عندما كان البابا يدفع الجزية؟! - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4417 - عددالزوار : 853329 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3948 - عددالزوار : 388480 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12522 - عددالزوار : 213904 )           »          أطفالنا والمواقف الدموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          عشر همسات مع بداية العام الهجري الجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          وصية عمر بن الخطاب لجنوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          انفروا خفافاً وثقالاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          أثر الهجرة في التشريع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          مضار التدخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم

ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-09-2021, 10:35 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي عندما كان البابا يدفع الجزية؟!

عندما كان البابا يدفع الجزية؟!
أحمد تمام



عندما كان البابا يدفع الجزية
ربما يكون هذا العنوان غريبًا على مسامع الكثيرين مسلمين وغير مسلمين، وربما يسارع الكثيرون بكل حمية وازدراء وينكرون مثل هذه العناوين الصادمة لهم ولغيرهم، ظنًا منهم أن مقام البابوية أسمى وأرفع من ذلك الصغار الذي يكلل دافع الجزية، وأن كرسي البابوية خارج نطاق الطموحات الإسلامية، والحملات الجهادية، ولكن التاريخ الزاخر بكثير من مواقف العزة والبطولة يأبى على من يكذب ويستغرب، وهذه صفحة من صفحات كتاب العزة التي سطرها المجاهدون الأوائل، بدمائهم وأرواحهم، ووصلوا بها لقلب أوروبا حيث مركز النصرانية العالمية، وأجبروا البابا نفسه علي دفع الجزية للحكومة الإسلامية، وللعلم معظم الأحداث التي سنرويها مستقاة من المراجع الأوروبية نفسها وكما قيل من قبل الفضل ما شهد به الأعداء.
المسلمون سادة البحار:
كان العرب في بادئالأمر يهابون ركوب البحر ويخشون من غوائله وما حيك عنه من أساطير في التراث الشعبي عندهم، ولا يلجأون لذلك إلا عند الضرورة، واستمر الحال بعد الإسلام وحرص المسلمون أولاً على عدم ركوب البحر إلا للضرورة، ولكن مع تحرك عجلة الفتوحات الإسلامية خارج نطاق الجزيرة العربية أخذ المسلمون في ركوب البحر شيئًا فشيئًا.
أولاً لرد عادية الروم الذين كانوا سادة البحار وقتها، ثم لنقل عجلة الفتوحات الإسلامية إلى الجبهة الأوروبية، فحاصر المسلمون القسطنطينية ثلاثة مرات، الأولي سنة 44 هجرية، والثانية سنة 49 هجرية، والثالثة سنة 99 هجرية، وخلال التجارب الثلاثة شعر المسلمون بحاجتهم للتعرف على أسرار البحر وفنون الملاحة فيه أكثر مما هم عليه, فمكثوا حينًا من الدهر في دراسته وسبر أغواره، فكان القرن الثاني الهجري والثامن الميلادي هو عصر التجارب البحرية بالنسبة للأساطيل الإسلامية، ولكن لم يبزغ فجر القرن الثالث الهجري والتاسع الميلادي، حتى تبدلت الحال وأصبح المسلمون سادة البحار بلا منازع، وتحركت الأساطيل الإسلامية تمخر عباب البحار من أقصاها إلى أقصاها، تفتح جزائره وتثخن في شواطئه وثغوره.
ويصف ابن خلدون عصر هذه السيادة البحرية قائلاً: "وكان المسلمون لعهد الدولة الإسلامية قد غلبوا على هذا البحر – يقصد المتوسط – من جميع جوانبه، وامتطوا ظهره للفتح سائر أيامهم، فكانت لهم المقامات المعلومة من الفتح والغنائم، وملكوا سائر الجزائر المنقطعة عن السواحل مثل ميورقة ومنورقة ويابسة وسردانية وصقلية وقوصرة ومالطة وكريت وقبرص وسائر ممالك الروم والفرنج، لم يكن للأساطيل النصرانية قبل بأساطيل المسلمين، وعظمت صولتهم وسلطانهم فيه".
والعجيب في هذه السيادة البحرية أن معظم هذه الأساطيل الإسلامية كانت مؤلفة من غزاة البحر المتطوعين، ولم يكونوا منضمين لجيوش الخلافة النظامية، أي لم يكن للخلافة الإسلامية ولا للدول التي خرجت عن عباءة الخلافة فضل كبير في إحراز هذه السيادة، قدر فضل المجاهدين المتطوعين من أمراء البحر المسلمين، وكانت شواطئ صقلية تحديدًا ملاذًا آمنًا ونقطة انطلاق مستمرة للعصبة المجاهدة من غزاة البحر المسلمين، وكانت صقلية وقتها تابعة لدولة بني الأغلب في شمال إفريقيا، وهي دولة ظهرت من عباءة الخلافة العباسية سنة180هجرية وكان لها دور رائع في الجهاد البحري وفتح كثير من جزائر البحر المتوسط.
المسلمون وفتحروما:
ليس في سير الحملات البحرية الإسلامية أغرب ولا أمتع من غزو المسلمين لمدينة روما القديمة، فقد غزا المسلمون مدينة القياصرة مرتين، وللأسف الشديد لا يوجد في المراجع الإسلامية أخبار عن هذه الغزوات ومثلها إلا الشيء النزر؛ ذلك لأن معظم هذه الغزوات كما قلنا كانت بواسطة المجاهدين المتطوعين بعيدًا عن سلطة الخلافة، ما جعل المؤرخين المسلمين لا يعرفون معظم هذه البطولات والفتوحات، ومعظم المعلومات عن هذه الغزوات مستقى من المراجع الأوروبية.

وخلاصة القول في هذه الملحمة العظيمة أن المجاهدين المتطوعون قرروا بعد التشاور فيما بينهم علي غزو مدينة روما وعرضوا الفكرة علي حكومة صقلية وواليها "الفضل بن جعفر الهمذاني" فرفع الأمر بدوره إلي أمير الأغالبة وقتها "أبي العباس محمد بن الأغلب" فأعجبته الفكرة وأمد المجاهدين بكميات من العتاد والمؤن والرجال، وانطلقت الحملة البحرية سنة 231هجرية نحو سواحل إيطاليا حتى وصلت إلى مصب نهر تفيري وتقع روما عند منتهى هذا النهر، وكانت أسوار مدينة روما وقتها لا تشمل كل المدينة القديمة، بل كان الحي الديني والذي فيه كنيستا بطرس وبولس الشهيرتين، وطائفة كبيرة من المعابد والهياكل والقبور القديمة خارجًا عن الأسوار، وقد تركت بلا حراسة ظنًا من النصارى أنها منطقة مقدسة محمية من السماء!
فانقض المجاهدون على ذلك الحي وغنموا كل كنوزه وكانت فوق الوصف، ثم ضربوا الحصار علي مدينة القياصرة، وأوشكت المدينة علي السقوط، فارتاع البابا سرجيوس الثاني بابا روما وقتها من الهجوم الشامل وأرسل نداءات استغاثة لملوك وأمراء أوروبا، فبادر إمبراطور الفرنج وقتها لويس الثاني بإرسال حملة كبيرة من جنوده لنجدة روما وكنائسها، ونظرًا للخلافات التي دبت بين زعماء الحملة المسلمين أنفسهم، رفع المسلمون الحصار وعادوا إلى صقلية مثقلين بالغنائم والأسرى.
كشفت هذه المحاولة الجريئة التي قام بها المجاهدون المسلمون عن مدى ضعف مدينة روما التي كانت يومًا ما عاصمة العالم القديم، ومركز النصرانية العالمية, وهشاشة دفاعاتها، فقرر المسلمون معاودة الكرة مرة أخرى ريثما تسنح الفرصة، وكان ذلك سنة 256 هجرية، وبدعم قوى من أمير الأغالبة وقتها "محمد بن أحمد بن الأغلب" وكان هذا الأمير قد نجح قبل ذلك بعام واحد في فتح جزيرة مالطة أي سنة 255 هجرية، فارتفع سقف طموحاته لنيل شرف فتح روما، وبالفعل اجتمعت أساطيل المجاهدين مع أساطيل الأغالبة، وساروا علي نفس طريق الحملة السابقة حتى وصلوا إلى مصب نهر تفيري، فأسرع بابا روما وقتها وهو ليون الرابع وقد تعلم من الدرس من الغزوة السابقة، أسرع وطلب من أساطيل جنوة ونابولي رد الحملة البحرية المسلمة على روما، ونشبت عند مياه ميناء أوستيا معركة بحرية هائلة بين الفريقين، كاد المسلمون فيها أن يسحقوا الأساطيل النصرانية، لولا هبوب عاصفة بحرية مدوية علي أوستيا، أدت إلى توقف القتال.
لم تثن هذه العاصفة القوية من عزم المسلمين ورغم خسائرهم الكبيرة من جراء العاصفة، إلا أنهم أصروا علي مواصلة الغزوة، وحاصروا المدينة بمنتهى القوة حتى أوشكت علي السقوط، ما دفع بابا روما يوحنا الثامن الذي خلف ليون الرابع الذي هلك حزنًا على مصاب النصرانية، لأن يرضخ لشروط المسلمين، ويدفع لهم الجزية سنويًا وقدرها خمسة وعشرون ألف مثقال من الفضة، وكان وقع ذلك الأمر شديدًا على الأمم النصرانية عامة وفي أوروبا خاصة، إذ كيف يدفع البابا الجزية للمسلمين، ولكنها الحقيقة التاريخية الثابتة والتي لا يتطرق إليها الشك, فهي مما شهد به الأعداء وسطروه في كتبهم رغم أنه يخزيهم ويحزنهم، وهي أيضًا واحدة من مشاهد العزة والكرامة والبطولة في الأيام الخالية، المسلمون الآن في حاجة للتعرف عليها والاستفادة منها والتدبر فيها.
عندما دفعت أمريكا "الجزية"!!
(في ذكرى توقيع هذه المعاهدة: 21 من صفر 1210 هـ)
جورج واشنطن
وقع جورج واشنطون أول رئيس للولايات المتحدة الأمريكية معاهدة صلح مع بكلر حسن والي الجزائر في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي، بمقتضاها تدفع إلى الجزائر على الفور 642 ألف دولار ذهبي، و1200 ليرة عثمانية، وذلك مقابل أن تطلق الجزائر سراح الأسرى الأمريكيين الموجودين لديها، وألا تتعرض لأي سفينة أمريكية تبحر في البحر المتوسط أو في المحيط الأطلسي.
فما ملابسات هذا الحادث؟ وما سر قوة البحرية الجزائرية؟ وهل كان الحادث امتدادا لمفهوم الجهاد أم تعداه لغير ذلك؟
مجاهدون لا قراصنة
تعرضت سواحل الشمال الأفريقي في تونس والجزائر والمغرب لغزو مسلح من قبل أسبانيا والبرتغال بعد أن سقطت دولة الإسلام في الأندلس في أواخر القرن الخامس عشر الميلادي، وهو الأمر الذي جعل أهالي الجزائر يستغيثون بالدولة العثمانية الفتية، ويطلبون عونها، فاستجابت لندائهم وضمت الجزائر لسلطانها وحمايتها، وبعثت بقوة من سلاح المدفعية، وألفين من الجنود الإنكشارية، وأذن السلطان سليم الأول لمن يشاء من رعاياه المسلمين بالسفر إلى الجزائر، والانخراط في صفوف المجاهدين تحت قيادة خير الدين بارباروسا الذي نجح في إنشاء هيكل دولة قوية، بفضل المساعدات التي تلقاها من الدولة العثمانية، واستطاع أن يوجه ضربات قوية للسواحل الأسبانية، وأن يجعل من الجزائر قاعدة بحرية.
خير الدين بارباروسا
وظلت الجزائر بعد وفاة خير الدين باربروسا سنة (953هـ= 1546م) القاعدة الأولى لقوات الجهاد البحري الإسلامي في المغرب العربي، والقاعدة الأمامية لقوات الدولة العثمانية في الحوض الغربي للبحر المتوسط، ومنطلق جهادها ضد القوى الاستعمارية المسيحية في ذلك الوقت.
وكان الأسطول الإسلامي قد وصل إلى درجة عالية من القوة والتنظيم جعلته مرهوب الجانب مخشي البأس، واشتهر من قادة هذا الأسطول عدد من قادة البحرية تمكنوا من "إرهاب" الدول الاستعمارية، وتحرير المناطق الإسلامية الواقعة تحت الاحتلال في الساحل الشمالي الأفريقي، من أمثال: درجوت، وسنان، وصالح ريس.
وكانت السفن الإسلامية تباشر عمليات الجهاد ضد السفن المسيحية التي دأبت على التعرض للسفن الإسلامية في حوض البحر المتوسط ومصادرة حمولاتها وأسر ركابها، وكانت مراكب المسلمين التي يطلق عليها "مراكب الجهاد" تخرج من موانيها للدفاع عن السفن الإسلامية، ولم تخرج للقرصنة كما يزعم المؤرخون الغربيون، وإنما كانت تقوم بالدفاع عن الإسلام والعروبة ضد الخطر الأوربي الذي كان يتزايد يوما بعد يوم يريد التهام الشمال الأفريقي المسلم، وكانت كل من أسبانيا والبرتغال تريد الاستيلاء على المغرب العربي، وتحويل سكانه من الإسلام إلى المسيحية وطمس عروبته.
الجزائر دولة بحرية
وقد قامت البحرية الجزائرية بدورها على خير وجه، فهاجمت السواحل الشرقية لأسبانيا دون أن تجد من يقاومها، وكانت تعود في كل مرة بالأسرى والغنائم، كما هاجمت سواحل سردينيا وصقلية ونابولي، وهددت الصلات البحرية بين ممتلكات الإمبراطورية الأسبانية وممتلكاتها في إيطاليا، وكان رجال البحرية الجزائرية يهاجمون سفن الأعداء، ويأسرون بحارتها، ويستولون على السلع والبضائع التي تحملها.
وفشل الأوربيون في إيقاف عمل المجاهدين، وعجزت سفنهم الضخمة عن متابعة سفن المجاهدين الخفيفة وشل حركتها. وقد ساعد على نجاح المجاهدين مهارتهم العالية، وشجاعتهم الفائقة، وانضباطهم الدقيق، والتزامهم بتنفيذ المهام الموكلة إليهم.
وصار لرجال البحر الجزائريين مكانة مرموقة في مدينة الجزائر التي كان يعمها الفرح عند عودتهم، فكان التجار يشترون الرقيق والسلع التي يعودون بها، وكان نصيب البحارة من الغنائم كثيرا وهو ما أغرى الكثير بدخول البحرية والانتظام ضمن صفوفها، حتى إن عددا كبيرا من الأسرى المسيحيين كانوا يعلنون إسلامهم وينخرطون في سلك البحرية، وكان يطلق على هؤلاء اسم "العلوج".
من الجهاد.. للتجارة
ومع مرور الوقت اعتمدت الجزائر على أعمال هؤلاء وما يقومون به من مهاجمة السفن الأوربية والاستيلاء على بضائعها، وبعد أن كانت أعمال البحرية الجزائرية تتسم بطابع جهادي صارت تتسم بطابع تجاري، وبعد أن كانت تهدف إلى الحد من تغلغل الأوربيين في المغرب العربي وتحطيم شوكة أساطيلهم لتبقى عاجزة عن غزو البلاد، صارت تلك الأعمال حرفة لطلب الرزق.
وقد عادت هذه الأعمال بالغنى الوافر على البلاد نتيجة للغنائم التي يحصلون عليها، بالإضافة إلى الرسوم التي كانت تفرضها الحكومة الجزائرية على معظم الدول الأوربية نظير عدم تعرضها لهجمات هؤلاء البحارة.
فقد كانت بريطانيا تدفع سنويا 600 جنية للخزانة الجزائرية.
وتقدم الدانمارك مهمات حربية وآلات قيمتها 4 آلاف ريال شنكو كل عام مصحوبة بالهدايا النفيسة.
أما هولندا فكانت تدفع 600 جنيه، ومملكة صقلية 4 آلاف ريال.
ومملكة سردينيا 6 آلاف جنيه.
والولايات المتحدة الأمريكية تقدم آلات ومهمات حربية قيمتها 4 آلاف ريال و10 آلاف ريال أخرى نقدا مصحوبة بهدايا قيمة.
وتبعث فرنسا بهدايا ثمينة عند تغيير قناصلها، وتقدم البرتغال هدايا من أحسن الأصناف.
وتورد السويد والنرويج كل سنة آلات وذخائر بحرية بمبالغ كبيرة، وتدفع مدينتا هانوفر وبرن بألمانيا 600 جنيه إنجليزي، وتقدم أسبانيا أنفس الهدايا سنويا.
كانت كل هذه الأموال تمد الخزينة الجزائرية بموارد سنوية هائلة طوال ثلاثة قرون، فضلا عن الضرائب التي فرضتها الحكومة على الأسرى والأسلاب والغنائم التي كانت تتقاضاها من رؤساء البحر لدى عودتهم من غاراتهم على السواحل الأوربية.
وأدى وجود عدد كبير من أسرى الفرنجة، وخاصة ممن كانوا ينتمون منهم للأسر الغنية إلى قيام تجارة مربحة، فقد كان هؤلاء الأسرى يباعون ويشترون في أسواق محددة، وكان من يملكونهم يفاوضونهم في فدائهم أو يفاوضون من ينوبون عن أسرهم في ذلك، وفي بعض الأحيان كانوا يفاوضون الجمعيات الدينية التي كانت تتولى القيام بتقديم الفدية بالإنابة عن أهليهم مثل جمعية الثالوثيين واللازاريين، والمرتزقة.
أمريكا تدفع الجزية
وفي أواخر القرن الثامن عشر الميلادي بدأت السفن الأمريكية بعد أن استقلت أمريكا استقلالها عن إنجلترا سنة (1190هـ= 1776م) ترفع أعلامها لأول مرة سنة (1197هـ=1783م)، وتجوب البحار والمحيطات. وقد تعرض البحارة الجزائريون لسفن الولايات المتحدة، فاستولوا على إحدى سفنها في مياه قادش، وذلك في (رمضان 1199هـ= يوليو 1785م)، ثم ما لبثوا أن استولوا على إحدى عشرة سفينة أخرى تخص الولايات المتحدة الأمريكية وساقوها إلى السواحل الجزائرية.
ولما كانت الولايات المتحدة عاجزة عن استرداد سفنها بالقوة العسكرية، وكانت تحتاج إلى سنوات طويلة لبناء أسطول بحري يستطيع أن يواجه الأسطول العثماني اضطرت إلى الصلح وتوقيع معاهدة مع الجزائر في (21 من صفر 1210هـ= 5 من سبتمبر 1795م)، وقد تضمنت هذه المعاهدة 22 مادة مكتوبة باللغة التركية، وهذه الوثيقة هي المعاهدة الوحيدة التي كتبت بلغة غير الإنجليزية ووقعت عليها الولايات المتحدة الأمريكية خلال تاريخها الذي يتجاوز قرنين من الزمان، وفي الوقت نفسه هي المعاهدة الوحيدة التي تعهدت فيها الولايات المتحدة بدفع ضريبة سنوية لدولة أجنبية، وبمقتضاها استردت الولايات المتحدة أسراها، وضمنت عدم تعرض البحارة الجزائريين لسفنها.
وعلى الرغم من ذلك فإن السفن العثمانية التابعة لإيالة (ولاية) طرابلس بدأت في التعرض للسفن الأمريكية التي تدخل البحر المتوسط، وترتب على ذلك أن أرسلت الولايات المتحدة أسطولا حربيا إلى ميناء طرابلس في (1218هـ=1803م)، وأخذ يتبادل نيران المدفعية مع السفن الطرابلسية.
وأثناء القتال جنحت سفينة الحرب الأمريكية "فيلادلفيا" إلى المياه الضحلة، لعدم درايتها بهذه المنطقة وضخامة حجمها حيث كانت تعد أكبر سفينة في ذلك التاريخ، ونجح البحارة المسلمون في أسر أفراد طاقمها المكون من 300 بحار.
وطلب والي ليبيا قرة مانلي يوسف باشا من الولايات المتحدة غرامات مالية تقدر بثلاثة ملايين دولار ذهبا، وضريبة سنوية قدرها 20 ألف دولار سنويا، وطالب في نفس الوقت محمد حمودة باشا والي تونس الولايات المتحدة بعشرة آلاف دولار سنويا.
وظلت الولايات المتحدة تدفع هذه الضريبة حماية لسفنها حتى سنة (1227هـ= 1812م)، حيث سدد القنصل الأمريكي في الجزائر 62 ألف دولار ذهبا، وكانت هذه هي المرة الأخيرة التي تسدد فيها الضريبة السنوية
هل تصدقون أن أمريكا تدفع لأول مرة في حياتها وتاريخها كله الضريبة السنوية للدولة الإسلامية، وهل تصدقون أن أمريكا توقع لأول مرة في تاريخها وثيقة بلغة غير لغتها، اقرأوا ما يلي:
بدأت أعلام سفن الولايات الأمريكية التي نالت استقلالها من إنجلترا في 1776م ترفرف في البحار اعتباراً من 1783م ولو أنها كانت متواضعة بالنسبة لأوربا، وفي 25/7/1785م استولى المجاهدون المسلمون التابعون لولاية الجزائر التي تخضع للحكم الإسلامي العثماني على سفينة تخص الولايات الأمريكية في مياه قادش وهي سفينة القائد (Isaak Stevenes) المسماة ماريا (Maria) التابعة لميناء بوسطن، ثم لقي القائد (O`Brien` I Dauphin`i) التابع لفلادلفيا بعد مدة قصيرة نفس العاقبة، فقد جلب إلى ولاية الجزائر.
وفي شهري أكتوبر ونوفمبر من العام 1793م استولى المجاهدون المسلمون على 11 سفينة تخص الولايات الأمريكية، فأعطى المؤتمر الأمريكي للرئيس الأمريكي جورج واشنطن صلاحية صرف مبلغ 688.888 دولارا ذهبا لإنشاء سفن متينة يمكنها صد هجمات المسلمين الأتراك وكان ذلك في 27/3/1794م، وتعهد البنسلفاني (Joshua Humphrey) بإنشاء هذه السفن، وبفضل المجاهدين الأتراك (كما يذكر المؤرخون) وضع حجر الأساس لتأسيس قوة بحرية وصناعة سفن للولايات المتحدة.
كان إنشاء أسطول أمريكي يمكنه مطاولة ولاية الجزائر يحتاج إلى وقت طويل، لذا اتصلت واشنطن بولاية الجزائر وطلبت الهدنة وبموجب معاهدة 21 صفر الخير 1210هـ الموافق 5/9/1795م المكونة من 22 مادة باللغة التركية وقعت أمريكا على ما يلي:
تدفع الولايات الأمريكية إلى ولاية الجزائر التابعة لدولة الخلافة العثمانية فورا مبلغ 642 ألف دولارا ذهبيا وتدفع لها سنويا مبلغ 12 ألف ليرة عثمانية ذهبية، وفي مقابل ذلك يطلق سراح الأسرى الأمريكيين الموجودين في الجزائر ولا تتعرض ولاية الجزائر لأية سفينة أمريكية لا في الأطلسي ولا في البحر الأبيض.
وقع وصدق على المعاهدة جورج واشنطن بنفسه، وبكلر بك حسن باشا من طرق الدولة العثمانية.
وهذه هي المعاهدة الوحيدة التي وقعتها أمريكا طوال تاريخ حياتها بغير لغتها، وفي نفس الوقت هي المعاهدة الوحيدة التي وافقت فيها أمريكا وتعهدت خلال تاريخها كله بدفع ضريبة (تسمى سنوية) لدولة أجنبية.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 73.29 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 71.39 كيلو بايت... تم توفير 1.90 كيلو بايت...بمعدل (2.59%)]