|
ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
إدارة الغضب
إدارة الغضب نهى فرج حياتنا اليومية كلُّها أحداثٌ ومواقفُ؛ منها ما يمرُّ علينا مرور الكرام، فلا نعبأ به كثيرًا، ومنها أحداث مُهمَّة قد تُؤثِّر علينا بشكل إيجابيٍّ أو سلبيٍّ. المواقف الإيجابية تصبح ذكرياتٍ جميلةً نتذكَّرها مع الأيام والسنين. المواقف السلبية تتسبَّب في مشاعر غضب أو انزعاج وقلق وتوتُّر، تأثيرها في لحظةِ حدوثها وتمتدُّ إلى ما بعدَ انتهاء الموقف. الغضب من أكثر المشاعر التي قد تصاحبها ردودُ أفعال منا، قد نشعر بالندم عليها والخِزي من أنفسنا جرَّاء انفعالنا وعدم سيطرتنا على بركان الغضب بداخلنا. الغضب قد يتسبب في إقامة حوارٍ ذاتيٍّ داخليٍّ، يتمُّ مِن خلاله سرد الأحداث والمواقف المتبايِنة، والأفعال والكلمات والتصرُّفات التي حدثت ومدى تأثيرها عليك وردَّة فعلك عليها. تختلف ردودُ أفعالنا نتيجة لمعتقداتنا، وآرائنا، ومشاعرنا وطريقة رؤيتنا وتفسيرنا وتحليلنا للأمور المختلفة في حياتنا. درجة حساسيتنا ومشاعرنا إزاء المواقف المتكررة في حياتنا. قد يفرض علينا أشخاصٌ في حياتنا أن نتعامل معهم بشكل يومي، وقد يصدُرُ عنهم سلوكيات وكلمات سلبية موجَّهة إلينا بشكل يومي. كيف يمكننا التخلص من التفكير الانفعاليِّ؟ قد يتحتَّم دراسة وتطبيق خطة للتحكم في الغضب. عليك - يا ولدي - أن تُدرِك أن مشاعرك حقُّك، فلا يمكن أن تمنع نفسَك من الشعور بالغضب. أما ردود أفعالك بعد الشعور بالغضب، فهذا ما يجب أن تتعلَّم السيطرة والتحكم فيه. عليك بتجرِبةِ أكثرَ مِن طريقة؛ حتى تجد الأسلوب الأمثل والأكثر فاعلية. بعض الأساليب المعينة على إدارة الغصب: أولًا:اللجوء إلى الله تعالى والتوكل عليه، وذلك من خلال: الاستعانة بالله تعالى، والاستعاذة من الشيطان الرجيم. قراءة بعض الآيات القرآنية. الوضوء، والصلاة، والدعاء. الصبر وعدم التسرع في النتيجة، فلا تتوقَّع أن تتغير في اللحظة والتوِّ. ثانيًا: الاسترخاء، وهذا يعني التأمُّل والتفكُّر في شيء آخر يُسعِدك أو يحفزك، وتشتيت انتباهك عن الموقف الذي أثار غضبك. ثالثًا: الانسحاب، من خلال مغادرة الشخص والمكان، وإنهاء الموقف عن طريق المغادرة، والصمت، وعدم التعليق، وتأجيل ردة الفعل الانفعالية، سواء بالكلمات أو الأفعال حتى تهدأ. رابعا: المواجهة، بعد أن تهدأ وتخمد فورة الغضب لديك، يمكنُك حينها اتباع أسلوب المواجهة والمصارحة المباشرة بأن كلمات الآخر أغضبَتْك، ولا تريد أن يقولها لك مرة أخرى؛ لأن تصرفاته تُزعِجك أو تُؤلِمك. لن تتمكن من تغيير عادات الآخرين وأسلوبهم، ولن تمنعهم من الكلام بما يتسبب في غضبك، هذا خارج سيطرتك. قد لا تتمكن من منع الآخرين من قولِ وفعلِ ما يزعجك، أما مشاعرك، فهي حقك، أن تغضب وتستاء جرَّاء تصرفاتهم، لكن ردود أفعالِ وضبط نفسِك هي ما يجب عليك أن تتحكم وتسيطر فيه. أعرِفُ يا ولدي، كم هو مؤلم لك أن تستمع إلى كلمات تُزعِجك، وقد يتكرر هذا السلوك من نفس الأشخاص، والأصعب أن تتحكَّم في غضبك، ولكن لا جدوى من الانفعال؛ لأنك ستُصبِح أنت المخطِئ، وسيضيع حقُّك إن أصبح ردُّ فعلك أعنفَ مِن كلمات الآخر التي وُجهت إليك. نعم، ستقول: كلماته تجرحُني، وحاولت مرارًا أن أُوضِّح له بطريقة مباشرة تارةً، وغير مباشرة تارة أخرى، وما زال يصرُّ على قولِ ما يتسبب في تجريح مشاعري وإيذاء نفسيتي وأعصابي! عليك ألَّا تتسرَّع بردَّة الفعل، وتمهَّل في إصدار أيِّ قول أو فعل. عليك بتجاهل ما يُزعِجك، وتشتيت انتباهك، وترك المكان والشخص في أسرع وقت، وعدم استدعاء الموقف مرة أخرى في حوارٍ ذاتيٍّ مع نفسِك. عليك قَبولَ بعض الأشخاص كما هم في حياتك، والتكيُّف مع سلوكياتهم المزعجة. أنت أيضًا لك مواطن ضعفٍ وتُزعِج غيرك وقد يتحمَّلونك. تصرفاتك وقت الضيق والانفعال نتائجها وعواقبها سلبية وضارة عليك. السيطرة على انفعالاتك تحتاج إلى صبر وتدريب مستمرٍّ. أعد صياغة الحوار الذاتيِّ السلبيِّ وابدأ في التدرب على حوار ذاتيٍّ إيجابيٍّ. إساءة الآخرين لك عن عمد أو دون قصد منهم، تحتاج منك إلى التماس الأعذار، والتسامح، والعفو والتغافل، وأحيانًا التكيُّف مع طباع الآخرين. التفكُّر بهدوء، يمكنك تبديل المقاعد، بأن تجلس في مقعدهم وتفكِّر برؤيتهم الخاصة المختلفة تمامًا عن رؤيتك؛ لأن لكلِّ إنسان طريقةً في التفكير وفي التعبير عن رأيه ومعتقداته وَفْقًا لنظرته الخاصة للأمور، والتي يراها مِن زاويته هو. كن واثقًا أنك إن أردتَ التغيير والهدوء والتحكُّم في غضبك، ستتمكَّن من ذلك، بسعيك نحو سَلْك طريق يُمهِّد لك التخلُّصَ من سرعة الانفعالات العنيفة والسير في طريق جديد. توكَّل على الله وأخلِص النية في التغيير وإدارة غضبك، واصبر ولا تَيْئس. حتى إن لم يغفِر لك الآخرون أخطاءك السالفة، فهذا يرجع لهم، المهم أن تتحكم في انفعالاتك، وتُدير غضبك لإرضاء ربك أولًا، ولنفسك، ولا تعبَأ حينها برأيِ الآخرين فيك أو إصرارهم على تذكُّر صورتك القديمة وما كنت عليه سالفًا.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |