مجرد رأى - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         شرح النووي لحديث: ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          أنسيت بأنك في غزة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          {إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4418 - عددالزوار : 855267 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3949 - عددالزوار : 390089 )           »          معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-08-2022, 09:05 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,931
الدولة : Egypt
افتراضي مجرد رأى

مجرد رأى


ميادة بدوي





دلفَت رفيفُ إلى الطريق المؤدِّي لمنزلها، وقد بدا عليها الإنهاك الشديد، "أخيرًا وجدتُكِ"، كانت هذه المرةَ الخامسة التي تستمِع فيها لتلك العبارة منذ أن قرَّرَت رحلة العودة من الجامعة لمنزلها، أغمضَت عينَيها لبرهة كأنها تحاول الاسترخاء قبل أن تبدأ العاصفة، فستجد حالاً من تظهر أمامها مُستطرِدَةً في وصفِ موقِف ما خاصٍّ بالعمل أو بحياتها الشخصية، وطالبةً نصيحتَها ومشورتها، وقد كان.


وبمُجرَّد الانتهاء أسرعَت لبَيتِها، وحينما وصلت أغلقَت الباب خلفها كمَن تَخشى وحشًا، من الواضح أنها تُعانى من الإرهاق الشديد، تحتاج للراحة، ولكن لم يَكتمِل لها ما أرادَت؛ إذ سرعان ما باغتَها أخوها طالبًا المشورة في أمر ما، ثمَّ أختها الصغرى ثم الكُبرى، كانت تنظر لهم بعينَين حمراوَين كأنَّها تتوسَّل إليهم أن يَتركوها، وبمُجرَّد ما انتهَت من أداء ما أُسْنِدَ إليها أسرعَت لغُرفتِها وأغلقت الباب قبل أن يَلحقها أحدهم، وبدَّلت ملابَسها في حين فتحت بريدها الإلكتروني لترى ما الجديد؟


وجدت بريدَها مملوءًا بالرسائل، فجلست تُنهيها واحدة بعد الأخرى، وكل مُرسِل يَطلُب النصيحة في أمر ما، سواء كانت متشابهة أم مختلفة، ولما أنهَت، جلست على سريرها لترى هاتفها قبل الخلود للنوم.


"كل هذه مُكالمات فائتة! آآآه"
لم تكَد تُكمِل عبارتها حتى دقَّ جرس الهاتف من جديدٍ، أجابَت المتَّصل.


رفيف، كيف حالك؟ أفتقدك كثيرًا.
وأنا كذلك يا منال، أهناك أمرٌ ما؟
نعم، كأنك تَشعُرين، أودُّ أن أستشيرك في أمرٍ ما فأنا أثق بكِ.


تعجَّبت رفيف كثيرًا أن تثق بها منال، عدوتها اللدود - إن صح التعبير - والتي يومًا لم تحبَّ رفيف ولم ترضَ بتفوقها عليها!


حسنًا سأخبركِ بالتفاصيل:
كان هذا صوتَ منال حين اندفعَت تُخبِر رفيف بتفاصيل ذاك الأمر المهمّ، والذى من الواضح لا يمكن تأجيله على حين لم تَنتبِه رفيف لحرفٍ ممَّا يُقال، فقد انطلقت بها ذاكرتها لأمرٍ آخر؛ فقد تذكَّرت منذ عامين حينما كانت مغمورةً بشدة ولم يكن أحد ليَنتبِه لوجودها، وكثيرًا ما شاركت في أعمالٍ مختلفة فحاوَلت إبداء الرأي ولكن لم يكن أحدٌ ليَهتمَّ به، وإن قيل نفس الرأي من شخص آخر لاقى انبهارًا عنيفًا حتى كانت تظن أنها ترتدي قبّعة الاختفاء!


وكان في يوم أن أتَت إليها فكرة رائعة، كانت حينذاك في عامِها الثاني الجامعي, كانت فكرتها عبارة عن تطوير الجامعة، تطوير المعامل والأقسام وتصنيف المُحاضَرات وإلغاء غير المُهمِّ أو غير المؤثِّر، وأيضًا يتمُّ إعادة تأهيل الأساتذة بدورات عن مهارات التعليم وخَلْق الإبداع في نفوس الطلاب.


عرضت الفكرة وتحمَّسَت لها ولكن لم يقتصر الأمر على أنها قوبلت بالرفض الشديد من الأساتذة فقط وإنما من الطلبة أيضًا؛ لأنهم شَعروا بمدى صعوبة الوضع وأنهم لن يستطيعوا فعل شيء!


حزنت ولكنها حاولت، حتى أتى ذاك اليوم، يوم لم تتوقَّعه أبدًا، لقد أخذ خالد الفكرة.


خالد، هو زميل لرفيف بالجامعة، وقد أخذ الفكرة مع إدخال بعض التغييرات الطفيفة علي طريقة عرضِها حتى لا يُلاحِظ أحد أنها ليست فكرته، وللصدمة قد لاقت الفِكرة قبولاً برغم أن الكثيرين قد رأوا صعوبة تنفيذها!


زاد ذلك من حزن رفيف إلا أنها سعدت لأنَّ الفِكرة تُنفَّذُ أيًّا كان صاحبها، المهم أن تُنفّذ، ساهمت في الفكرة معهم.


ثم أتى يومٌ لم تتوقعه أبدًا مع كل هذا الحديث المعسول الذى ينطلق به فم خالد، قد أخبرهم أن عميد الكلية يرفُض رفضًا قاطعًا الفكرة، ويرى فيها إهانة للأساتذة، وبالتالي لن يتمَّ تنفيذ الفِكرة.


طفح الكيل، هنا انطلقَت رفيف بعد سماعها لذلك لمكتب العميد وحاولت معه أكثر من مرة ولكن لم تُفلِح المُحاوَلة، فأصرَّت أنها لن تَحضُر من اليوم وستقوم بعمل إضراب حتى تُنفَّذ الفِكرة التي تَعني لهم كل التعليم، بل تعني أكثر لأنها لا تستفيد من طرق التعليم الحالية!


وطلبت من خالد أن يُعاوِنها في نشر فكرة الإضراب، فعاونها وهو يَمتِلئ خجلاً من داخله، وأضرب الجميع وتوقَّف العمل حتى عُقِدَ اجتماع سمح فيه الأساتذة للعميد بتنفيذ الفكرة، ولكن لتسير الأعمال كما هي، وبالفعل تمَّت الموافَقة على الفِكرة، وكانت فرحة رفيف لا تُوصف، كادت تطير فرحًا.


ولمَّا أتى يوم الاحتفال لنشر الفكرة التي ستُغيِّر مسار الجامعة، وبينما رفيف بين الحضور، تهتمُّ بكل التفاصيل وخالد يُلقي كلمته، سمعَتْ ما جَعلها تقف مكانها بلا حراك، واتسعت عيناها!


لقد تنازل خالد عن تنظيم المشروع والفِكرة لرفيف، وأعلن أنها صاحبة الفكرة الأصلية وهو من أخذها ونسبها لنفسه!


لم تتوقَّع رفيف هذا أبدًا، وكانت سعيدة للغاية، ومنذ ذلكَ اليوم أصبحت محط ثقة الجميع يأخذون رأيها في كل كبيرة وصغيرة، سواء كان عملاً أو في حياتهم الشخصية.

إذًا ما رأيك؟
تنبهَّتْ رفيف لصوت منال التي كانت ما تزال على الهاتف، أجابتها في تثاؤب.


الجئي إلى الله، فلتُصلِّي استخارة، ولتُؤمِني بفكرتك.



وأغلقت الهاتف قبل أن تعلم الجواب، وهوت بجسدها على السرير، حاضنةً إياه كأنَّها لم ترَه من قبل، ونامت وعلى وجنتَيها ابتسامة حالمة.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.78 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.88 كيلو بايت... تم توفير 1.90 كيلو بايت...بمعدل (3.28%)]