التوحيد في سورة الإنسان - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12712 - عددالزوار : 222819 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4432 - عددالزوار : 868359 )           »          صلة الأرحام.. فضلها وأثرها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          رسالة إلى رواد المسجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          مرض السكري والعلاج بمنتجات النحل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          محبطات الأعمال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          200 يوم من الحرب.. كشف حساب لحماس وإسرائيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          عيد شم النسيم .. أصله، شعائره، حكم الاحتفال به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          الغناء وأهل الطرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          الثمرات اليانعات من روائع الفقرات .. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 17 - عددالزوار : 1733 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-06-2021, 07:12 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,535
الدولة : Egypt
افتراضي التوحيد في سورة الإنسان

التوحيد في سورة الإنسان
د. أمين الدميري





تتلاحم السورة بما قبلها، فقد تقرر أن النطفة هي أول مراحل خلق الإنسان، وقبلها لم يكن شيئًا مذكورًا، وهو ما تقرر هنا في مطلع سورة الإنسان: ﴿ هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا ﴾ [الإنسان: 1]، نعم، أين كنت أنا قبل أن يولد أبي، وقبل أن يتزوج أبي بأمي؟ لم أكن شيئًا مذكورًا، وإنما كنت في عالم الغيب أو في عالم الذر الذي لا يعلمه إلا الخالق المبدع المنشئ سبحانه.



ولم يخلق الله الإنسان عبثًا ولن يتركه سدًى، وإنما خلقه ليبتليه، ولأنه مبتلى وممتحن ومكلف، فقد جعله سميعًا بصيرًا، والسمع والبصر هما نافذة العقل على العالم الخارجي، وبدونهما لا تكليف ولا ابتلاء ولا امتحان! ﴿ إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ﴾ [الإنسان: 2]، والأذن في الإنسان هي آلة السمع التي ترسل موجات الكلام وجرس الأصوات إلى العقل (المخ) عن طريق أوتار (أعصاب) سمعية، ثم العقل، يميز ويحلل ويفند، ويزن ويحكم، ثم يعطي القرار، كل ذلك في أقل من ثانية، والقرار قد يكون صحيحًا صائبًا أو غير ذلك، وكذا العين، تنظر وتجمع ما تراه وتنقله عن طريق أوتار (أعصاب) بصرية إلى العقل (المخ)، ثم تسجل (كما تسجل الأصوات) على خلايا في (المخ)، ثم يترجم ذلك إلى قرارات، وقد تكون تلك القرارات صحيحة صائبة أو غير ذلك، وكما قد يخطئ السمع في التمييز بين الأصوات، فقد يخطئ البصر أيضًا، فقد يرى الإنسان الحزمة عودًا والعود حزمة، كما قد يرى الألوان على غير حقيقتها فيما يسمى بمرض "عمى الألوان"، أو "عشى الألوان"، وفي الحالتين قد يخطئ العقل حسب ما لديه من معلومات نقلت إليه عن طريق السمع أو البصر، وهما آلتان بشريتان محكومتان بقدرات محدودة، وفي حال الخطأ من الذي يصوب خطأ العقل؟ ومن المختص بالقدرات غير المحدودة؟



إن نطاق عمل السمع والبصر هو عالم الشهادة، فماذا عن عالم الغيب؟ إن الذي يصوب خطأ العقل هو الوحي، فهو المنزه عن الخطأ، وإن المختص بالقدرات اللامحدودة هو الوحي، وإن العالم بعالم الغيب والشهادة هو الله عز وجل، لذا كان لا بد من هداية الوحي: ﴿ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ﴾ [الإنسان: 3]، والهداية نوعان: هداية الدلالة والإرشاد والبيان، وهداية التوفيق، وهي التي لا يملكها إلا الله عز وجل وحده، كما قال تعالى: ﴿ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ﴾ [القصص: 56]، وفي قوله تعالى: ﴿ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ﴾، يقول القرطبي: (أي بيَّنَّا له سبيل التوحيد بنصب الأدلة عليه، ثم إن خلقنا له الهداية اهتدى وآمن، وإن خذلناه كفر، وجمع بين الشاكر والكفور نفيًا للمبالغة في الشكر، وإثباتها له في الكفر؛ لأن شكر الله تعالى لا يؤدي، فانتفت عنه المبالغة، ولم تنتف عن الكفر المبالغة، فقلَّ شكره لكثرة النعم عليه، وكثر كفره وإن قل مع الإحسان إليه..).



ومن مقتضيات التوحيد: الصبر على قضاء الله والرضا بحكمه، والمفاصلة مع الكفر وأهله: ﴿ فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا ﴾ [الإنسان: 24]؛ كما قال له: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ ﴾ [الأحزاب: 1]، وهو أمر بترك طاعة الكافرين، وعدم موافقتهم، فهم في طريق، وأهل التوحيد في طريق لا يلتقيان، وإلى أن يقضي الله بين أهل التوحيد وأهل الكفر، فإن على أهل التوحيد الثبات والصبر مع مداومة الذكر وقيام الليل: ﴿ وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا * وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا ﴾ [الإنسان: 25- 26]، وليعلم أهل التوحيد أن آخر المطاف هو الفوز والدخول في رحمة الله والنجاة من عذابه: ﴿ يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ [الإنسان: 31].








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.65 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.94 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.52%)]