رحلة الصادقين مع الصدق منذ التكليف وحتى دخول الجنة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 35 - عددالزوار : 1153 )           »          التربية على الإيجابية ودورها في نهضة الأمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          زخرفة المساجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 70 - عددالزوار : 16817 )           »          لماذا نحن هنا؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          يغيب الصالحون وتبقى آثارهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الهواتف الذكية تحترف سرقة الأوقات الممتعة في حياة الزوجين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          استشراف المستقبل من المنظور الشرعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 10 )           »          من شبهات اليهود وأباطيلهم «أن تحويل القبلة أنهى مكانـة المسـجد الأقصى عند المسلمين»!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          لماذا يكذب الأطفال؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-09-2021, 11:08 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,991
الدولة : Egypt
افتراضي رحلة الصادقين مع الصدق منذ التكليف وحتى دخول الجنة

رحلة الصادقين مع الصدق منذ التكليف وحتى دخول الجنة (خطبة)


أحمد رضوان محمد وزيري




(الصدق مع الله، مع النفس، مع الناس)



1- في الدنيا: الصدق طمأنينة للقلب ونجاةُ من كل كرب، أما الكاذبون فيهلكون ويخسرون.







2- عند الموت: الصادق يثبته الله وتأتيه البشرى بالجنة، أما الكذاب فيتحسر ويندم ويتمنى الرجوع، لكن... بعد فوات الأوان.







3- في القبر: الصادقون في نعيم القبر، يكفيهم شهادة الله (صدق عبدي) لأنهم طابق قولهم ما كانوا عليه في الدنيا؛ حيث عاشوا صادقين في قول (لا إله إلا الله)، صادقين في محبتهم واتباعهم لرسول الله، وكانوا مسلمين بصدق، أما الكاذب ففي حيرة وشتات في ظلمة القبر وعذابه. ويكفيه عذابا وتوبيخا " كذب عبدي".







4- في أرض المحشر: الصادقون في ظل عرش الرحمن؛ يجمعهم الصدق في ظل العرش، أما الكاذبون فلا ينفعهم كذبهم شيئا حين يلجمهم العرق إلجامًا.







لا ينفعهم كذبهم شيئا حين يُفضحون على رؤوس الأشهاد.







5- عند الحساب، عند تطاير الصحف: الصادقون لا يحزنهم الفزع الأكبر، وينزلون منازل الشهداء، أما الكاذبون فيظهر لهم ما كانوا يخفون، يظهر خداعهم ومكرهم ونفاقهم، وما يخدعون إلا أنفسهم وأكبر دليل على ذلك أنهم يستمرون على كذبهم!! ولكن يكذبون على من؟ على أنفسهم.







6- الصدق طريقك إلى الجنة:



1- في الدنيا كتب الله النجاة للصادقين:



فاز سيدنا كعب ومن معه من الصادقين برضا الله ورسوله، وذلك عندما بادروا بالتوبة بعد اعترافهم بذنبهم، وهذه أعظم ثمرات الصدق مع الله ومع النفس: أن يعلم العبد أن الله مطلع على قلبه، فيصدق مع نفسه فيحاسبها ويجاهدها حتى تتوب إلى الله وتستقيم على طاعته؛ ﴿ وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ [التوبة:118 -119].







الصدق مع الله ومع النفس ومع الخلق منجاة من كل كرب.







الصدق في الأقوال والأفعال والحال يتجسد في تلك القصة؛ قصة الصادقين الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى غار؛ حيث جعلوا شعارهم " إنه والله يا هؤلاء لا ينجيكم إلا الصدق، فليدع كل رجل منكم بما يعلم، أنه قد صدق فيه."







روى مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « بينما ثلاثة نفر ممن كان قبلكم يمشون، إذا أصابهم مطر فآووا إلى غار فانطبق عليهم، فقال بعضهم لبعض: إنه والله يا هؤلاء لا ينجيكم إلا الصدق، فليدع كل رجل منكم بما يعلم، أنه قد صدق فيه.







فقال واحد منهم: اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي أجير عمل لي على فرق من أزر، فذهب وتركه، وإني عمدت إلى ذلك الفرق فزرعته، فصار من أمره أني اشتريت منه بقرًا، وأنه أتاني يطلب أجره، فقلت: اعمد إلى تلك البقر فسقها، فقال لي: إنما لي عندك فرق من أرز، فقلت له: اعمد إلى تلك البقر فإنها من ذلك الفرق فساقها، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك ففرج عنا، فانساخت عنهم الصخرة.







فقال الآخر: اللهم إن كنت تعلم كان لي أبوان شيخان كبيران، وكنت آتيهما كل ليلة بلبن غنم لي، فأبطأت عنهما ليلة، فجئت وقد رقدا، وأهلي وعيالي يتضاغون من الجوع، وكنت لا أسقيهم حتى يشرب أبواي، فكرهت أن أوقظهما، وكرهت أن أدعهما فيستكنا لشربتهما، فلم أزل أنتظر حتى طلع الفجر، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك ففرج عنا، فانساخت عنهم الصخرة حتى نظروا إلى السماء.







فقال الآخر: اللهم إن كنت تعلم أنه كانت لي ابنة عم من أحب الناس إلي، وإني راودتها عن نفسها فأبت إلا أن آتيها بمائة دينار، فطلبتها حتى قدرت فأتيتها بها فدفعتها إليها، فأمكنتني من نفسها، فلما قعدت بين رجليها، قالت: اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه، فقمت وتركت المائة دينار، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك، ففرج عنا، ففرج الله عنهم فخرجوا».







فهؤلاء الثلاثة جمعهم الصدق، صدق في بر الوالدين رجاء رضوان الله، صدق في طلب الاستعفاف خشية سخط الله، صدق في أداء الأمانة كما أمر الله، فحركت تلك الأعمال الصادقة الخالصة الصخور، وكانت نعم الوسيلة لنجاتهم في الدنيا، رجاء الفوز يوم يبعثر ما في القبور.







أما الكاذب فهالك وخاسر خائب؛ ﴿ إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴾ [المنافقون: 1].







الكاذب يخدع نفسه بعدم تزكيتها ومجاهدتها فيوردها المهالك:



ويؤيد هذا قصة الأبرص والأقرع والأعمى فانظروا مصير من كذبوا حين دعا عليهم الملك "إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت".







وتأملوا مآل من صدق ويكفيه شهادة الملًك " أمسك عليك مالك فإنما ابتليتم فقد رضى الله عنك، وسخط على صاحبيك".







كما روى البخاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن ثلاثة في بنى إسرائيل: أبرص، وأعمى، وأقرع، بدا الله أن يبتليهم، فبعث الله إليهم ملكا، فأتى الأبرص فقال له: أي شيء أحب إليك؟







فقال: لون حسن وجلد حسن، قد قذرني الناس، قال: فمسحه فذهب عنه، فأعطى لونا حسنا وجلدًا حسنا.







فقال: أيُّ المال أحب إليك؟



قال: الإبل، أو: قال البقر - هو شك في ذلك أن الأبرص والأقرع قال أحدهما: الإبل، وقال الآخر: البقر - فأعطى ناقة عشراء، فقال: يبارك لك فيها.







قال: وأتى الأقرع فقال له: أي شيء أحب إليك؟



قال: شعر حسن، ويذهب عنى هذا، قد قذرني الناس، فمسحه فذهب، وأعطى شعرا حسنا.







قال: فأي المال أحب إليك؟



قال: البقر، فأعطاه بقرة حاملا، وقال: يبارك لك فيها.







قال: وأتى الأعمى فقال: أي شيء أحب إليك؟



قال: يرد الله إلي بصري فأبصر به الناس، قال: فمسحه فرد الله إليه بصره.







قال: فأي المال أحب إليك؟



قال: الغنم فأعطاه شاة والدا، فأنتج هذان وولد هذا، فكان لهذا واد من الإبل، ولهذا واد من البقر، ولهذا واد من الغنم.







ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته فقال: رجل مسكين تقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن، والجلد الحسن، والمال بعيرا أتبلغ عليه في سفري.







فقال له: إن الحقوق كثيرة، فقال له: كأني أعرفك، ألم تكن أبرص يقذرك الناس، فقيرا فأعطاك الله عزَّ وجلَّ.







فقال: إنما ورثت هذا المال كابرا عن كابر، فقال: إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت.







وأتى الأقرع في صورته وهيئته فقال له مثل ما قال لهذا، فرد عليه مثل ما رد عليه هذا، فقال: إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت.







وأتى الأعمى في صورته وهيئته، فقال: رجل مسكين وابن سبيل، وتقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي ردَّ عليك بصرك، شاة أتبلغ بها في سفري، فقال: قد كنت أعمى فرد الله إلى بصري، وفقيرا فقد أغناني، فخذ ما شئت فوالله لا أجهدك اليوم بشيء أخذته لله عز وجل.







فقال: أمسك مالك فإنما ابتليتم فقد رضى الله عنك، وسخط على صاحبيك".



2- الصادق عند الموت الصادق تأتيه البشرى؛ ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ﴾ [فصلت: 30].







ما علاقة الاستقامة بالصدق؟



لأنه لا يثبت على الاستقامة إلا من صدق.



ويؤيد ذلك تلك القصة التي جمعت كل أصول الصدق صدق الأقوال والأفعال والأحوال، حيث الصدق مع الله والصدق مع النفس والصدق مع الخلق: " إن تصدق الله يصدقك " ويكفي هذا الصادق شهادة النبي له " صدق الله فصدقه ".







عن شداد بن الهادِ رضي الله عنه، أن رجلًا من الأعراب جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فآمن به واتبعه، ثم قال: " أهاجر معك، فأوصى به النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه، فلما كانت غزوة غنم النبي صلى الله عليه وسلم سبيًا فقسَّم، وقسم له، فأعطى أصحابه ما قسم له، وكان يرعى ظهرهم، فلما جاء دفعوه إليه، فقال: ما هذا؟ قالوا: قسم قسمه لك النبي صلى الله عليه وسلم.







فأخذه فجاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما هذا؟ قال: قسمته لك، قال: ما على هذا اتبعتك، ولكني اتبعتك على أن أُرمى هاهنا - وأشار إلى حلقه - بسهمٍ فأموت فأدخل الجنة، فقال صلى الله عليه وسلم: " إن تصدق الله يصدقك ".







فلبثوا قليلًا ثم نهضوا في قتال العدو، فأُتي به النبي صلى الله عليه وسلم يُحملُ قد أصاب السهم حيث أشار، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " أهو هو؟ قالوا: نعم، قال: صدق الله فصدقه ". ثم كفنه النبي صلى الله عليه وسلم في جبة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قدمه فصلى عليه، فكان فيما ظهر من صلاته: " اللهم هذا عبدك، خرج مهاجرًا، فقُتل شهيدًا، أنا شهيد على ذلك " صحيح النسائي.







أما الكاذبون فيتحسرون على ما فرطوا حين يعاينون ملائكة العذاب؛ ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ [المؤمنون 99 - 100].







وقال تعالى: ﴿ وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ * وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا ۚ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [المنافقون: 10، 11].







ما علاقة الصِدق بالإنفاق؟



العلاقة نطقت بها الآيات؛ فالصدق يجمع الخير كله والبر كله والفضل كله فالصادق سليم الاعتقاد، صحيح العبادة، حسن الأخلاق:



وتدبروا هذه الآية التي جمعت فأوفت؛ قال تعالى: ﴿ لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ۖ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 177].







3- في القبر الصادقون يكفيهم شهادة الله: "صدق عبدي"، عندما يطابق قولهم ما كانوا عليه في الدنيا؛ حيث عاشوا صادقين في قول لا إله إلا الله، صادقين في محبتهم واتباعهم لرسول الله، كانوا مسلمين بصدق، وفي "سنن الترمذي": ((إذا قُبر الميت – أو قال: أحدُكم – أتاه ملكان أسودان أزرقان، يقال لأحدهما: المنكر، وللآخر: النكير، فيقولان، ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: ما كان يقول، هو عبد الله ورسوله، أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله.. وإن كان منافقًا، قال: سمعت الناس يقولون قولًا، فقلت مثله، لا أدري..).







وجاء في الحديث الذي يرويه البراء بن عازب عن الرسول صلى الله عليه وسلم: ((فيأتيه ملكان شديدا الانتهار فينتهرانه، ويجلسانه، فيقولان له: من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟ وهي آخر فتنة تعرض على المؤمن، فذلك حين يقول الله عز وجل: ﴿ يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ [إبراهيم: 27]، فيقول: ربي الله، وديني الإسلام، ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم، فينادي مناد من السماء: أن صدق عبدي ".







أما الكاذب فيكفيه عقوبة وتوبيخًا: " كذب عبدي " مع ما ينتظره من عذاب، (.. وقال في العبد الكافر أو الفاجر: ويأتيه ملكان شديدا الانتهار، فينتهرانه، ويجلسانه، فيقولان له: من ربك؟ فيقول: هاه، هاه لا أدري، فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: هاه، هاه لا أدري، فيقولان: فما تقول في هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فلا يهتدي لاسمه، فيقال: محمد، فيقول: هاه، هاه لا أدري، سمعت الناس يقولون ذاك، قال: فيقولان: لا دريت ولا تلوت فينادي منادي أن كذب عبدي)) رواه البخاري كتاب الجنائز. باب ما جاء في عذاب القبر.







4- في أرض المحشر الصادقون في ظل عرش الرحمن يجمعهم الصدق في ظل العرش حديث عن أبي هريرة قالَ: قالَ رسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ: إِمامٌ عادِلٌ، وشابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّه تَعالى، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المَسَاجِدِ، وَرَجُلانِ تَحَابَّا في اللَّه: اجتَمَعا عَلَيهِ، وتَفَرَّقَا عَلَيهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ، وَجَمَالٍ فَقَالَ: إِنِّي أَخافُ اللَّه، ورَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فأَخْفَاها، حتَّى لا تَعْلَمَ شِمالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينهُ، ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّه خالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ متفقٌ عَلَيْهِ.







فالإمام لا يعدل إلا إذا صدق مع ربه في طلب مرضاته، وصدق مع نفسه في نجاتها من النار وهو يعلم أنه مسئول عن رعيته، وصدق مع الناس.







أما الملك الكذاب الذي لم يصدق مع ربه ولا مع نفسه ولا مع الخلق فهو بعيد كل البعد عن العدل، وعن عرش الرحمن، وهذا مصيره كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولا ينظر إليهم، ولهم عذاب أليم: شيخ زان، وملك كذاب، وعائل مستكبر، رواه مسلم.







وبالصدق في الإيمان ينشأ الشباب في طاعة الكريم المنان، فيستحقون الاستظلال بعرش الرحمن.







ورجل قلبه معلق في المساجد " وهذا أقوى دليل على صدقه حيث أحب بيوت الله بصدق حتى تعلق قلبه الصادق بالمساجد، ويكفيهم شهادة الله لهم بصدق الإيمان والخشية ﴿ ﴿ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ﴾ [التوبة: 18].







وأعظم دليل على صدقهم أنه لا يشغلهم عن عبادة الله وعمارة بيوته شاغل ﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ ۗ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الور: 36 – 38].







" ورجلان تحابا في الله..." صدق في المحبة الخالصة لوجه الله.







" ورجل دعته امرأة... " صدق في الخوف من الله، جعل هذا الرجل يترك محارم الله ولسان حاله (معاذ الله).







" ورجل تصدق بصدقة فأخفاها... " إخفاوه الصدقة دليل على سعيه بصدق في مرضاة الله، راجيا الثواب منه وحده سبحانه، وهذا منشؤه التصديق بالوعد والوعيد، فيسعى المصدق لينال وعد الله، وينجو من وعيده.







وهذا ينطبق على سائر الاصناف السبعة إنما حركهم التصديق لوعد الله على تلك الأعمال الجليلة التي أنزلتهم ظل عرش الرحمن.







أما الكاذبون فيفضحون على رؤوس الأشهاد ﴿ يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ ﴾ [القلم: 42].







عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: " يكشف ربنا عن ساقه، فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة، ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة، فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقا واحدا " رواه البخاري.







فالكاذبون لا ينفعهم كذبهم شيئا في يوم القيامة حين يلجمهم العرق إلجامًا، ﴿ الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [يس: 65].







5- عند الحساب ينزل الصادقون منازل ا لشهداء:



قال صلى الله عليه وسلم: "من سأل الله الشهادة بصدق، بلغه الله منازل الشهداء، وإن مات على فراشه". أخرجه مسلم.







عند تطاير الصحف يرى الصادق صحيفته بيضاء ﴿ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ ﴾ [الحاقة: 19 - 24].







كما وافق ظاهره باطنه بصدقه مع الله في الدنيا يعطى كتابه بيمينه ويشهده الأولون والآخرون، والجزاء من جنس العمل.







أما الكاذبون فيظهر لهم ما كانوا يخفون، يظهر خداعهم ومكرهم ونفاقهم، وما يخدعون إلا أنفسهم وأوضح دليل على ذلك أنهم يستمرون في كذبهم!! ولكن يكذبون على من؟ على أنفسهم.







﴿ وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * بَلْ بَدَا لَهُم مَّا كَانُوا يُخْفُونَ مِن قَبْلُ ۖ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴾ [الأنعام: 27 – 28].







(ويقول الأشهاد)، يعني الملائكة والأنبياء الذين شهدوهم وحفظوا عليهم ما كانوا يعملون، وهم جمع " شاهد " مثل " الأصحاب " الذي هو جمع " صاحب "، ﴿ هَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَىٰ رَبِّهِمْ ﴾، يقول: شهد هؤلاء الأشهاد في الآخرة على هؤلاء المفترين على الله في الدنيا، فيقولون: ﴿ هَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَىٰ رَبِّهِمْ ﴾، يقول الله: ﴿ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴾، يقول: ألا غضب الله على المعتدين الذين كفروا بربّهم. ". تفسير الطبري.







﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴾ [هود: 18].







يبين تعالى حال المفترين عليه وفضيحتهم في الدار الآخرة على رءوس الخلائق; من الملائكة، والرسل، والأنبياء، وسائر البشر والجان، كما قال الإمام أحمد:



عن صفوان بن محرز قال: كنت آخذا بيد ابن عمر، إذ عرض له رجل قال: كيف سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في النجوى يوم القيامة؟ قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " إن الله عز وجل يدني المؤمن، فيضع عليه كنفه، ويستره من الناس، ويقرره بذنوبه، ويقول له: أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ حتى إذا قرره بذنوبه، ورأى في نفسه أنه قد هلك قال: فإني قد سترتها عليك في الدنيا، وإني أغفرها لك اليوم. ثم يعطى كتاب حسناته، وأما الكفار والمنافقون فيقول: ﴿ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴾ [هود: 18].







أخرجه البخاري ومسلم في الصحيحين " تفسير بن كثير.







6- الصدق طريقك إلى الجنة: ﴿ قَالَ اللَّهُ هَٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ۚ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [المائدة: 119].

وفي الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا....".







أما الكذب فهو خطوات نحو النار - عياذًا بالله تعالى - كما في الحديث".. وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا".







أخرجه البخاري، كتاب الأدب، باب قول الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين وما يُنهى عن الكذب.

نسأل الله الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 76.97 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 75.07 كيلو بايت... تم توفير 1.90 كيلو بايت...بمعدل (2.47%)]