|
|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
زوجتي وعلاقاتها الغرامية عبر الإنترنت
زوجتي وعلاقاتها الغرامية عبر الإنترنت أ. مروة يوسف عاشور السؤال ♦ الملخص: رجلٌ اكتَشَفَ أنَّ زوجتَه لها علاقاتٌ غراميَّة عبر الإنترنت، ثم طلَبَتْ منه السماحَ فسامَحْها، لكن والدتَها تُريد الطلاق؛ ظنًّا منها أن الرجلَ يتَّهِم زوجته بالباطل. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا رجل متزوجٌ منذ عامين، ولديَّ طفلٌ صغير، اكتشفتُ أنَّ لزوجتي علاقات غرامية عبر الإنترنت، وعندما عرفتْ أني عرفتُ بعلاقاتها بدأتْ تتأسَّف وتطلب السماح، وأخبرتني أنها لن تُكَرِّر هذا الخطأ. لم أقمْ بأيِّ إجراء معها، غير أني غضبتُ للحظات، ولما اعتَذَرَتْ قبلتُ الأسف، وأعطيتُها فرصة أخرى. المشكلة أن أمها عَرَفتْ منها أنَّ بيننا مشكلةً كانتْ ستُؤدي إلى الطلاق، وأمها مُصِرَّة على أن ابنتها لَم تُخطئ، وأن هذا شكّ مني، وهو شك غير صحيح، وهي تثق في ابنتها! بدأتْ أمُّها تُحرِّضها عليَّ، وتُوَسْوِس لها لتَتَصَرَّف مِن ورائي وبدون مشاورتي، ووصل الحال الآن إلى أنَّ زوجتي لم تَعُدْ تُقَدِّرني أو تحترمني أو تحبني. بدأتْ تَكْرَهُني، وتَخْرُج بدون إذني، وأمها تطلب الطلاق بحجة أني أشكُّ فيها! الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أيها الزوج الكريم، حياك الله. كثيرٌ مِن الزوجات لا تَتَمَكَّن مِن التفريق بين حقها في ممارسة حريتها الشخصية، وما يُسمح لها شرعًا مِن أعمالٍ، وكثيرات ممن تشرَّبْنَ ثقافات أجنبية يُبالِغْنَ في مفهوم الحرية، الذي يدَّعي بعضُ الجُهال أنه سيختفي بعد الزواج، ويُكرِّرْنَ على أسماع الفتيات وأعينهنَّ أحاديثَ؛ بعضُها مُغلَّفٌ بإطار المزاح، وبعضُها يسلك منحنى الحديث الجاد، حول صورة الزوج الأناني الذي سيسلبها حريتها، ويَحْرِمها سعادتها! وحول الزواج الذي سيَقْتُل أحلامها، ويَقْضِي على آمالها؛ فتلج الفتاةُ عالَم الحياة الزوجية بنَفْسٍ مُتربِّصة، وقلبٍ مُتوجِّس، بعد أن أُشبِعَتْ بمُعتَقَداتٍ كافية لتدمير بيتها في وقت قصير! دعنا نُفنِّد أخطاءكِ التي ارتكبتَها حين عرَفْتَ بمعصية زوجتك، التي تقض مضجعَ أيِّ زوج، وتنسف ثقته في زوجته إلا أن يشاء الله. أولًا: لقد سامحتَها، وهذا شِيَم الصالحين وأخلاق المؤمنين؛ ﴿ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النور: 22]، ولكن ألا ترى أنَّ الاكتفاء بالغفران دون معالجةِ الخطأ والمُضي في الحياة بشكل طبيعيٍّ مِن شأنه أن يُعينَ على تَكرار الخطأ والاستهانة بالمعصية؟! أنتَ لَم تُعالِجْ مرضًا أيقنتَ أن زوجتك تُعاني منه يا أخي الفاضل، وكان عليك النظَر في أمرها، وإصلاح شأنها، وترميم ما اعْوَجَّ مِنْ أخلاقها، وتلك أمانةٌ أنت عنها مسؤولٌ؛ ((والرجلُ في بيته راعٍ، وهو مسؤول عن رعيته))، فأنتَ راعٍ على أهلك تَتَفَقَّد دينهم، وتَنْظُر في أخلاقهم، كما تتفقَّد احتياجاتهم، وتَنْظُر في مشكلاتهم، وقد تخطيتَ المشكلة وتجاهَلْتَها، ولم تَقُمْ بأيِّ إجراء؛ فاستَفْحَلَت المشكلةُ، وتعاظَم المرَضُ؛ حتى تَوَلَّدَ منه أمراضٌ أُخر؛ كالنفور منك، وبدايات النُّشوز الذي تُؤَجِّج ناره والدةٌ لا تفقه عن الزواج إلا ما يمُدُّها به التلفاز! ثانيًا: لم تسترْ عليها، ولم تُعلمها أن تسترَ على نفسها، فأخبرتْ والدتها بما فعلتْ. ثالثًا: لَم تُشعرها بالقوامة التي تقوِّم اعوجاج المرأة إنْ هي استُخدمتْ بصورَتِها الشرعية المعتدلة. رابعًا: لم تحتوِها عاطفيًّا بعد أنْ ظَهَر لك أنها تبحث عن العاطفة خارج نطاق الشرع. فاحرص على تعليم زوجتك العِلم الشرعي، وعليك أن تنتقي مِن الكتُب أو المحاضرات ما تعلم أنه مقبولٌ مرغوبٌ، وتَتَجَنَّب مَن ترى في أسلوبه شِدةً قد لا تتقبلها زوجتك. واحرصْ على أن تُلحقَها بإحدى دور التحفيظ، وما أكثرَها في بلدكم - زادها الله مِن فضله - فإنْ لم تَتَمَكَّنْ فيها مِن حِفظ القرآن، فلن تعدمَ صُحبةً صالحةً تُعينها على أمرِ دينِها، وتُذَكِّرها بما قد تنسى. تذكَّرْ يا أخي أنَّ المرأة لن تفقه تعبيرَك عن المحبة بالأفعال، ولو بذلتَ لها الغالي والنفيس، ولن تشعرَ بعملٍ تقوم به مِن أجلها، إلا أنْ تَتَفَوَّه أنت بكلمات المحبة، وتُغدق عليها مِن العبارات العاطفيةِ التي تَسْتَيْقِن بها محبتك وشوقك ورغبتك فيها. هكذا خَلَقَها الله، وهكذا أراد لها أن تكونَ؛ ضعيفةً أمام الكلمة، رقيقةً في وجه الثناء، لا تعي إلا ما يُقال، ولا تُدْرِك إلا ما يُداعب الآذان، ويسحر القلوب! أعانك الله، وهدى زوجتك، وأقر عينك بصلاحها والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |