|
استراحة الشفاء , وملتقى الإخاء والترحيب والمناسبات هنا نلتقي بالأعضاء الجدد ونرحب بهم , وهنا يتواصل الأعضاء مع بعضهم لمعرفة أخبارهم وتقديم التهاني أو المواساة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() هدي النبي – صلى الله عليه وسلم – والصحابة في شهر رمضان
أقبل رمضان فَفُتِّحت أبوابُ الجنان، وغُلِّقت أبواب النيران، وسلسلت الشياطين ومردة الجان، ونادى مناد من السماء: «يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر»، وغنائم ربِّ العالمين تدَّفق على عباده المقبلين المستجيبين، ذنوبٌ تُغفر، وعيوبٌ تُستر، رحمات من الملك الغفار، وعتق كل يوم من النار، دعاءٌ مُجاب، وإقبال على الخير قد طاب، حسنات وبركات، ومحو للسيئات والخطيئات، «وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتُنِبَت الْكَبَائِرَ». ومع بداية هذا الشهر المبارك نقف مع قبس من حال النبي - صلى الله عليه وسلم- وصحابته -رضوان الله عليهم- والتابعين، وطرف من آثارهم، كيف استقبلوا هذا الشهر الكريم؟ كيف صاموه وقاموه؟ وكيف عاشوه وقضوا أيامه؟ فالوقوف على هديه - صلى الله عليه وسلم- وهديهم أحد ركني قبول كل عمل. استبشاره - صلى الله عليه وسلم- بقدوم رمضان كان النبي - صلى الله عليه وسلم- إذا ما حل ذلكم الشهر كان يقول لأصحابه: «قد جاءكم رمضان، شهر مبارك، افترض عليكم صيامه، تُفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب الجحيم وتُغل فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، مَن حُرِمَ خيرها فقد حرم»، إذا أشرقت شمس أول يوم رمضان فلا تسأل عن حال النبي - صلى الله عليه وسلم - مع ربه ومناجاته له، وافتقاره بين يديه، كان النبي - صلى الله عليه وسلم- يجد في ذلك من الأنس واللذة ما يجعله يواصل صومه اليوم واليومين بلا طعام ولا شراب، وكان ينهى أصحابه عن الوصال. ![]() حاله - صلى الله عليه وسلم- مع القرآن كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يزيد اعتناؤه بالقرآن مع رمضان، فكان يقضي نهاره ويحيي ليله مع كتاب ربه -عز وجل- تلاوةً وتفكراً ومراجعة وتدبراً، وكان - صلى الله عليه وسلم- يرق قلبه ويقشعر جلده وربما دمعت عينه عند تلاوة أو سماع آيات الرحمن {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ}(الزمر:23)، وكان مع كثرة تلاوته - صلى الله عليه وسلم- للقرآن في هذا الشهر الكريم حريصاً على مراجعة محفوظه من التفلت والنسيان، فكان يدارس القرآن مع جبريل -عليه السلام- في رمضان مرة واحدة، وفي السنة التي قُبِضَ فيها دارسه مرتين. ![]() حاله - صلى الله عليه وسلم- مع قيام الليل قيام الليل شرف المؤمن وعزُّه، هذا ما بلغه أمين السماء جبريل -عليه السلام- لأمين الأرض محمد - صلى الله عليه وسلم- فقال: «واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل وعزُّه استغناؤه عن الناس»، فكان -عليه الصلاة والسلام- يوصي أمته بقيام رمضان، فكان يقول: «من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه»، ولما دخل رمضان قام - صلى الله عليه وسلم - أول ليلته يصلِّي في مسجده، فقام معه رجال يصلون بصلاته، فأصبح الناس يتحدثون بذلك، فاجتمع عدد أكثر من الليلة السابقة، فخرج عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلى بهم، فأصبح الناس يذكرون ذلك، حتى إذا كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله، فلم يخرج إليهم الرسول - صلى الله عليه وسلم-، خشي أن تُفرَض صلاة الليل على أمته فيعجزوا عنها. ![]() جوده - صلى الله عليه وسلم- في رمضان الكلام عن جود النبي - صلى الله عليه وسلم- يبدأ ولا ينتهي، هذا الجود هو من سجاياه التي فُطِر عليها، لم يكن يتكلفه أو يجاهده، فكان - صلى الله عليه وسلم- لا يرد سائلاً ولا يمنع محتاجاً، كان يعطي عطاءَ مَن لا يخشى الفقر، أعطى رجلاً غنماً بين جبلين، وأعطى رجلاً يتألف قلبه مئة من الغنم، ثم مئة، ثم مئة، فأسرع هذا الرجل إلى قومه فقال: «أسلموا، فإن محمداً يُعطي عطاءَ من لا يخشى الفقر»، بل حتى الثياب التي عليه، أعطاها لمن سأله إياها، وأنواع جوده - صلى الله عليه وسلم- لا تنحصر، تارة بماله، وتارة بطعامه، وتارة بلباسه، وكان يُنَوِّعُ في أصناف عطائه، تارة بالهبة، وتارة بالصدقة، وتارة يقترض الشيء فيرد أكثر منه وأفضل، هذا الجود وذلكم السخاء كان من رجل يربط الحجر على بطنه من شدة الجوع، وكان تمر عليه ثلاثة أهلة في شهرين وما أوقد في بيته نار، وكان ينام على الحصير حتى أثَّر ذلكم الحصير في جنبه. هديه - صلى الله عليه وسلم- في الإفطار كان من هدي النبي - صلى الله عليه وسلم- في الصيام أنه يفطر على رطبات، فإن لم يجد فعلى تمرات، فإن لم تكن حسا حسوات من ماء، وكان يقول عند فطره: «اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت». وكان يقول أيضًا: «ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله»، وكان - صلى الله عليه وسلم- يستعجل الإفطار، وكان يقول: «لا يزال الدين ظاهرًا ما عجل الناس الفطر؛ لأن اليهود والنصارى يؤخرون»، وكان يحث الناس على تفطير الصائمين، فكان يقول: «من فطَّر صائمًا فله مثل أجره». وأما السحور: فلم يكن يدعه النبي - صلى الله عليه وسلم- وكان يسميه: «الغذاء المبارك»، وكان يقول: «تسحروا، فإن في السحور بركة»، ويقول أيضًا: «إن الملائكة يصلون على المتسحرين»، وكان يؤخر السحور إلى قبيل الفجر، وكان بين سحوره وقيامه لصلاة الفجر قدر خمسين آية. ![]() أمور متفرقه من هديه - صلى الله عليه وسلم-
![]() أحوال التابعين كان سفيان الثوري -رحمه الله- إذا دخل رمضان ترك العبادات جميعها، وأقبل على قراءة القرآن، وكان محمد بن إسماعيل البخاري -صاحب الصحيح- يختم في رمضان في النهار كلَّ يوم ختمة، ويقوم بعد التراويح كلَّ ثلاث ليال بختمة، وكان سعيد بن جبير يختم القرآن في كل ليلتين، وكان زبيد اليامي: إذا حضر رمضان أحضرَ المصحفَ وجمع إليه أصحابه، وكان الوليد بن عبدالملك يختم في كل ثلاثٍ، وختم في رمضان سبع عشرة ختمة. وكان قتادة يختم القرآن في سبع، -أي كل سبع ليال يقرأ القرآن مرة-، وإذا جاء رمضان ختم في كل ثلاثٍ، فإذا جاء العشر الأواخر ختم كل ليلةٍ، وكان وكيع بن الجراح يقرأ في رمضان في الليل ختمةً وثلثاً، ويصلي ثنتي عشرة ركعة من الضحى، ويصلي من الظهر إلى العصر. وقال القاسم بن عليٍّ يصف أباه ابنَ عساكر صاحب (تاريخ دمشق): «وكان مواظباً على صلاة الجماعة وتلاوة القرآن، يختم كلَّ جمعة، أو يختم في رمضان كل يوم، ويعتكف في المنارة الشرقية»، أي في جامع دمشق. قال ابن رجب الحنبلي، مبينا أفعال هؤلاء السلف، ولأن هناك نهيا عن القراءة في أقل من ثلاثة أيام، الإنسان إذا قرأ القرآن في أقل من ثلاثة أيام لا يفقهه، وهناك نهي عن ذلك، يقول ابن رجب: «وإنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث، على المداومة على ذلك، -أن يعيش عمره كله يقرأ القرآن في أقل من ثلاث- فأما في الأوقات المفضلة، كشهر رمضان، خصوصا الليالي التي يطلب فيها ليلة القدر، أو في الأماكن المفضلة، كمكة لمن دخلها من غير أهلها، فيستحب الإكثار فيها من تلاوة القرآن، اغتناما للزمان والمكان، وهذا قول الإمام أحمد وإسحاق وغيرهما من الأئمة، وعليه يدل عمل غيرهم»(من لطائف المعارف). حالهم في النفقة والجود والكرم أما حالهم -رضي الله عنهم- في النفقة والجود والكرم في رمضان، فحدث ولا حرج، قال ابن رجب: قال الشافعي - رضي الله عنه -: «أُحبُّ للرجلِ الزيادةَ بالجودِ في شهر رمضان، اقتداءً برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولحاجةِ الناس فيهِ إلى مصالحهم، ولتشاغل كثيرٍ منهم بالصَّومِ والصلاةِ عن مكاسبهم»، فالجود في رمضان من أهل الجود والكرم مطلوب. وكان ابن عمر -رضي لله تعالى عنهما- يصوم، ولا يفطر إلاَّ مع المساكين، يأتي إلى المسجد فيصلي ثم يذهب إلى بيته ومعه مجموعة من المساكين، فإذا منعهم أهله عنه لم يتعشَّ تلك الليلة، وكان إذا جاءه سائل وهو على طعامه، أخذ نصيبه من الطعام، وقام فأعطاه السائل، فيرجع وقد أكل أهله ما بقي في الجفْنَةِ، فيصبح صائماً ولم يأكل شيئاً. وكان حماد بن أبي سليمان يفطِّر في شهر رمضان خمسَ مائةِ إنسانٍ، -طيلة شهر رمضان هو مسؤول عنهم وعن تفطيرهم- وإنه كان يعطيهم بعد العيد لكلِّ واحدٍ منهم مائة درهم. وقال أبو العباس هاشم بن القاسم: «كنت عند المهتدي (أحد خلفاء الدولة العباسية) عشيَّةً -أي بعد العصر- في رمضان، «فقمت لأنصرف فقال: اجلس، فجلست، فصلى بنا، ودعا بالطعام، فأحضرَ طبقَ خِلافٍ -طبق كبير وفيه أطباق صغيرة- عليه أرغفةٌ، وآنية فيها ملحٌ وزيتٌ وخلٌّ، فدعاني إلى الأكل فأكلت أكل من ينتظر الطبيخ، -يعني هذه مشهيات ومقدمات- فقال: «ألم تكن صائماً؟!» قلت: «بلى» قال: «فكُل واستوفِ فليس هنا غير ما ترى!»، هذا طعام ولي أمر المؤمنين في زمانه، وإفطاره بعد أن جاع طول النهار. هدي الصحابة رضي الله عنهم والتابعين في رمضان لشهر رمضان منزلة عظيمة في نفوس المسلمين عامة؛ وذلك لما فيه من فضائل جمة ولما له من شمائل عدة، بيَّنها لنا الحبيب المصطفى -[-، ولذلك حرص الصحابة -رضوان الله عليهم- ومن بعدهم التابعين على اغتنام كل لحظة في هذا الشهر الفضيل حتى تربو الحسنات وترتفع الدرجات، فنراهم في رمضان قد انشغلوا بكثرة قراءة القرآن والصلاة فرضا ونفلا في الجماعات وبطول القيام، وبالذكر والدعاء والاستغفار باليل والنهار وبالأسحار، وبالصدقة والاعتكاف، ثم تراهم مع اجتهادهم يدعون بقلوب مشفقة أن يتقبل الله منهم ما كان في رمضان. حال الأئمة الأربعة رضوان الله عليهم ذكر ابن رجب -رحمه الله- عن الشافعي -رحمه الله - أنه كان له ستون ختمة يختمها في غير الصلاة، بمعنى أنه يختم في الليل مرة وفي النهار مرة، وعن أبي بكر بن أبي طاهر قال: كان للشافعي في رمضان ستون ختمة لا يحسب منها ما يقرأ في الصلاة، وروي عن أبي حنيفة مثل ذلك أي ستون ختمة يختمها في غير الصلاة، وكان مالك بن أنس -رحمه الله- إذا دخل رمضان يفر من الحديث ومجالسة أهل العلم، ويقبل على تلاوة القرآن من المصحف، وكان الإمام مالك بن أنس لا يفتي ولا يدرس في رمضان، ويقول: «هذا شهر القرآن»، وكان الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- يغلق الكتب ويقول: هذا شهر القرآن. حال عبدالله بن عمر - رضي الله عنه - في رمضان ومن أحوال الصحابة -رضي الله عنهم- ما ذكر عن عبدالله بن عمر - رضي الله عنه -: أنه كان لا يفطر في رمضان إلا مع اليتامى والمساكين، وربما لا يفطر إذا علم أن أهله قد ردوهم عنه في تلك الليلة، وكان - رضي الله عنه - من ذوي الدخول الرغيدة الحسنة، ولكنه لم يدخر هذا العطاء لنفسه قط، إنما كان يرسله إلى الفقراء والمساكين والسائلين، فقد رآه أيوب بن وائل الراسبي وقد جاءه أربعة آلاف درهم وقطيفة، وفي اليوم التالي رآه في السوق يشتري لراحلته علفاً بالدين، فذهب أيوب بن وائل إلى أهل بيت عبدالله وسألهم، فأخبروه: «إنه لم يبت بالأمس حتى فَرَّقَهَا جميعًا، ثم أخذ القطيفة وألقاها على ظهره وخرج، ثم عاد وليست معه، فسألناه عنها فقال إنه وهبها لفقير..»، وذكر نافع عن ابن عمر أنه كان ينام قليلا من الليل ويتهجد وكان يسأل نافعا هل أسحرنا (أي هل جاء وقت السَحر) فإذا قال نعم أوتر ثم جلس يستغفر. اعداد: وائل رمضان
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |