أتأثر سريعا بمن حولي

[ابوالوليد المسلم]

أتأثر سريعا بمن حولي
أ. سلامة شباط


السؤال:

♦ الملخص:
فتاة جامعية تتأثَّر سريعًا بمَن حولها، شخصيتُها ضعيفةٌ، وهي ومقصِّرةٌ في أداء واجباتها، ولا تُبالي بنتيجة شيءٍ، وليس لديها ثقةٌ في نفسها، وتريد الذَّهابَ إلى طبيب نفسي؛ لتُغيِّر نفسَها، وتكونَ أفضلَ.

♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أنا فتاة جامعيةٌ في نهاية العقد الثاني مِن عمري، أعيشُ في مجتمع غربي، أشعُر أنني سريعة التأثُّر بالمحيطين بي، لديَّ طِيبةُ قلبٍ تَجعلني أُصَدِّقُ أيَّ شيءٍ يقال لي، سابقًا كنتُ أعاني ضَعفًا في الشخصية، ولا أُنكر أنني ما زلتُ أعاني إلى الآن، لكن بدرجة أقلَّ!


أشعُر في كثيرٍ من الأوقات أنني في كامل ثقتي، وأحيانًا أشعر أنني مُدمَّرةُ الشخصية وليس عندي ثقةٌ في نفسي، وقد انعكَس هذا الأمر على علاقتي بصديقاتي، فأقول لنفسي: هل كلُّ صديقاتي صديقاتٌ بالفعل، أو أن بعضَهنَّ لا يُحِبُّني ولا يَهتمُّ بصداقتي؟


أيضًا أصبحتُ كسولًا جدًّا، وأُقصِّر كثيرًا في أداء واجباتي، ولا أُبالي بدرجاتي كثيرًا.


أحيانًا لا أستطيع فَهْمَ نفسي، وأشعُر أنني في بعض الوقت أُبالغ في تفكيري، وفي بعضٍ آخرَ أُصَدِّق ما أُفكِّر فيه، لذا أشعُر في أوقات كثيرةٍ أني مريضةٌ نفسيًّا، وأحتاج إلى طبيبٍ نفسي، لأُغيِّر ما أنا عليه وأُصبح أفضلَ.


لدي خوفٌ من المواجهة، وليستْ لديَّ الجُرأةُ لسماع أيِّ نتيجةٍ، لذا أُريد تغيير نفسي لأكونَ أفضلَ.



الجواب:

الحمد لله الذي تتمُّ بنوره الصالحات، وتَنقضي بذِكره الحاجات، نبدأُ مستعينين بالله في حل المشكلة، أختي الكريمة، شكَر الله لكِ ثقتَك في شبكة الألوكة.

تشخيص المرض: اضطرابٌ بسيط في الشخصية.
أختي الكريمة، إن ما تعانين منه هو اضطراب بسيط في الشخصية، يَسهُل التغلب عليه بنفسك، ولا يحتاج إلى الذَّهاب إلى طبيب نفسي؛ فهناك بعضُ النصائح التي ستساعدك على تخطِّي هذه المرحلة بإذن الله.

♦ هناك عدة مميزات في شخصيتك، مثل أنك طيبةُ القلب؛ فعليك التركيزَ على صفاتك الجيدة، وانظُري إلى شخصيَّتك بإيجابية، وأنك تَملِكين الكثير من الصفات التي ستُقوِّي لديك الثقةَ في النفس.

♦ حدِّدي لكِ أهدافًا واضحةً في الحياة، واسْعَي إلى تحقيقها، وقومي بتقييم كلِّ أعمالك، وتجنَّبي الأفكار السلبية عن نفسك، مثل أنك شخصيةٌ ضعيفة، وأن صديقاتك لا يَهْتَمِمْنَ بكِ، وركِّزي دائمًا على الأفكار الإيجابية، مثل أنك شخصيةٌ طيبة القلب، وأنك قادرةٌ على تكوين صداقاتٍ.

♦ اختلاف الثقافة والعادات والتقاليد في المجتمع الغربي عن المجتمع العربي - ساعَد على ظهور أفكار سلبية عن نفسك، فاعمَلي على تَقوِيةِ شخصيتك، من خلال الاستماع إلى تجارب الآخرين والاستفادة منها.

♦ المشاركة في الأنشطة الاجتماعية المناسبة لك داخل الجامعة؛ لأنها تَشغَل وقتَ فراغك، وتَزيد ثقافتَكِ، وتُقوِّي شخصيَّتَكِ.

♦ قومي بالتطوع في الأعمال الخيرية المتاحة لكِ؛ لأن العمل التطوعي يعمَل على التفاعل الإيجابي مع الآخرين، ومن خلال هذه الأعمال يُمكنك تكوينُ صداقات جيدة، والاعتماد عليها والثقة بها.

♦ ممارسة التمارين الرياضية بشكل يومي، تعمَل على زيادة نشاط الجسم، وعدم الشعور بالكسل والخمول، وتساعدك على أداء واجباتك بكل هِمَّة ونشاط.

♦ عليك المحافظةَ على الصلوات، والتمسُّك بالقيم والأخلاق، وقراءة القرآن والدعاء، والمداومة على أذكار الصباح والمساء.

كلُّ ذلك سوف يزيد ثقتَك في نفسك، ويُقوِّي لديك الرضا عن النفس، والله هو الشافي والمعين.