|
|
ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#11
|
||||
|
||||
رد: فوائد من كتاب التّفسير اللُّغويّ
__________________
|
#12
|
||||
|
||||
رد: فوائد من كتاب التّفسير اللُّغويّ
فوائد من كتاب التّفسير اللُّغويّ (12) صلاح عباس فقير فوائد من كتاب التّفسير اللُّغويّ (12) الكتاب: التَّفسير اللُّغويُّ للقرآن الكريم. المؤلف: د. مساعد بن سليمان بن ناصر الطَّيَّار. الناشر: دار ابن الجوزيِّ، 1422، ط 1. مصادر التّفسير اللُّغويّ: كتب معاني القرآن مصادر التّفسير اللُّغويّ: كتب غريب القرآن مقدّمة: في الحلقات الثّلاثة الماضية، تعرّفنا على المصدرين الأوَّل والثّاني من (مصادر التّفسير اللّغويّ)، ألا وهي: كتب التّفسير، وكتب معاني القرآن، في هذه الحلقة سنتعرّف بإذن الله على المصدر الثالث، ألا وهو كتبُ غريب القرآن، فما المرادُ بغريب القرآن؟ المراد بغريب القرآن: يذكر الدكتور مساعد قول الخليل في كتاب العين: "الغريبُ: الغامض من الكلام"، ثم يقول: "وفي مدلول مادة (غرب) معنى البعد، فالغامضُ من الكلام يكون بعيداً عن الفهم والإدراك. أمّا معناه في اصطلاح كتب غريب القرآن، فيذكر الدكتور أنّه أوسع من ذلك، "إذ يُراد به تفسير ألفاظ القرآن تفسيراً لغويّاً" مدعّماً بالشواهد أو لا. "وألفاظ القرآن، على قسمين: قسمٍ يعرفه العامّة والخاصّة، كالسماء والأرض... وقسمٍ يحتاج في بيانه إلى أهل العلم، كالدُّلوك والسّرمد..."، ثمّ قال: "وقد تتجاوز بعضُ كتب غريب القرآن إلى غير الألفاظ، فتُبيّنها (ص329) كالمبهمات من الأعلام في الآي، وأسباب النزول وغيرها"، وهنا تثور هذه المسألة: مسألة: ما العلاقة بين كتب غريب القرآن، وكتب معاني القرآن؟ يُجيب: "(غريب القرآن) جزء من علم (معاني القرآن)، لا ينفكّ عنه، لأنّه لا يمكن بيان المعنى دون معرفة مدلول الألفاظ"، فهي جزءٌ منه "وإن استقلت بالتأليف". فما هي أوّلُ كتب غريب القرآن؟ بدأ ظهورها في عهد أتباع التابعين، يقول: "وقد نسب بعض الباحثين الّذين ذكروا كتب غريب القرآن، كتابةً في غريب القرآن لابن عباس"، وهي: "1 - غريب القرآن، لابن عباس، بتنقيح عطاء بن أبي رباح. (ص329). 2 - مسائل نافع بن الأزرق، وقد جاوزت هذه المسائل المائتين وخمسين مسألة، وقد وردت من طرقٍ غير مرضيّة، فضلاً عمّا يدور حول كثرتها من الشك" (ص330). فيقول: "لا يصحّ نسبتها إلى ابن عباس، وفي الصحيح الوارد عنه غُنيةٌ... والعجيب أنّ هذه الرواية قد احتضنتها بعض كتب الأدب والحديث، ولم يكن لها ذكرٌ في كتب التفسير المتقدمة، ولا في كتب اللغة، مع أنها ألصق بهذين العلمين من غيرهما، ولا يبعد أن يكون لهذه الأسئلة أصلٌ، إلا أنّها لم تكن بهذه الكثرة التي أوردها الرّواة، وهذه المسائل تحتاج إلى نقد المتون بعد نقد الأسانيد....". 3 - رواية عليِّ بن أبي طلحة، وقد عنون لها محمود السّيد الدُّغيم بـ (غريب القرآن)، ...، ويظهر أنّ هذا من تصرُّفه، اعتماداً على ما أورده السيوطي في حديثه عن علم غريب القرآن..." (ص331). ثمّ يقول: "وقد كان ابتداء التأليف في علم غريب القرآن، في النصف الثاني من القرن الثاني، أي في عهد أتباع التابعين، وممّن ذُكِر له تدوينٌ فيه: زيدُ بن عليٍّ، وأبان بن تغلب، وفي النفس شيءٌ من هذين الكتابين (ص332) ... وما وجدته منقولاً عن زيد بن عليٍّ يخالف ما ورد في غريب القرآن المطبوع المنسوب إليه"(ص333). هذا، ويُعدّ كتابُ مجاز القرآن لأبي عبيدة معمر بن المثنى البصريّ، أولَ كتابٍ مطبوع من كتب غريب القرآن، بل لا يبعد أن يكون أول كتابٍ للُّغويّين يتعلّق بتفسير القرآن، نظراً للحملة الاستنكارية التي قامت عليه، مما يدلّ على أنه بدعٌ في التأليف في هذا المجال"، قال: "وسأبسط القول في ثلاثةٍ من كتب غريب القرآن": (ص334) أولاً: مجاز القرآن لأبي عبيدة: يقول: "ذُكر لأبي عبيدة أسماء كتب، وهي: غريب القرآن، ومعاني القرآن، وإعراب القرآن، ومجاز القرآن، ويظهر أنّ هذه العناوين اسمٌ لكتابٍ واحد، وعُبّر عنه بما فيه من هذه الموادّ العلميّة... إذ فيه غريبٌ كثير، وشيء من علم المعاني، وعلم النحو" (ص335). ثمّ قال: "والمجاز عند أبي عبيدة: ما يجوز في لغة العرب من التعبير عن الألفاظ والأساليب، وليس المجاز الاصطلاحي عند البلاغيين، وهذا ظاهرٌ من كتابه". ثم يقول: "لقد كانت وجهة أبي عبيدة في كتابه (مجاز القرآن) واضحةً، حيث أراد تفسير القرآن تفسيراً عربيّاً"، ويذكر الدكتور ما يُشير إلى أنّ دافع أبي عبيدة إلى تأليف هذا الكتاب هو الردّ على من يزعم بأنّ في القرآن لغاتٍ غير العربيّة. ثم تناول بعض صور التفسير اللغويّ الواردة في كتاب مجاز القرآن: وهي: "بيان المفردات وشواهدها" (ص338) "الأساليب العربية في الخطاب" (ص341) "توجيه القراءات" (ص345). ثمّ يذكر أنّ أبا عبيدة قد تعرّض للنقد بسبب منهجه اللّغويّ، من حيث "أنّ اعتماده على المنقول من التفسير، كالسنة النبوية، وآثار السّلف، وأسباب النزول، وقصص الآي كان قليلاً جدّاً" (ص347). يقول: "ويبدو أنّ ثقافته اللّغوية الثّريّة أحدثت عنده اعتداداً بعلمه، ...، حتى إنك لا ترى أثراً للنقل عن المتقدّمين من علماء السلف واللغويين"، ثم يورد قول تلميذه أبي عمرو الجرمي، أنّه سأله: "عمّن أخذتَ هذا يا أبا عبيدة؟ فإنّ هذا خلاف تفسير الفقهاء؟ فقال لي: "هذا تفسير الأعراب البوّالين على أعقابهم، فإن شئتَ فخذه، وإن شئتَ فذره" (ص348). ويذكر أنّ هذا المنهج أوقعه في بعض التفسيرات التي لا تصحُّ، كما أوقعه في ردّ بعض الوارد عن السَّلف! فلذا كان عُرضةً للنقد! (ص349). ثم يذكر أنّ أبا عبيدة اتّهم بالخروج والاعتزال، "فهل ظهر منه في كتاب مجاز القرآن ما يعضد هذا الاتهام؟" (ص357) قال: "وقد تفحصتُ كتابَ أبي عُبيدة، فلم أجد فيه شيئاً من هذه العقائد"، وذكر روايةً تُشير إلى أنّه ربما كان يُبطن الخروج! (ص359). ثانياً: تفسير غريب القرآن، لابن قتيبة: ذكر الدكتور مساعد نصوصاً لابن قتيبة من مقدمة كتابه ومن غيرها، واستنتج من ذلك: "أنّ ابن قتيبة خصّ معاني القرآن بكتابه (تأويل مشكل القرآن) وخصّ الغريب بكتابه (تفسير غريب القرآن)... أنّه اعتمد في كتابه على من سبقه من مفسري السلف وأهل اللغة... ابن عباس وقتادة ... ثم مجاهداً، ثم الحسن البصري... اعتمد على أبي عبيدة آخذاً من كتابه (مجاز القرآن) وعلى الفراء... وقد أكثر الأخذ عنهما دون أن ينص على ذكرهما" (ص364). ثالثاً: غريب القرآن لأبي بكر محمد بن عُزَيز السجستاني: يذكر الدكتور مساعد أنّ هذا الكتاب، قد لقي شهرةً واسعة وقبولاً حسناً عند العلماء، وأنّ مؤلفه كان "قد قرأ جزءاً من كتابه على شيخه أبي بكر محمد بن القائم بن بشار الأنباري. وأنّ نهجه يتمثل في: ترتيبه على حروف المعجم ألفبائيّاً، وجعل كلّ حرفٍ على ثلاثة أقسام: المفتوح ثمّ المضموم، ثم المكسور، (ص377) وأدخل حروف الزوائد في موادّ الكلمات دون إرجاعها إلى أصلها الاشتقاقي، وكان أبو عبيدة معتمده الأول، ثمّ قال: "وليس في كتاب ابن عُزيز ما يمكن إضافته إلى الظواهر اللغوية في التفسير التي وجدت عند سابقيه من كتب غريب القرآن سوى اهتمامه بالوجوه والنظائر، في بعض الألفاظ القرآنية" (ص378). ملحوظات عامّة تتعلّق بعلم الغريب: وموجزها "أنّ ترتيب هذه الكتب سار على أسلوبين": ترتيب الآيات القرآنية، وترتيب الحروف، والّذين أتوا من بعد ابن عُزيز ساروا على ترتيب الحروف، لكن بحسب أصل الكلمة، كما هو معروف في معاجم اللُّغة، ومن أمثلها كتاب الراغب الأصفهانيّ، الّذي هو "من أوسع كتب غريب القرآن وأحسنها" (ص384). وهي أنفعُ لأنها أٌقرب إلى فكرة الوجوه والنظائر التي كتب فيها مفسّرو السلف. وأن بعض العلماء جمع بين غريبي القرآن والحديث، وأن من كتب بعد استقرار اللغة، لم يأتِ بجديد يُذكر في المعاني، وأدخل الراغب شيئاً من كلام الحكماء ويعني بهم الفلاسفة، ولم يسلم غالب المتأخرين من تأثير المعتقدات المخالفة لأهل السنة. وبذلك يكتمل كلامنا في هذه الحلقة، عن المصدر الثالث من مصادر التفسير اللغوي. وفي الحلقة القادمة بإذن الله، نقف عند المصدر الرّابع، ألا وهو (كتب معاجم اللّغة).
__________________
|
#13
|
||||
|
||||
رد: فوائد من كتاب التّفسير اللُّغويّ
فوائد من كتاب التّفسير اللُّغويّ (13) صلاح عباس فقير فوائد من كتاب التّفسير اللُّغويّ (13) الكتاب: التَّفسير اللُّغويُّ للقرآن الكريم. المؤلف: د. مساعد بن سليمان بن ناصر الطَّيَّار. الناشر: دار ابن الجوزيِّ، 1422، ط 1. المصدران الرّابع والخامس من مصادر التّفسير اللُّغويّ مقدّمة: في الحلقات الماضية، تعرّفنا على ثلاثةٍ من (مصادر التّفسير اللّغويّ)، ألا وهي: كتب التّفسير، وكتب معاني القرآن، وكتب غريب القرآن، وفي هذه الحلقة سنتعرّف بإذن الله على المصدرين الرّابع والخامس، وهما على التوالي: كتبُ المعاجم اللّغويّة، و"كتب أخرى لها علاقة بالتفسير اللّغويّ". أولاً: كتب المعاجم اللغوية: مقدّمة عامّة في التعريف بالمعاجم اللّغويّة: يذكر الدكتور مساعد، أنّ المعاجم اللُّغويّة قسمان: "الأوّل: كتب اعتمدت على الموضوعات اللّغويّة، أي جمع الألفاظ اللّغويّة التي تتعلّق بموضوع واحد، ... ككتاب الأضداد، ... وكتاب الأنواء.. الثّاني: كتب اعتمدت على الحروف الهجائية، في ترتيب أبوابها... وهذا القسم هو الّذي ستكون الدراسة فيه، لأنه أكثر تعرّضاً لألفاظ القرآن من سابقه..." (ص388). قال: "وسأتحدث في هذا الشأن عن ثلاثة كتبٍ، من كتب المعاجم التي سارت في ترتيبها على الحروف". أولاً: كتاب العين: يذكر الدكتور مساعد، أنّ بعض العلماء قد شكّكوا في نسبة هذا الكتاب إلى الخليل بن أحمد، من رواية تلميذه اللّيث بن المظفر، ثمّ قال: "وبتصفّح الكتاب، ظهر لي ما يأتي: 1- أنّ فيه إبداعاً يُناسب عقل الخليل بن أحمد. (ص390) 2- أنّ الليث قد أدخل عليه تعليقات وسماعاتٍ سمعها من الأعراب، ... 3- أنّ هناك تعليقات أُدخلت على نصّ كتاب العين من غير اللّيث، ... ولهذا نجد في كتاب العين أسماء أشخاصٍ كانوا بعد الخليل بزمنٍ... ويبدو –والله أعلم- أنّ أصل الكتاب للخليل بن أحمد، وأنّ عليه زيادات" (ص391). ويتعجب الدكتور من "ناقدي كتاب العين، من معاصريه ومَن بعدهم، لم يُشيروا إلى إمامة كتاب العين في التَّصنيف على حروف المعجم، ..." ثم يقول: "ولما كان كتاب العين، معجماً يسير على الحروف، فإنّ منهجه في التفسير، له شبهٌ بكتب غريب القرآن، التي تذكر اللّفظ القرآنيّ، ثمّ تبيّن معناه". من صور تفسير ألفاظ القرآن في كتاب العين: "أولاً: بيان معنى اللفظة القرآنية، دون ذكر شاهدٍ عليها:" (ص392) ثانياً: الاستشهاد بالشِّعر على معنى اللّفظة القرآنيّة: ثالثاً: تفسير ألفاظٍ قرآنيّةٍ دون ذكر الآية: رابعاً: توجيه القراءات" (ص396). ثانياً: كتاب جمهرة اللّغة: "ألّف أبو بكر محمد بن الحسن بن دُريد كتابه، إملاءً... ومع تأخر زمنه فإنك لا تكاد تجد في كتابه نقلاً عن عالم لغة كوفيٍّ، ...، وقد يكون إهماله النقل عنهم سبباً من أسباب نقد معاصره نفطويه الكوفيّ وتلميذه الأزهريّ، قال الأزهريّ: "وممّن ألف في عصرنا، ووُسم بافتعال العربية (ص397) وتوليد الألفاظ التي ليس لها أصول، وإدخال ما ليس من كلام العرب في كلامهم: أبو بكر محمد بن الحسن دريد الأزدي... وتصفحت كتاب الجمهرة له، فلم أره دالاً على معرفةٍ ثاقبة، ..." وعلّق الدكتور في الهامش قائلاً: "وهذا الكلام فيه تحامل على ابن دُريد، وقد يكون الأزهريّ متأثرا بنقد شيخه نفطويه الكوفي، ونفطويه من أقران ابن دريد البصريّ" (ص398). ولا يختلف ابن دريد عن الخليل، من حيث صور التفسير في كتابه، ولك يقول الدكتور: "لقد برزت لي أثناء قراءة كتاب جمهرة اللغة ظاهرة تحرّز ابن دُريد في التّفسير، بل في نقل اللّغة كذلك"، فكان يُنهي نقله أو كلامه بعبارة: "والله أعلم بكتابه"، ويُكثِرُ من نسبة التفسير إلى غيره، ويتوقّف في أحيانٍ أخرى عن الإدلاء بشيءٍ! ثم يقول الدكتور مساعد: "ولا يخفى على من يقرأ كتب ابن دريد، ما كان لأبي حاتم (ص407) السجستاني من منزلةٍ وأثرٍ عليه، وقد كان مُكثراً من النقل عنه، والاعتماد عليه، وجائز أن يكون تأثّر به في هذا التورع في التفسير والله أعلم" (ص408). ثالثاً: كتاب تهذيب اللُّغة: "ألّف أبو منصور محمد بن أحمد الأزهريّ كتابه ... بعد بلوغه سبعين سنةً، كما يُفهم من قوله: "وكنت منذ تعاطيتُ هذا الفنّ في حداثتي، إلى أن بلغت السبعين، مولعاً بالبحث عن المعاني والاستقصاء فيها، وأخذها من مظانّها، وإحكام الكُتب التي تأتّى لي سماعها من أهل الثّبت والأمانة" قال: "وممّا يتميّز به هذا الكتاب عن كتاب العين وكتاب جمهرة اللّغة، ما يأتي: 1- كثرة موادّه اللغوية وكثرة مراجعه... 2- أنّه أوسع ممن تقدّمه في عرض التّفسير... (ص410). قال: "وقد ظهر في كتابه، وهو معجم لغويّ في مفردات الألفاظ، ظهر اهتمامُه بالمعاني، فتراه يشرح الآية متعدّياً بذلك دلالة اللّفظ" (ص414). أمّا صور التفسير اللفظيِّ في كتابه، فقد جاءت على النحو التالي: 1- تفسير الألفاظ مع ذكر الشاهد. ...(ص416) 2- تفسير الألفاظ بدون ذكر الشاهد. ...(ص417) 3- توجيه القراءات... (ص419) أثر المعتقد في التفسير اللّغوي في كتاب تهذيب اللّغة: يقول في خلاصة كلامه تحت هذا العنوان: "وهذه الأمثلة وغيرها مما لم أنقله، تبيّن صحة معتقد الأزهريّ، وأنه كان على منهج السّلف، لذا لم تظهر عنده تلك الانحرافات التي تعتمد على سعة اللّغة، لإثبات صحّتها، والله الموفق." (ص429). ثانياً: كتب أخرى لها علاقة بالتّفسير اللُّغويّ: يذكر الدكتور الباحث أنّ العلوم الإسلاميّة، علوم مترابطة في البحث، يقول: "ولما كان الأمر كذلك، فإنك ستجد بعض الكتب، وإن كانت في الظاهر لا تمُتُّ إلى علم اللّغة العربيّة بصلةٍ واضحةٍ، ستجدها تتعرّض لمسائل في علم اللغة، ... سأذكر مثالاً لهذا الأمر، وهو كتاب "السيرة النبويّة" لابن هشام، وقد لاحظت فيه اهتمام مؤلفه بتفسير ألفاظ الآياتِ التي يوردها، وبذكر الشواهد(ص432) الشعرية لها، وقد أحصيتُ له أكثر من مائة مفردةٍ قرآنية، قام ببيان معناها، واستشهد لكثيرٍ منها بأشعار العرب" (ص433)، مستفيداً في ذلك من شيوخه البصريّين في اللّغة، وخاصّةً أبو عبيدة معمر بن المثنَّى. أما الكتب التي كُتبت في علومٍ أخرى، ولها علاقة بالتفسير، فهي: كتب غريب الحديث، كتب الاحتجاج بالقراءات، كتب شروح دواوين الشعر، كتب الأدب، قال: "وسأذكر أمثلةً من كتب هذه العلوم: أولاً: كتب غريب الحديث: قال: "وقد طُبع في هذا العلم، كتابُ أبي عبيد القاسم بن سلام، وكتاب ابن قتيبة، وكتاب إبراهيم الحربيّ، وكتاب الخطّابي، وغيرها." (ص435). ثانياً: كتب الاحتجاج للقراءات: "الاحتجاج للقراءة: تخريج ما جاء في القرآن، وبيان وجهه في كلام العرب، وقد يكون بيانَ طريقة أداء، أو تصريفِ كلمةٍ، أو إعرابٍ، أو بيان معنىً. والّذي يخص التفسير اللغويّ من علم الاحتجاج للقراءة، ما يتعلق ببيان المعنى، ويقع ذلك –في الغالب- حينما يرد في الآية قراءتان مختلفتان في النطق، ويكون لكلّ واحدةٍ منهما معنىً يخالف معنى القراءة الأخرى" (ص441). ثالثاً: شرح دواوين الشعر: قال: "لأنّ الشارح يعمد إلى ألفاظ شعر الشاعر، ويبين معانيها، ولو جمعت شروح هذه الألفاظ؛ لكوَّنت معجماً يُرادف المعاجم الموجودة". رابعاً: كتب الأدب: "تشتمل كتب الأدب، على عدة مصنفات، ككتب الأمالي، وكتب مجالس العلماء، وغيرها، وقد قمت بقراءة بعضٍ منها، ... ككتاب البيان والتبيين، .. والكامل في الأدب...، ومجالس ثعلب، والزاهر في معاني كلمات النّاس، لابن الأنباريّ، وأمالي أبي علي القالي، وغيرها" (ص448). بهذا نصل إلى ختام الكلام عن مصادر التفسير اللّغويّ، وفي الحلقة القادمة بإذن الله تعالى، نتناول الباب الثَّالث والأخير من أبواب هذا الكتاب، ألا وهو "آثار التفسير اللّغوي وقواعده".
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |