|
|
الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
المحاضن التربوية
المحاضن التربوية علي بن حسين بن أحمد فقيهي بوح القلم (تأملات في النفس والكون والواقع والحياة) المحاضن التربوية ♦ المحضن: هو الموقع والموضع الذي ينال فيه الفرد الحفظ والعناية، والتربية والرعاية، والإعداد والتهيئة للقيام بمتطلبات التكوين، ومقتضيات الوجود، ومقومات الاستخلاف. ♦ تتعدد وتتنوع المحاضن التربوية باختلاف الثقافات والبيئات والاحتياجات، ومن أبرزها حضورًا وأكثرها تأثيرًا على مسيرة الفرد وحَراك المجتمع: الأسرة، المسجد، دُور التعليم. ♦ تُظهِر الدراسات التربوية والاستطلاعات المجتمعية الضعفَ الكبير والوهن الواضح الذي أصاب المحاضنَ التربوية خلال العقود الماضية، والذي كان من نتاجه انصراف وتأثر الكثير من الأفراد بمواقع التواصل والتفاعل الاجتماعي، التي تتجدد وتتطور في الثانية واللحظة وبالصوت والصورة. ♦ بالرغم من مرور عقدين من التغيُّرات العالمية الحادة والمتسارعة - وخاصة الفكرية والسلوكية - إلا أن المحاضن التربوية ظلت تراوح مكانها، فاكتفت بدَور المستسلم للأمر الواقع، والمنتظر للمخلِّص، والقابع في الزاوية الضيقة والمحدودة، والمُلقِي باللوم والعتاب على أطراف داخلية وأصابع خارجية. ♦ الصراع بين الوجود والعدم، والحق والباطل، والصلاح والفساد، والتقدم والتأخر - يحتم على المربِّين والمصلحين الوعيَ والإدراك بالأمور التالية: 1) سنة الله عز وجل الماضية والباقية بالمداولة والمبادلة بين الخير والشر؛ للابتلاء والاختبار، والتأهب والاستعداد؛ ﴿ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ ﴾ [آل عمران: 140]. 2) البكاء على الأطلال، والتحسر على الواقع، والخوف من المستقبل - حيلةُ العاجز، وحجة الضعيف، وعذر المنهزم؛ تبريرًا للهروب، وتسويغًا للقعود. 3) المحاضن الإسلامية تمتلك كل مقومات البناء، وعوامل البقاء، وموجبات الاستعلاء، التي توضح وتؤكد على ضرورة التعامل الأمثل والتفاعل الأفضل مع التطورات الحديثة والمتغيرات الجديدة. 4) أهمية التعاون والتكامل بين المحاضن التربوية والمؤسسات المجتمعية كـ (وسائل الإعلام، الأندية الرياضية، النوادي الأدبية والفنية، المنتديات والجلسات الشبابية)، وعقد شراكات وصفقات تعاونية لصيانة الفكر والثقافة، وحماية المبادئ والقيم. 5) تشجيع وتحفيز الأفكار الإبداعية والمشاريع التطويرية، وتقويم وتعديل ما فيها من الأخطاء والسلبيات، والانفتاح على كافة الأطراف والأطياف، وعدم اختزال وتحجير المحاضن النافعة والدُّور المصلحة بمواقع معينة، وجماعة محددة، وطائفة مخصوصة. 6) قيام الكليات التربوية والأقسام الاجتماعية والمهتمين بالشأن العام بإعداد الأبحاث والدراسات عن الظواهر والمتغيرات الجديدة من حيث (الأسباب، المظاهر، الآثار، الحلول، التوصيات)، وتقديمها للمحاضن التربوية؛ لتصور الواقع والوعي بالوضع، ومن ثم التطبيق المتزن والتنفيذ الحكيم، بعيدًا عن الاجتهادات التقليدية، والتصرفات العشوائية. 7) استشعار الفرد عِظَم الأمانة وقدر المسؤولية الملقاة على عاتقه تجاه النفس والأسرة، والمجتمع والأمة. ♦ ومضة: عن سماك بن حرب، قال: قلت لجابر بن سمُرة: "أكنتَ تجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم؟"، قال: "نعم، كثيرًا، كان لا يقوم من مصلاه الذي يصلي فيه الصبح أو الغداة حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت الشمس قام، وكانوا يتحدثون فيأخذون في أمر الجاهلية، فيضحكون ويتبسم"؛ رواه مسلم.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |