أمي تغيرت بعد وفاة أختي - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4418 - عددالزوار : 854661 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3949 - عددالزوار : 389572 )           »          معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-11-2022, 02:33 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي أمي تغيرت بعد وفاة أختي

أمي تغيرت بعد وفاة أختي
أ. مروة يوسف عاشور


السؤال:

الملخص:
فتاة ماتت أختها، وبعدها تغيرتْ أمها كثيراً، فأصبحت تُراسل الرجال وتحادثهم، والفتاة تخاف على أمها وتريد حلًّا.

التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاةٌ أعيش مع أهلي، تُوفيتْ أختي منذ سنوات، وكان عمرها ٢٣ عامًا.

كانتْ أمي تحب أختي حبًّا شديدًا، وكانتْ وفاتها صدمةً لأمي، وبقيتْ شهرًا تبكي حتى تورمتْ عيناها من كثرة البكاء.

لم تتقبَّلْ أمي فكرة موت ابنتها، وكانت تُظهر في البداية نوعًا مِن الاعتراض على القدَر، ثم هدأت بعد فترة، وحاولت تناسي الأمر وإشغال نفسها.

بدأتُ ألحظ تغييرات على أمي، مثل: تعلقها بالواتس والفيس بوك، وبعد متابعتها وجدتها تراسل رجلًا وبينهما محادثات عشق وغرام، وأرسلتْ له صورها!

كدتُ أُجَنُّ مِن هول الصدمة، وظللتُ فترةً مُنهارة ولم أتكلم، ثم قررتُ أن أكلمها، لكنها لم تعرني أي اهتمام؛ وكانت هذه صدمة أخرى!

رأيتها مرة تُصوِّر نفسها في موضع مخلٍّ للأدب، ولا تشعر أنها مخطئة أو تفعل شيئًا خطأ، حاولتُ قطع النت فانقطع يومًا، فإذا بها تغرق في البكاء على أختي.

لعلكم تسألون: وأين الوالد؟
الوالد موجود لكن عن نفسي لا أحبه، فهو رجل عصبي ولا يُطاق، وأمي لا تحبُّه، وكان يُؤذي أختي قبل موتها، يعيش معنا ولا يعرف شيئًا عن أمي.
أرجو مشورتكم بارك الله فيكم، فأخشى على أمي أن تتدهور حالتُها.


الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بُنيتي الحبيبة، حياكِ الله وشكر لكِ ثقتكِ الغالية، ورَبَط على قلبكِ، ورحم أختكِ رحمة واسعة، وأسكنها فسيح جنانه، وأخلف عليكم خيرًا، اللهم آمين.

تأتي صدمة الأبناء في آبائهم وأمهاتهم حين ينشؤون وتنشأ معهم نظرة أقرب للمثالية لهذا الوالد أو الوالدة؛ حيث يستشعر الطفل كل معاني الكمال في والديه، ويحيطه بهالةٍ مِن القدسية التي يأبى أن تنكسرَ أو تتزعزع، فيرفض كل فِكرة توحي أو تذكِّره بأن هذا الوالد أو الوالدة بشَر كأي بشر؛ يُخطئ ويصيب، يُذنب ويُطيع، يَضعُف ويقوى، يرتكب كل ما يرتكبه البشرُ، ويعتريه كل ما يعتريهم من نقص وشهوات ونزوات، وغيرها مِن أمور تُصيب غيره، ثم تقف أمامه عاجزه لأنه "بابا" أو "ماما"، تلك النظرة المُبالغ فيها هي ما جعلتك الآن في حالة ذهول مما تبين لكِ من انحدار دينيٍّ وأخلاقي توشك الوالدة أن تقعَ فيه.

عليكِ قبلَ كل شيء أن تتقبلي فكرة أنها امرأة عادية كأية امرأة حُرمت ابنتها المُفضلة، ولم يسقِها زوجها يومًا من حنانه، ولم يروِ عاطفتها التي يحسب أنها تتراجع بمرور الأعوام، فإذا هي تثور وتعلن عن رغبة مُتزايدة، وقد تُقرر أن تحصل على ما تُريد بكل السبُل الممكنة، ولو كانتْ منافيةً للدين والأخلاق!

نعم تتراجع الشهوة عند المرأة في هذا العمر بشكلٍ ملحوظٍ، ولكن ليست الشهوة الدافع الوحيد لِما تفعل أمكِ.

اعلمي يا صغيرتي أن المحبة رزق كسائر الأرزاق؛ فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عن خديجة رضي الله عنها حينما يُتعجب مِن بره بها بعد موتها: ((إني رُزقت حُبَّها))، وقد كانتْ أختكِ رحمها الله كما يبدو المصدر الوحيد لهذه المحبة التي تتقوى بها والدتكِ على جفاء والدكِ، وتستمد منه عاطفتها المسلوبة، فلم يكن يمنعها مما تفعل الآن خوفها مِن العقاب أو تجنب معصية الله أو غيرها، وإنما فقط حبها لأختكِ وحب أختك وبرها بها، ولم تتمكَّنْ من تعويض ذلك الحُب الذي سُلبته بعد وفاة ابنتها بشيءٍ إلا بالمعصية التي تُخبرها بأنها ما زالتْ أنثى مرغوبة ومطلوبة، وربما جميلة.

هي لا تريد نيل شهوة جسدية، وإنما شهوة عاطفية، لا تتحقق لها مع زوجها ولا أبنائها، ولا غيرهم ممن يعيشون معها على أرض واقعها الصلبة الأليمة.

قد لا ينفع إخبار الوالد وفضح أمرها في هذه الحالة، ولكن الحالة المرضية التي وصلتْ إليها تقتضي أن تتصرفي على وجه السرعة في المساهمة في عملية إنقاذها مما هي فيه بأن:
1- تذهبي لطبيبة نفسية بمفردكِ؛ فهي لن تقبل الفكرة، وتعرضي الحالة كاملة عليها، وتسأليها عن العلاج المناسب للوالدة، وفي الغالب ستحتاج إلى علاج دوائي وسلوكي؛ أمَّا العلاج الدوائي فبإمكانكِ أن تبحثي عن طريقةٍ تُعطينها بها الدواء، كأن تعرضيه عليها على اعتبار أنه أحد الفيتامينات أو المقويات التي تُحسن المزاج وترفع المناعة، أو أية حيلة، ولن تعجزي عن ذلك بإذن الله.
وأما العلاج السلوكي فجاهدي نفسكِ في تطبيقه على قدر الاستطاعة وحسب توجيهات الطبيبة.

2- تذكري أن بِرها يُضَاعَف أجره لكِ بصبركِ على ما هي فيه مِن معصيةٍ، وتحمل ما يصدر منها مِن أمورٍ تعوق البِر، وتحول دون سهولة التودُّد إليها؛ ومعاملة الوالدة الصالحة ليستْ كمعاملة غيرها، والأجر على قدر الجهد.

3- لن أخفي عليكِ أن التقرب ممن تحبين ليس سهلًا، والتقرب ممن لا تحبين سيكون أصعب، ولكن ما لا يُدرك كله لا يُترك جُله؛ فإن لم تتمكني مِن ملء الفراغ العاطفي لديها، فلا أقل من إظهار الاهتمام بأمرها والحرص عليها، ليس بنَهْرِها أو توجيهها بما يضيق صدرها، ولكن بتذكيرها بتناول فطورها مثلًا، أو تقديم كأس من العصير الذي تحبه، أو إحاطتها بغطاء مناسب وهي نائمة، أو القيام بأعمال المنزل نيابة عنها دون أن تطلب، أو إرسال بعض الطرائف إليها عن طريق مواقع التواصل، أو كتابة منشورات تمتدحها، أو غير ذلك مِن الأفعال التي ترسخ لديها فكرة أن هناك من يحرص عليها ويهتم لأمرها، وهذه خطوة غير هينة على طريق الإصلاح بإذن الله.

4- تبقى المرأة بحاجة لنساء في مثل عمرها يُشاركنها المشاعر، ويُقاسِمْنها المشكلات، ويُحسنَّ التفاعل مع القضايا التي تهتم بها، فإن تَيَسَّر لكِ أن تتعرف أمك على والدات صديقاتكِ مثلًا، أو بعض الجارات أو القريبات، وليس بالضرورة أن تقيم معهنَّ صداقة متينة، لكن مجرد التعارف يملأ فراغها اجتماعيًّا ونفسيًّا إلى حد ما.

5- يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن رأى منكم منكرًا فلْيُغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه؛ وذلك أضعف الإيمان))، فيمكن البحث عن طُرق لفصل الخدمة عن بيتكم وإن تطلَّب الأمر أن تناقشي الوالد في ضرورة قطعه؛ لأنه يأخذ من وقتكم الكثير، أو لأنكِ تخشين على إخوتكِ من المواقع السيئة، أو لأي سبب آخر.

6- احرصي على إسماعها وكل أهل البيت القرآن يوميًّا في المنزل بصوت مرتفع، مِن خلال حاسوبكِ، أو من خلال التلفاز؛ فقد يتأثر قلبُها ويتذكَّر عقلها بعض الآيات وتشعر أنها تخاطبها، ونوعي بين القرآن والمحاضرات الوعظية والإرشادية دون العِلمية، وانتقي من المشايخ من له أسلوب طيب سلس، ولغة بسيطة قريبة من الناس؛ فهو أدعى أن يؤثر فيها ويصل إلى قلبها.

7- حاولي أن تُحاوريها بلطفٍ وأدبٍ حول احتمالية أن يعرفَ الوالد أو إخوتكِ بأمرها، والفضيحة لن تكون هينةً في عمرها؛ واربطي بين ذلك وبين فضيحة الآخرة التي ستكون أشد وأكثر إيلامًا، فإن أبدتْ لا مبالاة أو أظهرتْ غضبًا، فالزمي الصمت، ولا تتمادي في الحوار، واختمي حديثكِ بدعوةٍ صادقةٍ ممزوجة بالحنان بصوت تسمعه وتعيه والدتكِ، كأن تقولي: هداني الله وإياكِ، وطهر قلبكِ من كل رجس.

بُنيتي الكريمة، أنا لا أعذر والدتكِ ولا أستهين بما تفعل، ولكن صدقيني، قد يصعب علينا أن نتفهم مشاعر تسيطر على من وُضع في مواقف شاقة على النفس؛ كمعاشرة من ابتلي بجفاء الطبع وسرعة الغضب وغِلظة النفس، وفقد عزيز على غير موعد، وقد يستحيل على شابة في مثل عُمركِ أن تعي حقيقة ما تعانيه امرأة تشرف على الشيخوخة وتستقبل خريف العمر وقد ذهب كل جميل من حياتها، تنظر إلى الماضي فلا تجد فيه سوى أليم الذكريات ودبيب العَبَرات، تُفكِّر في المستقبل فلا يلوح لها إلا ضباب غامض لا ترى فيه بصيص أمل يُبشِّر بحياة طيبة أو لحظات مُشرقة، ماذا جنت من زواج دام لسنوات؟ زوج لا يشعر بها؟ أبناء يفكرون في أنفسهم، يهمهم مستقبلهم، تشغلهم أحلامهم، فأين هي في حياتهم؟!

ارحمي أيتها الابنة البارة أمًّا قد هدَّها العمر، وطال عليها الحزن، فأخذ منها كلَّ معنى جميل، وأفقدها كل بسمة كانتْ ترتسم على شفتيها.

كوني أنتِ بسمة اليوم رغم ألمك..
كوني أنتِ العطاء رغم حاجتكِ أنتِ إلى تلك المشاعر.

أتفهم حالتكِ، وأعذر غضبكِ، وأُقدِّر نفوركِ من البيت، ولكن ما لمسته فيكِ من إيجابية وروح طيبة تحملني على أن أطلب منكِ ما قد يعجز عنه غيركِ من الفتيات، فسلي الله العون، واذكري أمكِ في دعائكِ، واستعيني بالله على إصلاحها، وأرجو من الله ألا يردكِ إلا مجبورة منصورة موفقة.

والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.50 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.61 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.18%)]