنة ونعيمها.. ماذا لو خصصت جلسة أسبوعية لذلك تعرض على أسرتك بعض التفاصيل المثيرة في غزوة بدر أو معركة عين جالوت أو معركة حطين.. فكلها معارك رمضانية شهيرة.. كن مرنا في الطرح جذابا في أسلوبك، احضر خريطة للموقعة أو أعد عرض “بوربوينت” لذلك قف على مواطن العبر والدروس وافتح المجال للجميع للمشاركة والحوار.. ولتكن سهرة تاريخية رمضانية.. > اِصحب أبناءك في صلاة التراويح وانتق لهم من المساجد ما يتميز بحسن صوت إمامه، وخشوعه، وتدبره للآيات، وكثرة المصلين، ونحو ذلك، فيرون هناك أقرانهم ويتلذذون بالعبادة.. مع حث أهلك على المشاركة بتطييب المسجد بإعداد فحم البخور وقم بتطيبه قبل قدوم المصلين والعناية بمصلى النساء بما يحتاجه.. > اِجعل لكل من يصوم من الصغار مكافأة وجائزة حتى يشبوا على حب الصوم وتقدير الصيام. حظ الزوجين مع الأبناء من دورة رمضان: > اِحرص على أن توفر مكتبة سمعية متنوعة ومناسبة، توضع في المطبخ ليتسنى للزوجة سماع الأشرطة النافعة والبرامج المفيدة.. > ضع جدولا غذائيا منظما إذا نظرنا إلى المأكولات الكثيرة والمشروبات وتنوع أصنافها على سفرة الإفطار يجدر بنا السؤال لماذا لانضع جدولاً غذائياً منتظماً لتقسيم هذه الأصناف على أيام الأسبوع فهل يشترط أن نرى جميع الطعام والمشروبات في كل يوم؟ إننا بهذا التنظيم نكسب أموراً كثيرة منها: - أولاً: عدم الإسراف في الطعام والشراب - ثانياً: قلة المصاريف المالية وترشيد الاستهلاك - ثالثاً: التجديد في أصناف المأكولات والمشروبات وإبعاد الروتين والملل بوجود هذه الأصناف يومياً. - رابعاً: حفظ وقت المرأة وطلب راحتها واستغلاله بما ينفع خاصة في هذا الشهر المبارك – خامسا: المحافظة على صحة الجسم والعناية بالأكل الصحي. > طبق الخير بالمشاركة في تفطير الصائمين وهو من أجلّ الأعمال في هذا الشهر الكريم، ويمكن مشاركة الأبناء فيه، وذلك بإعداد الإفطار وحمله إلى الفقراء والمساكين وأهل الحاجة.. ويمكن كذلك جمع الملابس المستعملة والزائدة عن الحاجة حيث نقوم بغسلها وكيها، وتعطى للفقراء والمحتاجين.. > اِجعل من ليلة ختم القرآن ليلة مشهودة، وذلك بجمع الأهل عند ختم القرآن والدعاء بهم كما ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه كان إذا ختم القرآن الكريم جمع أهل بيته فدعا بهم، وكذلك الاحتفاء بمن ختم من الصغار مثلا وتحفيزهم وتذكيرهم بالأجر المترتب..يمكن الترويح عنهم ببعض المسابقات والألعاب الممتعة مع بعض الجوائز والمكافآت على اختلاف الأعمار حتى يعودوا للعبادة بكل شغف وشوق.. > خصص أوقاتا للصلاة بأهل بيتك، هل جربت أن تعود من المسجد بعد صلاة العشاء وتصلي بأهل بيتك التراويح؟ جرب هذه السنة ستتغير نظرتك لأسرتك.. فكثير منا يعود إلى بيته بعد صلاة التراويح ليجد أفراده يقيمون الليل مع فيلم أو مسرحية!! > اِحرص على السواك فهو “مطهرة للفم مرضاة للرب” وشراء حزمة منه لتوزيعها على جميعا الأسرة، فقد كان النبي يستاك وهو صائم، وقد رغب في السواك.. حظ الزوجين من دورة الصيام: > يقول رسول الله : ((خيركم، خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي))، بعض الرجال يتأفف من مساعدة زوجته وأهله في إعداد الفطور وترتيب البيت ولم يعلم أن حبيبه محمد كان يكون في خدمة أهله.. > سعة الصدر، وتقبل بعضكما لبعض ومشاركة أحدكما الآخر في المشاعر.. > أن تجتمعا معًا على الطاعة كما تجتمعان على الإفطار والسحور.. > الاهتمام بإظهار المحبة والمودة والتقارب بينكما، ومحاولة إزالة أي سوء تفاهم حتى لا يعكر جو العبادة في رمضان، وتذكرا قول حبيبنا محمد : ((..إِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ))(البخاري).. > خططا معًا للسعادة والحياة التي يرضى الله عنها كما تخططان للفطور.. التوسعة على الأهل والأولاد بحسن المعاملة والعناية والرعاية وتجنب الصخب والعصبية. وتذكرا قول رسولنا الكريم (من تقرب فيه بخصلة من خصال الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه)).. > التدريب العملي على الأخلاق السامية وأولها العفو عن الخطأ والمسامحة والاعتذار والحلم والحرص على السنن والآداب الشرعية.. > الجود بالمال والعطاء والصدقات على الفقراء والمحتاجين فقد كان النبي جوادًا، وكان أجود ما يكون في رمضان.. > التواصل الإيجابي بينكما: أيها الزوج لا تبخل على زوجتك بإظهار محبتك يوميًا، ولا تعتقد أن المحبة تقتضي منك التضحيات المادية الكبيرة فقط، بل إن الأمر يتطلب منك تضحيات معنوية روحانية أكبر، فكن سخيا في الجانب المعنوي خاصة، اشكر زوجتك على اهتمامها ولطفها بك وعطائها.. وأنت أيتها الزوجة لا تبخلي أن تظهري محبتك لزوجك فكما تقدمين له وجبات الطعام اليومية الشهية، كوني سخية في عطائك المعنوي لزوجك تملكيه، اشكري زوجك على اهتمامه بك ولطفه وعطائه، ولا تتعاملي معه على أن اهتمامه بك واجب عليه فينطفئ هذا الاهتمام مع الأيام، وكوني على اقتناع تام بأن الذهب والمال والنفوذ والعيش الرغيد لا قيمة له بدون الحب، والحياة المملوءة بالحب هي الحياة الزوجية الناجحة، وبدون الحب ففرص النجاح الزوجي قد تكون منعدمة.. > امنح أيها الزوج زوجتك وأبناءك رمضانا مختلفا وعلاقة عاطفية جديدة، وأنت أيتها الزوجة امنحي زوجك وأبناءك رمضانًا مختلفًا وعلاقة زوجية مختلفة بل ورائعة في هذا الشهر الكريم، محتسبة فيه كل عمل وقول وبسمة رقيقة.. > إليك يا راعية المنزل، استحضري النية والإخلاص في إعداد الفطور والسحور واحتساب التعب والإرهاق في إعدادها، فعن أنس رضي الله عنه قال : كنا مع النبي في السفر فمنا الصائم ومنا المفطر، قال: فنزلنا منزلا في يوم حار وأكثرنا ظلاً صاحب الكساء، ومنا من يتقى الشمس بيده، قال: فسقط الصوام وقام المفطرون فضربوا الأبنية وسقوا الركاب، فقال النبي : ((ذهب المفطرون اليوم بالأجر!)).. إذن فيا أيتها المسلمة إن عملك لا يضيع أبداً، بل هل تصدقين أن هذا العمل حرم منه كثير من الرجال؟ لأن القائم على الصائم له أجر عظيم، فما بالك وأنت صائمة ثم أنت أيضاً تعدّين هذا الطعام وتقضين كثيراً من وقتك في إعداده طاعة للزوج ورعاية للأولاد ولن يضيع الله عملك إن شاء الله. كما يمكنك استغلال هذه الساعات في “الغنيمة الباردة” وهى كثرة الذكر والتسبيح والاستغفار والدعاء وأنت تعملين، أو بالاستماع للقرآن والمحاضرات عبر جهاز التسجيل الخاص بالمطبخ. > استغلال أوقات الإجابة في أيام هذا الشهر المبارك كوقت السحر والفطر وبين الأذان والإقامة ودبر الصلوات المكتوبات وأثناء السجود وآخر ساعة من الجمعة بالدعاء وصدق الالتجاء إلى الله تعالى والتذلل بين يديه سبحانه “فليس شيء أكرم على الله من الدعاء” وفي آخر آيات الصيام جاء قوله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعِ إذا دعان} فهذا درس عظيم للصوام بأن يعتنوا بهذه العبادة العظيمة، “الدعاء هو العبادة”.. كما ينبغي علينا تنبيه وتذكير أهلنا وذوينا بهذه الأوقات الفاضلة. ولكي تكون دعواتنا مستجابة: أظهر عجزك بين يدي ربك وأحضر قلبك معك “فمن جمع الله عليه قلبه في الدعاء لم يرده” وقدم عملاً صالحاً فالدعاء بلا عمل كالقوس بلا وتر. فجـِّرب أن تدعو عقيب دمعة من خشية الله ذرفتها أو صدقة في ظلمة الليل بذلتها أو جـرعة غيظ تحملتها وما أنفذتها أو حاجة مسلم سعيت فيها فقضيتها.. ورحم الله للعلامة الأديب البشير الإبراهيمي حيث قال:”رمضان نفحة إلهية تهُبّ على العالم الأرضي في كل عام قمريّ مرة، وصفحة سماوية تتجلّى على أهل هذه الأرض فتجلو لهم من صفات الله عطفه وبرّه، ومن لطائف الإسلام حكمته وسرّه ؛ فينظر المسلمون أين حظهم من تلك النفحة، وأين مكانهم في تلك الصفحة”.. أخي المسلم، أختي المسلمة، ها نحن نرسو على شاطئ النور بعد أن أبحرنا على مركب الدعوة نتلمس فعل الخيرات والمسابقة إلى الطاعات..فكل المنى أرجوها للأسر المسلمة بطاعة الرحمن، ورضى المنان، في شهر رمضان، شهر الرحمة والغفران، وشهرالعتق من النيران.. وكل عام والأسرة المسلمة على التقوى سبيل تحقيق السعادة الإيمانية والأخلاقية، وملاذها الآمن من كل الآفات الاجتماعية.. ![]()
__________________
|
#20
|
||||
|
||||
![]() ![]() وقفات بين يدي العشر (20) كتبه/ سعيد محمود ![]() الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ الغرض مِن الخطبة: إثارة الهمم إلى الاجتهاد في العبادة في الليالي الباقية من رمضان. المقدمة: - بالأمس القريب كنا نستقبل رمضان، وها هو يركض وقد ذهب أكثره: قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ . أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ) (البقرة:183-184). - مظاهر ذلك في السنن الشرعية والكونية: (أواخر الليل - آخر الأنبياء - آخر عمره صلى الله عليه وسلم - آخر السماوات - آخر الكتب السماوية). - ليالٍ مباركة أوشكت على الرحيل، بقي منها آخرها وأفضلها: قالت عائشة -رضي الله عنها-: "كَانَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، مَا لَا يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهِ" (رواه مسلم)، فلابد مِن وقفاتٍ مع إقبال ليال البركات. الوقفة الأولى: بيان فضل العشر الأواخر: - اجتهاد النبي -صلى الله عليه وسلم- فيها؛ لأنها خاتمة الشهر: قال -صلى الله عليه وسلم-: (وَإِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالخَوَاتِيمِ) (رواه البخاري)، وقال في المحرم الذي وقصته ناقته: (اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ وَكَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْهِ، وَلَا تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ وَلَا وَجْهَهُ، فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَبِّيًا) (متفق عليه). - هذه عشر النشاط، لكل الفئات: قالت عائشة -رضي الله عنها-: "إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ، أَحْيَا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَجَدَّ وَشَدَّ الْمِئْزَرَ" (متفق عليه). - فيها ليلة القدر: قال -صلى الله عليه وسلم-: (التَمِسُوهَا فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ) (رواه البخاري). الوقفة الثانية: بيان فضل ليلة القدر(1): - هي ليلة الحدث العظيم الذي لم تشهد الأرض مثله في عظمته: قال -تعالى-: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) (القدر:1). - التعبد لله فيها خير من عبادة العمر: قال -تعالى-: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) (القدر:3)، (83 سنة وزيادة). - ولمَ لا وهي ليلة التقدير لعامٍ جديدٍ فكن على الطاعة؟! قال -تعالى-: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ . فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) (الدخان:3-4). - ولمَ لا وهي التي أنزلت فيها أعظم الكتب السماوية؟! قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أُنْزِلَتْ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ لِسِتٍّ مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ، وَالْإِنْجِيلُ لِثَلَاثَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَ الْفُرْقَانُ لِأَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ) (رواه أحمد والطبراني، وحسنه الألباني). - ولمَ لا وهي التي تكون الملائكة فيها أكثر ما يكون؟! قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ الْمَلَائِكَةَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ فِي الْأَرْضِ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ الْحَصَى) (رواه أحمد، وحسنه الألباني). - ليلة سلام وأمان للمؤمنين الطائعين: (سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) (القدر:5). - مِن فضل الله أن أخفاها ليجتهد المجتهدون: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ فِي الوِتْرِ، مِنَ العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ) (متفق عليه). الوقفة الثالثة: هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- والصالحين في العشر: - كان النبي -صلى الله عليه وسلم- ينقطع فيها للعبادة التماسًا لليلة القدر: عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كَانَ يَعْتَكِفُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ"(2) (متفق عليه). - كانت عائشة -رضي الله عنها- تجتهد فيها وتسأل عن أعمالها، قالت: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ القَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ: (قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي) (رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني). وكان ثابت البناني يلبس أحسن ثيابه، ويطيب المسجد بالنضوح في الليلة التي يرجى فيها ليلة القدر. - وكان تميم الداري -رضي الله عنه- له حلة اشتراها بألف درهم، وكان يلبسها في الليلة التي يرجى فيها ليلة القدر. - فيا مَن ضاع شهرك، هذا فرصة عمرك، قال -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ) (رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني). الوقفة الرابعة: لابد من وقفة محاسبة قبل العشر: - بقي الثلث فماذا عملت فيما مضى؟ وماذا أنت فاعل فيما بقي؟ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ) (الحشر:18)، وقال عمر -رضي الله عنه-: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم". - المقصود بالمحاسبة: أن يتعامل الإنسان مع أعماله معاملة التاجر الناصح، فرأس ماله الواجبات، وأرباحه النوافل، وخسائره الذنوب والتقصير. - ماذا فعلتَ في موسم الأرباح؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ) (رواه ابن حبان، وقال الألباني: صحيح لغيره). - حاسب نفسك في الدنيا يخف حسابك يوم الحساب: (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا) (آل عمران:30). - مِن أحوال الصالحين في محاسبة أنفسهم وخوفهم من يوم الحساب: جاء أعرابي فقير لعمر -رضي الله عنه- يسأله فقال: "يا عمر الخير جزيت الجنة، اكسوا بناتي وأمهن، وكن لنا من الزمان جنة، أقسم بالله لتفعلن! فقال عمر: وإن لم أفعل يكون ماذا؟ قال: إذًا ابا حفص لأمضين. قال عمر: وإن مضيت ماذا يكون؟ قال: والله عنهن لتسألن، يوم تكون الأعطيات يَمْنَهْ، وتقف إما إلى النار أو إلى الجنة، فلم يملك عمر إلا أن ذرفت دموعه على لحيته ودخل إلى بيته فلم يجد شيئًا، فخلع رداءه وقال: خذ هذا ليوم تكون الأعطيات يَمْنَهْ، وموقف المسئول يبين إما إلى نار وإما إلى جنة". الوقفة الأخيرة: كيف نعيد النشاط واللذة إلى العبادة فيما بقي؟(3): - تساؤل: هل حصلت أرباح الشهر فارتحت وكسلت؟! - هل ضمنت فتح أبواب الجنان لك وغلق أبوب النيران عنك؟! - تذكر أنك كنت تنتظر رمضان وطال انتظارك، وكم سيكون انتظارك لأيام أنت فيها: "اللهم بلغنا رمضان". - تذكر فرحة اكتمال الشهر، ويوم القيامة بالأجر: (لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ) (متفق عليه). - تذكر باب الريان والدخول منه: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ فِي الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ) (متفق عليه). - تذكر أن تعب ساعات قليلة تزول، ثمن لراحة طويلة: (كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ) (الحاقة:24). - تذكر مَن ضمن الجنة -صلى الله عليه وسلم-، ومع ذلك كان يقوم الليل طوال العام، ويقوم حتى تتورم قدماه؛ فأين أنتَ مِن هداه؟! - مباشرة الأسباب المادية: "الاغتسال بين المغرب والعشاء - التطيب - لبس أفضل الثياب - مغايرة الأماكن - تجديد الوضوء". اختم بخير: (وَإِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالخَوَاتِيمِ) (رواه البخاري). نسأل الله -تعالى- الإعانة على القيام والصيام في الليالي القادمة المباركة العظام. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) سُميت ليلة القدر؛ لعظيم قدرها، فهي ليلة ذات قدر، نزل فيها كتاب ذو قدر، على نبي ذي قدر، على أمة ذات قدر. (2) كان يتفرغ لطاعة الله ويشتغل بالذكر والقراءة والصلاة، ويتخذ لنفسه خباءً؛ ليتجنب مخالطة الناس. (3) الإشارة إلى مظاهر الفتور والكسل عند البعض في أواسط الشهر وقبل دخول العشر. وهل طال علينا الأمد؟ (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ) (الحديد:16). ومِن المظاهر: (ترك بعض ليل التراويح - ضعف القراءة اليومية - استثقال صلاة التراويح). ![]()
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 15 ( الأعضاء 0 والزوار 15) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |