|
ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#91
|
||||
|
||||
رد: المرأة والأسرة
المرأة والأسرة – 1244 الفرقان نصيحة لمن تريد الثبات من أرادت الثبات على الاستقامة، والفوز والفلاح في الآخرة فعليها أن تجاهد نفسها على التمسك بتعاليم القرآن، والتخلق بأخلاقه، والتأدب بآدابه، والوقوف عند حدوده، فمن فعلت ذلك فقد سلكت سبيل الهدى والاستقامة. القرآن الكريم يرشدنا إلى مكارم الأخلاق أختي الكريمة، من المعلوم بالضرورة أن الله -سبحانه و تعالى قد منَّ على البشرية بخاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - وأتم عليه وعلى أمته النعمة بأن أنزل عليهم القرآن الكريم، وبالتأمل والتدبر نجد أن القرآن الكريم يرشدنا إلى مكارم الأخلاق، ويحث عليها. ومن هنا ندرك قيمة حديث أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- حينما سُئلَت عن خلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: «كان خلقه القرآن»، ومن هذا الوصف لأم المؤمنين -رضي الله عنها- ندرك أن أخلاق نبيِّنا - صلى الله عليه وسلم - كانت متمثلة في اتباع القرآن، والاستقامة على ما تتضمنه آياته من أوامر ونواهٍ، والتَّخلق بالأخلاق التي امتدحها القرآن الكريم وأثنى على أهلها، والبعد عن الأخلاق التي نهى عنها القرآن الكريم وذم أهلها، قال -تعالى-: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (القلم:4)، قال ابن كثير -رحمه الله-: ومعنى هذا أنه - صلى الله عليه وسلم - صار امتثال القرآن أمرًا ونهيًا سجيَّةً له وخُلقًا، فما أمره به القرآن فعله، وما نهاه عنه تركه، هذا ما جبله الله عليه من الخُلق العظيم، من الحياء والكرم والشَّجاعة والصفح والحلم، وكل خُلقٍ جميل، والقرآن الكريم مليء بالآيات التي ترشدنا إلى مكارم الأخلاق؛ فمن أرادت أن تستمر على طريق الاستقامة، بل وترتقي بأخلاقها حتى يستقيم قلبها، وتستقيم جوارحها وتكون أمةً ربانيةً حقا، وتكابد نفسها الأمارة بالسوء، وتأطرها على الحق حتى تكون نفسًا مطمئنة، فلتتدبر آيات القرآن وتعمل بما فيها من أوامر، وتجتنب ما فيها من نواهٍ. التربية الإيمانية لأهل البيت عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: « كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يصلي من الليل فإذا أوتر قال قومي فأوتري يا عائشة»، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «رحم الله رجلا قام من الليل فصلى فأيقظ امرأته فصلت، فإن أبت نضح في وجهها الماء»، وترغيب النساء في الصدقة مما يزيد الإيمان، وهو أمر عظيم حث عليه النبي - صلى الله عليه وسلم -، بقوله: «يا معشر النساء تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار»، ومن الأفكار المبتكرة وضع صندوق للتبرعات في البيت للفقراء والمساكين، فيكون كل ما دخل فيه ملكا للمحتاجين؛ لأنه وعاؤهم في بيت المسلم، وإذا رأى أهل البيت الآباء والأمهات يصومون النوافل مثل الأيام البيض، والاثنين والخميس، وتاسوعاء، وعاشوراء، وعرفة، وغيرها، فسيكون دافعا لهم على الاقتداء به. آيات جامعة للأخلاق الكريمة من الآيات الجامعة للأخلاق الكريمة قوله -تعالى-: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} (النحل:90)، قال البغوي: «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ «بِالْإِنْصَافِ»، «وَالْإِحْسانِ» إِلَى النَّاسِ، وَقَالَ مُقَاتِلٌ العدل التوحيد، والإحسان: الْعَفْوُ عَنِ النَّاسِ، «وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى» صِلَةُ الرَّحِمِ، «وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ» مَا قَبُحَ مِنَ الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الزِّنَا، «وَالْمُنْكَرِ» ما لا يُعْرَفُ فِي شَرِيعَةٍ وَلَا سُنَّةٍ، «وَالْبَغْيِ» الْكِبْرُ وَالظُّلْمُ. «يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ» لعلكم تَتَّعِظُونَ. قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: أَجْمَعُ آيَةٍ فِي الْقُرْآنِ هَذِهِ الْآيَةُ، ومن أخلاق القرآن الكريم التي يأمر الله -تبارك وتعالى- نبيه أن يتحلى بها ما ورد في قوله -تعالى-: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} (الأعراف:199) قال ابن القيم: جمع الله له هنا مكارم الأخلاق، وقال جعفر الصادق: أمر الله نبيه بمكارم الأخلاق في هذه الآية، وليس في القرآن آية أجمع لمكارم الأخلاق من هذه الآية. ما أشبه المربِّي بالطبيب! ما أشبه المربي بالطبيب! يحتاج إلى معرفة أحوال من يعالجه؛ ليصف له الدواء، أو العلاج المناسب، والرسول - صلى الله عليه وسلم - وهو خير من وجَّه، وربَّى، وأرشد- كان يجيب كل سائل بما يراه، ناصحًا له، أو رادعًا وزاجرًا، فهذا رجلٌ يعرف الرسول - صلى الله عليه وسلم - فيه شدة الغضب يسأله: أوصني، يجيبه: (لا تغضب) يسأله: أوصني، يجيبه: (لا تغضب) فيردد مراراً: أوصني، ويبقى الجواب: (لا تغضب)، فالحلم دواؤه المناسب، وذاك آخر يعرف منه التأخر عن الصلاة الجماعة يستنصحه، فيجيبه: (الصلاة على وقتها)، مبينًا له أنها من أحب الأعمال إلى الله -تعالى-، فما أجمل أن تتصف المرأة بهذه الصفة ولا سيما أنها مربية الأجيال. أخطاء يقع فيها الآباء والأمهات من الأمور التي يتساهل فيها الآباء والأمهات إظهار الخلافات العائلية أمام الأولاد، ولا شك أن هذا الأمر يزعزع تماسك البيت، ويضر بسلامة البناء الداخلي؛ فظهور الصراعات أمام الأبناء، يجعلهم ينقسمون إلى معسكرين أو أكثر، فيتشتت الشمل، فضلا عن الأضرار النفسية عليهم وعلى الصغار بالذات، فتأملي حال بيت يقول الأب فيه للولد: لا تكلم أمك، وتقول الأم له: لا تكلم أباك، والولد في دوامة وتمزق نفسي، والجميع يعيشون في نكد، فلنحرص على عدم وقوع الخلافات، ولنحاول إخفاءها إذا حصلت، ونسأل الله أن يؤلف بين القلوب. التحلي بالصبر والعفو قال الله -تعالى- في الحث على التحلي بالصبر والعفو: {وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} (الشورى: 43) ففي التفسير الوسيط: وللإنسان الصابر على الأذى الذي يصفح عمن أساء إليه، الثواب الجزيل، والعاقبة الحسنة؛ لأن ذلك الصبر والمغفرة منه، لمن الأمور التي تدل على علو الهمة، وقوة العزيمة؛ ولذلك أشار إلى ما يدل على بيان فضله وجميل عاقبته قوله -سبحانه-: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (البقرة:153). إشاعة الرفق في البيت من أهم الأخلاق التي تحتاجها بيوتنا -ولا سيما في هذا العصر المتسارع- إشاعة خلق الرفق واللين في البيوت، فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا أراد الله -عز وجل- بأهل بيت خيرًا أدخل عليهم الرفق»، أي صار بعضهم يرفق ببعض، وهذا من أسباب السعادة في البيت؛ فالرفق نافع جدا بين الزوجين، ومع الأولاد، ويأتي بنتائج لا يأتي بها العنف كما قال - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على سواه».
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |