حديث: مثل البخيل والمتصدق كمثل رجلين عليهما جنتان من حديد - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         فتنة التفرق والاختلاف المذموم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          رغبة المؤمنين ورهبتهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          رسالة إلى الأبناء – مدرستك هي مجتمعك الصغير.. فمن أنت في المجتمع؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          فانتقِ منهم أطيب ثمارهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          اهتمام سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز بالحديث النبوي وأثره في العقيدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          السر وقانون الجذب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          فوائد البنوك.. ومخالفة رب العالمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          أبرز صفات المعلم السلوكية في الفكر التربوي الإسلامي؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          ابحث عن مكان مغلق لحل الخلافات -حتى لا يكون الأبناء ضحية المشكلات الزوجية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          واحة الفرقان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 3130 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-08-2022, 08:14 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,594
الدولة : Egypt
افتراضي حديث: مثل البخيل والمتصدق كمثل رجلين عليهما جنتان من حديد

حديث: مثل البخيل والمتصدق كمثل رجلين عليهما جنتان من حديد
الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح


عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ «مَثَلَ الْبَخِيلِ وَالْمُتَصَدِّقِ كَمَثَلِ رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا جُنَّتَانِ مِنْ حَدِيدٍ قَدِ اضْطُرَّتْ أَيْدِيهِمَا إِلَى ثُدِيِّهِمَا وَتَرَاقِيهِمَا، فَجَعَلَ الْمُتَصَدِّقُ كُلَّمَا تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ انْبَسَطَتْ عَنْهُ، حَتَّى تُغَشِّيَ أَنَامِلَهُ وَتَعْفُوَ أَثَرَهُ، وَجَعَلَ الْبَخِيلُ كُلَّمَا هَمَّ بِصَدَقَةٍ قَلَصَتْ، وَأَخَذَتْ كُلُّ حَلَقَةٍ مَكَانَهَا»، قَالَ: فَأَنَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللّهِ يَقُولُ بِإِصْبَعِهِ فِي جَيْبِهِ، فَلَوْ رَأَيْتَهُ يُوَسِّعُهَا وَلاَ تَوَسَّعُ.


شرح ألفاظ الحديث:
(( كَمَثَلِ رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا جُنَّتَانِ )): (جُنَّتان): مثنى مفرده جُنَّة بضم الجيم بعد نون مشددة مفتوحة، والجنة في الأصل الدرع سُميت بها؛ لأنها تَجِنُّ صاحبها؛ أي تحميه من الطعن ونحوه وتُحصِّنه.

وفي الرواية الأخرى ( جُبتان ): بضم الجيم بعدها باء، مثنى مفردة جُبَّة، وهو ثوب مخصوص.
واختلف أي الكلمتين أصح؟
فقيل: (جُنتان) بالنون وهو اختيار القاضي عياض والقرطبي.

قال القاضي عياض رحمه الله: "ومنه قوله: جنتان أو جبتان بالشك، وصوابه جنتان بالنون بلا شك كما في الحديث الآخر بالنون بلا شك - يقصد به حديث الباب - والجنة الدرع، ويدل عليه في الحديث نفسه"؛ [انظر شرح مسلم للنووي (7/ 151) حديث (1021)].

وقال القرطبي رحمه الله: "والجنة: ما يستجن به، وكذا صحح الرواية، وقد رُوي: جبتان بالباء بواحدة، وفيه بُعد في المعنى"؛ [انظر: المفهم (3/ 66)].

واستدلوا: بقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في حديث: ((جنتان من حديد))، والحديد يكون فيما يستجن به لا في الجبة.

وقيل: الأصح (جبتان) بالباء، وهو اختيار ابن حجر رحمه الله.

قال ابن حجر رحمه الله: "جبتان: بضم الجيم بعدها موحدة، ومن رواه فيها بالنون فقد صحَّف"؛ [انظر الفتح (3/ 386) حديث (1443 ، 1444)].

وذكر ابن حجر أن ذكر الحديد بعدها لا يمنع أن يكون الأصح بالباء (جبتان)؛ لأن الجبة ثوب مخصوص، ولا يمنع إطلاقه على الدرع.

((قَدِ اضْطُرَّتْ أَيْدِيهِمَا إِلَى ثُدِيِّهِمَا وَتَرَاقِيهِمَا))؛ أي: ألزمت وضاقت باليدين إلى الثديين، و(ثُديِّهما) جمع مفرده ثدي، والمثنى منه (ثدييهما)، و(تراقيهما) جمع مفرده (تَرقوة) بفتح التاء وضم القاف.
والترقوتان عظمان مشرفان في أعلى الصدر إلى جهة النحر يقعان بين ثغرة النحر والعاتق.
((حَتَّى تُغَشِّيَ أَنَامِلَهُ)): أي تغطي وتستر أصابعه.
((وَتَعْفُوَ أَثَرَهُ)): أي تستر أثره واختلف في المعنى:
فقيل: أي تتوسع حتى تستر وتغطي بدنه.

وقيل: حتى تمحوَ وتستر خطاياه، كما يغطي الثوب الذي يجر على الأرض أثر صاحبه إذا مشى بمرور الذيل عليه.
( قَلَصَتْ ): أي انقبضت.

((فَأَنَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللّهِ يَقُولُ بِإِصْبَعِهِ فِي جَيْبِهِ. فَلَوْ رَأَيْتَهُ يُوَسِّعُهَا وَلاَ تَوَسَّعُ)): ظاهر الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لابسًا قميصًا وكان في طوقه إلى جيبه، واختلف في ثيابهم أين موضع الجيب؟ فقيل: في اليد، وقيل: في الصدر ورجحه ابن حجر، وعلل ذلك بأنه لو كان الجيب في اليد لم تضطر يداه إلى ثدييه وتراقيه، وذكر ابن حجر ما يدل على ذلك في الفتح؛ [انظر الفتح (10/ 329) حديث (5797)].

قوله: ((فَلَوْ رَأَيْتَهُ يُوَسِّعُهَا وَلاَ تَوَسَّعُ))، ظاهره أنه مدرج من كلام أبي هريرة رضي الله عنه، والصواب أنه ليس من كلام أبي هريرة - رضي الله عنه - بل هو مرفوع؛ كما جاء التصريح به في رواية مسلم، وجاء أيضًا التصريح بذلك عند البخاري في كتاب الجهاد بلفظ: ((فسمع النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: فيجتهد أن يوسعها ولا تتسع)).

حديث الباب جاء عند مسلم بلفظ آخر وقع فيه وهمٌ كثير كما ذكر القاضي عياض، وسيأتي كلامه عليه رحمه الله بعد بيان اللفظ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((مثلُ المنفق والمتصدق، كمثل رجلٍ عليه جبتان أو جنتان، من لدُن ثُدِيِّهما إلى تراقيهما، فإذا أراد المنفق أن يتصدق سبغت عليه أو مرَّت، وإذا أراد البخيل أن ينفق، قلصت عليه وأخذت كل حلقة موضعها، حتى تُجنَّ بنانه وتعفو أثره)) قال: أبو هريرة - رضي الله عنه -: فقال: ((يوسعها فلا تتسع)).

قال النووي - رحمه الله -: "وقع هذا الحديث في جميع النسخ من رواية عمر- رضي الله عنه - مثل المنفق والمتصدق، قال القاضي وغيره: هذا وهم، وصوابه مثل ما وقع في باقي الروايات مثل البخيل والمتصدق، وتفسيرهما آخر الحديث يبيِّن هذا، وقد يحتمل أن صحة رواية عمر - رضي الله عنه - وهكذا أن تكون على وجهها، وفيها محذوف تقديره مثل المنفق والمتصدق وقسيمهما وهو البخيل، وحذف البخيل لدلالة المنفق والمتصدق عليه كقول الله تعالى: ﴿ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرّ ﴾ [النحل 81]؛ أي والبرد، وحذف ذكر البرد لدلالة الكلام عليه".

وقال القاضي أيضًا: "وقع في هذا الحديث أوهام كثيرة من الرواة، وتصحيف، وتحريف، وتقديم، وتأخير، ويعرف صوابه من الأحاديث التي بعده، فمنه (مثل المنفق والمتصدق)، وصوابه (المتصدق والبخيل)، ومنه (كمثل رجل) وصوابه (رجلين عليهما جنتان)، ومنه قوله (جنتان أو جبتان) بالشك، وصوابه (جنتان) بالنون بلا شك كما في الحديث الآخر بالنون بلا شك..."؛ [ انظر شرح مسلم للنووي ( 7/ 150-151) حديث (1021 ) ].

من فوائد الحديث:
الفائدة الأولى: الحديث فيه دلالة على تفضيل المتصدق على البخيل، وهذا ظاهر من ضرب النبي صلَّى الله عليه وسلَّم للمثال.

الفائدة الثانية: اختلف في المعنى المراد في المثال الذي ضربه النبي صلى الله عليه وسلم للمتصدق والبخيل؛ قال القرطبي رحمه الله: "وهذان المثالان للبخيل والمتصدق واقعان؛ لأن كل واحد منهما إنما يتصرف بما يجد من نفسه، فمن غلب الإعطاء والبذل عليه طاعت نفسه، وطابت بالإنفاق، وتوسَّعت فيه، ومن غلب عليه البخل، كان كلما خطر بباله إخراج شيء مما بيده شحت نفسه بذلك، فانقبضت يده للضيق الذي يجده في صدره، ولشحِّ نفسه الذي من وقيه فقد أفلح؛ كما قال تعالى: ﴿ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [ الحشر: 9] ؛ ا.هـ.

وبنحو هذا المعنى ذلك الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في الفتح؛ [انظر المفهم 3/ 66-67].


وقيل: المراد أن الله يستر المنفق في الدنيا والآخرة، بخلاف البخيل فإنه يفضحه، قاله المهلب؛ [انظر الفتح (3/ 386) حديث (1443-1444)].

وقيل: المراد تمثيل لنماء المال بالصدقة والإنفاق، والبخل بضد ذلك،

وقيل: هو تمثيل لكثرة الجود والبخل، وأن المعطي إذا أعطى انبسطت يداه بالعطاء وتعود على ذلك، وإذا أمسك صار ذلك عادة له؛ [ انظر شرح مسلم للنووي ( 7 / 152-153 ) حديث (1021 ) ]،

وقيل: إن الصدقة تمحو وتستر خطاياه كما يغطي الثوب الذي يجر على الأرض أثر صاحبه إذا مشى بمرور الذيل عليه؛ [انظر الفتح المرجع السابق].

وكل ما تقدم مراد ويقع في نفس المتصدق والبخيل، فيقال: الصدقة لها تأثير على الإنسان من عدة جوانب:
أولًا: الجانب النفسي: فالمتصدق ينشرح صدره للصدقة ويفرح بها، والبخيل يضيق بها وينقبض صدره لها ويمسك عنها.

ثانيًا: الجانب المادي: المتصدق يبارك له في ماله ويربو، والبخيل تمحق بركة ماله حسيًّا أو معنويًّا، وتقدم من الأدلة ما يبين ذلك.

ثالثًا: أثر دنيوي: المتصدق إذا أعطى تعودت يده على العطاء، وسهُلت على نفسه الصدقة بخلاف البخيل، فلا يزال يمسك حتى تكون له عادة.

رابعًا: أثر أخروي: فالصدقة سبب في محو الذنوب وتكفير الخطايا، ووقاية من النار: ((اتقوا النار ولو بشقِّ تمرة))، وهي دليل على صدق صاحبه: ((والصدقة برهان))، وهذا لا يكون للبخيل.

قال ابن القيم رحمه الله: "ولَما كان البخيل محبوسًا عن الإحسان، ممنوعًا عن البر والخير، كان جزاؤه من جنس عمله، فهو ضيق الصدر ممنوع من الانشراح ضيق العطن صغير النفس، قليل الفرح كثير الهم والغم والحزن، لا يكاد تُقضى له حاجة، ولا يعان على مطلوب، فهو كرجل عليه جُبة من حديد، قد جمعت يداه إلى عنقه، بحيث لا يتمكن من إخراجها ولا حركتها، وكلما أراد إخراجها أو توسيع تلك الجبة، لزمت كل حلقة موضعها، وهكذا البخيل كلما أراد أن يتصدق منعه بخله، فبقي قلبه في سجنه كما هو، والمتصدق كلما تصدق بصدقة انشرح لها قلبه، وانفسح بها صدره، فهو بمنزلة اتساع تلك الجبة، فكلما تصدق اتسع وانفسح وانشرح، وقوِي فرحه وعظُم سروره، ولو لم يكن في الصدقة إلا هذه الفائدة وحدها، لكان العبد حقيقًا بالاستكثار منها والمبادرة إليها، وقد قال تعالى: ﴿ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [ الحشر: 9 ]؛ [انظر الوابل الصيب 1/ 49].

الفائدة الثالثة: الحديث فيه دلالةٌ على مدح المتصدق، وتقدم بيان فضل الصدقة في الأحاديث السابقة، وسيأتي من الأحاديث ما يدل على أفضلية المتصدق، والحديث فيه دلالة على ذم البخيل، وهذا يُفهم من المثال الذي ضربه النبي - صلى الله عليه وسلم.

البخل خلق مذموم:
قال الله تعالى: ﴿ هَا أَنتُمْ هَؤُلَاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ ﴾ [محمد: 38].

وقال تعالى: ﴿ وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [آل عمران:180].

ومن السنة: حديث الباب، وحديث أنس عند البخاري، وفيه قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضِلع الدين وغلبة الرجال..."، وعند أبي داود وأحمد من حديث عبدالله بن عمرو قال: قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: "إياكم والشح فإن الشحَّ أهلك مَن كان قبلكم، أمرهم بالقطيعة فقطعوا وأمرهم بالبخل، فبخِلوا وأمرهم بالفجور ففجروا))، وعند البخاري من حديث جبير بن مطعم رضي الله عنه قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن نفسه: "ثم لا تجدوني بخيلًا ولا كذوبًا ولا جبانًا"، والأحاديث في هذا الباب كثيرة.

البخل أصل لكل خلق مذموم ويورث أخلاقًا ذميمة:
قال الماوردي – رحمه الله -: "قد يحدث عن البخل من الأخلاق المذمومة - وإن كان ذريعة إلى كل مذمة - أربعة أخلاق ناهيك بها ذمًّا، وهي: الحرص، والشره، وسوء الظن، ومنع الحقوق، وإذ آل البخيل إلى ما وصفنا من هذه الأخلاق المذمومة والشيم اللئيمة، لم يبق معه خير موجود ولا صلاح مأمول"؛ [ انظر أدب الدنيا والدين (228 ) ].

وللبخل درجات:
قال ابن قدامة المقدسي – رحمه الله -: "اعلم أن السخاء والبخل درجات: فأرفع درجات السخاء الإيثار، وهو أن تجود بالمال مع الحاجة إليه، وأشد درجات البخل: أن يبخل الإنسان على نفسه مع الحاجة إليه، فكم من بخيل يُمسك المال ويمرض فلا يتداوى، ويشتهي الشهوة فيمنَعه منها البخل، فكم بين مِن بخلٍ على نفسه مع الحاجة، وبين من يؤثر على نفسه مع الحاجة، فالأخلاق عطايا يضعها الله عز وجل حيث يشاء"؛ [انظر مختصر منهاج القاصدين (205،206) ].

بعض أقوال السلف في ذم البخل:
قال محمد بن المنكدر - رحمه الله -: "كان يقال: إذا أراد الله بقومٍ شرًّا أمَّر عليهم شرارهم، وجعل أرزاقهم بأيدي بخلائهم"؛ [انظر الإحياء 3/ 255].

وقال بشر بن الحارث الحافي رحمه الله: "لا تُزوِّج البخيل ولا تعامله، ما أقبح القارئ حين يكون بخيلًا"؛ [انظر الإحياء 3/ 25].

وقال حُبيش بن مُبشِّر الثقفي الفقيه: "قعدت مع أحمد بن حنبل ويحيى بن معين والناس متوافرون، فأجمعوا أنهم لا يعرفون رجلًا صالحًا بخيلًا"؛ [انظر الإحياء 3/ 256].

وقال ابن القيم - رحمه الله -: "الجبن والبخل قرينان، فإن عَدِم النفع منه إن كان ببدنه فهو جبن، وإن كان بماله فهو بخل"؛ [انظر الجواب الكافي ص(85)].

وقال بعض الحكماء: "البخيل ليس له خليل".

وقال آخر: "البخيل حارس نعمته وخازن ورثته"، وقال بعض الشعراء:
إذا كنت جمَّاعًا لمالك ممسكًا
فأنت عليه خازن وأمينُ
تؤديه مذمومًا إلى غير حامدٍ
فيأكله عفوًا وأنت دفينُ


الفائدة الرابعة: في حديث الباب دلالة على حسن تعليم النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك بتقريبه للمعنى بضرب المثال قولًا وفعلًا؛ كما في آخر الحديث: وضع إصبعه في جيبه، وهكذا ينبغي لمن يعلِّم الناس الخير أن ينوِّع في أسلوبه؛ لأن هذا أدعى لفهم المخاطب.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.89 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 60.97 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.06%)]