كن ما تريد! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         فتح العليم العلام الجامع لتفسير ابن تيمية الإمام علم الأعلام وشيخ الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 269 - عددالزوار : 13479 )           »          معيار التغيير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 66 )           »          الفراغ أول طريق الضياع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          الهـــوى وأثره في الخلاف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 75 )           »          القاضي الفاضل وفضله على أهل مصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 84 )           »          حوار مع كتاب :«الرؤى عند أهل السنـة والجـماعـة والمخالفـين» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 65 )           »          تدخـل الأهــل في نزاعات الزوجين.. تهديد لاستقرار الأسرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          ثعبان يتحرَّك بخُبْث من تحت أقدامنا ونحن غافلون..التنصـــير ودعوات الكفر والإلحاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 68 )           »          مفهوم البطولة في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 57 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 79 - عددالزوار : 18260 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-08-2022, 10:25 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,571
الدولة : Egypt
افتراضي كن ما تريد!

كن ما تريد!
محمد تكديرت






حينما تستفيق في الصباح وفي ذهنك أن العالم ينتظر لمستَك الخاصة، تكون حينها قد أسديتَ لنفسك معروفًا بأنه لن يُصيبك ما يُعكِّر صفوَ يومك؛ فقد أخذت شحنتَك الكاملة من البهجة التي تُبقي عالمك الداخلي مستيقظًا، ولو أطفأ العالم جميع مصابيحه.

عالمنا الداخلي يكون قائمًا حينما نؤمن بما نريد، وسعادتنا تَكمُن في السعي إلى ما نريد، والنجاح يُتوَّج حينما نكون ما نريد لا ما يريدون، فهواية البعض البحث عن نفوس فارغة أهلكها الحزن والأسى ليَبثُّوا مشروعَهم بداخلها، وليتفنَّنوا في بنائها كما يريدون.

الإيجابية أن تبحث بداخلك عن نفسك، قد تراها رحلة صعبة، لكنها أهون من أن تَظلَّ جاهلاً أين تتَّجِه إلى الأبد، لهذا قالوا قديمًا: "الطريق أهم من الوصول"، فمحاولة معرفة أين تجد ذاتك قد تكون أهم من الوصول إلى ما تريد أحيانًا؛ لأنها لن تكون رحلة عادية، بل ستُصادِف أشياء لم تتوقعها أبدًا، وستكتشِف أنك تستطيع فِعْل أشياء لم تُفكِّر أصلاً في فِعْلها، وقد تطمئن نفسك لمحطة من المحطات، فتستقر لها جوارحك، ويأنس لها قلبك، وتكون حينها وجدت ما تريد.

في إحدى محاضراته، أخبرنا أنه بعد دراسته 19 سنة في تخصُّص البترول لم يجد ذاته!! ثم بعد ذلك تفرَّغ لما يَعشق، وبالضبط قرَّر أن يقف في المحطة التي يعلم أنها تُناسِبه وتستجيب لمتطلباته، فانكبَّ بعد ذلك في دراسة كتب الفقه والفِكْر الإسلامي، وتخصَّص فيما بعد في موضوع القيادة البشرية، وأصبح أكبر رائد في العالم العربي لهذا العنوان، فلا يكاد يُذكَر اسم الدكتور طارق السويدان إلا وذكرت معه.

حتى صاحب الحِرفة البسيطة، قد يزدريه الناس كلما مرُّوا عليه؛ لكنه لا يُبالي ما دام عالمه الداخلي لم يُخدَش، تلك الزاوية التي تتربَّع فوقها السعادة، وتطوف بها المتعة من كل مكان، وتحرسها البهجة ليل نهار، ولعل الحكيم الصيني كونفوشيوس لم يخطئ حينما قال: "اختر وظيفة تحبها، ولن تضطر للعمل يومًا واحدًا"، فالذي يحب وظيفته، تتحوَّل لديه دقات عقارب الساعة إلى ألحان من المتعة والعطاء، أما المُكرَه فيصير له وظيفتان، عمله ومراقبة ساعة يده!


حينما تسعى لما تريد، ترسُم بذلك خارطتك الداخلية، وتعلم أن لمستَك قائمة في هذا العالم على شساعته، وأن لك دورًا خاصًّا تغطي به نقصًا عجز الآخر عن الإحاطة به؛ لأنك حينما تُدرِك عِظَمَ الرسالة التي تحمل، وأن الآخر ينتظر جهدك، ستكون منتجًا لا محالة.

إن محطة البحث عن عالمك الداخلي هي أكبر من مجرد رحلة تقوم بها، إنها محاولة لإيقاظ شخصك الثاني الذي ظل لسنين نائمًا فوق سرير العادات، إنها محطة لا بد منها حتى تستكشِف عوالم أخرى تنتظرك، لا تخلق لنفسك أعذارًا؛ فالأعذار لا تنتهي، ولا تسمح للعادات المريضة أن تُكبِّل طاقتك، وتذكَّر أن أي رحلة تبدأ بخطوة، وخطوتك إدراكك أن التغيير يبدأ من الداخل قبل الخارج.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.21 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.49 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.63%)]