التعريف بالمناسبة ودلالتها الاصطلاحية عند علماء البلاغة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         ولا تبغوا الفساد في الأرض (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          تحرر من القيود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          فن التعامـل مع الطالبات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 28 - عددالزوار : 781 )           »          العمل السياسي الديـموقراطي سيؤثر في الصرح العقائدي وفي قضية الولاء والبراء وهي قضية م (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 131 )           »          طرائق تنمية الحواس الخمس لدى الطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 19 )           »          حقيقة العلاج بالطاقة بين العلم والقرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 29 )           »          الله عرفناه.. بالعقل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          افتراءات وشبهات حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 94 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى الإنشاء

ملتقى الإنشاء ملتقى يختص بتلخيص الكتب الاسلامية للحث على القراءة بصورة محببة سهلة ومختصرة بالإضافة الى عرض سير واحداث تاريخية عربية وعالمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-06-2021, 02:37 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,578
الدولة : Egypt
افتراضي التعريف بالمناسبة ودلالتها الاصطلاحية عند علماء البلاغة

التعريف بالمناسبة ودلالتها الاصطلاحية عند علماء البلاغة
محمود حسن عمر




المناسبة لغةً:
يقول ابن فارس ت 395هـ: "النون والسين والباء كلمة واحدة قياسها اتصال شيءٍ بشيء، ومنه النَّسب سُمِّي لاتصاله وللاتصال به"[1].

يقول الراغب الأصفهاني ت 502هـ: "والنسب والنسبة: اشتراك من جهة أحد الأبوين، وذلك ضربان: نسب بالطول؛ كالاشتراك بين الآباء والأبناء، ونسب بالعرض؛ كالنسبة بين بني الإخوة وبني الأعمام؛ قال تعالى: ﴿ فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا ﴾ [الفرقان: 54][2].

يقول الزركشي ت 794هـ: "واعْلَمْ أن المناسبة علم شريف تحزر به العقول، ويُعرف به قدر القائل فيما يقول، والمناسبة في اللغة: المقاربة، وفلان يُناسب فلانًا؛ أي: يَقرُب منه، ويُشاكله، ومنه النسيب الذي هو القريب المتصل؛ كالأخوين وابن العم ونحوه، وإن كانا متناسبين بمعنًى رابط بينهما، وهو القرابة"[3].

يقول الزبيدي ت 1205هـ: "ومن المجاز: المناسبة: المشاكلة، يقال: بين الشيئين مناسبة وتناسُب؛ أي: مشاكلة وتشاكُل، وكذا قولهم: لا نسبةَ بينهما، وبينهما نِسبة قريبة"[4].

يتَّضح مما سبق أن مادة (نسب) تجمع أكثر من معنى، فهي تأتي بمعنى الاتصال والتشابك، ومعنى الاشتراك في النَّسَب طولًا كالآباء والأبناء، أو عرضًا كالنَّسَب والقرابة بين الإخوة وبني الأعمام، ومعنى المشاكلة والمشابهة.

المناسبة اصطلاحًا:
يقول البقاعي ت 885هـ: "علم مناسبات القرآن: علم تُعرف منه عِللُ ترتيب أجزائه، وهو سر البلاغة"[5].

يقول القاضي أبو بكر بن العربي ت 543هـ: "هو ارتباط آي القرآن بعضها ببعض؛ حتى تكون كالكلمة الواحدة، مُتسقة المعاني، منتظمة المباني"[6].

يقول الشيخ عبد الحميد الفراهي الهندي ت 1349هـ - وقد أطلق على التناسب اسم النظام -: "ومرادنا بالنظام أن تكون السورة وَحدة متكاملة، ثم تكون ذات مناسبة بالسورة السابقة واللاحقة... وعلى هذا الأصل، ترى القرآن كله كلامًا واحدًا ذا مناسبة وترتيب في أجزائه من الأول إلى الآخِر"[7].

ويقول الدكتور محمد بازمول: "هو معرفة مجموع الأصول الكلية والمسائل المتعلقة بعلل ترتيب أجزاء القرآن العظيم بعضها ببعض"[8].

يتَّضح من التعريفات السابقة لمصطلح المناسبة أو التناسب، أن هناك تقاربًا شديدًا بين علم المناسبة وعلم البلاغة؛ مما حدا بالبقاعي أن يجعله سرَّ البلاغة؛ إذ إن المناسبة كما هو معروف عند البلاغيين هي ترتيب المعاني المتآخية والمتشابهة والمتسقة، وعلم المناسبة - كما مرَّ - هو معرفة علل ترتيب الأجزاء، ومن هنا فإن علم المناسبة بالنسبة للمناسبة في البلاغة، كأصول الفقه بالنسبة للفقه، فهو حاضنُها، ومُعلل ترتيبها، ومُقنِّن لها، فالمناسبة البلاغية الترتيب والاتساق والتآخي، وعلم المناسبة هو معرفة علل وأسباب هذا الترتيب والتآخي.

دلالة المناسبة الاصطلاحية عند علماء البلاغة:
يقول الدكتور أحمد يحيى: "وأما دلالته الاصطلاحية، فإن الناظر في المصادر البلاغية لا يكاد يظفر بتعريف محدد يتفق عليه البلاغيون، فمنهم من أشار إليه شارحًا مفهومه اللغوي عن طريق الاستشهاد، ومنهم من أتى بالأمثلة دون أن يُحدد دلالته الاصطلاحية، إلا إشارات مقتضبة تضمَّنت دلالته الاصطلاحية التي لم تَختلف عن دلالته اللغوية كثيرًا"[9].

ومصداق قول الدكتور أحمد يحيى ما جاء عند الجاحظ ت 255هـ؛ حيث قال: "لكل ضرب من الحديث ضرب من اللفظ، ولكل نوع من المعاني نوع من الأسماء: فالسخيف للسخيف، والخفيف للخفيف، والجزل للجزل، والإفصاح في موضع الإفصاح، والكناية في موضع الكناية، والاسترسال في موضع الاسترسال"[10].

فالجاحظ هنا يتحدث عن مناسبة الألفاظ مع الأغراض، فيطابق بين المناسبة والقاعدة البلاغية التي تقتضي أن لكل مقام مقالاً، ومطابقةِ الكلام لمقتضى الحال، وهذا بطبيعة الحال جزء من المناسبة، وهو مناسبة النص للواقع الذي يُلقى فيه.

وقد جاء تعريف النويري أكثر نضوجًا من تعريف غيره من البلاغيين والمشتغلين بالأدب، فقد أوضح تعريفه معالم مصطلح التناسب؛ يقول: "هو ترتيب المعاني المتآخية التي تتلاءم ولا تتنافر"[11].

وقد علَّق الدكتور أحمد يحيى على هذا التعريف قائلاً: "ومما يَلفت النظر في هذا التحديد وصفه المعاني بالمتآخية المتلائمة، وهي صفة توحي بخلوِّها مما يَعتريها من صفات تُخرجها عن طبقة البلاغة، ونراه أغفَل ذِكر الألفاظ، وهذا الإغفال متعمَّد ومقصود؛ إذ إن المعاني هي التي تتطلب الألفاظ، وكثيرًا ما نرى من أهل البلاغة مَن يشير إلى مصطلح المعاني ويريد به التركيب، على اعتبار أن بناء الكلام يحتاج إلى ركنين، هما المفردات والمعاني المراد توصيلُها"[12].

يقول الدكتور طارق مصطفى محمد: "وإذا انشغل أكثر البلاغيين والمفسرين؛ كالجرجاني، وصاحب الكشاف، وصاحب التحرير والتنوير، وغيرهم - بالنظم داخل الآية القرآنية المفردة غالبًا، أو بين الآيات المتجاورة، فإن علم التناسب ينظر إلى "النظام" الرابط بين أجزاء السورة جميعها، بل يمتد إلى القرآن كله، ومِن ثَم فإن من تمام بلاغة القرآن وبلاغه المبين أن يُتعامل معه باعتباره وَحدةً واحدة؛ ولذلك تؤكد بعض التعريفات السابقة أن السورة وحدة واحدة، بل إن آيات القرآن الكريم لترتبط حتى تكون كالكلمة الواحدة، وهو تعبير غاية في تأكيد الوحدة العضوية للقرآن، فكما أن الكلمة يتهدَّم بُنيانها من أي تغيير في حروفها أو زيادة أو حذف، فكذلك القرآن"[13].


[1] مقاييس اللغة؛ لأحمد بن فارس، ج 5، ص 422.

[2] المفردات في غريب القرآن؛ للراغب الأصفهاني، ج 1، ص 801.

[3] البرهان في علوم القرآن؛ للزركشي، ج 1، ص 35.

[4] تاج العروس؛ للزبيدي، ج 4، ص 265.

[5] نظم الدرر؛ للبقاعي، ج1، ص 6.

[6] البرهان في علوم القرآن، للزركشي ج1، ص 36.

[7] دلائل النظام؛ للشيخ عبد الحميد الفراهي الهندي، ص 75.

[8] علم المناسبات في السور والآيات؛ للدكتور محمد بازمول، ص 27.

[9] التناسب في سورة محمد: دراسة بلاغية؛ للدكتور أحمد يحيى محمد، ص 4.

[10] الحيوان؛ للجاحظ، ج3، ص 17.

[11] نهاية الأرب؛ للنويري، ج7، ص 107.

[12] التناسب في سورة محمد: دراسة بلاغية؛ للدكتور أحمد يحيى محمد، ص 6.

[13] التناسب في سورة البقرة؛ للدكتور طارق مصطفى محمد، ص 14.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.19 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.26 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.38%)]