|
ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
كن ما تريد!
كن ما تريد! محمد تكديرت حينما تستفيق في الصباح وفي ذهنك أن العالم ينتظر لمستَك الخاصة، تكون حينها قد أسديتَ لنفسك معروفًا بأنه لن يُصيبك ما يُعكِّر صفوَ يومك؛ فقد أخذت شحنتَك الكاملة من البهجة التي تُبقي عالمك الداخلي مستيقظًا، ولو أطفأ العالم جميع مصابيحه. عالمنا الداخلي يكون قائمًا حينما نؤمن بما نريد، وسعادتنا تَكمُن في السعي إلى ما نريد، والنجاح يُتوَّج حينما نكون ما نريد لا ما يريدون، فهواية البعض البحث عن نفوس فارغة أهلكها الحزن والأسى ليَبثُّوا مشروعَهم بداخلها، وليتفنَّنوا في بنائها كما يريدون. الإيجابية أن تبحث بداخلك عن نفسك، قد تراها رحلة صعبة، لكنها أهون من أن تَظلَّ جاهلاً أين تتَّجِه إلى الأبد، لهذا قالوا قديمًا: "الطريق أهم من الوصول"، فمحاولة معرفة أين تجد ذاتك قد تكون أهم من الوصول إلى ما تريد أحيانًا؛ لأنها لن تكون رحلة عادية، بل ستُصادِف أشياء لم تتوقعها أبدًا، وستكتشِف أنك تستطيع فِعْل أشياء لم تُفكِّر أصلاً في فِعْلها، وقد تطمئن نفسك لمحطة من المحطات، فتستقر لها جوارحك، ويأنس لها قلبك، وتكون حينها وجدت ما تريد. في إحدى محاضراته، أخبرنا أنه بعد دراسته 19 سنة في تخصُّص البترول لم يجد ذاته!! ثم بعد ذلك تفرَّغ لما يَعشق، وبالضبط قرَّر أن يقف في المحطة التي يعلم أنها تُناسِبه وتستجيب لمتطلباته، فانكبَّ بعد ذلك في دراسة كتب الفقه والفِكْر الإسلامي، وتخصَّص فيما بعد في موضوع القيادة البشرية، وأصبح أكبر رائد في العالم العربي لهذا العنوان، فلا يكاد يُذكَر اسم الدكتور طارق السويدان إلا وذكرت معه. حتى صاحب الحِرفة البسيطة، قد يزدريه الناس كلما مرُّوا عليه؛ لكنه لا يُبالي ما دام عالمه الداخلي لم يُخدَش، تلك الزاوية التي تتربَّع فوقها السعادة، وتطوف بها المتعة من كل مكان، وتحرسها البهجة ليل نهار، ولعل الحكيم الصيني كونفوشيوس لم يخطئ حينما قال: "اختر وظيفة تحبها، ولن تضطر للعمل يومًا واحدًا"، فالذي يحب وظيفته، تتحوَّل لديه دقات عقارب الساعة إلى ألحان من المتعة والعطاء، أما المُكرَه فيصير له وظيفتان، عمله ومراقبة ساعة يده! حينما تسعى لما تريد، ترسُم بذلك خارطتك الداخلية، وتعلم أن لمستَك قائمة في هذا العالم على شساعته، وأن لك دورًا خاصًّا تغطي به نقصًا عجز الآخر عن الإحاطة به؛ لأنك حينما تُدرِك عِظَمَ الرسالة التي تحمل، وأن الآخر ينتظر جهدك، ستكون منتجًا لا محالة. إن محطة البحث عن عالمك الداخلي هي أكبر من مجرد رحلة تقوم بها، إنها محاولة لإيقاظ شخصك الثاني الذي ظل لسنين نائمًا فوق سرير العادات، إنها محطة لا بد منها حتى تستكشِف عوالم أخرى تنتظرك، لا تخلق لنفسك أعذارًا؛ فالأعذار لا تنتهي، ولا تسمح للعادات المريضة أن تُكبِّل طاقتك، وتذكَّر أن أي رحلة تبدأ بخطوة، وخطوتك إدراكك أن التغيير يبدأ من الداخل قبل الخارج.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |