الروضة الوائلية - الصفحة 2 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 187 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28432 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60058 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 833 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          من تستشير في مشكلاتك الزوجية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          فن إيقاظ الطفل للذهاب إلى المدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 12-08-2022, 03:47 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الروضة الوائلية

الروضة الوائلية (9)

وائل حافظ خلف









((فوائد في علوم شتى نفيسات - خواطر عليات - حِكَم فائقات - نوادر مستحسنات - أشعار منتقاة - حكايات مصطفاة))






[هذه - أسعدك الله - روضة لديدة سَنية، ناضرة بهية، دانية قطوفها، مأمونة فصولها؛ فتأنق حيث شئت فيها جَيْئَة وذُهُوبًا، وكن للدعاء لغارسها بذَّالاً وَهُوبًا].





[ كتابٌ محفوظٌ ]


روى الإمام أبو عبد الله القرطبي - رحمه الله - عن يحيى بن أكثم قال:

كان للمأمون - وهو أمير إذ ذاك - مجلس نظر، فدخل في جملة الناس رجل يهودي حسن الثوب حسن الوجه طيب الرائحة، فتكلم فأحسن الكلام والعبارة، فلما أن تقوض المجلس دعاه المأمون فقال له: إسرائيلي؟ قال نعم.



قال له: أَسْلِمْ حتى أفعل بك وأصنع، ووعده.



فقال: ديني ودين آبائي! وانصرف.



فلما كان بعد سنة جاءنا مسلمًا، فتكلم على الفقه فأحسن الكلام، فلما تقوض المجلس دعاه المأمون وقال: ألست صاحبنا بالأمس؟

قال له: بلى.



قال: فما كان سبب إسلامك؟

قال: انصرفت من حضرتك فأحببت أن أمتحن هذه الأديان، وأنت مع ما تراني حسن الخط، فعمدت إلى التوراة فكتبت ثلاث نسخ فزدت فيها ونقصت وأدخلتها الكنيسة، فاشتُرِيَتْ مني، وعمدت إلى الإنجيل فكتبت ثلاث نسخ فزدت فيها ونقصت وأدخلتها البِيعَة فاشتريت مني، وعمدت إلى القرآن فعملت ثلاث نسخ وزدت فيها ونقصت، وأدخلتها الوراقين فتصفحوها، فلما أن وجدوا فيها الزيادة والنقصان رموا بها فلم يشتروها؛ فعلمت أن هذا كتاب محفوظ، فكان هذا سبب إسلامي.



قال يحيى بن أكثم:

فحججت تلك السنة فلقيت سفيان بن عيينة، فذكرت له الخبر، فقال لي: مصداق هذا في كتاب الله - عز وجل -. قلت: في أي موضع؟ قال: في قول الله - تبارك وتعالى - في التوراة والإنجيل: ﴿ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ [المائدة: 44]، فجعل حفظه إليهم فضاع، وقال - عز وجل -:﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر: 9]، فحفظه الله - عز وجل - علينا فلم يَضِع.





[ أنفس زاكية ]


قال عمرٌو[1]:

وقف رجل على عامرٍ الشعبيِّ فلم يَدَعْ قبيحًا إلا رماه به، فقال له عامرٌ: ((إن كنتَ كاذبًا فغفر الله لك، وإن كنتَ صادقًا فغفر الله لي)).



وقال إبراهيمُ النَّخَعيُّ لسليمانَ الأعمشِ وأراد أن يماشيَه، فقال: ((إن الناس إذا رأَوْنا معًا قالوا: أعمشُ وأعورُ!)).



قال: وما عليك أن يأثموا ونُؤجر؟

قال إبراهيم: ((وما عليك أن يَسْلموا ونَسْلم؟!)).





[موازنات بين شعراء]


كان مالك بن الأخطل التغلبي قد بعثه أبوه إلى العراق ليسمعَ شعر جرير والفرزدق، فلما قَدِم سأله أبوه عنهما فقال: ((جريرٌ يَغرِف من بحر، والفرزدق ينحِت من صخر)).



فقال: ((الذي يغرف من بحر أشعرهما)) [2].



وفي "تاج العروس": كان الفرزدق ينقح الشعر، وكان جرير يَخْشِبه (أي: يُرسل شعره كما يجيئه من غير تأنُّق ولا تنقيح )، وكان خَشْب جريرٍ خيرًا من تنقيح الفرزدق[3].



وفي "العِقد" (6/106/تحقيق العريان): سُئل عمرو بن العلاء عن جرير والفرزدق، فقال: ((هما بازيان، يصيدان ما بين الفيل والعندليب)).



وقال جرير: ((أنا مدينة الشعر، والفرزدق نبعته)).



وحُكي أن أبا العلاء المَعَرِّي سُئِل: مَن أشعر الثلاثة: أبو تمام، والبُحتري، والمتنبي؟

فقال: ((حكيمان، والشاعر: البحتري)) [4].



وفي "رسائل ابن بحر": قال بعض الشعراء لصاحبه: أنا أشعر منك، قال صاحبه: ولِمَ ذاك؟ قال: (( لأني أقول البيت وأخاه، وأنت تقول البيت وابن عمه)).



وفي "رسائل الرافعي للجاهل" (ص31، 37، 246) كلام عن البارودي - رحمة الله عليه - والموازنة بينه وبين شوقي.





[لقاح]


نسخت من فوائد ابن القيم - رحمة الله عليه -:

الطلب لقاح الإيمان، فإذا اجتمع الإيمان والطلب أثمرا العمل الصالح.



وحسن الظن بالله لقاح الافتقار والاضطرار إليه، فإذا اجتمعا أثمرا إجابة الدعاء.



والخشية لقاح المحبة، فإذا اجتمعا أثمرا امتثال الأوامر واجتناب والنواهي.



والصبر لقاح اليقين، فإذا اجتمعا أورثا الإمامة في الدين؛ قال - تعالى -: ﴿ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ [5].



وصحة الاقتداء بالرسول لقاح الإخلاص، فإذا اجتمعا أثمرا قبول العمل والاعتداد به.



والعمل لقاح العلم، فإذا اجتمعا كان الفلاح والسعادة، وإن انفرد أحدهما عن الآخر لم يفد شيئًا.



والحلم لقاح العلم، فإذا اجتمعا حصلت سيادة الدنيا والآخرة، وحصل الانتفاع بعلم العالم، وإن انفرد أحدهما عن صاحبه فات النفع والانتفاع.



والعزيمة لقاح البصيرة، فإذا اجتمعا نال صاحبهما خير الدنيا والآخرة، وبلغت به همته من العلياء كل مكان، فتخلف الكمالات إما من عدم البصيرة وإما من عدم العزيمة.



وحسن القصد لقاح لصحة الذهن[6]، فإذا فُقدا فقد الخير كله، وإذا اجتمعا أثمرا أنواع الخيرات.



وصحة الرأي لقاح الشجاعة، فإذا اجتمعا كان النصر والظفر، وإن فقدا فالخذلان والخيبة، وإن وجد الرأي بلا شجاعة فالجبن والعجز، وإن حصلت الشجاعة بلا رأي فالتهور والعطب.



والصبر لقاح البصيرة، فإذا اجتمعا فالخير في اجتماعهما. قال الحسن: ((إذا شئت أن ترى بصيرًا لا صبر له رأيته، وإذا شئت أن ترى صابرًا لا بصيرة له رأيته، فإذا رأيت صابرًا بصيرًا فذاك)).



والنصيحة لقاح العقل، فكلما قويت النصيحة قوي العقل واستنار.



والتذكر والتفكر كل منهما لقاح الآخر، فإذا اجتمعا أنتجا الزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة.



والتقوى لقاح التوكل، فإذا اجتمعا استقام القلب.



ولقاح أخذِ أُهْبَة الاستعداد للقاء قِصَرُ الأمل، فإذا اجتمعا فالخير كله في اجتماعهما، والشر في فرقتهما.



ولقاح الهمة العالية النية الصحيحة، فإذا اجتمعا بلغ العبد غاية المراد.





[من أقوال الرافعي في الاشتراكية]


قال أمير الأدباء أبو السامي - يرحمه الله -:

تعالَوْا أيها الاشتراكيون فاعرفوا نبيكم الأعظم، إن مذهبكم ما لم تُحْيِهِ فضائل الإسلام وشرائعه، إن مذهبكم لكالشجرة الذابلة تعلقون عليها الأثمار تشدونها بالخيط = كل يوم تَحُلُّون، وكل يوم تربُِطون، ولا ثمرة في الطبيعة.



هذا فلان كاتب شرقي ينزع إلى الاشتراكية ويدين بها ويراها مائدة الخالق التي مدت في أرضه للناس جميعًا، وينعى علينا أننا نتجاهلها كأننا لم نلم بها، على أننا نراها تلك المائدة بعينها غير أننا نزيد أنها ممدودة للناس جميعا ليتدافع عنها الناس جميعًا فلا يصل إليها أحد = ونفضل على كل هذه المائدة الخيالية بما حفلت به من لذائذها وألوانها، اللقيمات التي يفرضها نظام الزكاة في الإسلام فرضًا لا يتم الإسلام لأحد إلا به، وعلى هذا فاعتبر.



مَثَل مذهب الاشتراكية في وَهْم توزيع المال، ومذهب الإسلام في الزكاة، مثل رجلين مَرَّ أحدهما بغريق يختبط في اللُّج، فاستغاثه الغريق، فنظر فإذا حبل ملقى على الشاطئ، ولكنه صاح بالهالك: أنت واللهِ في نفسي أكبر منزلةً من أن أُخْرِجَك بالحبل، فأنا ذاهب أبحث لك عن زَوْرَق...!! ومر الثاني فألقى له الحبلَ فنجا.



ومن بديع قوله في فلسفة الصوم: يضطرب الاشتراكيون في أوربا وقد عجزوا عجز من يحاول تغيير الإنسان بزيادة ونقص في أعصابه، ولا يزال مذهبهم في الدنيا مذهب كتب ورسائل، ولو أنهم تدبروا حكمة الصوم في الإسلام لرأوا هذا الشهر نظامًا عمليًّا من أقوى وأبدع من الأنظمة الاشتراكية؛ فهذا الصوم فقر إجباري تفرضه الشريعة على الناس فرضًا ليتساوى الجميع في بواطنهم، سواء منهم من ملك المليون من الدنانير ومن ملك القرش الواحد ومن لم يملك شيئًا؛ كما يتساوى الناس جميعا في ذهاب كبريائهم الإنسانية بالصلاة التي يفرضها الإسلام على كل مسلم؛ وفي ذهاب تفاوتهم الاجتماعي بالحج الذي يفرضه على من استطاع.



فقر إجباري يراد به إشعار النفس الإنسانية بطريقة عملية واضحة كل الوضوح، أن الحياة الصحيحة وراء الحياة لا فيها، وأنها إنما تكون على أتمها حين يتساوى الناس في الشعور لا حين يختلفون، وحين يتعاطفون بإحساس الألم الواحد لا حين يتنازعون بإحساس الأهواء المتعددة.



ولو حققت لرأيت الناس لا يختلفون في الإنسانية بعقولهم، ولا بأنسابهم، ولا بمراتبهم، ولا بما ملكوا؛ وإنما يختلفون ببطونهم وأحكام هذه البطون على العقل والعاطفة، فمن البطن نكبة الإنسانية، وهو العقل العملي على الأرض، وإذا اختلف البطن والدماغ في ضرورة؛ مد البطن مده من قوى الهضم فلم يبق ولم يذر.



ومن هاهنا يتناوله الصوم بالتهذيب والتأديب والتدريب، ويجعل الناس فيه سواء، ليس لجميعهم إلا شعور واحد وحس واحد وطبيعة واحدة، ويحكم الأمر فيحول بين هذا البطن وبين المادة، ويبالغ في إحكامه فيمسك حواشيه العصبية في الجسم كله يمنعها تغذيتها ولذتها حتى نفثة من دخينة.



وبهذا يضع الإنسانية كلها في حالة نفسية واحدة تتلبس بها النفس في مشارق الأرض ومغاربها، ويطلق في هذه الإنسانية كلها صوت الروح يعلم الرحمة ويدعو إليها، فيشبع فيها بهذا الجوع فكرة معينة هي كل ما في مذهب الاشتراكية من الحق، وهي تلك الفكرة التي يكون عنها مساواة الغني للفقير من طبيعته، واطمئنان الفقير إلى الغني بطبيعته، ومن هذين: (الاطمئنان، والمساواة) يكون هدوء الحياة بهدوء النفسين اللتين هما السلب والإيجاب في هذا الاجتماع الإنساني، وإذا أنت نزعت هذه الفكرة من الاشتراكية بقي هذا المذهب كله عبثًا من العبث في محاولة جعل التاريخ الإنساني تاريخًا لا طبيعة له.





[محنة عدم الشكل]


روى أبو القاسم الْمِهْرَواني[7] أن الْمُبَرِّد محمد بن يزيد أنشد:



هُمُومُ أُنَاسٍ فِي فُنُونٍ كَثِيرَةٍ

وَهَمِّيَ فِي الدُّنْيَا صَدِيقٌ مُسَاعِدُ



نَكُونُ كرُوحٍ بَيْنَ شَخْصَيْنِ قُسِّمَا

فَجِسْمَاهُمَا جِسْمَانِ وَالرُّوحُ وَاحِدُ






وقال الإمام أبو سليمان الخطابي البُسْتي[8] مصنف كتاب "العزلة":



وإني غريبٌ بين بُسْتَ وأهلِها

وإنْ كان فيها أُسْرَتي وبها أهلي



وما غُربةُ الإنسانِ في غربة النَّوَى

ولكنها واللهِ في عدم الشَّكْلِ








[1] "البيان" (ج2/ص38).




[2] "البيان والتبيين" (ج2/ص59، 144). وفي "تاج العروس": كان الفرزدق ينقح الشعر، وكان جرير يَخْشِبه (أي: يُرسل شعره كما يجيئه من غير تأنُّق ولا تنقيح)، وكان خَشْب جريرٍ خيرًا من تنقيح الفرذق.




[3] تقرأ السر في ذلك في مقالة "بعد شوقي"، تراها في الجزء الثالث من "وحي القلم".




[4] "سير أعلام النبلاء" (ج13/ص487).




[5] [السجدة: 24].




[6] قال في "إعلام الموقعين": ((صحة الفهم وحُسن القصد من أعظم نِعَم الله التي أنعم بها على عبده، بل ما أعطي عبد عطاء بعد الإسلام أفضل ولا أجل منهما، بل هما ساقا الإسلام، وقيامه عليهما، وبهما يأمن العبد طريق المغضوب عليهم الذين فسد قصدهم، وطريقَ الضالين الذين فسدت فهومهم، ويصير من المنعم عليهم الذين حسنت أفهامهم وقصودهم، وهم أهل الصراط المستقيم الذين أُمرنا أن نسأل الله أن يهدينا صراطهم في كل صلاة، وصحة الفهم نور يقذفه الله في قلب العبد، يميز به بين الصحيح والفاسد، والحق والباطل، والهدى والضلال، والغي والرشاد، ويمده حسن القصد، وتحري الحق، وتقوى الرب في السر والعلانية، ويقطع مادته اتباع الهوى، وإيثار الدنيا، وطلب محمدة الخلق، وترك التقوى)).





[7] آخر "المهروانيات" تخريج الخطيب البغدادي. والبيتان أنشدهما ابن عبد ربه في "العقد" (ج2/ص205/العريان) لأبي عبد الله بن عُرفة بألفاظ متقاربة.




[8] ذكر البيتين الميدانيُّ في "مجمع الأمثال" تحت المثل رقم (2798): ((فَقْدُ الإخوان غُربة)).


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 12-08-2022, 03:48 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الروضة الوائلية

الروضة الوائلية (10)

وائل حافظ خلف






((فوائد في علوم شتى نفيسات - خواطر عليات - حِكَم فائقات - نوادر مستحسنات - أشعار منتقاة - حكايات مصطفاة))



[هذه - أسعدك الله - روضة لديدة سَنية، ناضرة بهية، دانية قطوفها، مأمونة فصولها؛ فتأنق حيث شئت فيها جَيْئَة وذُهُوبًا، وكن للدعاء لغارسها بذَّالاً وَهُوبًا].

[لماذا لم يفسر النبي - صلى الله عليه وسلم - القرآن كلَّه؟]


قال أمير الأدباء أبو السامي مصطفى صادق الرافعي - يرحمه الله -:
قد ثبت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قُبض ولم يفسر من القرآن إلا قليلًا جدًّا، وهذا وحدَه يجعل كل منصف يقول: أشهد أن محمدًا رسول الله؛ إذ لو كان - صلى الله عليه وسلم - فسر للعرب بما يحتمله زمنهم وتطيقه أفهامهم، لَجَمَدَ القرآن جمودًا تهدمه عليه الأزمنة والعصور بآلاتها ووسائلها، فإن كلام الرسول نصٌّ قاطع، ولكنه ترك تاريخ الإنسانية يفسر كتاب الإنسانية؛ فتأمل حكمة ذلك السكوت؛ فهي إعجاز لا يكابر فيه إلا من قلع مخه من رأسه.

[ أشباه الجوز ]


مِنَ الناس مَن لا يعطي النفع إلا على المضرة، كما قيل:
وأنت كمثل الجوز يمنع خيره
صحيحًا، ويعطي خيره حين يُكسر!



وقال أبو عليٍّ الحسن بنُ رَشِيق القيروانيُّ:
في الناس مَن لا يُرتَجَى نفعُهُ
إلا إذا مُسَّ بأضرارِ

كالعُود لا يُطْمَعُ في طِيبهِ
إلا إذا أُحْرِقَ بالنارِ


[صفات الإنسان التي يختص بإطلاقها عليه بحسب الأزمنة المختلفة]


نقل أبو منصور الثعالبي في "فقه اللغة" في ترتيب سن الغلام عن أبي عمرو، وعن أبي العباس ثعلب، عن ابن الأعرابي: أنه يقال للصبي إذا وُلد: رضيع وطفل. ثم فَطِيم. ثم دَارِج. ثم حَفْر. ثم يافع. ثم شَدَخ. ثم مُطَبِّخ. ثم كَوْكَب.

ثم روى عن الأئمة المذكورين فصلاً هو أشفى من الأول في ترتيب أحوال الصبي وتنقُّل السن به إلى أن يتناهي شبابُه، فيه:
ما دام في الرحم فهو جنين. فإذا وُلد فهو وَليد. وما دام لم يَسْتَتِمَّ سبعةَ أيام فهو صَدِيغ؛ لأنه لا يشتد صُدْغُه إلى تمام السبعة. ثم ما دام يرضع فهو رضيع. ثم إذا قُطع عنه اللبنُ فهو فَطِيم. ثم إذا غلُظ وذهبَتْ عنه تَرَارَةُ الرَّضاع فهو جَحْوَش[1].

ثم هو إذا دَبَّ ونما دارج. فإذا بلغ طولُه خمسةَ أشبار فهو خماسي. فإذا سقطَتْ رواضعُه فهو مَثْغُور[2]. فإذا نبتتْ أسنانُه بعد السقوط فهو مُثَّغِر ومُتَّغِر، بالثاء والتاء[3]. فإذا كاد يجاوز العشرَ السنينَ أو جاوزها فهو مُتَرَعْرِع وناشِئ. فإذا كاد يبلغ الحُلُم أو بلغه فهو يافِع ومراهِق. فإذا احتلم واجتمعتْ قوَّتُه فهو حَزْوَر وحَزَوَّر[4]. واسمه في جميع هذه الأحوال التي ذكرنا غلام.

فإذا اخضَرَّ شاربُه وأخذ عِذَارُهُ[5] يسيل قيل: بَقَل وَجْهُهُ. فإذا صار ذا فَتَاءٍ فهو فتًى وشارِخ. فإذا اجتمعتْ لحيتُه وبلغ غاية شبابه فهو مجتمِع. ثم ما دام بين الثلاثين والأربعين فهو شابٌّ. ثم هو كَهْلٌ إلى أن يَستوفيَ ستين. انتهى.

وقال البدر الدَّمَامِيني[6]:
قد كنت وقفت على فصل لبعض اللغويين ذكر فيه صفات الإنسان التي يختص بإطلاقها عليه بحسب الأزمنة المختلفة، فقلت ناظمًا لها:
أصخْ لصفات الآدمي وضبطها
لتلقطَ درًّا تقتنيه بديعا

جنين إذا ما كان في بطن أمه
ومن بعدُ يُدعى بالصبي رضيعا

وإن فطموه فالغلام لسبعة
كذا يافع للعشر قله مطيعا

إلى خمس عشر بالحَزَوَّر سمِّهِ
لتحسن فيما تنتحيه صنيعا

فمد إلى خمسٍ وعشرين حجةً
بذاك دعاه الفاضلون جميعا

ومن بعد يدعى بالعطيطل لانتهى
ثلاثين فاحفظ لا تعد مضيعا

صملٌّ لحد الأربعين، وبعده
بكهل، إلى الخمسين فادع سميعا

وشيخًا إلى حد الثمانين فادعه
بها ثم هما للممات سريعا



يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 12-08-2022, 03:48 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الروضة الوائلية

[بلوغ الأربعين وحضور الشيب]


قال دِعبِل الخزاعي[7] حين وَخَطَه الشيبُ، وقد أجاد في القول وأبدع:
أَلْقَى عَصَاهُ وَأَرْخَى مِنْ عِمَامَتِهِ
وَقَالَ: ضَيْفٌ، فَقُلْتُ: الشَّيْبُ؟ قالَ: أَجَلْ

فَقُلْتُ: أَخْطَأتَ دَارَ الْحَيِّ، قَالَ: وَلِمْ؟
مَضَتْ لَكَ الْأَرْبَعُونَ الْوُفْرُ، ثُمَّ نَزَلْ

فَمَا شَجِيتُ بِشَيْءٍ مَا شَجِيتُ بِهِ
كَأَنَّمَا اعْتَمَّ مِنْهُ مَفْرِقِي بِجَبَلْ


وهذه الأبيات أنشدها الشريف المرتضى في "الشهاب في الشيب والشباب" (ص32) لعليّ بن جبلة، وقال: ربما رويت لدِعبِل بن عليٍّ الخزاعي، ووصفَ الأبيات بأنها من أحسن ما قيل في الاستثقال بحمل الشيب.

ومن لطيف ما ذكر في الشيب قول أبي الفضل الميداني - رحمه الله -:
تَنَفَّسَ صُبْحُ الشَّيْبِ فِي لَيْلِ عَارِضِي
فَقُلْتُ: عَسَاهُ يَكْتَفِي بِعِذَارِي

فَلَمَا فَشَا عَاتَبْتُهُ فَأَجَابَنِي
أَلا هَلْ يُرَى صُبْحٌ بِغَيْرِ نَهَارِ؟


وهذا رائق جدًّا. ويروى:
.............
أيا هلْ ترى صبحًا بغير نهارِ؟



والشيب نور المؤمن. كذا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ونهى عن نتفه.

وقد قال بعض أهل التأويل في قوله تعالى: ï´؟ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُï´¾: يعني: الشيب. وقال آخرون وهم جمع غفير: النذير: الرسول.

وقالوا: لم يبعث الله نبيًّا قط إلا بعد أربعين سنة.

وقال الإمام النووي: ((نقلوا أن أهل المدينة كانوا إذا بلغ أحدهم أربعين سنة تفرغ للعبادة)).

قلت:
نقل ذلك الإمامُ أبو عبد الله القرطبيُّ[8] في موضعين من "الجامع لأحكام القرآن" عن الإمام مالك بن أنس - رحمه الله - أنه قال:
((أدركت أهل العلم ببلدنا وهم يطلبون الدنيا والعلم ويخالطون الناس، حتى يأتي لأحدهم أربعون سنة، فإذا أتت عليهم اعتزلوا الناس واشتغلوا بالعبادة حتى يأتيهم الموت)).

وعن الشعبي، عن مسروق - رحمه الله - أنه كان يقول: ((إذا بلغ أحدكم أربعين سنةً فليأخذ حذره من الله - عز وجل -)).

وعن القاسم بن عبد الرحمن قال: قلت لمسروق: متى يؤخذ الرجل بذنوبه؟ قال: ((إذا بلغت الأربعين فخذ حذرك)).

وقال - عز وعلا -: ï´؟ حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ï´¾ [الأحقاف: 15].

قال العماد ابن كثير في التفسير:
((هذا فيه إرشاد لمن بلغ الأربعين أن يجدد التوبة والإنابة إلى الله، عز وجل، ويعزم عليها)).

وقال:
ï´؟ حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ ï´¾: أي: قَوِيَ وشب وارتجل ï´؟ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً ï´¾: أي: تناهى عقله وكمُل فهمه وحلمه. ويقال: إنه لا يتغير غالبًا عما يكون عليه ابن الأربعين.

وما أحسنَ قولَ الشاعر:
صَبَا مَا صَبَا حَتى عَلا الشَّيْبُ رأْسَهُ
فَلَمَّا عَلاهُ قَالَ لِلْبَاطِلِ: ابْطُلِ


قلت (وائل):
البيت لدُرَيْد بن الصِّمَّة، من قصيدة دالية لا لامية، وهي من عيون الشعر. وانظرها - إن شئت - في "ديوانه" (ص57-77) ط/ دار المعارف. وفيها:
........
قَالَ لِلْبَاطِلِ: ابْعَدِ



وفي "التعازي والمراثي" لأبي العباس المبرد (ص7) ط/ دار الكتب العلمية:
صَبَا مَا صَبَا حَتى إِذَا شَابَ رَأْسَهُ
وَأَحْدَثَ حِلْمًا قَالَ لِلْبَاطِلِ: ابْعَدِ


ذلك، وفي ترجمة عِمران بن حِطَّان بن ظَبْيان بن لَوْذان الخارجي، أسند في "الأغاني" عن أبي عبيدة معمر بن المثنى، عن عيسى بن يزيد بن بكر المدني قال:
اجتمع عند مسلمة بن عبد الملك ناس من سُمَّاره، فيهم عبد الله بن عبد الأعلى الشاعر، فقال مسلمة: أي بيت قالته العرب أوعظ وأحكم؟

فذكر له عبد الله بيت دريد هذا.

فقال مسلمة: إنه والله، ما وعظني شعر قط كما وعظني شعر ابن حطان حيث يقول:
فَيُوشِكُ يَوْمٌ أَنْ يُقَارِنَ لَيْلَةً
يَسُوقَانِ حَتْفًا رَاحَ نَحْوَكَ أَوْ غَدا


يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 12-08-2022, 03:49 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الروضة الوائلية

الروضة الوائلية (10)

وائل حافظ خلف


فقال بعض من حضر: والله، لقد سمعته أجل الموت ثم أفناه، وما صنع هذا غيرُه.

فقال مسلمة: وكيف ذاك؟
قال: قال:
لا يُعْجِزُ الْمَوْتَ شَيْءٌ دُونَ خَالِقِهِ
وَالْمَوْتُ فَانٍ إِذَا مَا نَالَهُ الْأَجَلُ

وَكُلُّ كَرْبٍ أَمَامَ الْمَوْتِ مُتَّضِعٌ
لِلْمَوْتِ، وَالْمَوْتُ فِيمَا بَعْدَهُ جَلَلُ[9]



فبكى مسلمة حتى اخضلَّتْ لحيتُه، ثم قال: ردِّدْهما عليَّ، فردَّدَهما عليه حتى حفِظهما.

وقد مضى قولنا فيمن استثقل الشيب، ومن هذا الباب أيضًا الأبيات السائرة في الناس لأبي العتاهية:
بَكَيْتُ عَلَى الشَّبَابِ بِدَمْعِ عَيْنِي
فَلَمْ يُغْنِ الْبُكَاءُ وَلا النَّحِيبُ

فَيَا أَسَفا أَسِفْتُ عَلَى شَبَابٍ
نَعَاهُ الشَّيْبُ وَالرَّأْسُ الخَضِيبُ

عَرِيتُ مِنَ الشَّبَابِ وكَانَ غَضًّا
كَمَا يَعْرَى مِنَ الْوَرَقِ القَضِيبُ

فَيَا لَيْتَ الشَّبَابَ يَعُودُ يَوْمًا
فَأُخْبِرَهُ بِمَا صَنَعَ الْمَشِيبُ


وعلى محجة أخرى يقول ابن دقيقِ العيد، حسبما نقله الصفدي في "الوافي" (ج4/ص143)، وابن العماد في "الشذرات" (6/6):
تَمَنَّيْتُ أَنَّ الشَّيْبَ عَاجَلَ لِمَّتِي
وَقَرَّبَ مِنِّي فِي صِبَايَ مَزَارَهُ

لآخُذَ مِنْ عَصْرِ الشَّبَابِ نَشَاطَهُ
وَآخُذَ مِنْ عَصْرِ الْمَشِيبِ وَقَارَهُ


وقد جمعنا في هذا الباب الطريف شيئًا كثيرًا وقَسَمْناه قَسْمًا حسنًا ليكون آنق في السمع، وأدخل في باب الحفظ، وعسى أن يكون الطبع قريبًا. والله الموفق لا رب سواه، ولا معبود إلا إياه.


[في الزهد]


قال رب السيف والقلم، محمود سامي البارودي - رحمه الله -، من المنسرح، وفيه لزوم ما لا يلزم:
إِلامَ يَهْفُو بِحِلْمِكَ الطَّرَبُ؟
أَبَعْدَ خَمْسِينَ في الصِّبَا أَرَبُ؟

هَيْهَاتَ وَلَّى الشَّبَابُ واقْتَرَبَتْ
سَاعَةُ وِرْدٍ دَنَا بِها الْقَرَبُ

فَلَيْسَ دُونَ الْحِمَامِ مُبْتَعَدٌ
وَلَيْسَ نَحْوَ الْحَيَاةِ مُقْتَرَبُ

كُلُّ امْرِئٍ سَائِرٌ لِمَنْزِلَةٍ
لَيْسَ لَهُ عَنْ فِنَائِهَا هَرَبُ





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 12-08-2022, 03:50 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الروضة الوائلية

وَسَاكِنٌ بَيْنَ جِيرَةٍ قَذَفٍ
لا نَسَبٌ بَيْنَهُمْ وَلا قُرَبُ

فِي قَفْرَةٍ لِلصِّلالِ مُزْدحَفٌ
فِيهَا ولِلضَّارِيَاتِ مُضْطَرَبُ

وَشَاهِدٌ مَوْقِفًا يُدَانُ بِهِ
فَالْوَيْلُ لِلظَّالِمِينَ وَالْحَرَبُ

فَارْبَأْ يَفَاعًا أَوِ اتَّخِذْ سَرَبًا
إِنْ كَانَ يُغْنِي الْيَفَاعُ وَالسَّرَبُ

لا الْبَازُ يَنْجُو مِنَ الْحِمَامِ وَلا
يَخْلُصُ مِنْهُ الْحَمَامُ والْخَرَبُ

مُسَلَّطٌ في الْوَرَى فَلا عَجَمٌ
يَبْقَى عَلَى فَتْكِهِ وَلا عَرَبُ

فَكَمْ قُصُورٍ خَلَتْ، وَكَمْ أُمَمٍ
بَادَتْ، فَغَصَّتْ بِجَمْعِهَا التُّرَبُ

فَمَنْزِلٌ عَامِرٌ بِقَاطِنِهِ
وَمَنْزِلٌ بَعْدَ أَهْلِهِ خَرِبُ

يَغْدُو الْفَتَى لاهِيًا بِعِيشَتِهِ
وَلَيْسَ يَدْرِي مَا الصَّابُ والضَرَبُ

وَيَقْتَنِي نَبْعَةً يَصِيدُ بِهَا
ونَبْعُ مَنْ حَارَبَ الرَّدَى غَرَبُ

لا يَبْلُغُ الرِّبْحَ أَوْ يُفارِقُهُ
كَمَاتحٍ خَانَ كَفَّهُ الْكَرَبُ

يَا وَارِدًا لا يَمَلُّ مَوْرِدَهُ
حَذَارِ مِنْ أَنْ يُصِيبَكَ الشَّرَبُ


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 12-08-2022, 03:50 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الروضة الوائلية

تَصْبُو إِلَى اللَّهْوِ غَيْرَ مُكْتَرِثٍ
واللَّهْوُ فِيهِ الْبَوَارُ وَالتَّرَبُ

وَتَتْرُكُ الْبِرَّ غَيْرَ مُحْتَسِبٍ
أَجْرًا وَبِالْبِرِّ تُفْتَحُ الأُرَبُ

دَعِ الْحُمَيَّا فَلِابْنِ حانَتِهَا
مِنْ صَدْمَةِ الْكَأْسِ لَهْذَمٌ ذَرِبُ

تَرَاهُ نُصْبَ الْعُيُونِ مُتَّكِئًا
وَعَقْلُهُ فِي الضَّلالِ مُغْتَرِبُ

فَبِئْسَتِ الْخَمْرُ مِنْ مُخَادِعَةٍ
لِسَلْمِهَا فِي الْقُلُوبِ مُحْتَرَبُ

إِذا تَفَشَّتْ بِمُهْجَةٍ قَتَلَتْ
كَمَا تَفَشَّى فِي الْمَبْرَكِ الْجَرَبُ

فَتُبْ إِلى اللهِ قَبْلَ مَنْدَمَةٍ
تَكْثُرُ فِيهَا الْهُمُومُ والْكُرَبُ

واعْتَدْ عَلَى الْخَيْرِ فَالْمُوَفَّقُ مَنْ
هَذَّبَهُ الاعْتِيَادُ والدَّرَبُ

وَجُدْ بِمَا قَدْ حَوَتْ يَدَاكَ فَمَا
يَنْفَعُ ثَمَّ اللُّجَيْنُ والْغَرَبُ

فَإِنَّ لِلدَّهْرِ لَوْ فَطِنْتَ لَهُ
قَوْسًا مِنَ الْمَوْتِ سَهْمُهَا غَرَبُ

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 12-08-2022, 03:51 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الروضة الوائلية

[جواب بديع]


في "تفسير القرآن العظيم" لأبي الفداء ابن كثير - رحمه الله -:
ذكروا أن أبا العلاء المعري لما قدِم بغداد، اشتهر عنه أنه أورد إشكالاً على الفقهاء في جعلهم نصاب السرقة ربع دينار، ونظم في ذلك شعرًا دل على جهله، وقلة عقله[10]، فقال:
يَدٌ بخمسِ مِئينَ عَسْجَدٍ[11] وُدِيَتْ
مَا بَالُهَا قُطِعَتْ فِي رُبعِ دِينَارِ؟

تَنَاقُضٌ مَا لَنَا إِلا السُّكُوتُ لَهُ
وَأَنْ نَعُوذَ بمولانا منَ النارِ!


ولما قال ذلك واشتهر عنه تطلبه الفقهاء فهرَب منهم. وقد أجابه الناس في ذلك، فكان جواب القاضي عبد الوهاب المالكي - رحمه الله - أنه قال: ((لما كانت أمينة كانت ثمينة، فلما خانت هانت)).

ومنهم من قال: هذا من تمام الحكمة والمصلحة وأسرار الشريعة العظيمة، فإنه في باب الجنايات ناسب أن تعظم قيمة اليد بخمس مئة دينار؛ لئلا يُجنى عليها، وفي باب السرقة ناسب أن يكون القدر الذي تُقطع فيه ربعَ دينار؛ لئلا يتسارع الناس في سرقة الأموال؛ فهذا هو عين الحكمة عند ذوي الألباب.


[1] وهذا عن الأصمعي، وأنشد للهُذَلي:
قَتَلْنَا مَخْلَدًا وابْنَيْ حُرَاقٍ
وآخَرَ جَحْوَشًا فَوْقَ الفَطِيمِ

قال الأزهري: ((كأنه مأخوذ من الجحش الذي هو ولد الحمار)).

[2] هذا مروي عن أبي زيد، سعيد بن أوس الأنصاري البصري.

[3] وهذا عن أبي عمرٍو رُويَ.

[4] قال في "الصحاح": الحزور: الغلام إذا اشتد وقَوِيَ وخَدَمَ. قال يعقوب: هو الذي كاد يُدْرِك ولم يفعل. وقال الراجز:
لن تَعْدَمَ المطيُّ منا مِسْفَرا

شيخًا بَجالاً وغلامًا حَزْوَرا


[5] عِذَار الغلام: جانب لحيته.

[6] نقل هذا ابنُ علان في "دليل الفالحين" (ج2/ص13-14) ط/ دار الفكر، وعزاه إلى تعليقة الدماميني على "مغني اللبيب"، وأنا فقد مررت على الحواشي التي كتبها البدر الدماميني على بعض "المغني" غير مرة فما أذكر أني رأيت فيها ذا النظم، وفيه شيء، فليحرر.

[7] "ديوانه" (ص414-415) ط/ مجمع اللغة العربية بدمشق.

[8] ونقله عن القرطبي ابنُ علان الصديقي في "الدليل".

[9] الجلل من الأضداد، يكون للعظيم والهين اليسير، والأخير مراد دريد.


[10] إن ثبت ذلك عنه فأبعده الله، وهو بعيد.

[11] العسجد: الذهب.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 138.31 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 133.58 كيلو بايت... تم توفير 4.74 كيلو بايت...بمعدل (3.43%)]